خضر حيدر
***
لا يعرفُكْ
لكنَّه – متلبِّسًا ثوبَ الوداعةِ –
يحتويكَ هاتفًا:
إنِي مثالُك في الهُوِّيَّةِ والهواية والهوى
كم أُشبهُكْ…
لا، ليس يملك ذرَّةً من ملحِكَ
الذي ألقته في يدكَ الحياةُ وباركتكَ بسرِّهِ
لكنَّه خبز التلوُّن في أتونِ دهائه
ومضى يلقِّمكَ السرابَّ
وظنُّهُ أنَّ الضبابَ يُتوِّهُكْ…
هو يزرع الدرب الذي تمشيه
بالإثمِ المزيَّنِ ليس إلَّا
هو يحجب الشمسَ التي تؤويكَ
كي يبقيكَ ظلَّا
هو من عُتاةِ المارقين
فلو صدقْتَ يحوِّرُ القول الذي قد قلتَهُ
شكًّا بآياتِ اليقينِ
ولو كفرْتَ يؤلِّهُكْ…
ذاك الذي لبسَ القناعَ
ثم أهداك المرايا
قائلًا: هذي التي تراها أوجُهُكْ
لا يعرفُكْ
…لا يشبهُكْ!