قراءة مغايرة على مقبرتنا الجماعية

فلسفة خاصة
د.سهيل عثمان سهيل

مقبرتنا الجماعية

عنوان أميرة الشعر الحداثويّ
الشاعرة وسفيرة السلام د.نارزين بني هاشم

لقد خلعت عباءة اللقب الذي يرغب به الكثيرين من العرب ولم تكبل قلمها الشرقي بعتمة ليالي القارة العجوز.. فتكتب وتلقي محاضراتها بعدة لغات وبأكثر من مجال أدبي وثقافي وعلمي في محاولة تقديم الحقيقة لكل من يوهم نفسه بألقاب تأتي من وإلى الشرق الأوسط تحت مسميات حقوق إنسان ورعاية أطفال وترهات “كلام” والكاف سين بنسبة 100٪ لمعنى “الكلمة”
وهِيَّ تسعى لكشف خرافة حقوق الإنسان ابدعت واستطاعت شاعرتنا بنص فني تركيب قصيدة لم ينصفها نقاد الأدب بعد لأنهم تائهون في الأشعار الغزلية
لهذا نجد تركيبة القصيدة باللغة العربية والإنجليزية جاءت بنمط هايكو الشعر اليوناني وهو الشعر العالمي المعاصر والحداثوي
وبهذا التشكيل الذي اتقنته لضمان قابلية الترجمة بعد أن اجتهدت لتعبر عن المقبرة الجماعية التي أُبلغت محلها من الواقع العربي الذي ساهم في توسعها أمام كاميرا الغرب وتحديدا غزة استطاعت اختصار ملحمة معركة الطوفان التي هزت العالم بأسره وأجمعت وعي الإنسانية لتصحيح ثقافة الأجيال الحالية التي ظلت تعيش على بضع معلومات خطيرة تجهلها البشرية والمتعلقة بوصف وإطلاق الغرب لكل تلك الأحكام تجاه فئات نضالية ظهرت في الشرق الأوسط وضد كل من تسول لهم نفوس الشيطان للسيطرة على جغرافيا الوطن العربي وتغطية رسالة الإسلام بعباءة ماسونية وبدعوى صناعة ومحاربة الإرهاب وبرعاية الأمم المتحدة الأمريكية التي ساندت دولة الباطل التي ابادت المجتمع الفلسطيني مذ ما يقارب قرن إلا عقد ونصف من عدد السنون المتعاقبة لما بعد الحرب العالمية الثانية ..

إنها غزة منبع طوفان الأقصى طوفان الوعي الحقيقي والفكر الصحيح للنضال وايصال رسالة خاتم النبيين .. غزة التي يتواجد فيها ضريح جدنا هاشم جد خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبدالله عبدالمطلب بن هاشم.
تلك المدينة صاحبة طوفان السابع من أكتوبر والتي استشهد فيها الرجال الحقيقيون والأطفال الأبرياء والنساء اللواتي نضجت محاصيلهن ليتم قطفها وتحولها إلى اشلاء .. في زمن ادعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية انها ترعى حقوق البشر والتي ظلت تروج لائحة القانون الدولي الإنساني منذ نشأتها الأولى مزيفين مبادى الإنسانية طيلة ما عشناه حتى جاء الطوفان وظهرت الحقيقة الجلية لسكان هذه اليابسة.

إن قصيدة اليوم بمثابة مجاز متتالي المواصفات القياسية لضبط جودة الفهم والتركيز على سيكولوجية وثقافة الإنسان الحر أيٍ كانت ديانته وجنسيته والتي حملت عنوان مقبرتنا الجماعية التي سنعيد قراءتها معًا في خاتمة تعقبي العابر كتعليق دونته عبر منشور النص بصفحة المؤلفة المناضلة ابنة الشرق الذي نبعت منه مكانة المرأة هذا الشرق لازال يتوارث حكمة الحكم النسوي بالشورى كبلقيس ملكة مملكة سبأ ونارزين ملكة الأدب العالمي التي ترأس مجلس الاتحاد العالمي للسلام والاتحاد العالمي للكتاب وتعمل على مجلات دولية كتحرير النخبة العالمية للمبدعين وتنطلق بهذا المجاز لحرفها المناضل والحر في زمن صمت فيه الجبناء واستُجِرت الأقلام وغُِيَّبت فيه ثقافة الإنسان وفطرته لدرجة أننا نجد في كتابها القادم والذي لم يتم ترجمته بعد للغتها الأم نجد فيه ثورة الصحوة ويقظة البشرية ، بل وجدت فيه انا كأول قارى ما ستجدونه في هذه القصيدة التي تُرجمت قبيل الأمس وكان تاريخ تأليفها حديثًا

فنجدها تقول ؛

“أصبحت أطفال غزة رمادًا بلا جفون”

هنا يتضح أن تصويرها للمشهد الماساوي تصويرًا ثلاثي الأبعاد وله قابلية النداء لمن خلق هذا الإنسان

إذ سنقرأ لها مقطع آخر تقول فيه؛

“يا إله المستشهدين العظيم
كم تسدوم لعنة هذه الحياة ؟”

هنا سيقف الأدب العالمي أمام هذا التساؤل حتى تبدأ نهاية بداية اللعنة فهو أصم أبكم وستخرس انامل كل من يدعي شرف أي سلالة ..
وقد بدأت بضربنا بسياج نصها المتوهج مصورةً لنا هذا الزمان كلوحة فوتوغرافية يعبث بالرسم فيها كل من استباح دمائنا ونزفنا دمعٌ ساخنٌ لحاجتنا لشيء لم ياتي بعد رغم طرقاتنا وذلنا وصمت قاداتنا وجبروتهم وجعلنا شعوب ندفع ثمن اعتلاهم لكراسي فولاذية وتفوح حول الحكام رائحة فوسفورية

لهذا صورت الشاعرة واقعنا الماساوي ومدى تيه كل من يدعون انهم قد طرقوا بابا صنعوه خلف عروشهم ليدخل عليهم السلام ويحافظ على مجاعة المجتمع وجهل الأجيال
ونحن كشعوب عربية نقف على عتبات أبواب موصدة ..

ومن يقرأ قصيدتها المعنونة (مقبرتنا الجماعية) سيعرف الكثير من خفايا واقعنا العربي

وناتي لجرأة قولها؛

“دعوني اصرخ بأعلى صوت ليبلغ ندائي أعلى القممْ!!
ارسم علمي الأبيض واكتب اسمي على جناح حمامة بيضاء ثم اتجرع الموت بغدر!”

بغدر من يا تُرى ؟؟

لنكمل ندائها ونقرأ ؛

“اتجرع الموت بغدر ككأسٍ من ماءِ حنظل مرير يمر عبر حنجرتي”

ثم ماذا ؟

نكمل التسلسل التصويري لواقعنا في الشرق وقولها ؛

“أبكي وألعن عروبتي الزائفة”

_____________________
فلسفة خاصة 27/11
سهيل عثمان سهيل 2023

انتهت القراءة المغايرة.

ونترككم مع نص القصيدة التي سلطنا عليها الضوء بنقل وتوثيق هذه القراءة المغايرة التي نشرها الكاتب اليماني سهيل السهيل وهو الناقد الصغير صاحب العدد اليومي في مجلتنا مجلة كواليس من لبنان إلى كل العالم.

🕯مقبرتنا الجماعية ✒

ايها اللحد الحنون
اصبحت انت الامان
الوحيد لهذا الانسان،
دفيء ترابك المكنون
غطاء و فراش بوسادة
بعد هذا الطوفان،
ايها القرميد المسكون،
هل ستنبت الورود
من تلك الجثمان،
استشهد الاطفال
و الرجال الحقيقيون،
فقبلت خذود
الفتيات و الولدان،
اصبحت اطفال غزة
رماد بلا جفون،
تنوح العذارى الغدر
و الصبيان،
ايها الربيع
ازهر قبور
قلوب لن تهون،
و اجعل ذكراهم
في طي الحسبان،
يا إله المستشهدين
العظيم،
كم ستدوم
لعنة هذه الحياة؟؟؟
حملنا عار سلالة
اختارت الانبطاح
على انقاض غزة
رقصت و تغنت
و اقامت الافراح،
و نحن بحنجرة مبحوحة
وروح ممزقة
نشدو و نطرق بسندان
شعارنا حروفنا المصلوبة
نطالب جهرا ليلا نهارا
و نطرق ابوابا
اوصدت في وجه السلام
في هذا الزمان
حملنا لعنة سلالة
اختارات الصمت
باعت الشرف
و الشموخ مقابل الكراسي
و الكعب الاحمر و الفستان،
نجني ثمار اشجار ليست لنا
و نجبر على الاكل
من قمح العصيان،
و باقي الزرع
الغير المسموح به
و كل ما له طعم
التمرد كأنها ثورة العميان،
نحن من سلالة اخرى
و نستحق نصف العقم
و نصف القهر
و ربع الحزن،
و قليل من ما هو آت ،
نحن احفاد سلالة
زرعت و كنا
نحن الحاصدين
ندفع فواتير
سياسة حكام الهم،
دعوني اصرخ
باعلى صوت
ليبلغ ندائي
اعلى القمم،
ارسم علمي الابيض
و اكتب اسمي
على جناح حمامة بيضاء
ثم اتجرع الموت بغدر
ككأس من ماء حنضل
مرير يمر عبر حنجرتي
ابكي و ألعن
عروبتي الزائفة،
لبستني كجلباب شفاف
عار دون ستر،
كم كان لطيفا هذا الكون
سرقنا فيه احلاما ناسفة
و تحولت فيه حياتنا
الى طريق اسود للرحيل
نحتنا فيه الناي من عظامنا
و نصبنا فيه اشد اشتياق
لفرحة صلاواتنا
في محافل اعيادنا
حتى فاحت منا
رائحة الغناء
و لحن الحزن
و شوق العناق
حتى اطلق
منا جوع اعضائنا
و صنعنا من عظامنا ارقام
و اطارات
و عقارب ساعاتنا
و من اصابعنا
زرار لقميص
يفتح و يسد
على رصاص العديان
و من عظامنا
صنعنا اقلامنا
و كتبنا الحياة في سطر
منحني ذو عوج
حاد و غير مستقيم
كإنحناء رقابنا
و الظهر،
نلملم شظايانا
النافرة منا،
كالمشردين
على اعتاب النهر،
نسترق النسيم و الدفئ
و نشكو اللعنة تحت القمر،
و نأمل ولادة يوم مبارك.
تحت غزارة قبلات السماء
لتشرق شمسنا من الغرب
و نعلن انتصارنا الاخير
جلدتنا الحياة و مثلت بنا
و دفنا صفوفا جميعنا
في قبور مجهولة
لا حضن وطن
يشفي الغليل
اشبعنا بحرية مزيفة
و جنسية مسلوبة
تحولت اجسادنا
الى سجون مظلمة
نشنق فيها انفسنا
و لن نموت
نقرأ قضبان اقفاصنا
عن ظهر قلب
ليس ذنبا
ان احمرت وجنتينا من الحياء
في زمن انتهت
فيه سمات الانسان و الاخلاق
نبتسم بحزن
و مقل باكية من العناء
من عبئ طالنا حد النخاع
من شدة العلة و الخناق
نأمل عبور جسر
مظلم الى الشروق
نرفع الليل من عاتقنا
و نترنم لحن حناجر الصخور
بحثا عن قبصة من الحياة
باقدامنا المجروحة
و ارواحنا متعبة قلقة
و اصواتنا مرتعشة بالبكاء
نرغب العودة الى الارحام
حيث كانت امهاتنا
تخيط الاحلام
من نسيج النجوم
حيث كان المطر
لحن الف خرافة
نرغب العودة
لنعقد الحياة
لن ينتهي هذا الكتاب
عنوانه قاس
و سطره حزين
و حرفه غصة
في قلب كل انسان
سفت الرياح بذورنا
في نفس الحقل
و اصبحنا اشجارا
غير مثمرة
هزت الرياح اغصاننا
و جذورنا
تشرب من الماء معا
ك خيول متعبة
تنحني للفرسان
حاملين قبسة من جيناتنا
لنغرسها في فناء بعيد.
سمو الاميرة د.نارزين بني هاشم

*Our mass grave*

O compassionate grave
You have become the only security
for man this human being
The warmth of your hidden floor
Cover and mattress with pillows
After this flood of war,
You haunted the brick,
Will the roses grow?
Of these bodies,???
Children were martyred
And real men,
are dead and gone
girls and boys,
became the children of Gaza
Ashes without eyelids,
Virgins lament betrayal
And the boys,
O spring
Flowered graves
Hearts will not underestimate,
And make their memory
In consideration,
O God of martyrs
How long will it last?
The curse of this life???
We carried the shame of the lineage
She chose to lie down
On the ruins of Gaza
they danced and sang And organized parties, And we have a hoarse throat And a torn soul We sing and hit with an anvil Our logo is our crucified letters We demand loudly day and night And we knock on doors Closed in the face of peace In this time We carried the curse of the dynasty and the governments who chose silence they sold honor And the glory against the chairs And the red heels and the dress, We harvest the fruits of trees that are not ours And we have to eat From the wheat of disobedience, And the rest of the harvest Forbidden And everything tastes Rebellion is like a revolution of the blind, We are of another race And we deserve half the infertility And half of the oppression And a quarter of sadness, And a little of what’s to come, We are descendants of a lineage Planted and we were We are the harvesters We pay the bills Politics of careless leaders,
Let me scream out loud the loudest So that my call reaches the highest peaks, let me draw my white flag And write my name On the wing of a white dove Then swallowed death treacherously Like a cup of water in your hand bitter flows down my throat I cry and I curse My false Arabism, who dressed me like a transparent dress Shame without cover, How kind this universe was We stole explosive dreams And our lives have been transformed Towards a black road to leave We carved the flute from our bones And we set about it most intensely To the joy of our prayers In our holiday gatherings Until it’s too much for us The smell of singing And the melody of sadness And the desire for cuddles Until he shoots Our members are hungry
And we made numbers with our bones And the frames And the hands of our clocks And with our finger bones we made buttonholes for shirts which opens and closes facing bullets and cartridges from enemy guns And our bones We made our own pens with what we have write life in one line Bent and twisted Sharp and not straight Like the curvature of our neck And noon, We pick up our pieces disgusting to us, Like the homeless Along the river, We enjoy the breeze
and the warmth
And we complain of the curse under the moon,
hoping and dreaming
of a blessed new day.
Under the abundance of kisses from heaven
Let our sun rise from the west
and declare our final victory
Life has whipped and mutilated us
And we were all buried in rows
In the same unknown tombs
No homeland nor territory who cures boil Satisfy us with false freedom And a stolen nationality Our transformed bodies To the dark prisons We hang on And we won’t die We read the bars of our cages of our hearts by heart Not a sin If our cheeks turn red with shame At the end of this time who has inhuman characteristics and morals We smile sadly And the eyes cry with sadness Of a burden that affected us to the bone Due to gravity wars and conflicts
We hope to cross a bridge Dark to sunrise We lift the night from our shoulders And we sing the melody of rock throats In search of a glimpse of life With our wounded feet Our souls are tired and anxious And our voices tremble with crying We want to return to the womb Where our mothers were Dreams are sewn From the fabric of stars Where it was raining The melody of a thousand myths We would like to come back Let’s complicate life This book will never end His title is harsh And his line is sad And his craft is bitter In the heart of every human being The wind blew away our seeds In the same field And we became trees Unfruitful The wind shook our branches And our roots Drink water together Like tired horses Bow to the knights Carrying a slice of our genes Let’s plant it in a distant courtyard. Her Highness

©️®️Princess Dr. Narzine Bani Hashem

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *