رغم الازدحام تبقى وحيداً!!!

الناس هنا و في كل مكان ، الشوارع مزدحمة ، الأسواق مكتظة  ، و البيوت ممتلئة.. ولكن الكل يشعر بالوحدة و اليأس و الخوف و الخذلان …الناس هنا و لكن لا يتواصلون بالقلب ، قد تراهم يعانقون بعضهم ولكنهم أبعد ما يكون عن بعضهم ، و قد تراهم متزوجون ، إخوة ، أصدقاء عائلة ..و لكن لا يعرفون بعضهم و لا يحسون ببعضهم..الناس هنا و لكنهم ليسوا هنا.. تفرقهم مخاوفهم ، اطماعهم ، أحقادهم ، اختلافاتهم ، و تراكماتهم ..
و انتَ هنا.. ضائع تبحث فيهم عن بعض من الضوء و تنسى أنك ايضا منطفئ من الداخل ، و في الأخير لن يهمك منهم سوى منفعتك ، فتبحث فيهم عن كل شيء ينقصك ، هناك من تريد منهم اهتماما دائما و عطفا لا ينتهي ، و هناك من تريد منهم صورة اجتماعية تتباهى بها ، و هناك من تريد منهم مصلحة …ولكن رغم ذلك تبقى وحيدا و فارغا و تعيسا و ضائعا لا تعرف ما ينقصك..
و في الأخير أ تعرف فِعلا ما ينقصك ؟ ناسٌ تحبك لشخصك و تهتم بك دون نية مبيتة لخداعك ، اشخاص تفتح لها قلبك و تكون معها نفسك دون خوف أو هواجس ..قلوب نقية و صادقة لا تعرف الخبث ..عائلة تحتضنك بحب دون أن تطمع فيك و تستغلك …تتمنى أن يكون في الدنيا اشخاص هكذا ، و لكن لا تفعل أي مجهود حتى تكون أنت هذا الشخص ..
العالم أصبح مخيفا جدا ، لن تستطيع تغييره ، و لكن تستطيع تغيير نفسك حتى تكون ذلك الشخص الذي يجعل كل من صادفه يتفائل بأن الحياة مازالت بخير …

قلمي ✍️ يكتب

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *