عذراً صديقي

أحمد أبو زيد 

لم أعد استمتع بالجلوس معك يا صديقي
وذلك بسبب هاتفك الذكي
لم نعد نتكلم في المواضيع العميقة كما في السابق
ربما هذا الهاتف يكشف حقيقة الاخر من خلال ما يقدمه لك من خدمات مدمرة ومبرمجة ، نعم انها تدمر خلايا الدماغ وخلايا الذاكرة وبالتالي خلايا الانسجام مع جليسك ، وتقتل معاني كثيرة ومتنوعة
وتأخذك إلى عالم افتراضي لا قيمة له ولا طعم ، احياناً تجعلني أكره التطور ،
التطور هو داخل الذات والتقارب في ما بيننا من أمور وتجارب مختلفة ، هنا يكمن التحدي في الوعي بأن الإنسان هو نفسه قادر على مواجهة التحديات التي تواجهه من كل الجوانب السلبية التي يواجهها من خلال ما يسمى بالذكاء الاصطناعي ، ربما اني ولدت في زمن لا انتمي اليه ولا أستطيع ان أتقبله ،
انه يا صديقي زمن رديء لا طعم له ،
زمن فيه الكثير من التفاهات
والتدني،
اني ولله الحمد ما زلت مسيطر على هذا الهاتف ، وما زلت احترم ضيوفي ومن يجالسني ،
حتى عندما أجالس نفسي او أكون بمفردي ، لا اسمح له بنخر ما تبقى من عقلي او فكري او ذاكرتي ،
عذرا صديقي لم تعد هناك علاقة بيننا ، لكم هاتفكم الذكي
ولي ذاتي

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *