عطرهم يسحر الحواس….

راويه المصري…

المنطق، هل تعرف عنه شيئًا؟ هل فهمته حتى الآن؟

لننطلق في رحلة عبر أروقة العقل لنكتشف سويًا ماذا يعني أن يكون الإنسان “منطقيًا”.

عندما يبدأ شخصٌ ما حديثه بالكذب والتهويل، فإني أعي نفسي بالمسؤولية عن توجيهه نحو ضرورة استخدام المنطق في حوارنا.
فكم مرة لم نستطع قبول أقوال الآخرين بسهولة، وذلك لأنها تخالف مبادئ المنطق. وعندما نعلمهم حقيقة ذلك، نفعل ذلك بهدوء واحترام، نتحدث معهم بهدوء ولين، لم نقصد الإهانة أو الإساءة إليهم..

لكن ماذا يحدث عندما يتحداك هذا الشخص، ويشكك في قدرتك على تحليل ما يقوله بمنطقية؟

إنه يغضب وينتفض، يعتبر ذلك اهانةً ويسأل إن كان هو غير منطقي.
لكن الجواب واضح، نعم يا صديقي، كلامك غير منطقي ولا يمكن أن يقبله العقل.

فالمنطق، ليس مجرد كلمة، بل هو أساس بناء العقل، هو الطريقة التي نفكر فيها ونسبر بها. والشخص المنطقي هو الذي يتمتع بقدرة على التفكير والتحليل والتقييم بمنهجية ومنطقية عالية.

لكن البعض قد يكونون ذوي ملامحٍ جميلة، بيوتهم تصدح بالأمان والراحة، وعطرهم يسحر الحواس، ولكن للأسف فإن منطقهم يكون مفقودًا. فكيف للعقل أن يستوعب تلك التصرفات غير المنطقية؟

إنها رحلة طويلة ومعقدة، تلك التي نخوضها في سبيل فهم المنطق، وبعضنا يحتاج سنواتٍ لفهمها والتمتع بها. ولكن لن يكون هناك مساحةً لتلك التصرفات التي تشوه صورة العقل السليم.

إذاً، دعنا نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، نفصح عن أفكارنا وآرائنا بمنطقية ووضوح، لا نحاول خلط الأوراق وإعاقة تفكير الآخرين. وان لا ننسى أن العقل له حدوده ….

لذا فمن الضروري أن نتوقف للحظة، حتى نستطيع رؤيته من بعيد، لكي نتعلم من أخطائنا ونعالج حياتنا ونخطط لمستقبل سليم ونقي.
لنصغي لكلمات الحكمة التي تدينا بها التجارب ونستفيد منها، ولنجعلها رؤية جديدة لحياتنا، تعيد لنا الأمل والتحفيز للتغيير.
فعلاج جروحنا وإصلاح أيامنا ليس بالاعتماد على العنف والقوة الجسدية، بل يكمن في عقولنا وفهمنا وتعاوننا وتضحياتنا من أجل بناء مستقبل أفضل

استدرك الشمس تبتسم، والأمل يتسلل لقلوبنا، فلنرتقي بأنفسنا وببعضنا البعض، ولنستخدم القوة التي بداخلنا للتغيير الحقيقي.

شاهد أيضاً

*🇱🇧 بالأرقام: تراجع حجم تحويلات المُغتربين إلى لبنان.. وهذه هي الاسباب

قدّر البنك الدولي مؤخرا حجم تحويلات المُغتربين الوافدة إلى لبنان بـ 6 مليار دولار أميركي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *