طهران و أنقرة تجمعهما الحرب على غزة، وتفرقهما التجارة مع إسرائيل.

كتب/ مجتبى علي حيدري

رغم تعارض المصالح التركية والإيرانية في كثير من الساحات، وتباين وجهات نظر البلدين في العديد من الشؤون الإقليمية والدولية، اعتبر بعض المحللين والمتابعين السياسين ،ظهور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كأحد أشد منتقدي إسرائيل، مؤشرا لتقارب أوسع بين طهران وأنقرة قد يحمل في طياته توافقا في عدد من الملفات العالقة بين الجانبين.
وتتطلع طهران و أنقرة لمعرفة ما إذا كان تقاربهما في غزة يمكن أن يؤدي إلى حل القضايا الإقليمية الصعبة كالقوقاز و غيرها من الملفات الساخنة التي باستطاعة هذين البلدين الجارين أن يلعبا فيها دورا حسنا يصب في مصلحة الجميع.

و قد أثار البعض أيضا مسألة الوساطة التركية بين الولايات المتحدة وإيران خاصة بعد وصول المباحثات النووية إلى طريق مسدود، الأمر الذي يمهد الأرضية لأنقرة كي تكون قناة أخذ و ردّ بين البلدين المتخاصمين في سبيل حلحلة قضية الملف النووي الإيراني.

و رغم تفاؤل المراقبين، هناك من يشكك بإمكانية تقارب بين طهران و أنقرة التي لم تقطع علاقاتها بالكامل مع إسرائيل رغم ما تقوم به من إرهاب و دمار في قطاع غزة وضد سكانها الأبرياء العزل، بينما ترفض إيران الاعتراف بإسرائيل رفضا قاطعا.
ويمكن القول إن جهود أنقرة اقتصرت على المستوى الخطابي والدبلوماسي، حتى إنها حاولت في الأيام الأولى من عملية طوفان الأقصى، أن تلعب دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، إلا أنها لم تحقق نجاحا في هذا المسار.
وبناءً على ذلك، يعتقد المحللون أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حاول خلال زيارته الأخيرة إلى أنقرة، الضغط على الأتراك ليتجاوزا مرحلة البيانات السياسية و الخطابات الدبوماسية، ويقطعوا علاقات بلادهم التجارية بإسرائيل ويوقفوا ضخ الدماء في الشرايين الحيوية للكيان الصهيوني بهدف منعه من الإمعان في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
ولكن يبقى هنا سؤال يراود أذهان كثير من المتابعين السياسيين وهو: هل من الممكن تحقيق مثل هذه الرغبة خاصة بعد قبول تركيا انضمام السويد إلى الناتو؟

شاهد أيضاً

“ هواوي” وهجومها العكسي على العقوبات الأميركية

نعمت الحمد كانت شركة “هواوي” متفوقة على العالم في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس، ما مهّد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *