إحنا ما إتهزمناش في ( 67 )

من صفحة السيدة سون كول جابوك                        عضو مجلس الحكم العراقي  

من أجمل ما كتبَ الكاتب والإعلامي المصري الكبير ابراهيم عيسى ..

إحنا ما إتهزمناش في ( 67 ) إحنا إتهزمنا من زمان ..
إتهزمنا لمّا تخلينا عن البحث العلمي ومشينا وراء الشيوخ والدراويش ..
إتهزمنا لمّا بقينا بنقول مسلم ومسيحي ..
إتهزمنا لمّا المرأة العربية الرائعة إقتنعت إنها عورة وناقصة عقل مع إنها كانت شديدة الرقي والجمال من أقل من أربعين سنة وكانت من ألاف السنين ملكة ..
إتهزمنا لمّا بقى المهندس والطبيب وأستاذ الجامعة يقعدوا القرفصاء أمام شيخ جاهل ماخدش حتى الابتدائية ويستمعوا لهُ بكل تركيز بل يخطط ويقرر لهم كل حياتهم ..
إتهزمنا لمّا بقت شيخة لا قيمةَ لها تسيطر على ملايين النساء وتلغي عقولهم تماما في الدرس الديني و يصبحوا دمى تحركهم كيفما شاءت ..
إتهزمنا لمّا تصورنا الدين دقن ونقاب وحجاب و ليس أخلاق ومعاملة ..
إتهزمنا لما تمكن داعية ديني لزِج وأفّاق من أن يُلبِس الملايين الطُرَح وصدّقوه ..
إتهزمنا لمّا بقينا شايفين أن الدكتور العالم العظيم ورجل الخير مجدي يعقوب في النار لأنه مسيحي وأن الشيخ يعقوب فى الجنة أعلم علماء الأمة ..
إتهزمنا لمّا بقينا مرعوبين ومذعورين من مجرد التفكير ولا نجرؤ حتى على مناقشة ما زرَعوه داخل عقولنا بل وندافع عنه بإستماتة حتى لو كان كلام فارغ ..
إتهزمنا لمّا بقت أعلى التبرعات تأتِ لبناء دور العبادة وأقلّها لمراكز البحوث العلمية ..
إتهزمنا لمُا بقت حياتنا مزايدات دينية في منتهى السخافة والزيف والسطحية ..
إتهزمنا لمّا سمينا المنتخب فريق الساجدين ..
إتهزمنا لمّا سمينا اللاعب المحترف محمد صلاح أبو مكة ..
إتهزمنا لمّا قالوا لنا إن الملايكة بتلعب مع المنتخب وهنكسب بالدعاء ..
إتهزمنا لمّا بقينا لا ندرك الفرق بين المعارضة بشرف وبين قلة الأدب والسفالة ..
إتهزمنا لمّا سَلّمنا عقولنا لِمجموعة آفاقين وفي أحسن تقدير محدودي التفكير والذكاء ..
معركتنا الحقيقية مش في ماتش كورة ولكنها معركة بين العلم والحداثة أمام الجهل والتخلف ، وللأسف علينا أن نعترف بالهزيمة وأن التخلف هو المنتصر حتى الآن ورَبِنا يُستُر ..

*إحنا ماحدِش هزمنا ، إحنا اللي هزمنا نَفسِنا.*

شاهد أيضاً

أدونيس يحصد «جائزة جوان مارغريت للشعر» في إسبانيا

تقديراً لجهده التجديدي الذي أحدثه في الشعر العربي، حصد الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *