9 شباط بين مار مارون ومار يوحنا مارون٠٠ ولماذا يحتفي به اللبنانيون l؟!!.

بقلم المهندس عدنان خليفة

مار مارون هو ناسك متعبد من بلاد الشام عاش في اوآخر القرن الثالث بعد الميلاد (المسيح ) وحوالي قرنين قبل الهجرة ( النبي محمد ) ٠٠٠ وهو كان قد إعترض وانفرد بكنيستة ليعود بها إلى حياة الإيمان بتواضع وتقشف ٠٠ والتقرب الى الله بالمباشر قيماً وممارسة بعيداً عن التاج والعروش أو أي زخرفة وسقوف مستعارة ٠٠٠
وكان صاحب نظرية عبادة الله في الهواء الطلق !!..
وكذلك إعتراضاً على ممارسات إمبراطور روما وهيمنته كسلطة فوقية لعرش وكنيسة على عموم المؤمنين ٠٠ ومحاولات أتباع الثقافة الغربية العبث السياسي واللاهوتي بتعاليم وقيم الثقافة الشرقية ٠٠ وبدءاً من أول مجمع مسكوني مسيحي منتصف القرن الثالث ميلادي ( 325 م )الذي كرس الإختلاف على الطبيعة اللاهوتية للمسيح وأمه مريم بين الشرق والغرب ٠٠٠
فكانت ولادة الحركة المارونية وكأنها هروباً من ٠٠ أو اعتراضاً على مقولة :
” أن الشعوب على دين ملوكها ” !!.
وجاء بعد مار مارون ومن حضن كنيسته الكاهن والبطرك الأول لإنطاكية والمشرق مار يوحنا مارون ( ولد في 9 شباط حوالي عام 700 م التاريخ الذي اعتمد لاحقاً كولادة مشتركة للمارونَين والمارونِيين ٠٠ وعيداً وطنياً لبنانياً ) والذي أكمل هذا الدرب وانتقل من شمال بلاد الشام الى وسطها في جبال لبنان ليؤسس الطائفة المارونية وبطركيتها ٠٠٠
وبلاد الشام أو بلاد الهلال الخصيب كانت وقتها تعيش بما يشبه في لغة اليوم فيدرالية غير معلنة تربط وتحضن مجموعاتها ومناطقها المتنوعة في إطار جغرافي ومجتمعي وبيئي طبيعي مشترك ومتفاعل ٠٠٠
وكان يحدث أن يرى أو يعترض بعض أصحاب الرأي والشأن على ما يراه انحرافاً ٠٠ أو بسبب اضطهاد أو جور لسلطة في الهلال أو عليه ٠٠ فيبتعد وينفرد مع أتباعه ويلجأ الى بيئة حاضنة يجد فيها أمنه وأمانه ٠٠ ولذلك هاجر – ولأسباب متقاربة – الى جبال لبنان معظم الموارنة والشيعة والدروز وبعض السنة ومنذ مئات السنين ٠٠٠
ومن هنا كان هذا التنوع الطائفي في سلسلة جبال لبنان ٠٠ الذي عاد وجمعهم لبنان الحديث (برعاية وحياكة البطريرك حويّك) أو ما سمي بلبنان الكبير ٠٠ وليس لأنه دولة كبرى او عظمى بل لأنه كان يجمع كبار النفوس من مجموعات التحرر والعنفوان ٠٠الذين اجتهدوا وجاهدوا ليحتفظوا بنقاء فكرهم وانتمائهم وتقشفهم مبتعدين عن قصور السلاطين وبطش الإمبراطوريات أو الولاء الأعمى ٠٠
فكان لبنان الرسالة ٠٠ ولكن ٠٠٠
وعادت المذاهب في لبنان الحديث ( الذي لم يتبق (ى) منه إلّا أطراف الحديث ) إلى ممارسات سلطوية فاشلة عبر قياداتها السياسية واحزابها المنقسمة والمتقاسمة للوطن لتمارس انانياتها وسياسات زعماتية ” إمبراطور على المصغّر ” فوقية وغير عادلة على الوطن والآخرين وهذا ما كانت معظم المذاهب والمواهب والمؤسسون لهذا الكيان قد تصدوا له سابقاً ويتوجسون منه ٠٠٠
وأُفسد البناء الوطني للبنان وإرثه الثقافي التوعوي بممارسات ما سمي لاحقاً بالمارونية والسنية والشيعية والدرزية السياسية !!.
وهنا لا بد أن نستذكر قول للإمام الصدر : ليس هناك شعوب كبيرة ولا شعوب صغيرة بل هناك شعوب تحب الحياة وشعوب لا تريدها ٠٠ والطوائف نعمة والطائفية نقمة ٠٠٠
لذلك ٠٠
فحياة لبنان الكريمة هي بالعودة الى رحاب وطن ودولة عادلة تكون جزءاً من فيديرالية الهلال الخصيب كإنتماء لأمة وكيان ٠٠ وتصالح مع العمق العربي كإمتداد ٠٠٠
ومن أجل العودة الى الإنصهار الوطني المنشود :
يبقى الجيش هو الحل ٠٠٠

لبنان 10 – 2 – 2024

شاهد أيضاً

مونس استنكر المقالة المنسوبة اليه عن الشيعة: “لا تمت بصلة الى فكره المنفتح ومساره الداعي إلى احترام الأديان وحوار الحضارات”

استنكر الأب البروفسور يوسف مونس مضمون مقالة نسبت اليه عن الشيعة، ويتم تداولها على مواقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *