دولة الفساد والفاسدين!

د. عدنان منصور 

ما شهدناه في مطار بيروت اليوم، ليثبت مدى الاهمال واللامبالاة، وحجم الفساد في بلد لم يعد يحتفظ بالحد الأدنى من مقومات دولة ومؤسسات . مطار دولي على محاذاة شاطئ البحر، تفيض مياه الامطار في الداخل! والسبب كما تقول المديرية العامة للطيران المدني، ان تدفق المياه سببه تخطي كميات الامطار القدرة الاستعابية للمضخات ! ما هذا التبرير العظيم لما جرى! يا ليت المديرية العامة التزمت الصمت، لان هذا العذر أقبح من ذنب، ويدل على قصر نظر المسؤولين الفنيين والاداريين،
وإهمالهم، الذين لم يأخذوا في الحساب مسبقا قدرة المضخات في الظروف الاستثنائية لاستيعاب مياه الامطار.
حتى عند فشلهم واهمالهم وفسادهم،
وتلزيماتهم، وغشهم يريدون ان يقنعوننا ان كل شيئ يسير على ما يرام، وأن ما جرى ويجري خارج عن ارادتهم،وناجم عن قوة قاهرة.
مطار دولي اصبح مسخرة واضحوكة العالم، يتناقل صوره المضحكة القبيحة على وسائل التواصل كافة، لتبين وجه وطن شوه مؤسساته، ومرافقه عمدا حكام ومسؤولون، اداروا بلدا بالفساد، وبنوا مؤسساته الهشة من الباطن، وبالعمولات والصفقات،
والتلزيمات التي لا رقابة عليها ولا محاسبة ولا حسيب.
على اللبنانيين بعد الٱن ان لا يتفاجؤوا اذا ما تحول يوما مطار رفيق الحريري الدولي، الى ميناء بحري، لان المسؤولية تقع على المضخات، لا على المسؤولين الذين يحتاجون الى مصحات!