فلسطين-غزة.. إرهاصات حروب لا تنتهي

الدكتورة بهاء يحيى

كيف لنا أن نكتب وسط كل هذا اللا معقول الذي نعيش، وسط كل هذا الإنحياز واللاإنسانية، وسط كل هذه الصور التي تتوالى عن مجازر العدو الإسرائيلي في غزة-العزة الأبية الصامدة في وجه الظلم والهمجية والغطرسة، التي تقاوم بأكفان شهدائها وأشلاء اطفالها رافضة الخضوع ورفع راية الإستسلام.

    غزة هذه البقعة الصغيرة من فلسطيننا المسلوبة، المدجّجة بإيمان ابنائها وحقهم في العيش على تراب وطنهم ومقاومة المحتل بكل ما أوتوا من قوة وصلابة وصلاة ودموع وموت…غزة-فلسطين تلك القضية التي تسكن قلوبنا وعقولنا منذ ولادتنا، فأخبار النكبة والنكسة تجتاح وعينا ولا وعينا الفردي والجماعي، وتعالوا أخبركم بعضاً من هذا…أبي -رحمه الله-كان من الرعيل الذي عايش إحتلال فلسطين بكل تفاصيلها، وحلم باستعادتها وتحرير الاراضي والأقصى من براثن هذا العدو، وانغمس في السياسات والتحليلات والمواجهات ،وحين قرر تأسيس عائلة أراد ان يكون عديدها كبيراً واختار لأطفاله أسماء تشكّل بمجموعها جبهة حرب ومواجهة فكانوا أخوتي: نضال، نداء، كفاح، سلاح، فداء وجمال تمثلاً بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي شكل صورة القائد- الرمز والمنقذ للأمة العربية والذي رحل باكراً…تلك الأسماء- الهويات طبعت عائلتنا وسلوكياتنا ايضاً، اسماؤنا هي نحن ،هي شخصياتنا، هي بصمتنا في هذه الحياة.. أثقل أبي علينا المهمة في اختياره لهذه الأسماء فكأننا في حلبة صراع دوماً، علينا مقاومة الإحتلال ولكن علينا أيضاً مواجهة كل شيء في هذه الحياة… ربما اعتقد أبي انّ هذه الأسماء ستفي القضية  الفلسطينية حقها او كأنه دفع ما هو متوجّب عليه في هذه المعركة فأضحى أبو نضال وهل كان هذا كافياً.؟..

  

       وطال الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية سنوات، عقود وكبرنا والقضية في البال لا تمحوها كل الحروب الكبيرة والصغيرة التي عايشناها في وطننا لبنان…بل على العكس كانت حروبنا المتكرّرة تغذّي جذوة الشرارات الأولى وعلى قاعدة، إن لم تُحلّ قضية فلسطين فلن يهنأ لنا عيش في هذه المنطقة، كما كان يكرر أبي دائماً هذا على مسامعنا وحتى تحرير فلسطين من مغتصبيها..

    وتخصصتُ في علم النفس وكان الأطفال اهتمامي الأول وخاصة أطفال الحرب: الحرب الأهلية في لبنان والأطفال ضحايا الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وخاصة جنوبه… وكانت مجزرة قانا عام 1996 بداية العمل الميداني في مستوصفات الصحة النفسية في مدينتي النبطية وصور وقرى المنطقة.. ومع حرب تموز 2006 توسّعت دائرة العدوان الإسرائيلي لتشمل الوطن بأكمله، وكان علينا واجب الإحاطة ومعالجة إضطرابات ما بعد الصدمة والتي طالت الشرائح العمرية كافة وبدرجات متفاوتة… ومع الإنتصار الذي حقّقته حرب تموز بالرغم من كل الدمار الذي طال بُنى الوطن، كانت هناك إنعكاسات  لهذه الحرب على النفوس وتفاوتت الأعراض ما بين الخفيفة والشديدة وساهمت جلسات العلاج النفسي والدعم النفس- اجتماعي والأنشطة التفريغية في الحدّ من هذه الأعراض، وتمت متابعة الأطفال في مدارسهم ومنازلهم للأخذ بيدهم ومساعدتهم على تخطي أزماتهم العالقة للمضيّ قُدُماً في مشوار الحياة…

  ومع حرب غزّة اليوم، نعاود إستذكار كل لحظات الحروب التي عايشناها ولكن هول المجازر هنا مختلف فالحرب هنا حرب إبادة بإمتياز…أسمع الجميع يقول: لا اريد أن اسمع، لم يعد بمقدوري أن أرى ما يُعرض على الشاشات ولكن لا، يجب ان نسمع وأن نرى ما يُرتَكب بحق أهالينا المُحاصرين، بحق النسوة والعُجّز والأطفال، فما يجري يفوق القدرة على التحمل والرؤيا والمتابعة، فيما أهل الداخل تتقاذفهم كرات الموت من كل حدب وصوب، لا سقف يحميهم ولا يد تنتشلهم من تحت الأنقاض، لا ماء، لا كهرباء، لا دواء، لا غذاء، لا ملجأ بل كمٌّ هائلٌ من القذائف المحمومة والصواريخ المشروعة وغير المشروعة دولياً والخيار واحد: الموت او الموت…

     تعالوا نستعرض معاً بعضاً من هذه الصور التي أضحت تملأ الذاكرة القريبة والبعيدة ولنبدأ مع هذه الطفلة الظاهرة على دعوة ندوتنا هذه ، هي ليست مُصابة ووحهها ليس ملطّخاً بالدماء ولكنها تقف على الأنقاض وترنو بتلك النظرة الحزينة، الخائفة والمتعالية معاً، تبحث عن الأمان ، هي تنادي الآخر، الآخر المنقذ تُرى اين هو؟ وهل هو موجود فعلآ؟

وهذا الطفل الصغير الذي فقد القدرة على الكلام ، أُصيب بالحُبسة نتيجة الصدمة، لم يصدق أنه لا يزال على قيد الحياة، انه خائف ويرتجف من اعلى رأسه الى أخمص قدميه، حاول المسعف تهدئته لينفجر لاحقاً بالبكاء مطلقا العنان لكل الرعب الذي بداخله.وهذا الطفل الذي يقف على رأس أخيه الأصغر الذي يحتضر جرّاء اصابته، ويلقّنه الشهادة وهو فخور بذلك…ربّاه ما أصعب ذلك فكيف يودع أخيه على هذه الصورة؟؟؟ وتلك العائلات التي تقتنص اوقات الهدنة لتكتب على السواعد اسماء اطفالها خشية فقدان هويتهم  حين يتحولون إلى أشلاء وارقام ويصعب حينها التعرف عليهم ودفنهم معاً..بداية لم استوعب ولم اصدق كيف يفعلون ذلك وهم فرحون بان هذه الحيلة ستجمعهم لا محالة… وكيف ننسى كيف كان اطفال الصهاينة يكتبون اسماءهم على الصواريخ التي ستُدكُّ بها غزة كهدايا موت لأطفال تلك المدينة الصابرة…وهذا الطفل الذي ينقذ قطته وتلك الطفلة التي تبحث عن دميتها تحت الأنقاض.. يلحقون البراءة كي يقتلونها بأيّ ثمن… وهذه الأم يسحب الممرض من بين يديها طفلها الذي مات لكي تهتم بالآخر الجريح، وهذا الأب الطبيب الذي يلقى ابنه في عداد الأموات في مشرحة المستشفى…

    صورٌ، صورٌ، صور تُدمي القلوب ويعجز العقل عن عقلنتها والقبول بها، ولكنها ستحفر في ذاكرتنا الفردية والجماعية ليتم استحضارها لاحقاً بشكل او بآخر.

وذاك الطفل الذي سُئل:” شو بتحلم تصير بس تكبر؟” نظر الطفل إلى سائله نظرات ملؤها الذكاء مجيباً: ” إحنا أبنكبرش، إحنا بيطخونا قبل ما نكبر” يا آلهي على هذا الرد من فم طفل لا يستطيع ان يحلم بالغد، وأن يكبر مثل غيره من الأطفال وأن يسير بمراحل النمو كما تقتضي الطبيعة البشرية، ولكنه فهم بحدسه وذكائه ان ايامه وسنينه ربما تكون معدودة فقط لأنه على الهوية فلسطيني.

وهذا المراسل الصحفي الذي فقد عدداً من أفراد عائلته، أخذ إجازة دفن فيها أحبابه الموتى ثم عاد إلى عمله لينقل رسائل عن أحوال الذين لا يزالون على قيد الحياة

وتلك الطفلة التي أطلق عليها اهلها اسم بيروت بعد تفجير المرفأ إستشهدت هي ايضاً فتعانقت غزة وبيروت...كيف لنا ان نستوعب كل هذا؟ نحن المسمّرون على شاشات التلفزة ومنصّات التواصل الإجتماعي نتابع موتهم ، هي مجزرة، محرقة، إبادة ونحن عاجزون عن فعل ايّ شيء … يهربون، يبحثون عن فسحة حياة فتغتالهم يد القتل والغدر بشتى أشكال الهمجية والغطرسة وجرائم الحرب التي يعاقب عليها قانون الأرض والسماء.

     ويريدوننا ان نسكت، ان نغضّ النظر، ان نقبل بأمرهم الواقع… العالم معهم، الأنظمة معهم العربية والغربية، مواقع التواصل ممسوكة من أسيادهم، يغلقون حسابات البعض ويهددون البعض الآخر، يلفّقون الأكاذيب، ينعتوننا بالحيوانات البشرية ،يقتلون الشعب الفلسطيني بالآلاف ولكن ما همّ، فلسطين لن تزول، فهي أمة ولآّدة وأطفالها أقوياء، أقوياء، أقوياء

     هو طوفان الأقصى، نعم، ولكنه ايضاً طوفان كل النفوس المقهورة، التي عانت الظلم والتنكيل والموت والأسر على مدى سبعة عقود واكثر، فما بعد 7 تشرين الأول 2023 ليس كما قبله، فالزمن قد تغيّر والنبض الفلسطيني قد تغير، ما عاد يصدق كل المعاهدات، كل الوساطات ولا يؤمن بكل المفاوضات التي لم تفضي إلا الى المزيد من الآحتلال واقتطاع الأرض وبناء المستوطنات على حساب أهل الأرض الأصليين.شعب مقهورعلى مدى كل هذه الأعوام لا بدّ وان يصل الى عتبة الإنفجارالتي تحرّره من كل ما هو مكبوت وتخلع عنه عباءة السكوت والرضوخ عن كل ما هو لا معقول، وما عاد بالإمكان القبول بكل هذه الضغوط وبكل هذا التعنت وتضييق الخناق. في علم النفس عندما يتجاوز الفرد“عتبة الإنفجار” النفسية تظهر الأعراض المرضية عليه ويصبح بحاجة إلى المتابعة والعلاج النفسي، اما الشعب الفلسطيني وبالأخص شعب غزة ومن شدة القهر كان عارضه “طوفان الأ قصى” فقد طفح الكيل وبات على العالم أجمع ان يعرف بمدى الظلم والقهر الكبير والصبر اللا محدود…

     لسنا دعاة حرب بل نحن أصحاب حق، نحن اهل الأرض ومفاتيح منازلنا هناك لا تزال في جيوبنا، فأعيدوننا اليها، حاولنا بالسلم والتفاوض لم ينفع فوقعت الحرب… لسنا هواة إفتعال الحروب والمعارك، فنحن نعلم ما هي آثار وانعكاسات الحروب على البشر والحجر معاً، الحجر قد يُعاد بناؤه وترميمه، اما ترميم النفس فيحتاج الكثير الكثير…فكيف يمكن للأهل ان ينسوا خسارة ابنائهم؟ وكيف يمكن للأطفال، إن بقوا على قيد الحياة ان يتابعوا المسيرة بعد فقدان الأهل والأحبة والبيت والمدرسة وترك المكان؟ كيف يمكن للذاكرة ان تنسى وهل ننسى؟

     ستضع الحرب أوزارها يوماً وستكتشف أهوال النتائج، وسيكثر الحديث عن الدعم النفسي لأهالي المناطق المنكوبة والضحايا والأطفال والأيتام والمعاقين… العمل على ذلك سيكون طويلاً ومضنياً ومعالجة صدمات الحروب تستدعي تضافر جهود العاملين كافة في هذا المجال: الأطباء النفسيون، المعالجون النفسيون،المنشّطون، العاملون في كل قطاعات الخدمة الإجتماعية كي تطال جميع الشرائح العمرية التي تضررت: اطفال، مراهقون، شباب ومسنون…الخسائر حتما كبيرة على وقع جرائم العصر هذه التي لا تُغتفر، نسمع ان جنود الإحتلال يفرون من الخدمة العسكرية وأنهم ينتحرون او يحاولون ذلك نتيجة الصدمات الناتجة عن حروبهم وأنهم يشنقون أنفسهم ايضا، هي الإنعكاسات النفسية على اعدائنا الذين اضحوا يطالبون بالمساندة والدعم النفسي والإنقاذ..هو العدو- المحتل ينوء تحت ضغط أزمات جنوده النفسية فماذا عن ضحايانا نحن؟؟ أثبت الشعب الفلسطيني بصموده البطولي الجبار أن مشروعه الوجودي أهم من كل التضحيات وأن تحرير الأرض والبقاء في الوطن تهون في سبيله دماء الأهل والأبناء، هوالأيمان بالقضية وبقدسية الأراضي يهوّن من حدة الصدمات ويعزّز الصلابة النفسية للمزيد من المقاومة والصمود… ولكن للحرب خسائرها وآثارها تُحفر في النفس وتتراكم عبر الأجيال فحياة واحدة لا تكفي لتخطي كل ذلك ربما…

    بعد عدوان  تموز2006 على لبنان وأثناء متابعتي النفسية للعديد من الحالات ، كنت فعلا اتفاجأ بتلك الصلابة والمرونة النفسية- هذا المصطلح الذي ذاع صيته لدى العديد من الذين فقدوا أبناءهم وارزاقهم والذين حافظوا على صمودهم النفسي والإستمرار في الحياة، فالنصر بدحر العدو والإيمان بعقيدة الجهاد وتقبّل الشهادة في سبيل الوطن كانت تشكل مدماكاً نفسياً منيعاً للمواجهة والبقاء…وهكذا أيضاً وبشكل أقوى ما نراه في غزة ولدى الشعب الفلسطيني، فغريزة الحياة والبقاء والذود عن الأرض والأصل ومقاومة الظلم وجبروت الإحتلال ومحاولة الإستمرار من جيل الى جيل يهون أمام كل التضحيات وكيفما كان تصورها، وصدقوني كلما أشاهد هذه البسالة والشجاعة واسمع صوت فيروز ينادي: الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع، أحسّ بأنّ قدميّ قد وطأتا أرض فلسطين…

  ولكن من الجهة الأخرى ايضا كيف نداوي جروحات الأطفال  والنساء، عذابات التهجير والترحال ، فقدان الأب- السند وصورة البطل في الأذهان، كيف نتعامل مع كل هذه الصور البربرية التي اختزنتها العين والذاكرة وسوف تحفر عميقا في النفس والجسد دون أن تستطيع في الكثير من الأحيان إيجاد قنوات تفريغية لها ما لم تقدم لهم يد الدعم والمساندة وبشكل عاجل وطارئ…

      طفولة ممهورة بشتى أشكال العذابات والإجرام تُرى كيف ستكون صورة المستقبل لديها؟ بِمن ستتماهى وكيف؟ وكيف ستدير إوالياتها الدفاعية؟؟؟

أطفال الحجارة، أطفال الإنتفاضة ، أطفال غزة  أقبّلُ أياديكم وأقدامكم وأمسح دموعي.

        لسنا دعاة حرب وموت ودمار، بل نحن نحب الحياة إذا استطعنا اليها سبيلا، ولكن إذا سُدّت الطرق في وجوهنا وحوصرنا وشُرّدنا ونُكّل بنا وبأطفالنا، فلا حلّ لنا سوى القتال والمقاومة والإستشهاد، فلن نترك أرضنا لترحيل آخر بل سوف تضمنا أراضينا في مقابر جماعية تشهد على التصاقنا بها واختيارنا الموت على ايّ حل يبعدنا عن تراب الوطن…

طفولة غزة المضرّجة بالدماء، الميّتمة، المقهورة،المصدومة، المذعورة، التي تُقصف دون هوادة وتُسرق منها سنواتها وبراءتها كيف لها ان تستقيم امورها؟ حين انظر اليهم، إلى الدموع المخنوقة في عيونهم، إلى الفزع المعشعش في ثنايا نفوسهم، الى صرخاتهم التي تبحث عن الأمن والأمان،تسقط كل المفاهيم والمصطلحات النفسية امام عتبة دمائهم ودموعهم: الصلابة، المرونة النفسية، اضطراب ما بعد الصدمة، نمو ما بعد الصدمة وغيرها من المفاهيم التي تفرغ من محتواها امام معاناة هؤلاء الأطفال.. اعتقد اننا ومع مشاهدات الحرب على اطفال غزة اصبحنا بحاجة إلى  تعزيز معجم مصطلحات علم النفس بمفاهيم على تماس مع جرائم الحرب التي ترتكب وإسقاطاتها النفسية الشديدة الوطأة.

        ما بعد 7 تشرين الأول 2023 ليس كما قبل هذا التاريخ، وطوفان الأقصى سيكون علامة فارقة في تاريخ المنطقة المعاصر، علامة على صمود وشراسة واستبسال شعب حوصر من كل الجهات حتى الموت، دافع بأشلاء اطفاله وأكفانهم عن حقهم بالبقاء في أرضهم…

      محرقة، مذبحة، ملحمة، إبادة شعب على مرأى من العالم أجمع ومن تخاذل معظم الأنظمة العربية والغربية، أوَ  لم يكن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على صواب عندما قال:

             لا لا مفر

    سقط القناع عن القناع، سقط القناع

لا اخوة لك يا أخي،لا اصدقاء يا صديقي، لا قلاع

لا الماء عندك، لا الدواء، ولا السماء

ولا الدماء ولا الشراع

ولا الأمام ولا الوراء

                          حاصر حصارك لا مفر…

ملاحظة

  هذه الكلمة القتها الاستاذة  الدكتورة بهاء يحيي في الندوة التي نظمها المعهد العالي للدكتوراه والاداب والعلوم  الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية تحت عنوا: الحرب على غزة والصدامات النفسية، قراءة في مشاهد وصور القتل والدمار والتهجير. 

شاهد أيضاً

“ابن” أم كلثوم الذى لا يعرفه أحد..

  بعد وفاة أم كلثوم أجرت مجلة الموعد حوار مع “عادل” اللى كتبت عنه المجلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *