جنون محللي الاستراتيجية الشيعية، يضيعون دماء الشهداء، والامر خطير ومكلف للغاية

بقلم ناجي أمهز

في الامس كانت اطلالتي على الفضائية اليمنية لاقول فقط، بان اليمن لم يغلق باب المندب حتى في احلك الظروف واصعبها ابان عدوان التحالف على اليمن، ولكن اليمن اليوم يغلق مضيق باب المندب بوجه سفن العدو الاسرائيلي ومن ينقل البضائع له، من اجل وقف الاجرام الصهيوني بحق اهالي غزة، مما يعني بان اليمن اليوم يالم ويحزن على اهل غزة اكثر مما كان يالم على نفسه، وهذا البعد الانساني في عملية اغلاق باب المندب.
لذلك لم يعد الأمر مقبولا، الحديث فقط عن الحرب والدمار، والقوة الشيعية وحلفاء المقاومة، واستخدام مفردات ومصطلحات انقرضت من الادبيات السياسية، الحزب اليوم لم يعد متواجدا فقط في المناطق الشيعية، الحزب اليوم متواجد في أروقة صناع القرار العالمي، والوقت أمامنا قصير لإثبات قدرتنا على إدارة المنطقة أو اقله على التأثير في صناعة القرار العربي على مستوى الإقليم.
العضلات والقوة لا يحققان شيئاً، هما يساعدان في الدفاع عن فكرة، إنما القوة لا تصنع فكرة أو تمنح الشرعية.
الموارنة عندما كان اتكالهم على عقولهم وعلمهم كانوا رغم قلتهم يؤثرون بالمشرق الإسلامي والغرب، منذ عام 1850 والموارنة ضرورة للغرب والشرق معا، كانت الامبرطوريات الأوروبية المسيحية بحاجة إليهم للتواصل مع السلطنة العثمانية، وأيضا السلطنة العثمانية الإسلامية كانت بحاجة إليهم للتواصل مع الغرب والمساهمة في ادارة شؤون السلطنة، بل جاءت الدول ومنحتهم كيان الدولة لادارك هذه الدول عظمة العقل الماروني في السياسة والاقتصاد وتطوير المجتمعات، وعندما اعتقد الموارنة أنهم أقوياء واستخدموا عضلاتهم أكثر من عقولهم وحملوا البندقية عام 1976 تعرضوا إلى نكسة قد لا يخرجون منها، وفقدوا الكثير من مكتسباتهم ودورهم على مستوى العالم.
حتى اليهود عندما كان اتكالهم على علمهم وخبثهم ودهائهم كانوا يتحكمون بمفاصل العالم، ويسيطرون على السلطة والمال معا، بل حكموا العالم من خلال أينشتاين وفرويد، وايضا جاء الغرب بجحافله والاتحاد السوفياتي بعظمته، حتى الصين والهند اعترفا عام 1950 بدولة هذا الكيان السرطاني، رغما عن جميع سكان المنطقة، وعندما ظن اليهود أنهم أقوياء ودخلوا الحروب وصلوا إلى مكان، فقط ألف مقاتل من حماس قلبوا الكيان الإسرائيلي راسا على عقب وانتهى الوجود الإسرائيلي في العالم.
وحتما بظل حكومة غبية مثل حكومة نتنياهو لم يستوعب اليهود ماذا حصل معهم، ولكن عندما يتوقف تصاعد الدخان وتهدأ أصوات القذائف وينقشع الغبار، سيجدون أن ما فعله نتنياهو باليهود هو أفظع بعشرات المرات مما فعله هتلر باليهود، نتنياهو دمر اليهود، وأنهى دورهم ووجودهم، اليهود انتهوا في العالم.
يجب على هؤلاء المحللين التوقف عن الحديث حول القوة الشيعية فقط، لقد أصبحنا في نظر العالم مثل شعوب الفايكنغ والمغول، لا نمتلك إلا العضلات.
مع العلم ان قيادة الحزب او التي تجتمع بهم لا يشبهون ابدا ما يتم تدواله عبر الاعلام من قبل هؤلاء المحللين، قيادة الحزب محيطة بادق التفاصيل وتتابع كافة المجريات، وهي قيادات لا تقل اهمية او معرفة واحاطة عن اهم شخصيات العالم، وهي تعمل كخلية نحل لا تهدأ، احدهم يعمل من الصباح حتى المساء والوقت المستقطع فقط هو وقت الصلاة او تناول وجبة الطعام، وما تبقى عمل.
لكن لا يمكننا ان نلوم الاخرين كيف ينظرون الينا، ونحن نعرض عليهم صباحا مساء هذه العينة، حتى اضحت لصيقة بنا وهناك من يظن انها هي التي ترسم الاستراتيجيات، هذا الفائض من الخرف، يؤذي كثيرا، وبفقدنا الجدية والمقبولية.
يجب ان يعرف العالم او اقله ان نقدم للعالم نموذجا يخبرهم ان الطائفة الشيعية لم تعد مراهقة، بل وصلت الى مرحلة النضوج، ولا يكفي الامة ان يكون فيها شخص واحد يفهم والبقية في عالم اخر، بل علينا اظهار كافة نوابغنا وباي طريقة.
يمكن لاي شاب يحمل السلاح وحتى ان لم يبلغ الحلم ان يروع الشارع، وان يجعل رجلاً وقوراً يركع، لكن هذا الفعل لا يحول هذا الشاب بطلا، بل يحوله إلى  قاطعا للطريق، لذلك يجب على المحللين اظهار حكمة المقاومة، ليس قوة المقاومة، قوة المقاومة العدو يعرفها، ولكن حلم المقاومة مع التحرير عام 2000 وما فعلته في سوريا عندما حاربت الارهاب للدفاع عن القيم الانسانية والحرية الدينية لهؤلاء هو ما يجب اظهاره، حتى هذا القتال مع العدو الاسرائيلي هو ليس لتسجيل الانتصار هو لرفع الظلم وووقف الاجرام وانتهاك حقوق الانسان في غزة.
الامر لم يعد يطاق، حقيقة هناك موجة جنون يجب ايقافها، ما يتحدث عنه البعض على الاعلام يضر بمسيرة الامة الشيعية، بل ينسف جهودها، ويحولها الى امة لا تستحق ان تكون في اعلى سلم المجد.
غالبية هؤلاء المحللين يعيشون الانفصام التام عن الواقع.
امريكا تقول لا حرب كبرى في المنطقة.
العدو الاسرائيلي يقول لا حرب كبرى بالمنطقة.
كافة موازين القوى وجميع المعطيات تؤكد انه لا يوجد حربا كبرى، بسبب الازمة الروسية الاوكرانية وعجز الإدارة الامريكية والكيان الغاصب عن القيام بها، ومع ذلك هناك من يصر على القول انه ير الصواريخ تضرب وتدمر، والبوارج البحرية تحول المنطقة الى صحراء، والاخر يخبرك عن حرب المياه والمضائق.
وكل هذه النظريات غير موجودة.
نعم هناك قواعد اشتباك قائمة، ترتفع وتيرتها حينا وتنخفض احيانا.
وكما قال السيد نصرالله، اليوم نخوض اصعب الحروب واعقدها.
صدقا يجب ان يكون هناك توجيه او رسالة واضحة لوقف غالبية هؤلاء المحللين من الصعود اقله على اعلام البيئة المقاومة، اما الاعلام المعادي والخصم للمقاومة حتما سيستقبلهم لاظهار التخلف الشيعي بالسياسة.
كما ادعو قيادة الحزب إلى  اعلان صريح من هؤلاء.
في سورية، القيادة السورية منعت غالبية هؤلاء من التواجد على فضائياتها، لان الدولة السورية يوجد فيها نظام استراتيجي يحسب ادق النقاط، ويحترم نفسه ومكانته بين الدول، والقيادة في سورية غير مستعدة ان تضع نفسها بموقف محرج للحظة واحدة، من اجل شخص لسانه على حسابه ويبحث عن الشهرة .
وايضا في لبنان يجب على الحزب ان لا يسمح لاي احد بأن يضعه في موقف محرج.
والا نحن ذاهبون الى دفع ثمن باهظ للغاية بسبب هؤلاء الذين يحسبون على المحور المقاوم،
لا احد في العالم يقبل ان ياتي شخص وباسم الطائفة الشيعية يستفز كل هؤلاء، والا على الطائفة الشيعية ككل ان تدفع الثمن.

شاهد أيضاً

دعا المتقاعدون للعودة إلى ساحات الوطن

حمدان التقى الأحمد ودبور ودعوة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة التقى امين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *