القدس بين العهدة العمرية و وعد بلفور !!.

بقلم المهندس عدنان خليفة

بعد قرار إمبراطور روما البيزنطية (المسيطرة على شرقنا وقتها زمن ولادة السيد المسيح ) بإخراج اليهود من فلسطين – منتصف القرن الأول للميلاد – وتشتيتهم في أصقاع الأرض ومنعهم من دخول القدس أو الإقامة فيها ٠٠٠
جاء المد الإسلامي بعد حوالي 600 سنة وحاصر القدس لعدة شهور إلى ان استسلمت (وسلمّت مفاتيحها) بعد انتزاع بطركها لتعهد شخصي من الخليفة عمر بن الخطاب – أو ما سمي بالعهدة العمرية – وهي التي تعهد فيها خليفة المسلمين بتطبيق هذا التعميم الروماني المسيحي بعدم السماح لليهود بدخول القدس ٠٠٠
والتزم بذلك من بعده كل الإمبراطوريات الإسلامية اللاحقة – بين مد وجزر – حتى انهيار آخرها وهي الخلافة العثمانية مطلع القرن العشرين وانهزامها في الحرب العالمية الأولى أمام الحلفاء بزعامة بريطانيا ٠٠٠
وكان وعد بلفور من الإمبراطورية البريطانية المنتصرة بإقامة دولة لليهود والذي حدد لاحقاً على مساحة خُمس أرض فلسطين ( إقتراح لجنة بيل البريطانية عام 1937 الذي شرحناه في مقال سابق ) وفلسطين كانت بعهدة بريطانيا بعد تقاسمها الهلال الخصيب وبلاد الشام مع فرنسا واتفاق سايكس بيكو ٠٠
واستمر تمكين وتمتين اليهود هناك لتحقيق هذا المشروع والوعد الأوروبي ٠٠٠
وجاءت الحرب العالمية الثانية ٠٠ وسيطرت اسرائيل على نصف فلسطين ٠٠
وهيمنت بعدها الإمبراطورية الأمريكية على معظم العالم ٠٠ وتضمن ذلك إلتزامها بوعد بلفور الموسع ( وعد العم سام ) على أكثر من ثلاثة أرباع أرض فلسطين !!.
وبدأت بعدها دولياً الحرب الباردة ٠٠ والتي بقيت عندنا على الساخن !!.
وما زالت تخضع منطقتنا خصوصاً كما ومعظم العالم عموماً الى إعادة خياطة في معامل الأقمشة الأمريكية الهوليودية تصميماً وتفصيلاً وموديل !!.
ولأن الشياطين لا تريد الستر ٠٠ فهي بقيت تكمن في التفاصيل !!.

لبنان 8 – 2 – 2024 ٠٠٠