سياحة شعريّة

 

قراءة الشاعر سليمان محمود جمعة ل نص
“إلّا من ظلّه “
للشاعرة د. دورين سعد
________
النّص القصيدة :

إلاّ من ظلِّه
بحثت عن اللّيل في تفاصيل
الحلم ،ربّما أراني..
فلم أجدني
ضاقت المسافة بيني وبيني ،
طويتُ اللّحظة
فتسلّل الضوء بين أصابعي،
وصار المجاز بريقًا

لعلّني كنت أوقظ حلمًا
غادره النورس
حين ترك السماء فارغة إلّا من ظلّه…


الشاعر سليمان محمود جمعة رئيس منتدى الربيع الأدبي في علي النهري _ لبنان


//القراءة //

الشعر توق الى عالم ينبثق من الذات ..ويتجسد
واحة او جنة فتأنس الذات الى ظلها ..الى حلمها ..
الى همس رنوتها كالفراشات على ازهار النسيم..
يشكل هذه القصيدة بنى معرفية :
الليل والحلم والضوء والمجاز والنورس والسماء ..كيف تحركت هذه البنى فتواشجت لتكون واحة ..
الليل وهم شر يغدر بضوء الروح ..”بحثت عنه ”
اي نلمس فاعلية الذات في الاطمئنان عن حالها .اين بحثت في “تفاصيل الحلم ”
الحلم طاقة تتجاوز الحواجز في تحقيق التوق والتحرر..هو زورق حريتها ..
وفي التفاصيل تكمن شياطين الليل..
لم تجد ذاتها هناك ..اي انها وصفاء الحلم في سلام ..وتحديد الرؤية البصرية اي التجسد قد تم ..بأمان..
بينها وبين ذاتها تضيق المسافة .. اي اصبحت هي الحلم الحر..طوت اللحظة . اي ان فاعليتها تمكنت من الزمن في اللازمن اي لا انتهاء للحلم .. سال ضوءبين اصابيعها كناية عن بدء الكتابة لتكون هي والمجاز اتحاد حلم يكتبون القصيدة من ضوء ..والسفر او العودة من هناك غير وارد الا ذكرى ظل النورس الذي ترك سماء هذا الفضاء الا ظله…ولكن
بعض الخوف يتسلل الي الحلم الذات الواحة السماء..
تجسده ..وقفة مع “ربما ”
و”لعل”..والظل الباقي ..تلك إثارات تبث همس خوف ..وشك ..ولكن نفي فضاءها ب “لم اجدني”
محا لها الطريق..
ارادة ان تكون هي الذات حبر الحرف ومجاز الحرف انفاسها ..وحدة الذات والموضوع الا من بعض ظلال ..تخربش خفية …
ما المجاز الذي يتزيا بغلالة كعروس تنتظر كشف طرحتها.. لتشبه الايمان بالسماء ..هل السماء مجاز؟
تتكشف لنا بالتأمل والخشوع
تلك هي القصيدة الذات الحلم ..سفر جميل ..الى عالم السلام ..

سليمان جمعة

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *