من سماء الشرق

من ارشيف الاديب الراحل مخايل نصور

لَمْلَمْتُنِيْ مِنْ سماءِ الشَرْقِ.. أَقْلَقَنِيْ
ما لمْ تَزَلْ تُنْبِتُ الساحاتُ مِنْ فِتَنْ!

وعَمَّقَتْ جُرْحِيَ الأَيَّامُ مُثْقَلَةً
بالدمْعِ، بالدمِ، بالآلامِ، بالشَجَنِ…

فأَيْنَ مِنَّا جُسُوْرُ الوُدِّ رَاسِخَةً
تَبْقَى.. وأجْمَلَ ما تَحْتَ السماءِ بُنِي؟!

وَأّيْنَ مَنْ يَسْحَقُ ” الأفعى المُسِمَّةَ ” إنْ
تَضْرِبْ تَشَبُّثَ زَهْرِ الغُصْنِ بِالغُصُنِ؟

أَبَعْدُ، في وُسْعِنا، أّنْ نَسْتَمِرَّ على
خَطِّ الزلازلِ، بَيْنَ الوَهْمِ وَالوَهَنِ؟!

أَلاَّ نُضِيْءَ على المرْصُودِ مِنْ عِلَلٍ
شَتَّى.. كأَنَّا بلا عيْنٍ ولا أُذُنِ!

بِحَسْبِنا ما وراءَ الهَرْجِ مِنْ وَجَعٍ،
وَما وراءَ انْتِهاكِ الحَقِّ مِنْ مِحَنِ!

هُنا السما أَوْدَعَتْ أَسْمَى رسائِلها،
وَمِنْ هُنا، كانَ ما، مِنْ قَبْلُ، لمْ يَكُنِ!

فَهَلْ، على الشَمْسِ، أَغْلَقْنا نوافِذَنا ؟
حتّى لَنَبْدُو كَأنَّا خارِجَ الزَّمَنِ!

وَهَلْ نُساَئِلُ، قَبْلَ الغَيْرِ، أَنْفُسَنا،
عَنْ سِرِّ هذا التَرَدِّي الباهِظِ الثَمَنِ؟!

كُنَّا، على البَحْرِ، أَسْياداً.. ويَوْمَئذٍ،
” لِلْبَحْرِ قُلْنا: أنِ اسْكُنْ أَوْبِنا انْسَكَنِ!”

واليَوْمَ، في غَمْرَةِ الآلامِ، يُعْوِزُنا
عَزْمٌ لِكَسْرِ حِصارِ البَحْرِ والسُفُنِ!( )

فَمَنْ يُحِيلُ مآسِيْنا إلى غضبٍ
يُزَلْزِلُ الأَرْضَ بالطُغْيانِ والوثَنْ؟

* * *

أَرْنُو لِجِيْلٍ مِنَ الأَحْرارِ مُلْتَزِمٍ
بِنُصْرَةِ الحَقِّ والإِنْسانِ والوطنِ..

وأَشْتَهي مِبْضَعَ الجرَّاحِ يَجْهَدُ كَيْ
يَجْتَثَّ كُلَّ جُذُوْرِ الرِّجْسِ والعَفَنِ

عَلِّي أَرَى الحُلْمَ أَضْحى بَعْدَ طُولِ ضَنًى
حقيقةً تَرْتَدِيْ إِشْراقةَ القُنَنِ!

مخايل نصور

شاهد أيضاً

“ هواوي” وهجومها العكسي على العقوبات الأميركية

نعمت الحمد كانت شركة “هواوي” متفوقة على العالم في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس، ما مهّد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *