اربطوا بطونكم واستمعوا لله ولارواحكم و عقولكم …

بقلم الدكتورة سلوى شعبان

جاء شهر الرحمة والخير ليعطينا الخير والعافية والفائدة لأجسادنا وأرواحنا ولنكون أكثر قرباً من الله سبحانه وتعالى بسمو أخلاقنا وأفعالنا..
قبل حلول أيام الشهر الفضيل كنا نستمع لأحاديث عدة بالسؤال عما حضرتم من مواد غذائية ومواد تموينية ومشروبات خاصة بهذا الشهر الكريم ..وكان شهر رمضان فقط للاكل والشرب والطبخ وتموين كميات كبيرة من الاطعمة متناسين القيمة الرفيعة والسامية لهذا الشهر الذي هو محطة لتجديد حياتنا وإعادة شحن أرواحنا لننطلق من جديد لنتابع مسيرة دربنا الصحيح بأفعالنا الإيجابية والرقي بتعاملنا واللين باخلاقنا والتمعن برحلة الروح الى الله ..
فمن الناحية النفسية والجسدية هو الشهر الذي يعيد لكينونتنا الاستقرار والتوازن النفسي والصحي .يقوي الصبر والحلم والإرادة ويضعنا امام تحدي النجاح في تجاوز متطلبات الجسد للحاجات الشخصية والضعف امام ضغوطات الحياة وعقباتها ..إذ نشعر بالرضا عن ذاتنا والتزامنا الروحي والأخلاقي تجاه خالقنا ..هو المركب الذي يوصلنا لمرتبة الطمأنينة وبر الأمان والهدوء ونتخلص من كل قلق وتوتر وفوضى نفسية تشوبها أفعال غير مسؤولة تصدر عنا عن غير تفكير ودراية ..
فوفق الدراسات والابحاث العلمية التي أثبتت ان صيام عشر ساعات متواصلة تساعد في تحسين المزاج العام وتزيد من طاقة الجسد ..تحسن الذاكرة والتركيز وتعطي صحة عامة للدماغ وبسبب انخفاض نسبة ومعدل السموم في الجسم هذا مايساعد بالاسترخاء والبعد عن التشتت وفقدان التركيز ..
تتجدد الدماغ وتعاود شحنها وتتولد لديها القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط .. وتُفرز هرمونات تعمل على منع ظهور أعراض الاكتئاب والتوتر .
فجهاز المناعة يأخذ خلال شهر رمضان قوته واستراحته بنفس الوقت بتجديد نشاطه وتحفيز خلاياه لانتاج خلايا جديدة تدافع عن الجسد في اوقات المرض والضعف.
يكفينا هذا التوازن الهرموني الذي يحصل عليه الجسد وعملية الاستقلاب لجميع المواد الغذائية التي نتناولها بالإحتفاظ بالمفيد منها والتخلص من الزائد والمضر لأجسادنا وأجهزتنا الهضمية ..تنظف الأمعاء نفسها من الفضلات والرواسب وترتاح المعدة وتخف وطاة السمنة وتراكم الشحوم والدهون الممرضة ..(صوموا تصحوا)..
ومن الناحية الروحية تسمو أرواحنا عالياً بفكرنا النقي وفعلنا الطيب وقرب الروح من باريها لتتطهر وتعود صافية خالصة من الشوائب والسلبية .فتلاوة القرآن دواء وشفاء لكل بيت ..وتطبيق الأدعية والأحاديث النبوية قولا وفعلا حضارة وتطور ونجاة .
ومن الناحية الإجتماعية الصيام ينمي لدى الأفراد حب عمل الخير والتقرب من العباد بمد يد العون لهم ويعززالشعور بالآخوة الإنسانية والمساواة فنسعى للمبادرة والمساعدة لخلق الله وممن يحتاجنا من أشخاص ضعفاء فقدوا أسرهم او قوتهم وصحتهم ..وتغالب عليهم الزمن بقسوته من نواح عدة..
-شهر رمضان كما قلنا شهر باب الرحمة والحنان والاستغفار ..(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)
-كونوا على قدر مسؤولياتكم الانسانية لتصلوا للقيمة المرجوة من حقيقة رمضان وفوائده وقدسيته