لبنان بآت متمترساً خلف الجدران الطائفية والمذهبية وإتفاق الطائف رموهُ إلى مزابل التاريخ

كَتَبَ إسماعيل النجار

مَن وَقَّعوا عليه من النوَّاب والساسَة اللبنانيين بعضهم غادرَ الحياة إلىَ غيرِ رَجعَه وآخرين يقفون صفاً متراصفين مع ساسَة آخرين شاركوا بصَوغهِ ينتظرون على أبواب عزرائيل،
ساسَة لبنانيين وضعوا تفاصيل هذا الإتفاق على كراسي مناصبهم وبدأوا ينفثون عليه ريحهم كل يوم ولم يُنفذوا منه إلَّا ما يتناسب ومصالحهم الشخصية! ترويكا الحكم إستخدموه ليرفعهم من دون تطبيق أي بَند من بنودهِ سوَىَ نقل الصلاحيات إلى رئيس مجلس الوزراء وليسَ إلى مجلس الوزراء كما يَدَّعون، بينما تُمَرَّر كافة قرارات مجلس الوزراء بالإتفاقيات والمحاصصات والتراضي،
لبنان لا أمَل فيه لكي يتعافىَ لأنه أصبَح هَرِماً سقيماً لا حَول ولا قُوَّة فيه، ولكي يتعافىَ يجب أن يبتعد عنه المرضى بالمذهبيه من أصحاب العدوَىَ اللذين يتسببون له بكل هذه العِلَل والأمراض والله عزَّ وجَل لا يريد لنا التعافي لأن واحدة من أقدارنا الظاهرة أنهم سوفَ يُعَمِرون في الحكم كشجر الأرز في الباروك، ولا يُغَيِّرَ الله بقوم حتىَ يُغَيِّروا ما بأنفسهُم،
مشكلة لبنان الأساسية تكمن بالبيوتات السياسية المذهبيه التي لا تريد لهذا الوطن أن يتعافىَ بتاتاً،
إسأَل الشيعه في لبنان لا يخفون هواجسهم ويقولون أن لديهم هاجس وجودي نتيجة تكالب الجميع ضدهم بسبب موقفهم المُعادي لإسرائيل لأنَّ “البعض” من باقي الطوائف ليسَ لديه مشكلة مع إحتلال فلسطين وهذا الكلام ليسَ إتهام ولا تعميم يشمل الكل،
أما أتباع السنيَّة السياسية لديهم جنون العظَمَة وَهَوَس في الحكم والسُلطَة ولا يريدون أن تمتَد أي يَد فوق يدهم وخصوصاً بالمال والإقتصاد! ،
أما الموارنة فهاجسهم دائماً أنهم لا يريدون أن يفرغ لبنان منهم ويسعون للهيمنة للحفاظ على خصوصية الكنيسة وعلى الوجه الثقافي للبنان حسب مفهومهم هم في ظِل مشكلة الهجرة المتواصلة لجيل الشباب والعائلات منهم وعدم رغبة الشباب المسيحي بالزواج والإنجاب باعتقادهم أنهم بدأوا يخسرون الجغرافيا التي تمتلك أغلبيتها الأبرشيات والأوقاف المارونية مُحتَكَرَة وجامدة ولا يستفاد منها اللبنانيين ولا المسيحيين على حَدٍ سَوَاء، ودائماً ما يتحدثون عن الكونفدرالية واللامركزية الإدارية والتقسيم، ولا يريدون أي لون آخر يجتمع في كانتون واحد معهم،
أما مشكلة الدروز فتكمُن بهاجسهم التقليدي “دورهم” في السلطة الذي يشترطون فيه دائماً أن يكونوا هم بيضَة القبان في البلاد خلال صنع التوازنات وهذا الأمر الذي يعيق المصالحة الحقيقية في الجبل وعودة سكانه إليه حيث تطغى أعداد الموارنه على الدروز بنسبة 60٪ إلى 40٪،
لبنان أيها الإخوَة يحتضر منذ أكثر من عشر سنوات ودخل اليوم في غيبوبة طويلَة جداً وخيوط التلاقي بين اللبنانيين شبه مقطوعه إلا على المستوى الشعبي الضَيِّق بينما الأفرقاء السياسيين من كل الطوائف الذين أوصلوا لبنان إلى ما هو عليه اليوم لا يريدون إدخاله غرفة الإنعاش السياسي والإقتصادي والمالي عبر إقرار القوانين العادلة التي لا ينفذ منها المسؤول نحو قَونَنَة سرقاته أو تمنع المحاصصه وتمنح القضاء إستقلاليته، وترفع يَد هيئات الرقابة النيابية عن الجميع لأنها مفتاح أسرُق أنت وبسرق أنا من دون أي حسيب أو رقيب وتشكل مفتاح التسويات والصفقات والتبرأة،
التحالفات الداخلية في لبنان موسمية تَتبَع معايير المصلحة المذهبية والشخصية ولا تعود على الفقراء بأي خير من جميع الطوائف والمذاهب، والجميع يتجنبون إتهام بعضهم بالفساد بينما الجميع مشاركين في سرقة البلاد والعباد،
البعض من الشيعه المتمثلين في الحكم سرقوا بلا رحمة وانتفخت بطونهم،
وبعض الموارنة المتمثلين في السلطة سرقوا وشربوا نخب إنهيار لبنان حتى ثَمُلوا واستلقوا على ظهورهم، وتقاضوا أموالاً من الخارج،
مَن يمَثِل الأغلبية الدرزية في السلطة اليوم حتى الآن لم يشبع ولم يُقرر أن يشبع لكنه أشجعهم لأنه قال سرقت متل ما سرقوا بينما يعاني نصف أفراد وعوائل طائفته من الويل ومن الفقر،
أما إخواننا السُنَّة وبالتحديد آل الحريري لم يكتفوا بالمصارف وإيداعات اللبنانيين بل تخطوا ذلك بكثير فلم يتركوا لتاجر أو مسترزق فقير متر واحد من ممتلكات بيروت القديمة وحَوَّلوها إلى سوليدير،
والمتضررين من ما حصل صامتين لا بتجرأون على رفع الصوت بوجه اللصوص ولأسباب كثيرة نعذرهم ولكن لم تقنعنا تبريراتهم، وميقاتي يسخر سلطته في الدولة لنشغيل شركاته بموجب قوانين وصفقات يوقعها كصاحب شركة ورئيس حكومة مع نفسه!
أخيراً وليسَ آخراً الطائف أصبح نسخه بالية من مرحلة قديمة يجب تجديده لأن رائحته أصبحت نَتِنَه من ريح المسؤولين الذين أطلقوها عليه خلال جلوسهم فوقه يدفنونه يتغنون بهِ منذ ثلاثين عام،

لبنان سقط،

بيروت في…

7/1/2024

شاهد أيضاً

متحف البوفيسور أسعد رنو ملتقى الطلاب والفنانين

دعت عائلة البروفيسور الفنان أسعد رنو إلى يوم فني ثقافي بعنوان مسيرة الموهبة والإبداع لمناسبة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *