الكهرباء في البقاع الغربي مقطوعة سياسياً وتُهدّد المستشفيات ومحطات المياه والمواطن يدفع ثمن الكيدية والصراع على الكهرباء وأبو فاعور يشكر كهرباء لبنان

أحمد موسى

كواليس| منطقة البقاع الغربي التي يتوسطها أطول نهر في لبنان ويُعد مصدراً مستداماً للطاقة الكهرومائية، لم يكن محصوراً هذه المرة بالتقنين القاسي لساعات التغذية، إنما امتد ليشمل أيضاً تدني القدرة الكهربائية لمناطق عدة في البقاع الغربي وحتى البعض في راشيا.

معاناة

مع نهاية كل عام وبداية آخر ، فترة لا تتجاوز الأسبوع لتستتبعها عطلة نهاية الأسبوع ، وقرى جنوب سد القرعون وعدد من راشيا لا يتجاوزون ال15 بلدة موزعين بين البقاع الغربي وراشيا ، تغزوها العتمة فتتعطل مصالح الناس وتحرم المنازل الإنارة لتطال شضايا العتمة طلاب المدارس والجامعات والمعاهد ، وآبار المياه ، فضلاً عن إصابة القطاع الصحي (مستشفى مشغرة الحكومي ، مستشفى البقاع الغربي ، مستشفى راشيا الحكومي ، مركز التآخي في مشغرة وعدد من المراكز الصحية المنتشرة في البلدات) بالشلل التام وتعرض حياة المرضى إلى الخطر على حياتهم.

كل تلك معانات أهالي المنطقة والخسائر التي تصيبهم في صحتهم وحياتهم وارزاقهم سببه المناكفات السياسية وراء أزمة الكهرباء في البقاع الغربي واسترضاء البعض وتغاضي المعنيين سياسيين وغيرهم (…) وعدم اكتراث البلديات الذين غاصو عميقاً وذابوا في “اللعبة” مجهلين الفاعلين بتغطية سياسية وغيرها على حساب المواطن وحياته وارزاقه.

إحدى معاصر الزيتون المستحدثة ومحمية سياسياً

 

مناشدات

مناشدات الأهالي أدير لها “الذينة الطرشا” ، ولم يسمع لهم ، معولين على تعبهم وتعويدهم على نمط العتمة ، دخل خط توتر عيتنيت – عميق ، والذي يستفيد منه (عيتنيت، باب مارع، صغبين، عين زبدة، خربة قنافار، تل ذنوب، عانا وعميق) ، فكان سبباً رئيسياً في”صناعة الأزمة التي تحولت إلى استدامة للمعضلة” مفرزة “الكيدية السياسية” على حساب المواطنين وللتغطية على أفعالهم ، تحركت الإجتماعات البلدية والفعاليات “المنظوية والخاضعة” مع ممثليهم السياسيين والحزبيين “لدغدغة الخواطر المواطنين” لإيجاد العلاج والحلول الممكنة ، وكهرباء لبنان والليطاني سائرون على وتيرة “الاسترضاء والتبعية و…” ، في وقت المواطن يدفع الثمن ويكون الضحية.

“ماشية والرب راعيها” ، لتستمر المعركة فتنتصر الكيدية السياسية على حق المواطن في البقاع الغربي ، وبفعل إضافة تلك القرى لأهداف سياسية انتخابية والرقص على حياة الناس ، بدأ الضغط على المواطنين ليحرمون عدد من ساعات التغذية 4 ساعات يومياً ، ارتضى المواطنون ولم “يشبع” الكيديون من كيدهم.

تقاطع مصالح

دخل أصحاب المصالح الكبرى ، (كسارات ، معامل حجر ، مؤسسات صناعية ثقيلة ، معاصر الزيتون القديمة والمستحدثة ، مكابس الاحجار ، معامل الألبان والاجبان ومزارع الأبقار ، الأفران ، ومحطات البنزين ومغاسل السيارات وغيرها) ، ليطرأ حالة تضاف إلى هذه الأثقال ، فاستغلت كهرباء عبدالعال المتوفرة لنحو 20 ساعة يومياً لتغزوا “ماكينات التعدين الرقمية” على خط الأزمة ، انتشرت في تلك القرى كالنار في الهشيم ، استأجرت الشقق والمحال بأرقام مالية خيالية ، وصلت إلى ال1000 دولار امريكي ، كابلات كهرباء لبنان جاهزة عبر موظفيها لتأمين الكهرباء لتلك المعدات ذات الحاجة العالية للتيار الكهربائي ، هي تعديات موصوفة وبتغطية سياسية وحماية فرضت نفسها على حساب المواطن ، إلى أن أصاب إحدى المحولات في معمل عبدالعال الكهرومائي للضغط العالي وعدم قدرته على التحمل ، احترق المحول وخيمة العتمة منذ شهر ولا تزال إلى اليوم ، وما إن تحركت الأجهزة الأمنية لموكبة كهرباء لبنان في إزالة التعديات كانت تواجه بالمنع لحسابات سياسية ، ولا ننسى ، وليس ببعيد ما جرى في بلدة يحمر مؤخراً ، حيث أستغل أحد أصحاب معامل البلاستيك وجود التيار الكهربائي لإنشاء معمل في يحمر بعد رفضه في خربة قنافار وعيتنيت والقرعون وسحمر ، وقع الخيار على يحمر مستضعفين تحرك أبنائها والسكوت على وجود المعمل فضلاً عن تسببه بالأمراض السرطانية ، ثار غضبهم وحصل اشكال بين الأهالي والقيمين (بالواسطة) وكان الرصاص شريكاً في المواجهة وكادت أن تحصل مجزرة بعد أن سقط عدد من الجرحى ، وكان سببا في طرد اصحاب المعمل الذي كان متفقا مع أحد أصحاب المبنى الذي يعود “لأحد المتمولين” من البلدة طمعا وجشعا بالمال.

الكيد السياسي

عندما يدخل الكيد السياسي الحياة الإجتماعية، يُقطّع أوصال المنطق ويتفكك هيكل الوطن، وهذا ما يحصل في البقاع الغربي، وكأن البقاعي لا يكفيه ما يعانيه من تقنين وعدم قدرته على شراء المازوت، حتى أدخل الكيد السياسي قرى بكاملها في “الظلمة الدامسة”، ومعه بدأت مسيرة عملية معاناة البقاعيين وتهدد حياة المرضى من عدم قدرتها على تشغيل مولداتها الخاصة، في ظل الإنقطاع التام لكهرباء الدولة في قرى شرقي البقاع الغربي عن قرى القرعون وسحمر ويحمر وزلايا وقليا ولبايا ومجدل بلهيص وكفرمشكى وكوكبا وصولاً حتى العقبة ومستشفى راشيا الحكومي ، ووصول ساعات التغذية بالتيار الكهربائي الى صفر ساعة في الـ24 ساعة، في وقت تكافأ تلك القرى والبلدات من مؤسسة كهرباء لبنان بفواتير خيالية تجاوزت حدود المنطق وسط غياب التيار الكهربائي كليا.

موروثات الصدفة

وأمام هذه المعضلة يسأل المواطنين الإستمرار في هذا الوضع المزري، وتلكؤ الذين فرضتهم “الصدفة” في تولي المناصب والمراكز والموقعيات ، فهم الغائبون لكن طيف كيدهم السياسي وموروثات سياساتهم حاضرة بلا شك. فأزمة الكهرباء ليست جديدة في لبنان، وفي البقاع الغربي تحديداً أصبحت كقصة إبريق الزيت، لا تواجه إلا بالوعود إن وُجدت، بعدما سلك قطاع الكهرباء طريق التقنين القاسي ، فهل ستنفع المناشدات وتسلك القرارات التي اتُخذت مسارها الصحيح هذه المرة؟.

استبدال محول

بدعة الكيدية السياسية فعلت فعلها ، وانتظر المعنيون غليان الشارع ل”قطفها سياسياً” ، اجتماعات ولقاءات صورية ، احتاروا في ابتداع الحلول ، خلصت إلى أن أسباب المعاناة هم “المعانون أنفسهم” ، فالمواطنون هم أساس المشكلة فاوجدوا الحل ، ثارت وحارت ودارت في فراغ الأزمة ، “تعديات المواطنين على الشبكة شكل ضغطاً على الترانس أدى لتوقفه عن العمل واحتراقه” ، والحل برفع التعديات واستبدال الترانس والمحول ، مطالبين مؤسسة كهرباء لبنان والأجهزة الأمنية برفع التعديات ، وهنا يحملون المسؤولية للمواطن الفقير و”مجهلين الفاعلين الحقيقيين” ، فالمفعول هو الفاعل الحقيقي الذين جهلوهم (وهم مجموعة من المحميين سياسياً) ، أما المفعول فيه فهو المواطن المغلوب على أمره ، الذي ليس له القدرة على تأمين لقمة العيش ، فالمصانع والمعامل الكبرى وماكينات التعدين الرقمية ومعاصر الزيتون ومناشير الحجر ومكابس اللبن والبرادات ومعامل البلاستيك “محضية ومحمية” ، فارفعوا أيديكم عن هؤلاء وتبرأو من تجاوزاتهم ومخالفاتهم ، ولتفعل مؤسسة كهرباء لبنان والأجهزة الأمنية فعلها ، وإلا استبدال محول بآخر نكون ندور في حلقة مفرغة وسنعود قريباً إلى نقطة البداية.

استبدال محول

صحيح أن الفرق الفنيّة التابعة لمعمل عبد العال في المصلحة الوطنيّة لنهر الليطاني، بالتعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان، استبدالوا المحوّل 10Mva المخصص لخط سحمر، على أن تستكمل الأشغال بعد أن تمّ الكشف والفحص عليه ، والتأكد من كافة الحمايات عليه ، وذلك من قبل فريق فحص المحوّلات وفريق الحمايات التابع لمؤسسة كهرباء لبنان ، حيث بدأ وضع المحول في الخدمة ظهر اليوم.
لكن هناك أشخاص لم تنم الليالي فاحيتها لتنير الظلمة بعد أن لعنت المنطقة بعتمة الكيدية السياسية ، واقترحت استحضار المحول من كسارة/زحلة بمساع من النائب شربل مارون ، وهذه تحفظ له وللجندي المجهول المعروف (…) ، الذي ساهم ومارون بالتواصل مع مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان واقناعه في توفير المحول في كسارة إلى معمل عبد العال الكهرومائي وتزويد المنطقة بالتيار الكهربائي بعد حرمانها على مدى أكثر من شهر.

أبو فاعور

وشكر عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور لشركة كهرباء لبنان ومديرها العام المهندس كمال حايك، ومصلحة مياه الليطاني ومديرها العام المهندس سامي علوية وفرق العمل فيهما “وكل من تشاركنا السعي معهم من الزملاء النواب والقوى السياسية والفاعليات، ومن سعى لأجل تأمين محول 10 MVA لمحطة عبد العال والذي يغذي عدداً من قرى البقاع الغربي وراشيا بعد احتراق المحول القديم”.

الخلاصة

عودة التيار الكهربائي إلى طبيعته لن تدوم طويلاً ما لم تنتفي الحماية السياسية والتغطية المحسوبية الشخصية ووقف التعديات ، فضلاً على أن قدرة المحول المستبدل MVA10 لا يؤدي المطلوب ، فالمطلوب محول قدرته MVA20 لاستيعاب المنطقة خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار التوسع العمراني والزيادة السكانية في المنطقة.

شاهد أيضاً

باذنجان بالفرن

المكونات نصف كيلو من الباذنجان المقشر و المقطع إلى مكعبات صغيرة. لحم مفروم. كيلو من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *