سُرُجُ المقاومة !!!

✍️ علي رفعت مهدي.

بسم الله الرحمن الرحيم

*تَبَارَكَ الذي جَعَلَ في السماء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً*

تبارك الرحمن ربي
مَنْ خلقَ هذي الوجوه النيّرات…
هذي الكواكب …
هذي السُّرُج النّورانيّة …
مَنْ زيّنَ أرضنا وسماءنا …
بأنوار الأقمار
وبسُرجِ الشّموس الصانعة للأقدار …
*وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً*

سِراجُ الجنوب …
سِراجُ مركبا …
والبقيّةُ تأتي من أقمار الشهادة …
على طريقِ القدسِ
تبدِّدُ غياهِبَ الظلمات …
ظلمات الحقد الدفين لأحفادِ قتلةِ الأنبياء …
تطردُ ظلمةَ الظُّلمِ
الذي في الركونِ إليه قعر سقر …
*ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار …*
سُرُجُ المقاومة
لن تطفئها رياحُ الشرِّ المستطير …
لن يخمُدَ أوارُ نورها في سوحِ الوغى وميادين التضحيات …
فهم الأسود
يستلهمونَ وصفَ الشاعرِ الفرزدق لأئِمّتهم :
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ
كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ

إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ،

أوْ قيلَ: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيلَ: هُمُ

هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ،

وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ

بلى
” شهداؤنا عظماؤنا ”
شهداؤنا سُرُجنا
أقمارنا ..كواكبنا … مناراتنا !!!
شهداؤنا مصابيحنا الزّاهرة الموقدة من زيتونةٍ مباركةٍ لا شرقيّة ولا غربيّة …
لا نظيرَ لهم …
لا مثيل أو شبيه…
هم لا يشبهونَ أحدًا …
في ملائكيتهم وصدقهم وجهادهم وإبائهم وتضحياتهم وعزّتهم وتواضعهم وبذلهم ودينهم وتقواهم وكرمهم وجودهم

بلى
هم خيرُ اهلِ الأرضِ
همُ الغيوثُ … هم الليوثُ …
هم السماء المزيّنة بالأقمار والسّرُج …
هم الشهداء والشّهود والدعاة إلى الله …
مصاديق من انوارِ نبيّهم :
*وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً*
سُرج المقاومة …
ما أروع هذا النّور المنبلج من عيونكم !!!
حدقاتكم !!!
بصائِركم !!!
ارواحكم !!!
سبحان الله العظيم
من صوَّركم على شاكلةِ من واليتم وعشقتم وأحببتم فإذا أنتم تتوّهجون وترتقون شهداء على طريق قدسِ الأقداس وكعبة المجاهدين :
*وجَعَلْنَا سِراجاً وهّاجاً*
وأقمارًا لا تغيبُ في مشارقِ الأرضِ ومغارِبِها…
مصابيح تملأُ شكَّ دنيانا بأنوار اليقين كما أصحابُ إمامِهم سيّد الشهداء الذين قيل فيهم ليلة العاشر من المحرّم :
” باتَ الحسينُ وأصحابهُ ليلة العاشر ِ من المحرَّم ولهم دويٌّ ٌّ كدوي ِّ النحل ِ وهم ما بينَ قائم ٍ وراكع ٍ وساجدٍ
وفيهم قال شاعرهم :
وحولَـــهُ فِتْيــةٌ تُـدْمــى نُحـــورُهمُ
مثلُ المصابيحِ يمْلُونَ الدّجى نورا

فيا أيُّها الغارقونَ في ظلماتِ دنياكم

لكم لبنانكم ولي لبناني
لبناني مقاومةٌ أبيَّةٌ رِساليّةٌ
أبناؤها هم أبناء لبنان جبران خليل جبران القائل فيهم : ” هؤلاء هم أبناء لبنان
هؤلاء همُ السُّرُج التي لا تطفئِها الريّاح والملحُ الذي لا تفسده الدهور
هؤلاء هم السائرون بأقدام ثابتة نحو الحقيقة والجمال والكمال ” ….

هم سُرُج المقاومة
أدِلّتها في الليالي الظلماء والأزمات الهوجاء …

علي رفعت مهدي
٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٣م.
_ مهداة لشهداء المقاومة في بيت ياحون _

شاهد أيضاً

حرب بلا نهاية

عبدالحليم قنديل لا تبدو فى الأفق من نهاية قريبة لحرب “غزة” ، رغم وجود كلام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *