سبب مواقف سامي الجميل الأخيرة: الحزام الأمني داخل فلسطين المحتَلَّة!

خليل إسماعيل رمَّال

سلسلة مواقف فاقعة ومتخاذلة وخائنة وعميلة اتَّخَذَها بالآونة الأخيرة، رئيس حزب الكتائب سامي الجميِّل الذي ورث منصبه بالصدفة بعد اغتيال شقيقه بيار حيث كان صبياً تهتولاً صائعاً في حركة طُلابيَّة فوضوية هامشية تافهة سمَّاها “لبناننا” لم تكن بالضرورة تتوافق مع “عقيدة” حزبه. وتوريثه تمَّ لا بسبب “نباهته” و”ثقافته” العالية” وقدراته العقلية والخطابية والكاريزما، التي هي تحت الصفر عنده لدرجة أنها أدنى من كاريزما أبو خشب ذاته، بل لأن الحزب هو حزب جَدِّه الذي “أسَّس” هكذا نادي رياضي مقلِّدَاً حركة هتلر النازية، بل وقعت القرعة عليه لأن الحزب شعاره “الله، الوطن، وعائلة الجميِّل”!
سامي هذا “بدَّع” في مواقفه خلال جولته الخارجية المدافعة عن إسرائيل وكأنه “مُفوَّضٌ سامٍ” فوق العادة لدولة الإحتلال، رغم أنه عضو في مجلس نواب لبناني حيث هناك حالة عداء وحرب مع إسرائيل والتعامل معها يُعدُّ جرماً تُعاقَب عليه القوانين اللبنانية المَرعِيَّة، لكنه جلس بمقابلة مع صحفية إسرائيلية معروفة مما يعتبر تعاملاً مع العدو متقيأً بتصاريح أكثر عداءً من تصاريح الإسرائيليين أنفسهم من دون محاسبة ولا مساءلة، وهذا ليس غريباً وطارئاً على هذا الحزب الدموي الذي بدأت خيانته منذ تأسيس الكيان حيث شحذ منه مبلغاً زهيداً هو ألف دولار لتمويله في الانتخابات عام ١٩٥١.
ومن دون الخوض في مواقف “غلام الكتائب” أبو نادور المشهود له “بالعبقرية العسكرية”، وطعنه للمقاومة بالظهر (وقد مَسَحَتْ به الأرض الإعلامية الأميركية اللبنانية الأصل بارك بأصلها، رانيا خلاق، وهو لو كان عنده ذرة شرف وكرامة لكان عليه أن يخبيء وجهه بسبب هذه البهدلة على الهواء لكنه وقح وهو في مهمة محدَّدة)، ومن دون تبيان مدى حرصه على المستوطنين اليهود في شمال فلسطين المحتلة ولو حاول تغليف ذلك بتمثيله الفاشل بأنه قلق على النازحين اللبنانيين والشهداء الذين سقطوا على طريق القدس وقد جارَتْه في ذلك طبعاً صحيفة “النهار أحرونوت” الفينيقية الرجعية اليمينية المتصهينة بوصف جبهة المساندة بالجنوب بأنها “مشاغلة” مُدَّعِيَةً (بل مروِّجَةً للدعاية الإسرائيلية) بأن الحزب يتكتَّم على حجم الأضرار وعدد النازحين بالجنوب وكأنها لا تعرف ولم تخبَر صدق وأمانة المقاومة وفخرها بشهدائها ومقاوميها وناسها، من دون تفصيل كل ذلك وهو معروف إلا أن الكُرَة اليوم هي في ملعب مجلس النواب الذي عليه أن ينظر في خيانة وتعامل وتخابر سامي الجميِّل مع العدو، ومحاكمته بعد تجريده من حصانته النيابية، فهل يفعلها مسخ الوطن؟! لا أعتقد ذلك ومن عنده شك فلينظر لحليفه اللدود سمير جعجع.
لكن المُلفِت في “حِدَّة” و”جُرأة” (جرأة التعامل المشين لا صفة البسالة وهو بعيد عنها مليون سنة ضوئية) مواقف سليل العائلة الدموية المجرمة خبيرة الحروب الأهلية والمحازر والذبح على الهوية من كبيرهم الذي علَّمَهُم السحر حتى صغيرهم موسوليني التافه، بأن السر والسبب هو الأذى الكبير الذي سبَّبَتْه المقاومة على الحدود مع فلسطين حيث لأول مرة في تاريخ إسرائيل خَلَقَتْ المقاومة شريطاً أمنياً في داخل الكيان لا في الجنوب اللبناني، يمتد على الأقل ١٠ كلم والضربة الثانية على الرأس هي أن الحزام هذا غير مأهول تماماً، وهذا شعور لا يمكن وصفه لجيلنا الستيني الذي شهد مرارة الهزائم والغارات المعادية والإعتداءات شبه اليومية (عكس زعم هذا المخلوق الجاهل عن هدوء الجبهة منذ ١٩٤٨ وحتى ١٩٦٧) وخَلْق “الجدار الطيب” أولاً ثم الحِزام الأمني مع الفطيستبن سعد حداد وأنطوان لحد!
وقد رصدنا لخلفية مواقف سوسو ٣ أخبار من داخل الكيان تُظهِر قلق واستنفار حزب التعامل والتخابر مع إسرائيل التي استدعت منه جولات خارجية وصولات إعلامية!
١- فقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: كل الإجراءات التي كان يتخذها الجيش “الإسرائيلي” لأي مركبة كانت تريد العبور نحو الشريط الأمني جنوب لبنان في التسعينيات، من لبس للدرع والخوذة وإطفاء مصابيح المركبات، يتخذها الجيش “الإسرائيلي” اليوم ولكن للعبور إلى الشريط الأمني الجديد في الجليل، وهي أراضي من المفترض أنها خاضعة لسيطرة الجيش “الإسرائيلي”.
٢- وأضافت الصحيفة: قائد فرقة الجليل “شاي كلابر” هو الرجل الذي يعيش ويتنفس الكابوس الكبير المتمثل في غزو قوة الرضوان لمنطقة الجليل.
وزادت “أحرونوت” من الشعر بيتاً لبيت الجميِّل الموبوء المثكول: الحقيقة المؤلمة هي أن منطقة الجليل لا تبدو كالمنطقة المزدهرة كما كانت في السابق، بل كمنطقة حرب وليس من المعلوم من يسيطر عليها”.
والحمد لله على نعمة المقاومة رغم كيد وحقد وخيانة صهاينة الداخل!

شاهد أيضاً

الجبهة الشعبية: الاستهداف للضاحية جرى بتعاون وبتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية

بيان الجبهة الشعبية : – ⁠نعرب عن تضامننا العميق والكبير مع الأشقاء في لبنان بارتقاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *