من ذاكرةِ “الشّاي خانة” الشّراريّة:

حسن عليّ شرارة🌹

وكأسٍ مِن بَنان الغيدِ أحمرْ*يشعُّ كأنّهُ درٌّ وجوهرْ
إذا أشبعتَهُ شايًا مُخمّرْ*يفوحُ كأنّهُ في الثّغرِ عنبرْ
فتشربُه ثلاثاتٍ ويُجلى*بـرابعةٍ وخامسةٍ وأكـثرْ
فتحَ الأديبُ حسين شرارة “أبو طلال” بابَ العصرونيّةِ في بنتِ الجُبيلِ، فعمُرتْ جلسةُ الشّايِ، وراحتْ أناملُ روّادِها تُداعبُ خواصرَ “كاساتٍ” عجميّةٍ، ولُمى الشّاربينَ تتلذّذُ معَ كلِّ رشْفةٍ. فيهتفُ الأخُ “الأديبُ” عبد اللّطيف شرارة “أبو وضّاح”: سلّم اللهُ يدًا*سلّمتني كأسَ شايْ! فينبري الأخ الأكبر الشّيخ محمّد شرارة “أبو إبراهيم” مرنّمًا: منْ فمِ الإبريقِ لمّا انسكبتْ*لثمتْها مُقلتي قبلَ فمي! فتتأوّهُ الأختُ المُربّيُة الأديبةُ سُكنة شرارة “أمّ شادي” صادحةً: الله! الله! فيُرندحُ زوجُها الشّاعر إبراهيم شرارة “أبو شادي”: غادةٌ بدرٌ منوّرْ*قدّمتْ شايًا مخمّرْ..
فيصرخُ الأديبُ حسن شرارة “أبو عماد”: زدْني يا أبا طلال، أقلُّها ثلاثة، وما زادَ ف غثاثة، فيردفُ الشّاعر الشّيخ حسن شرارة “أبو كفاح:: نصابُها تسعُ استكاناتٍ، فيقولُ الشّاعرُ تحسين شرارة “أبو مُهاب”: أقلّها ما يبلغُ الستّينْ، وما زاد ف “تحسينْ”، فيهتف الشّاعرُ أمين شرارة “أبو المأمونِ”: يسكرُ النّاسُ بخمرٍ*وأنا بالشّاي أسكرْ، وأردف المربّي الأديب محمد عليّ شرارة أبو جمال: تخمّرَ الشّايُ في قلبي وعاطفتي! فهتف مربّي الجيل الرّفيق أحمد شرارة: وحدة، حُريّة، إشتراكيّة… شاي!!
ولجَ الشّاعرُ الفذّ موسى الزّين شرارة “أبو عدنان”، وحينَ قدّموا لهُ الشّايَ، قال: أنا كنتُ في زيارةٍ، وشربتُ ما فيهِ الكفاية، ولكنْ لا بأسَ من أن “ألحلحَ” فمي بأكثر من استكانةٍ، لأزيلَ طعمَ الشّايِ الّذي شربتهُ حيثُ كنتُ!
وحين قٌدّمَ الشّايُ للشّيخ…… باستكانةٍ لها أذنٌ انتفضَ، وطلبَ استكانةً مُخَصوَرةً صارخًا، أنا أحبُّ أن أمسكَ محبوبتي مِن خصرِِها، ولا أحبُّ أن أمسكَها مِن أذنِها..!
شاكسَ الأستاذُ جواد “أبو باسم” على أخيه” أبو طلال” وقال: نكهةُ الشّايِ مزغولةٌ بنكهةٍ غريبةٍ عن سُلالةِ الشّاي الفاخرةِ: “الولد، وأنطون باش”، ووخزَ دبُّوسَ اعتراضِهِ في صدرِِ الجلسةِ …
تأفَّفَ “أبو طلال” مِن أخيهِ وجارِه في آن، وتحيَّنَ فرصةً، وبلمْحِ البرقِ فتحَ خزانةَ المطبخِ وتناولَ علبةَ الشّايِ، وعادَ أدراجَهُ فلا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعتْ..
قرعتِ العصرونيّةُ جرسَ انتهاءِ الجلسةِ، فختمَها “أبو باسم” على عادتِهِ، وعيونُ الروّادِ تترصّدُهُ وتترقّبُ ردّةَ الفعلِ على الكمينِ المُحكمِ، ومعَ الرّشفةِ الأخيرةِ سدَّدَ خرطوشةَ اعتراضِهِ، فانبرى “أبو طلال” قائلًا: “اسْكُتْ هذا الشّاي من عندِكْ ما بِحِقْلَكْ تِحْكي”..
عاجلَهُ “أبو باسم” ببداهةٍ خاطفةٍ: مِشْ مُهِمْ الشّاي، المُهِمْ كَمْشِةْ الإيدْ…
قهْقَهَ الحاضرونَ ودُوِّنَتْ الطُّرْفَةُ في كشْكولِ الحكايا…

معَ تحيّات: حسن عليّ شرارة🌹

شاهد أيضاً

كل طفلة في غزه

لبقلم محمود زعيتر .. العراق يا طـفـلةً في الرَّدَى ضاعت امانـيها تسعى وفـي عيشِها خَابت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *