رئيسيات الصحف

النهار: برمجة سياسية واسعة لـ “الخماسية” الأسبوع المقبل
كتبت صحيفة “النهار”:
على رغم البلبلة الواسعة التي اثارها الكشف عن ارجاء او الغاء الزيارة التي كانت مقررة لسفراء المجموعة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ظهر اليوم الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة للاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مستهل تحرك تعول عليه أوساط سياسية وديبلوماسية كثيرة كمؤشر لتحريك ملف الازمة الرئاسية “الرهينة”، عكست المصادر الديبلوماسية الوثيقة الصلة بهذه الحركة معطيات يمكن الركون الى منسوب عال من جديتها وصدقيتها حيال ثلاث نقاط : ثمة اتجاه مؤكد للتمهيد لاجتماع ممثلي المجموعة الخماسية في باريس على الأرجح (ولو لم يتقرر الموعد والمكان نهائيا بعد) انطلاقا من تحرك لسفراء المجموعة من بيروت أولا. وثمة ثانيا شبه اتجاه ثابت لان تنحو المجموعة نحو اطلاق رسالة واضحة بموقف تجمع عليه بوجوب وحتمية الفصل فصلا تاما بين مجريات الأوضاع الميدانية والقتالية والحربية على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل عن ملف الازمة الرئاسية. وثمة ثالثا اتجاه الى بلورة موقف بالإجماع الخماسي لتزكية ما يسمى “الخيار الثالث” في انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.
وفي حين كان مقرراً ان تستهل هذه الدول تحركها عبر جولة لسفرائها في بيروت تبدأها ظهر اليوم من عين التينة مع الرئيس بري ولاحقًا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومن ثم القوى السياسية الاساسية الغي الموعد مع بري، فيما لم يعلن عن موعد زيارة ميقاتي التي ألغيت بطبيعة الحال، تبعاً لإلغاء التحرك.
وافادت مصادر ديبلوماسية “النهار” ان بعض سفراء المجموعة الخماسية ارتأى ان يعقد اجتماع تنسيقي بين السفراء الخمسة اولاً قبل بدء الزيارات، وجزمت ان لا خلفيات سياسية وراء التأجيل الذي حصل لأسباب لوجستية كما قالت علماً ان تحرك السفراء في بيروت يأتي في اطار التمهيد للاجتماع المرتقب للجنة في باريس او الدوحة مطلع شباط المقبل وبالتالي، لا بد من اجتماع تمهيدي للسفراء قبل بدء الجولة.
واثار تسريب خبر الغاء موعد اللقاء الخماسي مع بري مع خبر اللقاء اللافت الذي جمع السفير السعودي وليد البخاري ونظيره الايراني مجتبى اماني في دارة الاول في اليرزة تفسيرات واسعة ربطت بين التطورين علما انه اعلن عن لقاء السفيرين ومواضيع البحث التي تناولاها وفق بيان أشار الى ان البحث تناول “ابرز التطورات السياسية على الساحتين اللبنانية والإقليمية، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
ولكن مصادر سياسية مطلعة نفت اي صلة لإلغاء موعد عين التينة بلقاء بخاري والسفير الايراني، مشيرة إلى لا علاقة بين الامرين، بل كل ما حصل “خربطة” بالمواعيد، كاشفة ان الموعد المقبل لبري مع السفراء لن يكون بعيداً، والتأجيل لا يعني تعطيلاً لعمل الخماسية.
وعليه، تقرر تأجيل الموعد على ان يحدد موعد جديد في مرحلة لاحقة يتوافق عليه السفراء، فيما علم ان السفير السعودي سيحضر وحده اليوم إلى عين التينة للقاء بري بناء على موعد مسبق .

جلسات الموازنة
يأتي تركيز الأنظار على التحرك المرتقب لسفراء المجموعة الخماسية فيما تتهيأ ساحة النجمة لانعقاد جلسة مناقشة الموازنة في مجلس النواب الاربعاء والخميس وسط اعتراضات واسعة يثيرها مشروع الموازنة ويرشح الجلسات للكثير من النقاشات والجدل. واستعدادا للجلسات يعقد “تكتل لبنان القوي” اجتماعاً اليوم برئاسة النائب جبران باسيل سيخصَّص لمناقشة موضوع موازنة العام 2024 من جوانبه كافة، على أن يقرّر في خلال الاجتماع مشاركته في جلسة مجلس النواب المقرَّرة لدرس وإقرار مشروع الموازنة، أو عدمها.
في المقابل، أكدت عضو “تكتل الجمهورية القوية”النائبة غادة أيوب أن “الكتلة ستشارك في جلسة مناقشة الموازنة تطبيقاً للدستور بحرفيته لكونها ليست جلسة تشريعية، بما يعني أن المشاركة لا تتناقض مع موقف القوات اللبنانية المقاطع للجلسات غير الانتخابية في غياب رئيس للجمهورية”.
بدورها اعلنت كتلة “تجدد” انها “على رغم موقفها المبدئي والدستوري بعدم جواز التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية وتعطيل انتخابه، قررت المشاركة في الجلسة النيابية لمناقشة الموازنة العامة، والمساهمة في تأمين النصاب لهذه الجلسة، حماية للمواطن الملتزم والقطاع الخاص الشرعي، ومؤسسات القطاع العام، الذي نفذ مشروع الموازنة الخطيئة، الذي قدمته الحكومة، بحقهم اغتيالاً منظماً، لصالح مصالح المنظومة الفاسدة في القطاع العام، والاقتصاد الأسود، وكل أبطال التهرب والتهريب”.واعتبرت “إن عدم مشاركة الكتلة ومعها قوى المعارضة في هذه الجلسة، تعرضها لفقدان النصاب، ما سيؤدي حسب الدستور إلى إصدار مشروع الحكومة بمرسوم، وهذا يشكل خطراً استراتيجياً وبنيوياً من الصعب إصلاحه”.

الوضع الميداني
اما في مشهد التصعيد الميداني في الجنوب فاستمر التصعيد الإسرائيلي على وتيرة عالية اذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة مساء امس على منزل في بلدة مجدل سلم أدت الى تدميره على من كان فيه وهرعت سيارات الإسعاف الى المكان المستهدف ونقلت أربعة مصابين الى مستشفى تبنين الحكومي. وأفادت المعلومات ان ضحية وثلاثة جرحى سقطوا في الغارة .
سبقت ذلك غارة على اطراف بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين وغارة على مروحين وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، كما سقطت قذائف فوسفورية على بلدة عديسة عند حدود بلدة كفركلا. وشن الطيران ظهرا غارة على منزل في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض ، مخلفا فيه اضرارا كبيرة. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. ايضا، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات.
وافيد لاحقا أن مسيرة اسرائيلية أغارت، مرة أخرى، على بلدة مجدل سلم، عند مفرق وادي السلوقي. فيما واصلت المدفعية الإسرئيلية قصفها على وادي السلوقي من جهتي أكاسيا ومجدل سلم بالقذائف الثقيلة. كما استهدفت أطراف راميا وعيتا الشعب بقصف مدفعي.
في المقابل، أعلن “حزب الله” انه استهدف تجمعا للجنود الاسرائيليين في محيط موقع الراهب ‏ومن ثم قوّة من الجمع الحربي الاسرائيلي في مرتفع أبو دجاج ‏ وكان اعلن ايضا انه عند منتصف ليل الأحد الاثنين، “هاجم ‌قوّة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل ‏الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها”. ونعى “حزب الله” كلا من علي سعيد يحيى “جواد” من بلدة الطيبة وسامح أسعد أسعد “أبو تراب” من بلدة كفركلا وحيدر حسين إبراهيم “ساجد” من بلدة العديسة.
في المواقف الإسرائيلية من التطورات قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو: “حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جانب واحد، فإن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”. وشدد غالانت على أن “فرنسا لها دور مهم في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية”، مبينا “أن إسرائيل تفضل إنهاء الصراع مع حزب الله من خلال تسوية سياسية”. وقال: “مع ذلك، فإننا نستعد لخلق وضع آمن لعودة السكان، وذلك بالوسائل العسكرية أيضا”.وحذر من أن “الحرب في الشمال ستكون صعبة بالنسبة لإسرائيل، ولكنها مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان”.

الجمهورية: الرياض وطهران تستعجلان إنتخاب الرئيس والبخاري عند بري اليوم
كتبت صحيفة “الجمهورية”:
بَدا من اللقاء المفاجىء أمس بين السفير السعودي وليد البخاري والسفير الايراني مجبتى اماني انّ ملف الاستحقاق الرئاسي قد وضع على نار حامية هذه المرة لدى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، وانّ طيف ايران بات حاضراً فيها والرؤية الايرانية لحل الازمة الرئاسية اللبنانية باتت على طاولتها، وانّ قابل الايام سيشهد مزيداً من التطورات في هذا الاتجاه. وذلك في موازاة تصاعد خطورة الوضع على الجبهة الجنوبية والخشية من تطوره الى حرب مفتوحة.
تكثفت حركة اللجنة الخماسية العربية الدولية حول الاستحقاق الرئاسي عبر سفراء دولها في بيروت، الذين سيجتمعون في اي وقت هذا الاسبوع، على أن تكون لهم الاسبوع المقبل زيارات لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين، وذلك بالتزامن مع اجتماعات سيعقدها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع مسؤولين في كل من الرياض والدوحة، وذلك في محاولة جديدة للتوصل الى توافق بين اللبنانيين على رئيس للجمهورية. فيما ترددت معلومات عن انّ الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني (ابو فهد) وصل الى بيروت أمس وسيبدأ لقاءات مع عدد من المسؤولين بعيداً من الأضواء، للبحث معهم في ملف رئاسة الجمهورية.

لقاء الخيمة
وفي اطار حراك سفراء «الخماسية»، استقبل السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أمس في دارته في اليرزة، السفير الايراني في بيروت مجتبى اماني، في لقاء هو الاول مباشرة بينهما. وافادت معلومات رسمية وزعت بعد اللقاء انه «تم خلاله عرض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك».

ايران والخماسية
وقالت مصادر لصيقة بأجواء اللقاء بين البخاري واماني لـ«الجمهورية» انه «يأتي في اطار اللقاءات الايرانية ـ السعودية التي تشهد مزيداً من التحسن الذي يستفيد لبنان من تداعياته».
واشارت هذه المصادر الى انه سبق هذا اللقاء محطة سابقة او لقاء سابق تمثّل بتلبية السفير الايراني والقائم بأعمال السفارة السورية في لبنان دعوة البخاري الى مأدبة عشاء جمعت لفيفاً من السفراء العرب والاجانب، وكانت مشاركتهما فيها لافتة، وكان اللافت أكثر الابراز السعودي لهذه المشاركة وكذلك الحفاوة السعودية الكبيرة بالسفير الايراني، والتي تترجم من خلال اللقاءات بين السفيرين.
وذكرت المصادر نفسها ان اللافت ايضا هو ان لقاء البخاري ونظيره الايراني جاء بعد ايام على مقابلة الاخير مع قناة «الميادين» التي شرح خلالها للرأي العام اللبناني عموما والمسيحي تحديدا وجهة نظر ايران من الملف الرئاسي. وكشفت المصادر انّ اماني يعقد منذ اسابيع لقاءات لهذه الغاية بعضها مُعلن، وكان منها لقاؤه امس مع السفير السعودي، والبعض الآخر غير معلن، وكان منها لقاء عقده قبل يومين في مقر السفارة الايرانية مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وتخلله عشاء وتناول البحث خلاله الاوضاع في الجنوب والحرب الاسرائيلية على غزة والتطورات في المنطقة عموماً، وكذلك الملف الرئاسي اللبناني.
واوضحت المصادر ان البحث بين البخاري واماني تناول موضوعين:
الاول: موضوع غزة وما يرتبط به من تطورات في اعتباره اولوية ايرانية، وقد تركز البحث على تداعيات حرب غزة على دول الجوار ومن ضمنها لبنان، اذ انّ منع توسيع الحرب هو محل اهتمام ايران والسعودية في آن معاً، خصوصا ان المملكة العربية السعودية كانت قد رَعت وترأست في 11 تشرين الثاني الماضي في الرياض قمة الدول العربية والاسلامية من اجل غزة.
اما الموضوع الثاني الذي تناوله البخاري واماني بالبحث فكان الملف الرئاسي اللبناني وهو ذو شقين: الاول يتعلق بظهور توجه جديد لدى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية يقضي بفصل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عن الشروط التي كانت تحاول الخماسية فرضها على «حزب الله» لجهة سلاحه وغيره من شروط ومواضيع اخرى، بحيث انّ الخماسية قررت على ما يبدو فصل ملف الرئاسة عن مطالب اخرى كانت مطروحة والتعامل مع الاستحقاق الرئاسي منفصلاً عن بقية المواضيع السياسية لأنه بات في رأيها من المُلح إيجاد حل له والتعامل معه تقنياً وفصله عن الخلافات والنزاعات السياسية، وذلك على قاعدة حاجة لبنان الى بناء سلطة جديدة في ظل الاوضاع السائدة فيه وعلى ساحة المنطقة.
ولفتت المصادر الى انّ البخاري عندما عاد اخيراً من الرياض، حمل معه هذا التوجه الخماسي بفصل الاستحقاق الرئاسي عن النزاعات السياسية. وهو على هذا الاساس انطلق إثر عودته في لقاءات مع قيادات سياسية ودينية، ومع بعض السفراء العرب والاجانب وفي مقدمهم السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو.
وقالت المصادر نفسها ان المجموعة الخماسية كانت لا تضم ايران في صفوفها لتصبح سداسية، لكن لقاء البخاري واماني أمس اكتسب اهمية كبيرة لأنه جعل طيف ايران حاضراً في اجتماعات الخماسية، وان افكار ايران للحل الرئاسي اللبناني باتت من الآن وصاعداً على الطاولة الخماسية وخارجها.

شبكة أمان للبنان
الى ذلك اكدت مصادر مطلعة على اللقاء لـ«الحمهورية» انه سينعكس حُكماً ايجاباً على كل الملفات في لبنان لِما للدولتين السعودية والايرانية من تأثير على الداخل اللبناني. وكشفت ان البحث لم يتطرق بالتفصيل الى الملف الرئاسي، لكن كان هناك توافق على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية بتوافق لبناني، كذلك كان توافق على استقرار لبنان في هذه المرحلة وبالتالي فإنّ اللقاء سيزيد من شبكة الامان لمصلحة لبنان.
واشارت المصادر الى انّ اصل اللقاء بين البخاري واماني «مرتبط مباشرة بالاتفاق السعودي ـ الايراني، والذي هو اكبر من ان يُفَصّل الى تفاصيل صغيرة، والرسالة الاساسية هي انّ الطرفين منفتحان على كل المكونات والطوائف، وان المملكة العربية السعودية حريصة على إعطاء رسالة في اتجاه الطائفة الشيعية بأنها على علاقة ممتازة معها، والتاريخ يشهد على ذلك في العلاقة مع السيد موسى الصدر ورجال الدين والهدف هو نَبذ خطاب الكراهية».
ورأت المصادر «ان جلسة اليرزة العربية (في الخمية) ارادت ان تؤكد انّ العلاقة بين المملكة وطهران قائمة على التطور وليس هناك ما يهزّها، وهذه ترجمة طبيعية لأول لقاء رسمي من نوعه. واللقاء الثاني بعد عشاء فينيسيا الذي دعا اليه البخاري تحت عنوان الديبلوماسية المُستدامة لتأمين شبكة امان للبنان.
وكشفت انّ السفير السعودي قد يشارك في نشاطات ستدعو اليها السفارة الايرانية، ويمكن القول انّ المسار الرسمي انطلق من اليوم علي الارض اللبنانية…
ونَفت المصادر ان يكون الحديث خلال اللقاء تطرّق الى انضمام ايران الى المجموعة الخماسية، وقد اراد البخاري ان يكون هذا اللقاء ودياً وهادئاً، وخصوصاً في «خيمة السدو» العربية السعودية.
والاهم في اللقاء انه تم التوافق بين الطرفين على امن لبنان واستقراره في هذه المرحلة الدقيقة، ما يعزّز الاتفاق على ان الامن القومي اللبناني اصبح عنصرا مشتركا بين البلدين.

الانفتاح السعودي
الى ذلك، رَوت مصادر أخرى أنه تم خلال اللقاء «تداول في الاوضاع اللبنانية السياسية ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسي، وكذلك الاوضاع الامنية في الجنوب، وفي قطاع غزة والجهد المبذول لوقف العدوان الاسرائيلي عليه».
وكذلك وضعت مصادر متابعة هذا اللقاء «في اطار الانفتاح السعودي اولاً على جميع الاطراف، مؤكدة أهمية التوافق بين طهران والرياض في المنطقة وبما يُسهل التقارب والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وكَون ايران اضافة الى الرئيس بري هما صلة الوصل الموثوقة للسعودية بـ»حزب الله»، ما لم يحصل لاحقاً تواصل مباشر بين السفير السعودي والحزب في اطار الانفتاح السعودي على تسهيل حلحلة الازمات اللبنانية».
وقال البخاري إنّ لقاءه والسفير الإيراني «كان ودياً وتم التطرّق خلاله إلى عمل اللجنة الدولية الخماسية المعنية بِلبنان». وأوضح أنّ هذا اللقاء «يندرج في إطار التقارب السعودي الايراني». وأضاف: «لقد اتفقنا على محبتكم».
وسيزور البخاري عين التينة للقاء بري بناء على موعد مسبق غير مرتبط بجولة سفراء دول المجموعة الخماسية.

الوضع جنوباً
جنوباً، استمر القصف المدفعي الاسرائيلي بعد ظهر امس على القرى والبلدات الحدودية، واستهدف اطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب، ليُطاول لاحقاً أطراف بلدة ميس الجبل الغربية – حي رأس الظهر. كذلك طاولَ جبل بلاط واستهدف عمود إرسال في المكان. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي بعد السادسة مساء على وادي السلوقي، فيما أطلقت مسيرة معادية صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح في خراج بلدة الوزاني ولم توقع إصابات. كذلك استهدف الطيران الاسرائيلي قرابة السادسة والنصف مساء احد المنازل في بلدة مجدل سلم ما أدّى الى سقوط شهيد واصابة ثلاثة اشخاص بجروح. وبعد السابعة تعرضت بلدات رامية وعيتا الشعب وطيرحرفا والجبين لقصف مدفعي.
موقف أميركيّ
وفي إطار آخر يتعلق بالوضع على الجبهة العسكرية الجنوبية، قال المتحدث الرسميّ باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عبر منصة «بلينكس» الإماراتيّة: إن الولايات المتحدة ما زالت تحاول استكشاف جميع الخيارات الدبلوماسية مع الطرفين الإسرائيلي واللبناني لاستعادة الهدوء وتجنّب التصعيد بينهما.
ورداً على سؤال حول إمكانية تأثر المفاوضات بالمناوشات على الحدود والحرب الدائرة في غزّة، أوضح ميلر «أنّ الولايات المتحدة أكدت مراراً وتكراراً أنها لا تدعم النزاع المستمر الذي يمتد إلى لبنان». وكشف عن «سَعي الولايات المتحدة إلى حلٍ ديبلوماسي يُمكّن المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة إلى ديارهم والعيش في أمن واستقرار، على طول الحدود بين البلدين».

قلق إسرائيلي
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو «انّ الحرب مع «حزب الله» ستكون قاسية على إسرائيل ومدمرة للحزب ولبنان»، مؤكداً أنه «حتى لو أوقفَ «حزب الله» عملياته فلن نتوقف حتى يتغيّر الوضع الأمني على الحدود الشمالية».
وذكرت «روسيا اليوم» أن غالانت شكرَ ليكورنو «التزام فرنسا بتغيير الوضع الأمني في جنوب لبنان، وإخراج «حزب الله» من الحدود».
وشدد غالانت على أن «فرنسا لها دور مهم في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية»، مُبيناً «أنّ إسرائيل تفضّل إنهاء النزاع مع «حزب الله» من خلال تسوية سياسية». وقال: «مع ذلك، فإننا نستعد لخلق وضع آمِن لعودة السكان، وذلك بالوسائل العسكرية أيضاً». وحذّر من أن «الحرب في الشمال ستكون صعبة بالنسبة الى إسرائيل، ولكنها مدمرة بالنسبة الى «حزب الله» ولبنان».
وقال النائب السابق لقائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إيال بن رؤوفين: «نعلم أن «حزب الله» أقوى بكثير من «حماس»، وإذا اندلعت الحرب ستكون حربًا صعبة وعلينا أن نُخبر الجمهور الإسرائيلي بذلك».
وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّ نحو 80 ألف مستوطن يعيشون بالقرب من الحدود اللبنانية «أَخلوا المنطقة منذ بداية الحرب، أو تم إجلاؤهم منها. وهناك خوف من نزوح الشباب الإسرائيلي عن المستوطنات الحدودية مع لبنان بشكل دائم، وبالتالي إفشال خطة ضَخ دم جديد لهذه المستوطنات».
وكشف استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الكلية الأكاديمية «تل حي» ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، أنّ نحو «60% فقط متأكدون من أنّهم سيعودون عندما ينتهي القتال»، وأنّ «4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا»، وقد اعتبرت «هآرتس» أن تلك الأرقام «هائلة».
وبحسب المتحدث باسم كيبوتس «مسكاف عام»، فإنّ «الخوف أكبر هو تجاه الشبان الذين أدخلوا في السنوات الأخيرة دماء جديدة إلى المستوطنات القديمة، فبمجرد وقوع حادث أمني واحد هنا سينهض 30% منهم وسيغادرون، وذلك لأنّهم لم يشهدوا توتراً أمنياً ولو لثانية واحدة». وأضاف أنّ «المنازل على بعد بضع عشرات من الأمتار من الحدود اللبنانية، أصبحت بعد 3 أشهر من بدء القتال، نقطة حمراء على الخريطة، في مرمى «حزب الله».
بدوره، قال بيني بن موفحار، رئيس مجموعة الجليل الشرقي ورئيس المجلس الإقليمي لـ«مفوؤوت حرمون»، إنّ «نتائج الدراسة تظهر بوضوح أنّ مستوطني الجليل الشرقي لا ينوون العودة إلى مستوطناتهم حتى يتحقق الأمن الكامل في المنطقة»، مُطالباً «بحل عسكري سياسي مسؤول، إذ ليس لدى المستوطنين أي تحمّل للحلول الموقتة».
أمّا مدير «المجتمع المحلي» في كيبوتس «يفتاح»، جوناثان فريدمان، فأكّد أنّ المستوطنين «يخافون من اليوم الذي يطلبون منهم فيه العودة»، لأنّهم «لن يتمكنوا حتى من تَخيّل العودة إلى مستوطناتهم من دون غرف محصنة».
وأظهَر الاستطلاع أنّ «العامل الذي سيساهم أكثر في شعور مستوطني الشمال بالأمن هو إبعاد قوات «حزب الله» عن الحدود الشمالية، مع ضمان عدم عمله في المنطقة منزوعة السلاح في لبنان، وفقاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 1701، وأيضاً ضرب بنيته التحيتة».
في هذا الإطار، كشف الاستطلاع «صورة وضع مُقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي» لمستوطني الجليل الشرقي، الذين «يتعامل جزء منهم منذ 3 أشهر مع تحديات وصعوبات أنتجَها القتال المتواصل مقابل «حزب الله». وسعى المشاركون في وضع الاستطلاع لفحص ظهور أعراض ما بعد الصدمة بين المستوطنين، إذ «رَسمت النتائج التي توصّلوا إليها صورة قاتمة لحالتهم العقلية والعاطفية».
ووفقاً لمعطيات مركز «ليئور تسفاتي» لأبحاث الانتحار والألم النفسي، فإنّ «16% من المستوطنين عانوا أعراضَ ما بعد الصدمة قبل بدء القتال، أمّا بعد بدء الحرب فارتفعت الأرقام إلى 30%».
ومن ناحية أخرى، فإنّ «صورة أعراض الصعوبات النفسية من الواقع لدى مستوطني الجليل الشرقي تشير إلى أنّها تضاعفت تقريباً عن حالة البقية»، وفق الاستطلاع الذي أظهر أنّ «54% من المستوطنين الذين أخلوا منازلهم بنحوٍ مستقل وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعماً نفسياً منظماً يعانون مشاعر ما بعد الصدمة».
أمّا من بين السكان الذين تم إجلاؤهم، «فأبلغ 48% منهم عن مشاعر ما بعد الصدمة، فيما شهد 40% من السكان الذين بَقوا في منازلهم على تطور صعوبات نفسية نتيجة لحالة الحرب».
كذلك، «أفاد ما يقرب من 90% من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب»، إذ «يواجه ما يقارب نصفهم انخفاضاً يزيد عن 50% في دخلهم خلال هذه الفترة».
يُشار إلى أنّ الاستطلاع، الذي أُجري بدعم رؤساء المستوطنات في المنطقة، الذين يخشون حدوث أزمة ديموغرافية مع نهاية الحرب، شارك فيه نحو 2000 من مستوطني جميع سلطات المجموعة، الذين تمّ إجلاء 52% منهم أو أخلوا بشكل مستقل، فيما بقي 48% منهم.
الوضع في الشرق الأوسط
وعلى المستوى الديبلوماسي، من المقرر ان تبدأ اليوم في الامم المتحدة اعمال جلسة مجلس الأمن الدولي المفتوحة ربع السنوية حول الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، والتي ستُعقد على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة الوفد اللبناني الذي يضمّ كلّاً من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير هادي هاشم، ومدير مكتب الوزير السفير وليد حيدر ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
وسيلتقي بوحبيب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وعدداً من نظرائه من وزراء الخارجية لمتابعة المناقشات المفتوحة حول الوضع في جنوب لبنان وقطاع غزة، ومصير الإجراءات المنتظرة في شأن ملف النازحين السوريين، ومطالب لبنان المطروحة على الاتحاد عموماً، والتي كانت موضوع المشاورات التي أجراها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في زيارته الاخيرة لبيروت.

وزير خارجية اسبانيا في لبنان
على صعيد آخر، يصل الى بيروت في الساعات المقبلة وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، بعد انتهاء أعمال الاجتماع الدوري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل واللقاء الذي جمعهم مع كل من وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ونظيره الإسرائيلي إسرائيل بيني غنتس. كما حضر أيضاً وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية. وقالت مصادر ديبلوماسية انّ الاجتماع ركّز على الوضع في الشرق الأوسط بعد 15 أسبوعاً على بدء الحرب بين «حماس» وإسرائيل، وتزامَنَ مع مخاوف متزايدة من توسّع رقعة النزاع في المنطق، لكنه سيبحث في تقييم الوضع في أوكرانيا.
وحول أجواء اللقاء، قالت المصادر انّ معظم الوزراء المجتمعين عبّروا عن «قدرات محدودة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب فى غزة».
العمل الحكومي
من جهة ثانية وعلى الصعيد الحكومي، أبلغَ وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس الى «الجمهورية»، بعد لقائه رئيس الحكومة أمس، ان «لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع بسبب الانشغال بجلسات مناقشة مشروع موزانة 2014، لكنني تمنيتُ على الرئيس ميقاتي ان يدعو الى جلسات للحكومة لمواصلة تصريف الاعمال بالتوازي مع الجهد القائم لانتخاب رئيس للجمهروية. فإذا لم تجتمع الحكومة وتتخذ قرارات ولو في حالة تصريف الاعمال، كيف ننفق على الطبابة والاستشفاء ونستحضر الكهرباء وسواها من خدمات ضرورية؟ لذلك أرجو ان لا يُزايد احد مسيحياً على الحكومة ورئيسها». واضاف: «كما تمنيتُ على الرئيس ميقاتي الدعوة ايضا الى لقاءات تشاورية وزارية دائمة، خصوصا ان عدداً من الوزراء المقاطعين للجلسات يحضرون للتشاور مع الرئيس، وانا اجزم بأنه لم يرتكب ما يفيد بتجاوزه صلاحيات رئيس الجمهورية،علماً انّ غالبية بنود الجلسات تتعلق بوزراء مقاطعين لها، فكيف يستقيم هذا الأمر؟».

الأخبار: إسرائيل ترفع سقف التهويل: خدمة للمفاوضات أم استعداد للحرب؟
كتبت صحيفة “الأخبار”:
بين التهويل بحرب موسّعة على لبنان لتحقيق «عمق آمن» داخل الأراضي اللبنانية يطمئن مخاوف المستوطنين في المستعمرات الشمالية، والإقرار بأنّ خياراً كهذا لن يعيد الأمن إلى الجبهة الشمالية مع الدعوة إلى تحقيق ذلك عبر المفاوضات والعمل الدبلوماسي، يبدو واضحاً أن وراء رفع السقف الإسرائيلي محاولة للتأثير في حسابات حزب الله وتقديراته بأنه جدي في اللجوء إلى الخيار العسكري، ودعماً للوسيط الأميركي بسقف عالٍ من التهديد لتمكينه من تحقيق المطالب الإسرائيلية، إضافة إلى كون التهديدات رسالة إلى الداخل الإسرائيلي بأن المستوى السياسي والعسكري جادّ في المضي في أي خيار لإعادة الأمن إلى الحدود الشمالية… من دون أن يعني ذلك استبعاد خيار التدحرج نحو حرب.
وتشير خلاصة التهديدات وحملة التهويل الصادرة عن المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين إلى عدم وجود توجّه واضح وموحّد حيال التعامل مع الأخطار المتزايدة على الجبهة الشمالية جراء تواصل عمليات حزب الله انطلاقاً من جنوب لبنان، وما تنتجه من وضع يهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ففيما رأى الوزير في مجلس الحرب، بيني غانتس أن إسرائيل تقترب من مرحلة تحتاج فيها إلى تحرك واسع النطاق في عمق لبنان لإزالة تهديد حزب الله، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى لو أوقفه حزب الله، ورغم أن الحرب «ستكون صعبة لإسرائيل، لكنها مدمّرة بالنسبة إلى حزب الله ولبنان».
وقال غالانت خلال لقائه نظيره الفرنسي سيباستيان ليكونو إنه «حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جانب واحد، فإن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى تضمن العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم»، معتبراً أن «لفرنسا دوراً مهماً في الرغبة الدولية في استقرار الوضع الأمني على الحدود الشمالية، وذلك في إطار الجهد السياسي الذي تقوده الإدارة الأميركية». إلا أن غالانت أوضح أن «إسرائيل تفضّل إنهاء الصراع مع حزب الله من خلال تسوية سياسية». وتوافقَ قول غالانت الأخير مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه «من الضروري إبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية بالقوة أو بالدبلوماسية».
لكنّ المحلّل العسكري في «معاريف» ألون بن دافيد ألمح إلى أن الحرب على لبنان قد لا تكون وشيكة كما يهدّد غالانت، وقال إن الجيش الإسرائيلي منهك جسدياً ونفسياً بعد حرب غزة ويحتاج إلى فترة قبل إعادة تأهيله لفترة أخرى. وأوضح أن تغييرات قريبة متوقّعة في قيادة الجيش الإسرائيلي، والحرب المحتملة على لبنان لن تقودها القيادة الحالية للجيش.
أما في أوساط معظم الإسرائليين فتتراكم المخاوف من التصعيد في الشمال، وتضاف إلى عدم الثقة المتزايد الذي يثيره نتنياهو وأداؤه، بالتزامن مع حديث وسائل الإعلام العبرية عن تطور تحدّ استراتيجي أكبر إزاء التصعيد والصعوبة في إعادة سكان مستوطنات الشمال القريبة من الحدود مع لبنان. وتأخذ على نتنياهو انشغاله أكثر بإعطاء الوعود عن الانتصار المطلق الذي سيتم تحقيقه في وقت ما في المستقبل البعيد.
وفيما أشارت دراسة إسرائيلية جديدة إلى أن نحو نصف سكان مستوطنات الشمال القريبة من الحدود مع لبنان، يعانون من أعراض ما بعد الصدمة، قال رئيس «منتدى بلدات خط المواجهة» موشيه دافيد وفيتش: «أريد أن أثق بأن الاستعداد الصحيح بكل ما يتعلق بالسكان وكذلك بالجيش الإسرائيلي سيقود إلى وضع حدّ لهجوم حزب الله على سكان الشمال الذين بقي بعضهم بعيداً عن منازلهم لأكثر من 100 يوم».
ميدانياً، واصل حزب الله استهداف المواقع والتحصينات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي سلسلة بيانات صادرة عن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، أعلن الحزب استهداف تجمّع لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب، وقوّة ‏من الجمع الحربي الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج، وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ‏وتجمّع آخر لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستعمرة «إيفن مناحم». وكانت المقاومة استهدفت منتصف ليل الأحد – الإثنين قوة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت «كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل ‏الأراضي اللبنانية، ما أدّى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها». ‏
وطوال يوم أمس الإثنين، واصل العدو الإسرائيلي استهداف البلدات الجنوبية. واستهدفت مدفعيته أطراف بلدات عيترون ومارون الرأس وغرب ميس الجبل وبلدة البستان وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس وسهل مرجعيون بين مدينة الخيام وبرج الملوك وتلة العويضة في أطراف بلدة الطيبة وراميا وعيتا الشعب وطيرحرفا والجبين وحولا ومجدل سلم ووادي السلوقي. كما قصف بالفوسفوري حي «الوزاني» في بلدة كفركلا.
وشنّ الطيران الحربي المعادي غارات على بلدات شيحين وطيرحرفا ومروحين وأطراف بلدة الطيبة لجهة بلدة القنطرة ومارون الرأس ومجدل سلم وعيترون.
ونعى حزب الله المقاومين سامح أسعد أسعد (كفركلا – الجنوب) وعلي سعيد يحيى (الطيبة – الجنوب) وحيدر حسين إبراهيم (العديسة – الجنوب).

نداء الوطن: “بروتوكول” جونسون يؤجّل جولة “الخماسية” على القيادات
“الحزب” يطلب “القرب رئاسياً” من بكركي
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
بعد أن جمّدت سخونة الميادين الملف الرئاسي وعلّقته على حبال التوتّرات الإقليمية، عادت محرّكات «اللجنة الخماسية» إلى «تزييت» عجلة الإستحقاق الدستوري وتلقيم السلاح الديبلوماسي تجاه لبنان، في محاولة لإخراجه من بيت النار. هذا الدفع الذي كان من المفترض أن يترجم اليوم بجولة لسفراء واشنطن والرياض والدوحة والقاهرة وباريس على المسؤولين والقيادات السياسية والروحية، تفرمل موقّتاً، ريثما تعاود جدولة المواعيد واللقاءات، والإستعاضة عنه بلقاء ثنائي بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والسفير وليد البخاري في عين التينة من جهة، وبين الأخير ونظيره المصري علاء موسى في منطقة الجناح، من جهة أخرى. وكان موسى استقبل، السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو حيث بحث الجانبان في الأوضاع الإقليمية والاستحقاقات السياسية.
وفي السياق «الخماسي»، علمت «نداء الوطن» أنّ تأجيل جولة سفراء الدول الـ5، مردّه الى أنّ «بروتوكول» سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ليزا جونسون، لا يجيز لها لقاء شخصيات سياسية لم تشملها زياراتها التعارفية بعد، إضافة إلى وضعية رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل المعاقب أميركيّاً.
هذا الزخم الدولي، قابله تحرك سريع لـ»حزب الله» باتجاه بكركي. إذ أفادت معلومات «نداء الوطن» أنّ لقاءً حصل أمس، بين ممثلين عن الطرفين، بحث في ملف رئاسة الجمهورية. والجديد في الاجتماع هو إعادة ربط «الحزب» الإنتخابات الرئاسية بالحوار.
أمّا على الجبهة الجنوبية، فارتفع سقف التهديد الإسرائيلي للبنان، مع تشديد رئيس وزرائها بنيامين نتياهو أمام وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أمس، على ضرورة إبعاد عناصر «حزب الله» عن الحدود، مشيراً الى «أنّ هذا هو هدف قومي لبلاده على أساس مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والى أنّ هذا الهدف يمكن تحقيقه بالوسائل الديبلوماسية أو غيرها»، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «أن إسرائيل لن توقف إطلاق النار حتى لو أوقفه «حزب الله» من جانب واحد»، محذراً من «أنّ الحرب ستكون صعبة لإسرائيل، لكنها مدمرة للحزب ولبنان».
ميدانياً، ظلت البلدات الجنوبية ومنازلها في مرمى المدفعية الإسرائيلية التي قصفت أطراف بلدات: مارون الراس، عيترون، ميس الجبل الغربية، تلة العويضة، يارين، البستان، سهل مرجعيون، وطيرحرفا. واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً في بلدة خربة سلم.
في الإطار، ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان أمس، إلى مئتي قتيل على الأقل، بينهم 146 مقاتلاً من «حزب الله»، قضوا خلال أكثر من ثلاثة أشهر من التصعيد، وفق حصيلة جمعتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً الى بيانات نعي «حزب الله» ومجموعات أخرى بينها فصائل فلسطينية، إضافة الى مصادر رسمية وأهلية. ومن بين الضحايا 25 مدنياً، ضمنهم ثلاثة صحافيين ومسعفان، إضافة الى عنصر في الجيش اللبناني و20 مقاتلاً موزعين مناصفة بين حركتي «الجهاد الإسلامي» و»حماس». إلى جانب القتلى في جنوب لبنان، نعى «حزب الله» 16 مقاتلاً قال إنهم قضوا بنيران إسرائيلية في سوريا منذ بدء الحرب في غزة. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل تسعة جنود وستة مدنيين.
أمّا قضائياً، فيبدو أنّ مسار الطعن الذي تقدّم به «التيار الوطنيّ الحرّ» أمام المجلس الدستوري بشأن قانون تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف وقادة الأجهزة الأمنية، يصطدم بتوازن القوى داخل المجلس، وتتوزّع بين 5 أعضاء يؤيّدون الطعن وخمسة آخرين يرفضونه، ما يعني أنّ القرار لن يتّخذ، وبناءً عليه يصبح الطعن ساقطاً.

الديار: «الخماسيّة» تتحرّك تحت ضغط الوقت دون خطة تمنع التصعيد جنوباً
تباين فرنسي ــ أميركي حول نجاح «المقايضة» بين الرئاسة والـ1701 ؟
لقاء البخاري وسفير إيران إيجابي ولا نتائج ملموسة… مُستوطنو الشمال لن يعودوا!
كتبت صحيفة “الديار”:
لان رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو «ناكر للجميل»، ويتبنى استراتيجية «شراء الوقت»، ولا يعبأ بحجم المأزق الانتخابي الداخلي لرئيس الولايات المتحدة الاميركية جو بايدن، بعدما منحه الدعم الكامل لمجازره، وهو «يترنح» قبل نحو عام من الانتخابات. ولان نتانياهو يراهن على عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض، ولا يأبه بنصائح الادارة الديموقراطية، فهذا يعني ان غزة والمنطقة ستبقى رهينة «لعبة» مصالحه الشخصية، ورهينة «اليمين الاسرائيلي» الذي يغامر باشعال حرب شاملة في المنطقة.
ولأن لبنان في «عين العاصفة» ومرشح للدخول في دائرة الجنون «الاسرائيلي»، تداعت دول «الخماسية» الى التحرك على خط البحث عن تخفيض لمستوى التوتر جنوبا كاولوية، لا يزاحمها الاستحقاق الرئاسي الذي يحضر فقط من «البوابة» الفرنسية، حيث تتفرد باريس بالترويج لمبادرة لا تبدو واقعية، لمقايضة تنفيذ القرار 1701 بتنازلات تقدم لحزب الله على المستوى الداخلي.
لكن وحتى الآن، لا مؤشرات حول وجود خطة واضحة لمنع توسع الحرب، ولا توجد ايضا ايجابية تشي بامكانية تحريك الملف الرئاسي من الدائرة المقفلة التي وصل اليها، ولم يلمس اي من الفرقاء في الداخل او الخارج استعدادا لدى حزب الله للبحث بمقايضة بين الـ1701 والرئاسة. ولهذا كل ما يحكى عن مبادرات او مساع في هذا الاطار، لا يتسم بالجدية وانما تحرك «لملء الفراغ».
وفي هذا السياق، وعلى اهميته في الشكل، فان لقاء السفيرين السعودي الوليد البخاري والايراني مجتبى اماني بالامس في اليرزة، لم يحمل جديدا يمكن تسييله على ارض الواقع، فالرئاسة ليست اولوية الآن، ولا تغييرات ملموسة في موقفي طهران والرياض، واذا كانتا متفقتين على تجنيب لبنان الحرب الواسعة، فان الرياض لا تملك ما تقدمه كي تقنع حزب الله بوقف دعم اهل غزة، ولا تملك ادوات الضغط على «اسرائيل» ايضا، فيما لا تزال ايران على قناعة بعدم امكانية التراجع خطوة الى الوراء الآن، فيما تتصلب المواقف «الاسرائيلية» وتصبح اكثر عدوانية.
وفي الانتظار، يزور المستشار السابق للبنتاغون دوغلاس ماكغريغور «اسرائيل» وقطر والسعودية، وقد يزور لبنان اذا لمس اي اشارات يمكن البناء عليها. في هذا الوقت عاد وزير الحرب «الإسرائيلي» يواف غالانت الى التصعيد، واعلن ان «اسرائيل» لن توقف اطلاق النار على الحدود مع لبنان حتى ضمان عودة السكان، محذرا خلال لقائه نظيره الفرنسي، على ان «الحرب في الشمال ستكون مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان»، وابلغ المستوطنين «ان عليهم الاستعداد لحرب سيتم من خلالها تدفيع لبنان وحزب الله اثمانا باهظة جدا؟!.
حراك ديبلوماسية دون «خطة»؟
وفي السياق، يتهيأ «الخماسي» الدولي لتكثيف نشاطه على خطي الرئاسة والحرب الدائرة في الجنوب، وكان لافتا تأجيل تحرك سفراء هذه الدول الى الاسبوع المقبل، بعد الغاء موعد مقرر الى عين التينة اليوم، والموعد ألغي بطلب من السفير السعودي وليد البخاري الذي يزور الرئيس نبيه بري في الموعد نفسه. وقد حرصت السفارة السعودية على تسريب اخبار تشير الى ان اللقاء كان مقررا مسبقا ولا علاقة له بالاجتماع الملغى. ووفقا للمعلومات، فان التأجيل جاء لاجراء المزيد من الدرس للخطوات المقبلة، في ظل تقدم اولوية الحد من مخاطر الحرب في الجنوب على ما عداها، وبانتظار تبلور افكار محددة حول الرئاسة في ظل تباين حول كيفية مقاربة الملفين، حيث تعتقد باريس انه بالامكان الربط بين الملفين.

تنشيط الحوار«الثنائي»
في هذا الوقت، سيضع السفير السعودي الوليد البخاري الرئيس بري بالاطارالعام للتحرك، وسيسأله عما اذا كان ثمة صيغة داخلية ممكنة للتحاور بعيدا عن الجلوس حول «الطاولة»، اي القيام بحوارات ثنائية سبق وانتجت تمديدا لقائد الجيش، على ان يجول سفراء الدول الخماسية على الرئيسين بري وميقاتي والرؤساء السابقين ورؤساء الطوائف والقادة السياسيين في وقت لاحق، بعد ان يعقدوا اجتماعا تنسيقيا هذا الاسبوع. وفيما يرجح وصول الموفد القطري جاسم بن فهد ال ثاني في بيروت خلال ايام قليلة، ينتظر ان يزور المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لبنان منتصف الشهرالمقبل، بعد جولة تشمل الدوحة والرياض.
تهديد بعامل الوقت؟
ووفقا للمعلومات، تتحرك الخماسية تحت ضغط الوقت، ويروج سفراؤها في بيروت بان الوقت يضيق، لأن «إسرائيل» أبلغت الولايات المتحدة أنها ستمنح الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد ، يُبعد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني حتى نهاية الجاري، وبعد ذلك ستوسع الهجمات ضد حزب الله. وفي هذا السياق، من المرتقب أن يشارك عاموس هوكشتاين في اجتماع دول الخماسية، واذا حصل هذا الاجتماع فهذا يعني، بحسب اوساط مطلعة، رفع مستوى المحادثات وتدخلاً مباشراً للبيت الأبيض، لان الافتراض الأساسي لدى واشنطن أن المفاوضات السريعة بين «إسرائيل» ولبنان والتوصل إلى اتفاق نهائي حول الحدود، ستحيد حزب الله وتسمح بنشر الجيش اللبناني هناك. عندها يمكن أن تطلب بيروت من حزب الله سحب قواته. ولكن التهديد بتوسيع الحرب لن ينتظر حتى تبدأ «إسرائيل» ولبنان في النقاشات حول ترسيم الحدود، أو إنهاء المحادثات من أجل بدء انتشار جديد للجيش اللبناني وحزب الله.
انقسام «الخماسية»
ووفقا لصحيفة «هآرتس الاسرائيلية»، فان المجموعة «الخماسية» منقسمة فيما بينها حول مسألة كيف سيتم الدفع قدماً بالعملية الديبلوماسية بالصورة الأكثر نجاعة وسرعة. وقالت ان فرنسا تطرح الآن انتخاب سليمان فرنجية رئيسا مقابل تطبيق القرار 1701. لكن موقف الولايات الأميركية الحالي من هذا الطرح لم يتضح بعد، في حين أن اهتمامها موجه للتهدئة على الحدود. ومن غير الواضح أيضاً إذا كانت السعودية ستوافق على تأييد الحل الفرنسي أو مساعدة لبنان فيما بعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية، إذا ترأس لبنان رئيس مقرب من حزب الله.
إضافة إلى ذلك، لا توجد حتى الآن أي ضمانة في أن تثمر نقاشات «مجموعة الخمس» بنتائج حقيقية على الأرض، فليس في يد أعضاء المجموعة أي أوراق مساومة أو رافعة ضغط، يمكنها أن تفرض حلاً سياسياً في مسألة تعيين الرئيس، أو حلاً ديبلوماسياً يُبعد حزب الله عن الحدود. سيكون القرار في نهاية المطاف لحزب الله نفسه، الذي أوضح حتى الآن بأنه يبقي الباب مفتوحاً أمام المفاوضات بعد وقف الحرب في غزة.

لقاء ودي في اليرزة
في هذا الوقت، وفي زيارة لافتة، إستقبل سفير المملكة العربية السعودية في مقر إقامته في اليرزة، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني. وجرى خلال اللقاء استعراض لأبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل الرؤى في العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. واشارت مصادر مطلعة، الى ان اجواء اللقاء كانت ايجابية جدا وودية، وهي تعكس التقدم المضطر في علاقة البلدين، والايجابية الاساسية تتمثل في ان مبادرة الرياض عبر سفيرها تعكس رغبة المملكة في اشراك طهران في اجواء الحراك المرتقب لدول الخماسية.

ماذا دار بين البخاري واماني؟
وقد تمحور اللقاء حول نقطتين اساسيتين: الاولى، لم تأخذ حيزا كبيرا من النقاش، وترتبط بالاستحقاق الرئاسي، ووضع البخاري نظيره الايراني في اجواء التحرك، دون ان يقدم جديدا في الموقف السعودي من الاستحقاق، لكن حاول «جس نبض» طهران ازاء اي اقتراح محتمل من «الخماسية» حول «الخيار الثالث»، فكان الجواب الايراني الروتيني نفسه، طهران لا تتدخل في خيارات حزب الله، وما يراه مناسبا يفعله.
اما ملف الحرب الدائرة على الحدود، فعبر البخاري عن قلق بلاده من توسع الحرب في ظل ارتفاع حدة التهديدات الاسرائيلية، ووجود مؤشرات تشير الى ان استمرار الحرب في غزة قد يطول، ولهذا طرح اسئلة عن مدى امكانية التوصل الى تسوية لفصل ملف غزة عن الملف اللبناني، ملمحا الى ان «الخماسية» ستحاول الدفع نحو هذا الامر. ووفقا لتلك الاوساط، عبّر السفير الايراني عن حرص بلاده على امن لبنان، ورغبتها بعدم توسع الحرب، لكنه شدد على ان المشكلة تبقى في استمرار العدوان على غزة، ويجب حل المشكلة لا النتائج.
المواجهات مستمرة جنوبا
ميدانيا، استهدف حزب الله تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع الراهب ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيب اصابة مباشرة. كما استهدف قوّة من الجمع الحربي «الاسرائيلي» في مرتفع أبو دجاج ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيبت إصابة مباشرة. وكانت المقاومة اعلنت انها هاجمت عند منتصف ليل الأحد – الاثنين، ‌قوّة «إسرائيلية» في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل ‏الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها. وقد نعى حزب الله ثلاثة شهداء على طريق القدس علي سعيد يحيى «جواد» من بلدة الطيبة، سامح أسعد أسعد «أبوتراب» من بلدة كفركلا، حيدر حسين ابراهيم «ساجد» من بلدة العديسة في جنوب لبنان.
… وكذلك الاعتداءات
واستمرت الاعتداءات «الاسرائيلية» على وتيرتها، حيث استهدف القصف أطراف بلدة مارون الراس وعيترون، وبلدتي يارين والبستان، وسهل مرجعيون. وشن الطيران الحربي المعادي غارة جوية على اطراف بلدة شيحين دمرت منزلاً من طبقتين. كما شن غارة على مروحين، وأخرى على الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، وقصفت مدفعية العدو أطراف بلدتي حولا وميس الجبل وتلة العزية في أطراف دير ميماس، واستهدفت المدفعية ايضا بلدة كفركلا بالقذائف الفوسفورية، وسط عملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من المطلة باتجاه البلدة.
كما سقطت قذائف فوسفورية على بلدة عديسة عند حدود بلدة كفركلا. واستهدف جيش العدو الاسرائيلي تلة العويضة في محيط بلدة الطيبة بعدد من القذائف.
ونفذ الطيران عدوانا جويا حيث استهدف بغارة جوية منزل المواطن س- ياغي في بلدة طيرحرفا مطلقا باتجاهه صاروخين من نوع جو- ارض ، مخلفا فيه اضرارا كبيرة. واطلقت مسيرة صاروخا خلف معتقل الخيام – وادي العصافير، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة. ايضا، أطلقت مسيرة “إسرائيلية” صاروخا على غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات.

«هلع» لدى المستوطنين
في هذا الوقت، اعرب نحو 40 بالمئة من مستوطني الشمال الذين أَخلوا المنطقة منذ بداية الحرب، أو تم إجلاؤهم منها، انهم لن يعودوا الى المستوطنات، وكشف استطلاع أجراه مركز المعرفة الإقليمي في الكلية الأكاديمية «تل حي» ومجموعة السلطات في الجليل الشرقي، «أنّ نحو 60% فقط متأكدون من أنّهم سيعودون عندما ينتهي القتال، وأنّ 4 من كل 10 تم إجلاؤهم لن يعودوا». تلك أرقام مقلقة جدا بحسب الاعلام «الاسرائيلي» .
وأظهر الاستطلاع أنّ العامل الذي سيساهم أكثر في شعور مستوطني الشمال بالأمن هو إبعاد قوات حزب الله عن الحدود الشمالية، مع ضمان عدم عمله في المنطقة منزوعة السلاح في لبنان، وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، وأيضاً ضرب بنيته التحيتة.
انهيار نفسي واقتصادي
في هذا الإطار، كشف الاستطلاع عن صورة مقلقة عن الوضع النفسي والاقتصادي لمستوطني الجليل الشرقي، وأظهر الاستطلاع أنّ 54% من المستوطنين الذين أخلوا منازلهم بشكل مستقل، وليسوا في بيئة مجتمعية أو يتلقون دعماً نفسياً منظماً يعانون مشاعر ما بعد الصدمة. وأفاد ما يقرب من 90% من أصحاب الأعمال والعمال المستقلين في الجليل الشرقي عن إلحاق ضرر بمدخولهم بعد الحرب، إذ يواجه ما يقارب نصفهم انخفاضاً يزيد عن 50% في دخلهم خلال هذه الفترة.

خطر الصواريخ الدقيقة
وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن ضرورة إجراء استعدادات تشمل ملاجئ ضخمة وفرق إنقاذ وتنسيق مع سلطات المستوطنات، في حال توسّعت الحرب مع حزب الله. ومن جهته اعرب الوزير السابق في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مئير شطريت، عن قلقه إذا وقعت حربٌ مع لبنان، وقال «إنّ صواريخ حزب الله لن تصل إلى كريات شمونة فقط، بل ستطال تل أبيب وديمونا، وأيّ مكان في العمق الإسرائيلي».

لا اضراب للمدارس اليوم
في هذا الوقت، انتهى «الكباش» بين المدارس الخاصة ونقابة العلمين الى اتفاق ابعد «كأس» الاضراب عن المدارس اليوم، وخرج «دخان الابيض» من وزارة التربية بعد ساعات من «حبس الانفاس» انتهت بالتوقيع على اتفاق يقضي بالتزام اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتمويل صندوق التعويضات بمبلغ ٦٠ مليارًا شهريًا ، من أجل زيادة رواتب الأساتذة المتقاعدين بنسبة ستة أضعاف. وبناء عليه اعلنت نقابة المعلمين، أن اليوم الثلاثاء هو يوم تدريس عادي في المدارس الخاصة، مع حرصها التام على تنفيذ هذا الاتفاق بما يضمن حصول الزيادة على رواتب الأساتذة المتقاعدين ابتداء من نهاية هذا الشهر. وتعهدت بمتابعة النضال من أجل تحسين ظروفهم المعيشية، إلى حين إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة تحفظ كرامة جميع المعلّمين.
وكان لافتا تراجع نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض عن قراره عدم التوقيع على الإتفاق، الذي قضى بتخصيص إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة للأساتذة المتقاعدين عن كل تلميذ 900 ألف ليرة بدلاً من مليون ليرة، وعلم انه اخذ تعهدا من إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتأمين مبلغ الـ600 مليار الفارق.
افلاس المصارف؟
ماليا، يعقد اجتماع اليوم بين حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وممثلين عن “جمعية المصارف” التي يعترض اصحابها على نية “المركزي” تعديل التعميم 151 الذي يسمح بدفع مبلغ 150 دولارا اضافيا للمودعين. وعلم في هذا السياق، ان المصارف ستبلغه رفضها القرار، لان تطبيقه سيؤدي برأيها الى افلاس عدد من المصارف، لانها لن تكون قادرة على الحفاظ على التوازن الحالي في تأمين السيولة بالدولار للمودعين، الذين يملكون حسابات ما قبل الازمة. تنتظر جمعية المصارف توضيحات من منصوري “لتبني على الشيء مقتضاه”!

اللواء: تنسيق أميركي – فرنسي لاحتواء التصعيد جنوباً.. والاحتلال يواصل استهداف القرى جواً
بخاري في عين التينة اليوم بعد «لقاء الخيمة».. والتيار العوني يفقد التأثيرت على نصاب الموازنة
كتبت صحيفة “اللواء”:
على مسمع ومرأى من وزير الجيوش الفرنسية سيبستيان ليكونور الموجود في اسرائيل استمر العدوان الاسرائيلي على الجنوب، واهله، وتمادت طائراته ومسيَّراته ومدفعيته القريبة والبعيدة باستهداف المنازل الآمنة، في القرى الحدودية، والبعيدة نسبياً عن الحدود في مشهد بالغ الخطورة، بالتزامن مع دفع «ألوية الموت» باتجاه خان يونس في غزة لتدمير ما تبقى، بحثاً عن اوهام الاسرى وابطال المقاومة الفلسطينية.
حزب الله بدوره، لم يتأخر في الردّ على استهدافات العدوان ضد المدنيين، فاستهدفت المقاومة تجمعاً لجنود الاحتلال في محيط مستعمرة «إيفن مناحم» بالاسلحة الصاروخية، وحققوا اصابات، حسب بيان المقاومة.
وفي اطار الجهود، لاحتواء التوتر لم يستبعد مصدر متابع ان يعرّج المستشار السابق للبنتاغون دوغلاس ماكجريجور إلى لبنان، وهو يتحرك بين اسرائيل وقطر والسعودية، وسط تنسيق مع الاوروبيين لا سيما الجانب الفرنسي منهم.
وجدّد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، خلال اجتماعه مع وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان ليكوريف ان الحرب اذا حصلت في الشمال «ستكون صعبة بالنسبة لاسرائيل، ولكنها مدمرة بالنسبة لحزب الله ولبنان»، مستدركاً ان اسرائيل مع انهاء الصراع مع حزب الله عبر تسوية سياسية»، معتبراً ان جيشه لن يوقف اطلاق النار حتى لو بادر الى ذلك حزب الله من جانب واحد.
تحرك سفراء الخماسية
وحضرت هذه التطورات الدراماتية في الجنوب بالموازاة مع ما يجري في غزة في لقاءات السفراء، وخلال الاجتماعات بين مسوولين كبار وبعض سفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية حول لبنان، التي تتحضر لعقد اجتماع لها في الرياض او الدوحة مطلع الاسبوع المقبل، في ضوء ما ستؤول اليه لقاءات سفرائها في بيروت مع الشخصيات الرسمية والروحية والحزبية اللبنانية.
بالتزامن، تجددت المعلومات عن ان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني، سيزور بيروت نهاية الشهر الجاري، في اطار المهمة المكلف بها تجاه تقديم ما يلزم في ما خص البحث عن نقاط تلاقٍ بين اللبنانيين، من زاوية المرشح الثالث، بصرف النظر عما يجري بالنسبة للاطراف، واعتبار حزب الله ان لا شيء يتقدم الكلام عن المعركة في غزة والجنوب، وان الملفات الاخرى ليست على الطاولة، مع التذكير من وقت لآخر ان الوزير السابق سليمان فرنجية ما يزال هو المرشح الذي يتبناه الثنائي الشيعي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما هو مرتقب في المشهدية الرئاسية لا يتعدى عملية جس النبض لتحريك الملف من المعنيين والتسويق مجددا لمبادرة في هذا الملف، ولفتت إلى أنه لا يمكن في الوقت نفسه الحديث عن اجواء تفاؤلية قبل أن ينطلق المسعى المحلي الجديد بدعم اللجنة الخماسية، في الوقت الذي وصل البعض فيه إلى قناعة تفيد أن جبهة الجنوب منفصلة عن الاستحقاق الرئاسي، أي لا يمكن انتظار ما قد يستجد.
ورأت هذه المصادر أن هذه الحركة الجديدة التي تتبلور في بداية الشهر المقبل تعد بالنسبة إلى كثيرين تكرارا لحركة سابقة تخرق المراوحة لفترة من الزمن ،مؤكدة أن العمل جار لتزخيم الملف على الصعيد الداخلي من خلال اتصالات سياسية وذلك قبل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودربان إلى بيروت أو الموفد القطري.
وتأجل لقاء سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس نبيه بري الذي كان مقرراً اليوم، واقتصر الامر على زيارة السفير السعودي وليد البخاري لعين التينة، وهي التي كانت مخصصة سابقاً.
وفي المعلومات ان اللقاء بين سفراء الخماسية والرئيس بري سيتحدد الاسبوع المقبل، بعد ان يكون المجلس انتهى من اقرار الموازنة، وضمن جدول زيارات تشمل الشخصيات السياسية والرسمية، وابرزها الرئيس نجيب ميقاتي.
وبعد اللقاء مع السفير بخاري، يستقبل الرئيس بري سفير مصر علاء موسى، في اطار لقاءاته مع السفراء، لا سيما سفراء اللجنة الخماسية.

لقاء الخيمة
واتخذ اللقاء الذي عقد في خيمة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري مع ضيفه سفير ايران مجتبى اماني ابعاداً سياسية، نظراً لارتباطه بحراك سفراء اللجنة الخماسية حول لبنان وضرورة انهاء الشغور الرئاسي فيه.
واستمر اللقاء ساعة، قال بعدها السفير بخاري: اللقاء كان جيداً، وتم التطرق خلاله الى عمل اللجنة الخماسية، وهو يندرج في اطار التقارب السعودي – الايراني.
يشار الى ان السفير موسى استقبل امس السفير الفرنسي لدى بيروت هيرفي ماغرو، وجرى البحث في الاوضاع الجارية في المنطقة، وتحرُّك اللجنةا لخماسية من اجل لبنان، والانتخابات الرئاسية فيه، ولاحقاً، زار السفير موسى الرئيس ميقاتي في دارته، وجرى البحث بمجمل ما هو مطروح في لبنان والحرب العدوانية على غزة ولبنان.
الجلسة والمشاركة
وعشية الجلسة النيابية لمناقشة الموازنة للعام 2024 بدءاً من يوم غد، بات بحكم الثابت ان كتلا تعترض اصلاً على التشريع (ولو تشريع الضرورة) ستشارك في الجلسة لحسابات تكشف عنها في بياناتها، في وقت يتجه فيه التيار الوطني الحر، الذي تعقد كتلته اجتماعاً اليوم الى عدم المشاركة، على خلفية عدم الاخذ باقتراح القانون الخاص لجهة المناقشات في الموازنة، من زاوية عدم التشريع بغياب رئيس الجمهورية.
وازاء غموض موقف النائب جبران باسيل من المشاركة او عدمها، كشفت النائبة غادة عون من كتلة القوات اللبنانية (الجمهورية القوية)، انها ستشارك في جلسة مناقشة الموازنة تطبيقاً للدستور، باعتبارها ليست جلسة تشريعية، ووصفت جلسة المناقشة بأنها ستكون «ساخنة لتصويب الامور وتصحيح الارقام».
وعزت كتلة «تجدُّد» التي قررت المشاركة في جلسات مناقشة الموازنة الى ان فقدان النصاب، يعني ان الحكومة بإمكانها اصدار المشروع بمرسوم، وهذا يشكل خطراً استراتيجياً وبنيوياً على هوية لبنان الاقتصادي، وعلى الاقتصاد الشرعي، وعلى اللبناني الآدمي والملتزم بالقانون، وبتسديد موجباته المالية تجاه الدولة.
الهيئات ضد تطيير النصاب
وانضمت الهيئات الاقتصادية الى النواب الداعين الى المشاركة في الجلسة خشية اصدار الموازنة بمرسوم.
وناشدت الهيئات النواب والكتل النيابية عدم تطيير النصاب، مشيرة الى ان «التصويت على الموازنة بحسب التعديلات التي أجريت عليها منعاً لإصدارها بمرسوم من مجلس الوزراء بحسب النسخة التي وضعتها الحكومة. كذلك منعاً للعودة إلى موازنة العام 2022 التي تخطاها الزمن».
وأعادت الهيئات الإقتصادية التنبيه من «خطر الرجوع الى موازنة العام 2022 بحجمها الضيق وبما تضمنته من تشوهاتها، أو إصدار موازنة العام 2024 بمرسوم بحسب الصيغة الأساسية التي وضعتها الحكومة، لأن هناك حديثا عن اجتهادات قانونية خفية تتيح هذا الموضوع وكذلك عن نية مبيتة لإسقاط الموازنة في مجلس النواب»، مؤكدة «حرص الهيئات الشديد على القطاع العام وإيمانها به كونه شريكاً أساسياً بالاقتصاد الوطني».
اعتراض المصارف اليوم مع منصوري
مالياً، تعترض جمعية المصارف على توجه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري على إلزام المصارف بدفع 150 دولار اميركي شهرياً لكل مودع وهي طلبت اللقاء مع الحاكم، حيث تقرر عقد الاجتماع اليوم، للبحث في النتائج التي يمكن ان تترتب على خطوة المركزي الملزمة.
وحسب مصدر مصرفي فإن بعض المصارف، تتخوف من ان تؤدي هذه الخطوة الى اعلان افلاسها.

لا إضراب اليوم
وتجاوز لبنان اضراب المعلمين في المدارس الخاصة، بعد التوقيع على اتفاق يقضي بالتزام اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة بتمويل صندوق التعويضات بمبلغ 60 مليار ليرة شهرياً من اجل زيادة رواتب الاساتذة المتقاعدين بنسبة 6 اضعاف اسوة بزملائهم في القطاع العام.
ووقع الاتفاق كل من امين سر المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر ونقيب المعلمين نعمة محفوض.
واوضح مدير الصندوق جورج صقر ان الاستحقاق هو من اول العام الحالي 1/1/2024 والدفع على مهمة برمجة الرواتب وتوافر اموال الدفعة الاولى.
الوضع الميداني على حاله وغالانت يتوعد
ميدانياً، لم تسلم معظم القرى الحدودية اللبنانية من استهداف مدفعية العدو او غارات طيرانه ومسيَّراته.
واطلقت مسيَّرة صاروخا خلف معتقل الخيام (وادي العصافير)، كما قصفت المدفعية تلة العويضة من جهة الطيبة.
كما استهدفت مسيَّرة إسرائيلية بصاروخ غرفة سكنية داخل مشروع زراعي في محلة آبل القمح خراج بلدة الوزاني من دون تسجيل إصابات.
وحلق الطيران المعادي الاستطلاعي افوق القرى المتاخمة للخط الازرق وعلى مستويات منخفضة.
والى ذلك، اعلن جيش العدو الإسرائيلي:أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً في منطقة مارون الراس كان يقيم فيه عناصر من حزب الله».
واستهدفت «المقاومة الاسلامية» «تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع الراهب ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيب اصابة مباشرة». واستهدفوا «قوّة من الجمع الحربي الاسرائيلي في مرتفع أبو دجاج ‏‏بالأسلحة المناسبة وأصيبت إصابة مباشرة».واعلنت ايضا «استهداف موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة ‏بالأسلحة الصاروخية وحققنا فيه اصابات مباشرة».
وكانت اعلنت ايضا انه عند منتصف ليل الأحد الاثنين، هاجم المجاهدون «قوّة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، كانت تتحضّر لتنفيذ عدوان داخل ‏الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها».
ونعت الشهيدين علي سعيد يحيى (جواد) من الطيبة وسامح اسعد اسعد (ابو تراب) من كفركلا، كما نعى حزب الله شهيداً آخر هو حيدر حسين ابراهيم (من العديسة).

الأنباء: الوساطات مستمرة على خط التهدئة جنوباً… وحراك مرتقب لسفراء الخماسية
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية:

لا تزال التطورات الأمنية في جنوب لبنان تشكّل مصدر قلق للبنانيين كما القوى الدولية والاقليمية. ويكاد لا يمرّ يوم من دون عدوان إسرائيلي في محاولة واضحة لجرّ لبنان إلى حرب مفتوحة.
وفي هذا الإطار، أمل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية أن تنجح وسائل الضغط على إسرائيل لتهدئة الحال في غزة وجنوب لبنان وأن يتمكن الوسطاء من نزع فتيل التوتر وإبقاء الوضع كما هو عليه ضمن قواعد الاشتباك.
كلام موسى يؤشّر إلى المساعي المستمرة لإحتواء الوضع جنوباً، حيث تفيد المعلومات بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيعود الى لبنان، وأن الاتصالات مستمرة على خط بيروت، لا سيما عين التينة حيث يتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشكل يومي التطورات كما جهود التهدئة.
وانطلاقاً من هذه الأجواء الملبّدة برز تحرك اللجنة الخماسية المستجد على خط تحريك الملف الرئاسي. وأشارت معلومات لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن اللجنة ستستأنف نشاطها في الأيام المقبلة من خلال السفراء في لبنان، ومن المرجّح أن يجمعهم لقاء قريب يكون منطلقاً لجولة سيقومون بها على عدد من القوى السياسية. وعطفاً على هذا الحراك، أفيد بأن الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني “أبو فهد” وصل إلى بيروت حيث سيكون له العديد من الاجتماعات.
وفي هذا السياق، أشارت النائبة نجاة صليبا في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى خوف إقليمي أكثر مما هو محلي من تحوّل الحرب في غزة وجنوب لبنان إلى حرب إقليمية، لأن أوروبا التي بدت خاسرة من الحرب في أوكرانيا قد تتأثر سلباً من اندلاع الحرب في المنطقة، لأن اتساع رقعة الحرب في المنطقة سينعكس سلباً على التجارة البحرية وعلى الصادرات الأوروبية من دول شرق آسيا وأستراليا في حال اقفال مضيقي هرمز وباب المندب، وحتى على الملاحة في البحر الأحمر. وأن أوروبا اليوم في سباق لاستيراد المواد المعدنية كالليثيوم والكوبالت والكرافتات للتصنيع التكنولوجي، وهذا سيكبدها خسائر مادية جسيمة، بالاضافة الى استيراد الفيول وغيرها من السلع الأساسية والمواد الغذائية.
وأضافت صليبا: “هذا يعني أن الاقتصاد العالمي أصبح مهدداً، لذلك هناك رغبة أوروبية ودولية لتحييد لبنان وأن التواصل الدولي والعربي يجري على هذا الأساس لكن في المقابل إيران تعرف كيف تلعب بالورقة اللبنانية، فالتصعيد في جنوب لبنان يأتي بحسب الرغبة الايرانية، واللاعب الأكبر على الساحة هو حزب الله فاذا كان الحزب يرى ضرورة لاجتماع الرئيس بري مع سفراء اللجنة الخماسية فإن الاجتماع سينعقد على الفور وإلا قد يتأجل كما حصل اليوم”.
وترى صليبا أن كل الأمور متعلقة بايران، فاذا حصل نوع من “ديل” مع ايران لتهدئة الوضع في لبنان وعادت ايران الى مائدة المفاوضات، كل المشاكل في لبنان تصبح قابلة للحل بما فيها رئاسة الجمهورية عدا عن ذلك كله كلام لتعبئة الوقت.
وبناء عليه، تبقى الأنظار مشدودة الى التطورات الميدانية في الجنوب والعقل الاسرائيلي المغامر، فهل تنجح المساعي الدبلوماسية بلجم الحرب وتغليب الحل السلمي أم أن كرة النار ستكبر وتتحوّل إلى لهيب جارف؟

الشرق الأوسط: إسرائيل تصعّد ضد «حزب الله» باعتماد سياسة استهداف قادته
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”:
يسجَّل في الأيام الأخيرة تراجع في عدد العناصر الذين يعلن «حزب الله» عن سقوطهم على الجبهات مقارنةً مع المرحلة الأولى للحرب في جنوب لبنان التي اندلعت في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في اليوم التالي لـ«طوفان الأقصى» الذي بدأته «حماس» في غلاف غزة. ومقابل ذلك، تنفِّذ إسرائيل عمليات اغتيال تستهدف قيادات الحزب، مع استمرار قصفها منازل قياداته أو عناصر فيه على امتداد المناطق الحدودية، فيما يعد تغييراً في النهج الإسرائيلي.
وهذا الأمر تحدث عنه صراحةً عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب حسن فضل الله بقوله، في تصريح، الاثنين، إن «العدو تمادى في الأيام والأسابيع القليلة الماضية في اعتماد سياسة الاغتيالات ضد المقاومين، ظناً منه أن هذا التصعيد يمكن أن يغيّر من معادلة المواجهة على الحدود»، مؤكداً أن «مثل هذه الاغتيالات لا يمكن لها أن تؤثر في إرادة المقاومة».
ردٌّ حتميّ
وأضاف فضل الله، خلال مشاركته في تشييع المواطنة سمر جميل السيد محمد، التي قُتلت في غارة إسرائيلية على بلدة كفرا الجنوبية، الأحد، أن «المقاومة الإسلامية، وأمام كل استهداف للمدنيين، يأتي ردها الحتميّ على مستوطنات العدو، وهذا ما تقوم به في مواجهة كل اعتداء، وهذا ما يفهمه العدو جيداً، أن المساس بالمدنيين هنا تحت أي ذريعة لا يمكن التساهل معه، والمقاومة ستستمر في الرد على أي استهداف للمدنيين في أي مكان في لبنان».
وأكد أن «كل الاحتمالات واردة. العدو يطلق التهديدات، ويرسل الرسائل، وبأساليب متنوعة، من خلال استهداف البنى المدنية والبيوت، ومحاولة فرض توازن التهجير ما بين الشمال عنده والجنوب عندنا، أو يهددنا بحرب واسعة، ونحن في المقاومة وبكل وضوح، لدينا الاستعدادات الكاملة لأي احتمال، وكل الاحتمالات مطروحة أمامنا».
سياق الحرب
من جانبه، يرى العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن هذه الاغتيالات تأتي في سياق الحرب الطبيعية بين الطرفين. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «حزب الله يقاتل على امتداد 105 كيلومترات بعيداً عن أي مواقع أو ثكنات محددة، وقياداته وعناصره يتنقلون بسيارات مدنية على الطرقات الفرعية أو الرئيسية أحياناً، ما يجعلهم في مرمى النيران الإسرائيلية التي تستهدف كل آلية تدور حولها الشكوك معتمدةً على التقنيات، إضافةً إلى استهداف إسرائيل منازل قيادات وعناصر في بلدات الجنوب».
والأحد، استهدفت إسرائيل سيارة عند مفترق كفرا – صربين في قضاء بنت جبيل أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وأشارت المعلومات إلى أن المستهدف في الغارة كان قائد القطاع الأوسط في «حزب الله»، لكنه نجا وقُتل مرافقه. ولفتت معلومات أخرى إلى أن القتيل هو عنصر من وحدة حماية كبار الشخصيات في الحزب. ونعى الحزب بدايةً «المجاهد فضل علي سلمان شعار (عيسى) من بلدة النبطية الفوقا»، قبل أن يعلَن مساءً عن مقتل المواطنة سمر جميل السيد محمد متأثرةً بجراح أُصيبت بها خلال الغارة على بلدة كفرا، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام». والاثنين، نعى «حزب الله» المجاهد سامح أسعد أسعد «أبو تراب» من بلدة كفركلا في جنوب لبنان، فيما أشارت «الوطنية» إلى أن أسعد كان أحد المصابين في غارة استهدفت بلدة كفركلا.
وقبل نحو 24 ساعة على غارة كفركلا كانت إسرائيل قد اغتالت الدكتور المهندس علي حدرج، الذي كان يشغل موقع التنسيق بين الحزب وحركة «حماس»، عبر استهداف سيارته في بلدة البازورية، مسقط رأس أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، إذ أشارت المعلومات إلى مقتل 4 أشخاص، لكنّ «حزب الله» نعى حدرج فقط. لكن وبعد ساعات قليلة نعى المجتمع المدني اللبناني الرقمي المتخصص، في بيان له «رجل الأعمال الشهيد السعيد محمد باقر دياب، الذي استُشهد جرَّاء غارة للعدو الإسرائيلي على سيارته»، وأشارت المعلومات إلى أن باقر الذي يشغل مواقع في شركات كبيرة متخصصة بالمعلوماتية والاتصالات، كان برفقة حدرج في السيارة.
وقبل ذلك، كان «حزب الله» قد أعلن مقتل «القائد وسام الطويل» الذي أشارت المعلومات إلى أنه قيادي في «قوة الرضوان»، وذلك بعد نحو أسبوع على اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية.
استمرار المواجهات
واستمرت، الاثنين، المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الذي أعلن تنفيذه عدداً من العمليات. وقال في بيان له إن مقاتليه استهدفوا «عند الساعة (12:00) من منتصف ليل الأحد – الاثنين، ‏بالأسلحة الصاروخية قوة إسرائيلية في محيط ثكنة زرعيت، كانت تتحضر لتنفيذ عدوان داخل الأراضي اللبنانية، مما أدى إلى وقوع ‏إصاباتٍ مؤكدة في صفوفها».
وفي بيانات متفرقة أعلن عن استهدافه قوّة من الجمع الحربي الإسرائيلي في مرتفع أبو دجاج ‏‏ وتجمعاً لجنود إسرائيليين في موقع السماقة في مزارع شبعا.
وتَواصل القصف الإسرائيلي على بلدات جنوبية عدة، ونفّذ الطيران غارة على بلدة الطيبة قرب مركز للدفاع المدني، مما أدى إلى أضرار كبيرة في ثانوية البلدة، وقد نجا مدير الثانوية وأفراد الهيئة التعليمية، حسب «الوطنية». ليعود «حزب الله» لاحقاً ويعلن «استشهاد المجاهد علي سعيد يحيى (جواد) من بلدة الطيبة في جنوب لبنان الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس».
كان الطيران الإسرائيلي قد نفّذ غارة ظهراً، على منزل المواطن «س – ياغي» في بلدة طيرحرفا، مطلقاً باتجاهه صاروخين من نوع جو – أرض، مخلفاً به أضراراً كبيرة، حسب «الوطنية». وأفادت «الوطنية» بأن غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً مؤلفاً من طبقتين في بلدة شيحين ودمرته بالكامل.
وطال القصف أطراف بلدات الناقورة ووادي حامول وعلما الشعب وجبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي، كما شمل القصف أطراف بلدات رامية ورميش وبيت ليف.
وكان الطيران الاستطلاعي قد حلّق طوال الليل حتى الصباح فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل بكثافة، فيما استمر في إطلاق القذائف الحارقة لإشعال النار فيما تبقى من أشجار في محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، بالإضافة إلى القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق ليلاً، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام».

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *