(العشاء الاخير)

بقلم الحاج رمزي أبو سعدة

يشتد القصفُ تفوح رائحة الموت بالمكان يخيم الظلام يتسلل لي صوت طفلي أحمد أنا عطشان
ومريم تهمس انا جائعه ما بين مكان الجلوس والمطبخ أربع أمتار
ولكن في لحظة القصف الشديد كنت أشعر أنني سوف انتقل من قاره إلى قاره وأعود كان الوقت يسير بكل بطء وكأنا الزمن توقف صرخات سكان الحي لم تكن تبشر سوى بقدوم ملك الموت انهض على ضوء شعالت السجائر تصرخ مريم لا تتركني أحتضنها واقول لا تخافي سوف أعود بسرعه أسير نحو المطبخ افتح الباب وكأني اسحب ساعق قنبله يخرج صوت مخيف من مكان الجلوس لهيب القذائف يضيء البيت لم أشاهد شيء سوى الدخان الذي يغطي المكان اصرخ أحمد مريم لا أحد يجيب الركام يفصل بيننا لا استطيع الوصول لهم . لا استطيع ان اودعهم لا استطيع ان احتضنهم اجهش بالبكاء اصرخ ينفجر بركان القهر الكوني والغضب داخلي عجز يقتلني كل شيء اسود لا اسمع سوى ما علق في اذني من أحمد العطشان ومريم الجائعه … يا الله ما ذنبهم فقط انهم فلسطينين يا الله هل ستجلسهم على مائدة السماء انهم عطشى وجياع انهم أبرياء انهم حلمي والحقيقه انهم أنهم الشاهد والشهيد انهم أنهم جرح العمر المديد يارب الحقني بهم شاهدا وشهيد شاهدا وشهيد شاهدا وشهيد

 

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *