يفتخرون بألقابهم وهم فاشلون ..

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

من هم في السلطة من أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسيادة وأصحاب السعادة يستحقون أغلبهم لقب ” سياسي فاشل وبامتياز ” عدا عن الذين تبوّأوا مناصبهم لسنوات طويلة مضت في ملاك الدولة ولم يقدّموا شيئاً للوطن من تطور وإنماء ورؤية وحتى العدالة بل بالعكس كانوا مصدر تعاسة للمواطن ورغم انهيار الدولة وإفلاسها نراهم متشبثين بمناصبهم يحمون بعضهم البعض بالفساد ليحموا رؤوسهم من أن تُطال يوماً .. في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة.
هذا هو الواقع الأليم الذي نعيشه في هذا الوطن. إنّ التطرق إلى الحديث عن الألقاب ليس بمعرض إعطاء صورة قاتمة عنها أو الانتقاص والتجريح ومحاولة النيل من كل من يتغطى بها، لكن الغرض من ذلك كله هو كشف الحقائق بلا تستر وإظهار مكامن التضليل، لهذا فاختيار هذا الموضوع بالتحديد راجع لكونه الأنجح في إسقاط الأقنعة، خصوصا للذين يحسبون أنفسهم أنهم سياسيون أو زعماء والأفضل في المجتمع وهم أشخاص فارغون فاشلون مجرمون ..
متى سننتهي منهم ومن فشلهم ومن غلاظتهم؟ ملامح الفشل السياسي باتت واضحة على الكثير منهم ولا تحتاج إلى دليل أو قرينة، والمشكلة باتت في إصرارهم على الاستمرار بالفشل وإعادة إنتاج مغذياته! إذ بدلاً من التفكير بالحلول للأزمات يريد الفرقاء السياسيون إبقائها والاستثمار فيها، والتلويح بأنّ الخسارة لطرف سياسي ما، سواء أكانت في الانتخابات أو في دوائر النفوذ، تجعل خطاب التحذير من حرب أهلية حاضرة، والمساس بالمكتسبات السياسية التي تأتي نتيجة للصفقات والتوافقات تجعل خطاب التلويح بـ(رسم الحدود بالدم) حاضراً أيضاً !
هل سيبقى الوطن تحت وصاية وسيطرة الصهاينة السياسيين الذين فشلوا في الانتقال من المراهقة السياسية إلى النضوج السياسي.
تبت أياديكم بما تفعلونه بهذا الوطن والى اين تأخذونه.. الشعب الذي إنتخب بعض الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة ، لا يعتبر ضحية بل شريكاً في الجريمة حيث استغلوا الفئة الفقيرة من أجل كراسيهم في البرلمان، ونصفهم جاهل لا يستطيع حتى أن يقول جملة مفيدة او يتذكر النشيد الوطني . قد يختلف البعض معي عندما أتهم الشعب بإيصالهم، ومنهم من سيقول حتماً علينا بتغيير الدستور لكن كيف هل بالقبلات ام برش الورود ؟ لو كنا في دولة تحترم القانون والخطاب الذي لطالما تكلمت عنه لحسمت العدالة كلمتها في حق هذه المخلوقات غير المعتبرة لأبناء شعبها، حيث المحاسبة غائبة والتسيّب سيّد الزمان..
هل سنرى اليوم الذي سيحاسبهم فيه الشعب ونوصل الوطن الى بر الآمان؟

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *