*كيف وُلِدَت فِكرَة إنشاء كيان صهيوني على أرض فلسطين؟

د، إسماعيل النجار
(الجزء الخامس والاخير )

عام 1949 وقع الطلاق بين تركيا والإتحاد السوفياتي بسبب أرض متنازع عليها بينهما فاعترفت أنقرَة بإسرائيل عام 1950 بعدما كانََ سلطانها الأخير قبل عزله قد وافقَ سراً على إعطاء فلسطين للصهاينة مقابل منحه لواء اسكندرون وعدم المساس باسطنبول التاريخية،
تماماً كما فعلَ عبدالعزيز آل سعود وعبدالله الأول ملك الأردن،
إشتدَّت العمليات الفدائية للمقاومة الفلسطينية وانطلق العمل الفدائي المنظَم بقوَّة، فتفاجئَ الغرب وإسرائيل وأحرجَت الأنظمَة العربية الرجعية أمام شعوبها المؤيدَة للفدائيين الفلسطينيبن،
فتفلتت الساحات وأصبح العمل الفدائي داخل الأرض المحتله هو الصوت الصادح للشعب الفلسطيني على الساحة الدولية وأخذَ صدى العمليات الفدائية حيزاً كبيراً من الإهتمام والتأييد الشعبي العربي،
الأمر أزعَجَ أمريكا وأوروبا ودَبَّ الرعب في قلوب الصهاينة فأوعزت واشنطن سراً لحلفائها في الشرق الأوسط وخصوصاً ملوك وأمراء الخليج الممولين لتلك المنظمات رغماً عن أنفهم لتغطية خيانتهم وحفظ ماء وجههم، وطلبت منهم سراً ضبط “الفلتان” الفدائي كما أسمتهُ واشنطن وفعل أي شيء لجمع كل المنظمات الفدائية في بوطقة سياسية واحدة على غرار الجامعة العربية لضبطهم، ولتتمكن من التحكُم في قرارهم السياسي وتدفق الأموال إليهم وإجبارهم جميعاً السير في صف واحد خلف الكَرَّاز الجديد والإنصياع للقرارات وضبضبة حالة التفلت العسكري في الميادين،
من هنا كانت فكرة إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية بنفس الطريقة التي أُنشِئَت فيها الجامعه العربية بإيعازٍ أميركي عام (1945) قبل اعلان دولة الكيان عام (1948) بثلاث سنوات استباقاً للأمور ولضمان ضبطها فنجحت مرة أخرى واشنطن ودول الإستعمار في استغباء الشعب العربي وأصبح الطلب فكرة تُرجِمَت على الأرض عملياً عام (1964) أيضاً قبل إحتلال ما تَبَقَّىَ من فلسطين التاريخية (1967)(بثلاث سنوات)،

** منظمة التحرير الفلسطينية أو اختصاراً: (م.ت.ف) منظمة سياسية شبه عسكرية، معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين. تأسست عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار (مؤتمر القمة العربي) الذي عُقِدَ عام 1964 في (القاهرة)!!!
دققوا جيداً مَن كان صاحب القرار بتأسيسها؟ (الجامعه العربية) التي أُسِسَت أصلاً لضياع فلسطين، أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية بحجة تمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية.
إذاً أسسوا الجامعة العربية عام 1945 قبل اعلان دولة اسرائيل بثلاث سنوات 1948 فكانت النتيجة إرسال ما أسموه جيش الإنقاذ بقرار من الجامعة إلى داخل فلسطين ليضمن تسليمها إلى الصهاينة وهكذا حصل،
وعادوا وبنفس الإسلوب أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 بقرار من الجامعه العربية قبل هزيمة 1967 وضياع كل فلسطين،
لماذا؟
لكي يضمنوا الإمساك برقبة كل منظمة على حِدا عن طريق ياسر عرفات رجلهم المفضل، وفي حال جنحت أي منظمة أو حاولت أن تغرد خارج السرب تحجب عنها الميزانية المالية التي قررتها الجامعة العربية للمنظمة،
وبهذه الطريقة تم تدجين الأكثرية داخل المنظمة التي أخذت الشعب الفلسطيني إلى مدجنَة أوسلو ومزرعة أريحا، ثم رام الله،
بعد كل هذه التجربة يتضِح لنا أن كل ما كنا نقوم به كعرب حتى فعلنا الثوري كان موجهاً من أميركا وإسرائيل ومدروس بدقة وعناية حتى العام 1979 تاريخ ولادة الثورة الإسلامية ودولتها على ارض إيران،
للأسباب التي ذكرناها في كل الأجزاء السابقه كانت فكرة إنشاء الكيان على أرض فلسطين وحكام الخليج لعبوا دوراً رئيسياً في هزيمتنا وتخلفنا وتمزقنا،
ويبقى الامل معقوداً على محور المقاومة للنهوض من الكبوة التي أصابت العرب والمسلمين والتي طالت ل75 عام،

الجزء الخامس والأخير الف شكر لكم،

بيروت في،،
23/1/2024

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *