ضخ المياه في الأنفاق سيُسبب مخاطر “تمتد لأجيال”… الجيش الإسرائيلي ينفي!

ذكر مسؤولون أميركيون أن الجيش الإسرائيلي بدأ ضخ مياه البحر في مجمع أنفاق حركة حماس في غزة، حيث ستستغرق العملية على الأرجح أسابيع.

 

وأعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن “بعض مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يقولون إن العملية قد تساعد في تدمير الأنفاق التي تعتقد إسرائيل أن الحركة المسلحة تخفي رهائن ومقاتلين وذخائر بداخلها”.

 

اعلان

 

من جهة أخرى، أبدى مسؤولين آخرين مخاوفهم من أن مياه البحر قد تعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر، وفق الصحيفة.

 

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن “خبراء بيئيين حذروا الجيش الإسرائيلي من إغراق أنفاق غزة بمياه البحر بسبب آثار بيئية سلبية خطيرة ستمتد لأجيال، ومصدر مياه الشرب يأتي من الآبار التي تمتلئ من مياه الأمطار التي تنتقل إلى مناطق التخزين الجوفية، أو طبقات المياه الجوفية. ويتم ضخها لهذه الآبار لتوفير المياه للسكان”.

 

حيث يعيش في قطاع غزة أكثر من مليوني شخص، وهي بقعة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض. وتأتي معظم مصادر المياه العذبة في القطاع من المياه الجوفية الضحلة.

 

يذكر أنه في السنوات الأخيرة، انخفضت مستويات المياه الجوفية إلى حد كبير، مما أدى إلى دخول مياه البحر إلى طبقة المياه الجوفية واختلطت مع بعض من المياه العذبة المتبقية، لدرجة أن 97 بالمئة من المياه العذبة في غزة لم تعد تلبي معايير جودة المياه التي حددتها منظمة الصحة العالمية، بحسب الصحيفة.

 

وحتى قبل الحرب، كان معظم سكان غزة يعتمدون على صهاريج المياه الخاصة وعلى إنتاج محطات تحلية المياه الصغيرة للحصول على مياه الشرب.

 

في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، أغلقت إسرائيل ثلاثة خطوط أنابيب تحمل مياه الشرب إلى القطاع، وقد أعادت فتح اثنتين منها، تحت ضغط أميركي، في حين لا يزال سكان غزة يعانون من نقص شديد في المياه النظيفة.

 

وذكرت الصحيفة نقلاً عن خبير معهد زوكربيرغ لأبحاث المياه في جامعة بن غوريون، في إسرائيل، إيلون أدار، أنه “إذا تم ضخ عدة ملايين من الأمتار المكعبة في الأنفاق وتسربت إلى طبقة المياه الجوفية، فإن التأثير السلبي على نوعية المياه الجوفية سيستمر لعدة أجيال، اعتمادا على الكمية التي تتسرب إلى باطن الأرض”، مشيرا إلى أن “إسرائيل لن تتأثر، لأن المياه الجوفية الساحلية تتدفق من إسرائيل إلى غزة وليس العكس”.

 

كما أضاف، “كمواطن إسرائيلي، على الرغم من الكارثة التي مررنا بها في السابع من تشرين الأول، ما زلت أعتقد أنه على المدى الطويل، وبما أننا نفكر في المستقبل، سيكون من غير الصحيح سياسيا وأخلاقيا أن يكون لدينا جار عطشان”.

 

من جهتها قالت رئيسة برنامج الهندسة البيئية في جامعة تل أبيب، هداس ماماني، إنه “يجب أخذ التأثيرات البيئية لجميع خيارات تدمير الأنفاق بعين الاعتبار، واختبار آثارها على الهواء والماء والتربة والهيدرولوجيا والبيئة مقدما”.

 

بدوره صرح ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق والخبير الأمني الاستراتيجي، آفي ميلاميد، لموقع “الحرة” أن “تطبيق فكرة إغراق الأنفاق أمر ممكن إذا استنزف الجيش الخيارات والبدائل الأخرى”.

 

وشدّد ميلاميد على أن “الجيش الإسرائيلي لديه بالفعل علم من أن هناك مخاوف من أن يكون لهذه الخطوة تاثيرات سلبية لجودة المياه الجوفية والبيئة، هذا الموضوع معلوم لدى السلطات”، وأن “القرار الذي سيتخذ سيكون بناء على ما هو أفضل نفعا وأقل ضررا بما يتعلق بالبيئة والمنطقة”.

 

في المقابل، عبر ضابط المخابرات المصرية السابق والخبير الاستراتيجي، محمد عبد الواحد، في حديث لموقع “الحرة” عن “اندهاشه” من أن “إسرائيل لديها تخوفات بيئية”، حيث ذكر أن “إسرائيل بالفعل تلقي على المدنيين قنابل فسفورية ستظل موجودة لأشهر طويلة جدا، فالفسفور يحترق كلما يجد الأكسجين، ويؤدي إلى تشوهات في الأطفال، كما أنها تستخدم أسلحة محرمة دولية، ما أدى إلى ظهور أمراض يعجز الأطباء عن تفسيرها وعلاجها، فضلا عن حجم القنابل والمتفجرات والألغام التي لم تنفجر بعد، والجثث المتناثرة في الشوارع التي تتحلل من العفونة وتنشر البكتيريا. ألا يؤثر كل هذا على البيئة”.

 

من جهته نفى الجيش الإسرائيلي استخدام الفسفور الأبيض في حربه بغزة، في رده على اتهامات نشرتها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ولم يعلق على الفور على تقرير “وال ستريت جورنال” بشأن تطبيق خطة ضخ المياه في أنفاق غزة. ولم يرد متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية على الفور على طلب للتعليق قائلا إن “عمليات الأنفاق سرية”.

 

في الوقت الذي تقول الصحيفة فيه إن خطوة إغراق الأنفاق بالمياه من البحر الأبيض المتوسط، والتي لا تزال في مرحلة مبكرة، هي مجرد واحدة من عدة تقنيات تستخدمها إسرائيل لمحاولة تدمير الأنفاق.

 

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن “شبكة حماس الضخمة تحت الأرض كانت أساسية لعملياتها في ساحة المعركة”.

 

و أضافوا، “إن نظام الأنفاق يستخدم من قبل حماس لمناورة المقاتلين عبر ساحة المعركة وتخزين صواريخ الحركة وذخائرها، ويمكّن زعماء حماس من قيادة قواتهم والسيطرة عليها. وتعتقد إسرائيل أيضا أن بعض الرهائن محتجزون داخل الأنفاق”.

 

بدورها تشير “وال ستريت جورنال “، إلى أن “فائدة استخدام مياه البحر في متاهة واسعة تحت الأرض تمتد لحوالي 300 ميل وتتضمن أبوابا سميكة لا تزال قيد التقييم من قبل الإسرائيليين، وفقا لمسؤولين أميركيين”.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن “غمر الأنفاق، والذي من المرجح أن يستغرق أسابيع، بدأ في الوقت الذي أضافت فيه إسرائيل مضختين أخريين إلى المضخات الخمس التي تم تركيبها الشهر الماضي وأجرت بعض الاختبارات الأولية”.

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *