انتخابات المهندسين: الأحزاب استعادة وهجها النقابي وتحالف “الثنائي الوطني” و”التيار الحر” حققا فوزاً كاسحاً

أحمد موسى

كواليس| ينطلق المهندس فضل الله المستراح من مقولته الشهيرة “نسعى في نقابة المهندسين إلى هدفين: الأول هو رفع مستوى مزاولة مهنة الهندسة والمستوى العلمي والتقني للمهندسين، والثاني هو الحفاظ على حقوق المهندسين، والسعي الى حل المنازعات بينهم وبين زبائنهم، والتدخّل لتحصيل بدلات أتعابهم عند الضرورة” ، مقولة شكلت للمهندس المستراح “خريطة طريق وإطار لمعركة الفصل” القادمة منتصف نيسان القادم على موقع النقيب ، وبانتظار اليوم الموعود ، كان المهندسون في لبنان خاضوا معركة وصفت بالشرسة والقاسية في إنتخابات الأعضاء الخمسة والمندوبين جرت الأحد الفائت بين لائحتين مكتملتين وبصمات السياسة الحزبية كانت واضحة قياساً لمجريات العملية الانتخابية.

لم تكن الدورة الأولى من انتخابات عضوية مجلس نقابة المهندسين يوم أمس عاديّة من حيث نتائجها ، فالأخيرة جاءت مفاجئة مع ما رافقها من تحالفات “مستورة” و”اتفاقيات” من تحت الطاولة ، إذ تمكّن “التيار الحر” و”الثنائي الوطني” من حصد الأسماء الخمسة المرشحة لمركز النقيب في الفرع الأول، في حين نجحت مرشحّة “القوات” في تحقيق خرق (يتيم) في الفرع السابع ، وبذلك أثبتت أن تحالفات الماضي (الهزيل) يؤكد هزلية التحالفات الهشة القائمة على رمال متحركة وبنيان من ملح ، ما يؤكد أيضاً عدم الاتعاض من التجارب السابقة التي أوقعت “المستقبل” في (شرك) القوات ، مكرراً (المستقبل) تجارب سابقة ليست ببعيدة سياسياً وانتخابيا ، ما أدى إلى سقوط المعركة النقابية للمهندسين لتحالف المستقبل القوات والكتائب وآخرين ، سقوطاً مدوياً ، والتجربة القادمة لن تكون أقل سقوطا وانكسار وانهزما إذا ما أحسن الاختيار التحالفي ولن يكون.

صحيح أن فروع النقابة السبعة شهدت أمس انتخاب ممثلين لها في هيئة المندوبين ، غير أن المعركة الحاسمة انحصرت في الفرعين الأول والسابع ، والنتيجة أهّلت خمسة مرشحين عن كلّ فرع إلى الدورة الثانية ليُنتخب أحدهم رئيساً لفرعه فينضمّ الفائزان إلى عضوية مجلس النقابة ، ورغم أن الأنظار اتّجهت إلى الفرع الأول إثباتاً لاتجاه “الثقل” المسيحي فيه ، إلّا أن مرشح “القوات” حلّ كأوّل الخاسرين ، أما الخرق “القواتي” في الفرع السابع ، ما كان ليتحقّق لولا “الضعف” وغياب التنسيق الذي أهمله “التيار الحر” خلال سير عملية الانتخاب.

مرةً أخرى، استطاعت الأحزاب السياسية من فرض وجودها داخل النقابات ، عن طريق تأمين الدعم لمرشحيها أو دعم بعض المستقلين المقربين منها بغية تأمين فوزهم ، في معركة طاحنة خاضها “الثنائي الوطني” داخل نقابة المهندسين ، هدفت لإسقاط الخصم (القوات) في ركلة جزاء ورفع البطاقة الحمراء في وجهه ومن تحالف معه (المستقبل والكتائب) من خلال الحصول على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التي أجريت الأحد الفائت ، في نقابة المهندسين في بيروت، لانتخاب خمسة أعضاء للفرعين الأول والسابع من نقابة المهندسين، و310 مندوباً في جميع فروع النقابة ، محققاً تحالف (الثنائي الوطني والتيار الحر) فوزاً كاسحاً وجميع مرشحيه في الحصول على جميع المقاعد الشاغرة في الفرع الأول (5 مقاعد) وهم: فضل الله المستراح (665 صوتًا)، علي مراد (645 صوتًا)، بول ناكوزي (593 صوتًا)، فادي قرداحي (578 صوتًا)، عصام جحا (542 صوتًا) ، كما نجح تحالف 8 آذار في الفرع السابع أيضاً ، حاصداً أربعة مقاعد ، وذلك بفوز واصف رحيل (236 صوتًا)، جويس المتني (218 صوتًا) وهالة شاهين (211 صوتًا)، عباس صباح (203 صوتًا)، وكان المقعد الخامس من نصيب المهندسة فكتوريا عمون (238 صوتًا) المقربة من حزب (القوات).

حوالي ثلاثة آلاف مهندس شاركوا في انتخابات المرحلة الأولى ، مع توقع أن يرتفع هذا العدد في المرحلة الثانية ، وعلى بعد أسابيع من هذا الاستحقاق، بدأت التجهيزات داخل نقابة المهندسين ، وباشرت الأحزاب السياسية والمجموعات التغييرية بعقد اجتماعات ولقاءات موسعة مع المرشحين لمنصب نقيب من أجل التباحث والاطلاع على أهداف كل مرشح وإدارة المعركة القادمة ، مع التأكيد أنه أصبح محسوماً أن نقابة المهندسين ستشهد “معركة محتدمة قاسية وشرسة بين الأحزاب السياسية في شهر نيسان المقبل.

المنازلة الكبرى

إذاً ، التحضيرات بدأت للمعركة الكبرى و”المنازلة” الشرسة يوم الأحد في 14 نيسان المقبل على مركز النقيب، وتلفت المصادر السياسية إلى أن قيادات سياسية وحزبية من الصف الأول “تولي أهمية كبيرة لهذا الاستحقاق النقابي” ، بعد سلسلة “إخفاقات” إنتخابية مماثلة ومنها الطلابية ، خاصة لجهة (التيار الحر) و(المستقبل) الذين ووفقاً لمصادر معنية ومقربة منهما “يريدان أن يحققا إنتصاراً يعيد بعض الأمل الى مناصريهما الذين يواجهون العديد من خيبات الأمل” ، فبدأت تشكيل لجان وتطعيم أخرى بعد قراءة العديد من “الإخفاقات” التي منيا بها “الحليفين اللدودين” ، بعد الخسائر والتصدعات في خلال التجربة الأخيرة وما سبقها من “انتكاسات” ، علماً أن (القوات) “تتمتع بخبرة كبيرة في العمل النقابي ، وجدارة الماكينة الانتخابية”.

واللافت أن هذه المعركة الانتخابية النقابية أتت على أنقاض تجربة غير موفّقة لمجموعات الثورة التي فازت بخطاب ونهج ما يسمى ب”17 تشرين” وأتت بمرشح حمل الصبغة ونفس اللون ، وسرعان ما واجهت النقابة انشقاقات وتخبّطاً داخلياً وسوء إدارة وتلكّؤاً في معالجة الكثير من الملفات المفصلية ، مع ما حملته من فشل في إنقاذ الوضع وتحييد النقابة عن النزاعات السياسية ، إضافة إلى غياب الشفافية في التعاطي!.
أمام تراكمات الفشل الذريع ، تؤكّد مصادر مطلعة أن نتائج الاستحقاق الانتخابي النقابي الأخير (المهندسين) وضعت “الأحزاب” أمام العودة بقوة “لإسترجاع ما فقدته” ، وتؤسس لمعركة بل لمعارك قادمة في الجسم النقابي ، ولن يكون موقع نقيب المهندسين حتماً آخر المعارك والمنازلات على أسس علمية حديثة ثابتة “البرنامج الإصلاحي النقابي”.

تشير المعلومات إلى أن عدد المهندسين المنتسبين الى النقابة في بيروت نحو 70 ألف مهندس ، منهم نحو 50 ألفاً يحقّ لهم المشاركة في الانتخابات ، أما نقابة المهندسين في طرابلس والشمال فتضم ما لا يقل عن 15 ألف مهندس مسجلين على لوائح الشّطب.

بالمحصّلة، أكّد يوم أمس المؤكّد ، أن الأحزاب تعود بقوّة إلى الساحة النقابية والعمل النقابي الفاعل ، وهذا ، بحسب متابعين ، كنتيجة طبيعية لأداء وصراعات وإخفاقات التراكمات السابقة في الأداء العملياتي والمهام الموكلة الذي أثبت فشلاً ذريعاً وهزائم ، بيد أن الصورة ما زالت ضبابية ، فالحسم المبكر صعب في ظلّ الغليان الذي يشهده مسرح التحالفات المعلنة ، وغير المعلنة.

أمل

وصدر عن حركة أمل بيان عن انتخابات نقابة المهندسين، جاء فيه: “تعليقا على انتخابات المرحلة الاولى في نقابة المهندسين اصدر مكتب النقابات والمهن الحرة المركزي في حركة امل بيانا توجه في بالتهنئة للزميلات والزملاء الفائزين في هيئة المندوبين وممثلي فروع المهندسين المدنيين والمهندسين الزراعيين”.

وأضاف، “توجه المكتب بالشكر لكل الزميلات والزملاء الذين شاركوا في هذا الاستحقاق لاسيما الذين دعموا لوائح الحركة وحلفائها مما ادى الى فوز كامل مرشحي الحركة في هذه الانتخابات وقد وضع المكتب كامل امكاناته في تصرف النقابة والمهندسين لاستنهاض المؤسسة وحماية المهنة والدفاع عن حقوق المهندسين”.

شاهد أيضاً

تطور هام في جبهة دونيتسك

عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية . في تطور مفاجيء اندفعت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *