التسابق القطري الفرنسي لتقديم التنازلات وطرح العروضات على الحزب، والعامل الكويتي مؤثر

بقلم ناجي أمهز

كل ما تسمعونه على الإعلام هو لا يقارب الحقيقة لا من قريب ولا حتى من بعيد،

الذي يشاع بين الفرقاء أصحاب القرار في الساحة المسيحية، شعورهم بنوع من القلق بظل التسابق بين القطري والفرنسي لإرضاء حزب الله.

والذي يعزز شكوك الفريق المسيحي أن التسوية لن تكون إلا كما يريدها حزب الله، هو الفرنسي الذي عندما يتحدث مع هذه القوى فجاءة ودون مقدمات يخبرهم عن تنامي قوة حزب الله وعن الجهد الكبير والدولي والفظيع والعظيم والكبير التي تبذله فرنسا مع حلفائها من أجل الحفاظ على التوازن في لبنان بظل اختلال التوازن في المنطقة لصالح فريق المقاومة، حيث يتم الإيحاء أن الفرنسيين سيعملون جهدهم لانتزاع وتحقيق ما يطالب فيه (الذي يجلس معه) وأنه يجب الاستفادة من هذا الوقت الضائع، وكأنه يقول لهم “عجلوا لحقوا حالكم اقبلوا بأي شيء يطرحه حزب الله قبل أن تذهب الأمور بعيدا”، أو اقله فاوضوه للحزب خارج متطلباته، يعني أعطوه الرئاسة وخذوا ما تستطيعون من مكاسب.

أحدهم شبه حركات لودوريان بالممثل الفرنسي الكوميدي لويس دي فينيس

 

وهناك من يقول إن الصراع الفرنسي القطري على البلوكات البحرية يتسع يوما بعد يوم،

القطري لا يريد أن تصل فرنسا إلى المنطقة كما وصلت إلى ليبيا، وهناك من يقول إن القطري يساعد التركي على منع تمدد النفوذ الفرنسي في المنطقة، وخاصة أن هناك حربا صامتة تدور بين الفرنسي والتركي في ليبيا، وربما تنفجر في إي لحظة، والذي آخر هذا التصادم هو الأزمة الروسية الأوكرانية، لذلك يحرص التركي على عدم الخروج من الحلف الأطلسي وأيضا يحرص على عدم مشاركتهم في الحرب ضد روسيا، بل التركي يجد الأمور ممتازة، حيث يستنزف الجميع من روسيا وأوربا مما يعزز دوره أكثر ويحوله إلى ضرورة ملحة بالمنطقة والعالم.

المحصلة فإن الأمور كيفما تقلبت فإن الرابح الوحيد من كل ما يجري هو حزب الله، وخاصة في هذه الظروف الإقليمية المعقدة، الفرنسي غير مستعد أن يضغط أو يزعج الحزب كي لا يسارع القطري لإرضاء الحزب، وبالمقابل القطري يتجنب كليا إزعاج الحزب بل مستعدا أن يضع كل إمكانياته بتصرف الحزب.

والكتلة المسيحية الكبرى استمعت بسعادة غامرة لكلام بكركي عن الأجواء الإيجابية وجو التفاهم مع الحزب، وهناك من الطائفة المارونية من رد على بعض السياسيين المسيحيين الذين يسعدهم تشنج العلاقات بين بكركي والحزب، قائلا لهم “إن كان الواحد منكم ما بشوف أبعد من أصبعه، بكركي بتشوف مائة سنة لقدام، لازم كلنا نمشي خلف بكركي. وبكركي طلع معها حق لأن الأمور بطلت متل الاول عالميا”، المطلوب اليوم الإيجابية والحوار والانفتاح والنقاش.

وإذا كان الفرنسي يتحدث عن تحالف خماسي بمحاولة لاغراء الحزب:

فإن القطري يتحدث عن تحالف أكبر وهو طبيعي كونه يضم تركيا بعمقها السني شريكة المقاومة حماس الشريك الاساسي في محور المقاومة.

لا أحد يملك آلية الضغط على حزب الله، كما لا أحد يريد أن يخسر حزب الله.

وهناك من يقول إن القطري والفرنسي مختلفان على كل شيء في السياسة اللبنانية وفي المنطقة لكنهما متفقان على أمر واحد، أنه لا يمكن تجاوز أو إزعاج حزب الله.

وإذا كان الفرنسي سيقدم التنازلات لحزب الله مقابل خطوط عريضة تتعلق بالصراع على موارد الطاقة في المياه اللبنانية الإقليمية، فإن القطري مستعد أن يقدم أكثر.

العملية اليوم في لبنان صولد وأكبر.

الفرنسي سوف يستعيد دوره العالمي بحال اقنع حزب الله بوقف العمليات في الجنوب،

والقطري أيضا سيتحول إلى صاحب قرار أممي أن نجح بمساعيه واقنع حزب الله وقف العمليات في الجنوب، تحت شعار البحث عن تسوية لوقف إطلاق النار بغزة.

وأمام ما يجري من تحولات بالمنطقة خاصة بعد التصريح نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الداخلية، الشيخ طلال الخالد، الذي أعرب عن اعتزازه بموقف بلاده المناصر للفلسطينيين والمناهض للاحتلال الإسرائيلي، خصوصا استمرار سريان المرسوم الأميري الذي يؤكد أن الكويت في حالة حرب مع“ العصابات الصهيونية”

وحتى قبل أسبوع عندما ألقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطابه من مكتب الملك فيصل في لقاء قادة ” بريكس” كانت له تأويلات مهمة للغاية، تؤكد أن هناك متغيرا كبيرا.

وأمام كل ما يجري يصبح موضوع الرئاسة هو المفتاح للتباحث مع الحزب بما هو أبعد، أي أن الفرنسي والقطري ومن خلفهما يعتبران موضوع الرئاسة “حجة” لفتح النقاش بأمور أبعد من لبنان.

ويمكن تلخيص ما يجري بتغريدة للنائب السابق الدكتور فارس سعيد، الذي قال: أمام هذا الواقع ١- انتخبوا رئيس ٢- لا تراهنون على انفراط العقد اللبناني حتى تساهموا بصياغة عقد جديد ٣- إذا استمرت الأمور كما هي سيصبح انتخاب سليمان فرنجية مطلبا وطنيا جامعا خوفا من انهيار كامل أو الدخول إلى “أسماء مجهولة” تحركوا قبل فوات الأوان.

وأمام كل ما كتب، يبقى أنه ولا اشارة واحدة من الحزب عن كل ما يشاع.

أو كان الحزب يقول ان لا تعنيه كل هذه الأقاويل أو التأويلات، فالحزب طرح رؤيته من باب وطني بالأساس، والحزب لا يحتاج إلى ظروف لتساعده أكثر أو أقل الحزب، كل ما يتمناه أن يستفيد لبنان من أي ظرف يعزز مكانته ويحمي سيادته، ويعيد تحريك عجلة الاقتصاد والنهوض بالوطن.

فالحزب يؤمن إيمانا كليا بالحوار الداخلي بعيدا عن كل ما يمكن أن يأتي من الخارج، لأن الخارج بالختام يسعى للحفاظ على مكاسبه.

هل احداث غزة تخلط الاوراق مرة ثانية، لا احد يعرف الجميع ينتظر، والكلمة اليوم للاقوياء وفي مقدمة الاقوياء هي المقاومة ان كان في فلسطين او لبنان.

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *