فلسطين بين فجر التاريخ والحاضر المتفجر٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة٠٠٠

في زمن القبائل الأوائل وبين العرب والعبرانيين كان الصراع على فلسطين ٠٠٠
وبقيت مناطق الحضر الكنعاني الفينيقي ٠٠ أي شريط الساحل السوري واللبناني و الفلسطيني حتى سواحل تونس والمغرب بعيدة عن مسرح الجريمة وهجمات القبائل ٠٠
لأن حضارات الحزام الشرقي و الساحلي في الهلال الخصيب في ذاك الزمن كانت ذات سطوة وعزوة وهيبة ٠٠٠
وجاءت إمبراطوريات الجوار من يونان ورومان وبابل وآشور وفرس وغيرهم لتحتل وتأسر المنطقة وكل حوض المتوسط !!.
واختلط الحابل بالنابل والسواحل بالقبائل !!.
الى حين صعود العصر العربي الإسلامي على يد النبي محمد ٠٠ واجتياح العرب المسلمون بعدها كل هذا الحوض المتوسطي و امتداداً الى بلاد فارس ومصر الفراعنة وأراضي الحضارة الرومانية والأندلس ٠٠٠
وبقي بعدها الشرق العربي والإسلامي يتصارع ويتقاسم الولاء والمناطق والإنتماء فيما بين أجنحته ومذاهبه وأعراقه وخلافات الخلفاء ٠٠٠
وفي آخر ستمائة سنة تقريباً كانت السيطرة العامة في المنطقة لسلطة الخلفاء العثمانيين الأتراك المتأسلمين عدا بعض الخصوصيات والمحميات وبعض صراع الإمارات ٠٠
والى جانب كل هذة الجبهات بقيت جبهة مفتوحة ونازفة بين الأوروبيين ومعهم الكنسية ضد الشرق العربي والإسلامي وتحت عنوان الصراع على القدس ٠٠٠
ولم يتمكن الغرب الأوروبي الحديث من السيطرة على شرقنا إلا بعد ان هُزمت الإمبراطورية العثمانية حليفة المانيا في الحرب العالمية الأولى مع قسم من العرب والمسلمين ومن دار في فلكها ٠٠ وإنتصار الحلفاء أي أمريكا وروسيا وبريطانيا والكنيسة والكنيست (المؤتمراليهودي) ٠٠ وسيطرت هذة القوى على إرث الإمبراطورية العثمانية وتقاسمته وكانت القدس ومعظم فلسطين جائزة ترضية للمشروع الصهيوني ٠٠٠
وجاءت الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بإنتصار نفس المجموعة على الصليب الإلماني المعكوف وبعض الهلال المعطوف ٠٠
وتكرّس المقسم في عصبة الأمم !!..
وفي فلسطين بقيت حدود التقسيم فيها [وبرغم القرار الدولي رقم 181 سنة 1947والذي رُفض بالمطلق من الأطراف المعنية] تخضع لاحقاً للمد والجزر والقضم الإسرائيلي المدعوم من كل الغرب ضد الفلسطينيين المدعومين من الأقطار العربية والإسلامية المهزومة والمأزومة !!.
واليوم وبعد اتفاق الأرض مقابل السلام العربي والإسرائيلي والذي ينص على العودة الى حدود الرابع من حزيران قبل نكسة حرب 1967 والقرار 242 مع غموض في تحديد خطوط التقسيم وهل هي تعود الى خطوط القرار 181 التي أُقرّت في عام 1947 وكانت بحدود 55% للإسرائيليين و45 % للفلسطينين أو الحدود الأخيرة في الرابع من حزيران 1967 والتي وبعد عدة توسعات إسرائيلية ولم يتبقّ(ى) منها إلّا الضفة الغربية وقطاع غزة أي ما يقارب 22% من المساحة الإجمالية لفلسطين ٠٠
ومع هزيمة العرب في حرب ال67 سيطر الإسرائيليون على كامل فلسطين أي الضفة التي كانت تحت سلطة الأردن وغزّة التي كانت تحت سلطة مصر وكذلك سيناء والجولان !!.
وجاءت حرب ال1973 وما تبعها من مفاوضات ثنائية مع العرب برعاية دولية حتى ومع منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو ووصل الواقع الى ما كان عليه قبل حرب غزة الأخيرة ٠٠ أي ما يشبه الحكم الذاتي لسلطتين فلسطينيتين منفصلتين ٠٠ حركة حماس في غزة والسلطة الوطنية (فتح) في الضفة الغربية بعد اقتطاع القدس الشرقية منها ( ضمنها الأسوار القديمة في الوسط والتي تضم الأقصى ) بقرار اسرائيلي عام 1980!!..
ثم كانت عملية طوفان الأقصى الاخيرة من قِبل حماس ٠٠ ثم محاولة الإسرائيليون إجتياح وقضم غزة ٠٠ والتي كانت عصيّة على الهضم !!.
ثم هدنة عسكرية قابلة للتمديد ٠٠٠
وماذا بعد ؟!!.
وعلى ما يبدو ٠٠ إن قيادات هذا العالم المهووس بفلسفة القوة إرتضت بدماء ألاف الأطفال الأبرياء كقرابين من أجل الإلتفات الى هذة المأساة ٠٠٠
ولأن الحل الجذري قد يحتاج معجزة تبدأ من الجذور ٠٠ وخاصة بعد فشل تعجيز القضية الفلسطينية !!.
يبدو أن الإتجاه الأممي اليوم يعمل إمّا الى الإكتفاء بتوازن الرعب وتكريسه ٠٠ أو العمل على تحقيق توازن رحمة إنسانية عبر مشروع حل عادل لدولتين ٠٠ أو اتحاد فيديرالي لدولة واحدة ٠٠
وربما قد تكون جزءاً من إتحاد فيديرالي للهلال الخصيب في المستقبل ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠
لبنان 29 – 11 – 2023

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *