تعلمت متأخراً

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

أنّه لا يوجد صديق صادق وصدوق هذه الأيام.
أصبح الصّديق شعاراً نتفوّه به أو خيالاً نتوهّمه أو ظلّاً يتربّص بنا…
صرت أبحث عن صديقٍ كمن يبحث عن إبرة وسط القش، تُرى لماذا تغيّرت الأحوال وتبدّلت القيم والمبادىء والأخلاق؟
كان الأُوَل يفخرون بأنّ لهم أصدقاء أوفياء لذلك أطلقوا مقولتهم، رُبّ أخٍ لك لم تلده أمّك.. أما اليوم ما لنا إلّا أن نقول، احذر صديقك فأنت لا تعرف ما يخبىء لك من نوايا ..
ألصداقة صخرة قوية، لا تُحطّمها إلا مطرقة الغدر. إحذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة. لا تَخَف من غدر الأعداء، بل إحذر من غدر الأصدقاء، فإنه أقوى، وأصعب. إعرف حقيقة الصديق من أفعاله، وليس من كثرة أقواله.
نتحدّث عن عصرنا دون أن نبكي على الأطلال، صار عصرُنا يفتقد الصديق الصّادق الصّدوق.
يبدو أنّ الجفاء والخيانة ونكران الجميل وعدم كتم الأسرار هي التي تفسد الودّ بين الأصدقاء وتُشعل نار الفتنة بين الأخلّاء.
ما أحلى الصراحة بين صديقين أو زوجين أو بين الأبناء والآباء والأمهات، فهي التي تجعل البيت آمنا والصحبة قائمة والعدل بائنًا، هي التي تبني المجتمع على أسس من الأخلاق الرفيعة
أين الصديق؟ أين الصدوق؟ أين صادق الوعد يا أهل الحق؟
ألا يوجد في هذا الزمان صديق؟
تخيل أن تبني أحدهم وهو يهدّك.
ربما يوجد ولكن يجب أن نبحث عنه كما نبحث في القشيش، لا نجده في هذا الزمن الرشيق، الأمر عسير وما هو بيسير.
ولكن الذي يحدث أحيانا عندما تتكلم بصراحة، وتعتقد أنها أفضل شيء في الحياة، تصطدم بموقف من تصارحه من الأصدقاء، فإذا ذكرت له عيبه كأنك لطمته على خدّه فيتلوّن وجهه، وقد يقصيك من قائمة أصدقائه لأنك لم تعد مرغوبًا لديه، وأنت تشعر أنك خسرت صديقا كان في وقت إلى جانبك يساندك ويحكي لك ما تجيش به نفسه..
نصيحتي لك لا تثق بأحد، فهذا الزمان أصبح عجيباُ.
وتذكّر دائماً أنّ الصديق الخائن ليس إلا عدوّ ماكر.
هل هناك صديق للبيع حتى أشتريه ..

شاهد أيضاً

مطر: “مبروك لفريق “⁧‫النجمة‬⁩” العريق رفعه كأس بطولة ⁧‫الدوري اللبناني‬⁩

‏كتب النائب ايهاب مطر على منصة” اكس “:”مبروك لفريق “⁧‫النجمة‬⁩” العريق رفعه كأس بطولة ⁧‫الدوري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *