ألدبلوماسية هل هي الحل؟

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

تتكاثر التحديات عبر التواصل الاجتماعي وتتكاثر التحليلات لخطاب السيد منهم من يرى الحكمة في خطابه ومنهم من يستخف بما قاله ويعتبره ضعفاً لم يكونوا يتوقعونه منه..
ألسقف بين المقاومة وإسرائيل صار أكثر ارتفاعاً من ذي قبل. لم يعد الحديث عن تدمير مبانٍ مقابل مبنى، أو مطار مقابل مطار، بل انتقل إلى العيار الأثقل في العقل الحربي.. ألوضع في غزة بات خارج القدرة على توصيفه، في ظلّ حرب الدّمار الشّامل التي تشنّها إسرائيل على المدنيين في القطاع.
فالتصعيد بات بوتيرة عالية من القصف الجوّي والصّاروخي المجنون المغطّى بأوسع دعم غربي معزّز بمقولة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وبأساطيل في البحر، وبشحنات هائلة من السلاح والذخائر لتمكينها من الصعود إلى السقف العالي الذي رفعته في بداية الحرب بسحق حركة «حماس». وأمّا النتيجة فالأحياء السكنية تباد، ومستشفيات ومراكز صحية تسوّى بالأرض، وآلاف البيوت وعشرات دور العبادة ركام يتكوّم فوق ركام، والأرواح المدنيّة تُزهق بالمئات والجرحى بالآلاف ومشرّدون بمئات الآلاف من دون حد أدنى من مقومات الحياة والخدمات الأساسية.
لا يموت الناس في غزة من القصف فحسب، بل سيموت العديد من الأشخاص قريباً أيضاً جراء تداعيات الحصار المفروض على القطاع..
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ هذه الحرب مستمرّة بوتيرتها ما فوق العنيفة على قطاع غزة، والمستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية ما زالت تتحدّث عن حربٍ طويلة، وبالتالي لا يمكن التكهن بنهاية وشيكة لها، وخصوصا أنّ إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ما تعتبره إنجازًا في الميدان العسكري بحجم عملية «حماس» في مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الجاري. وهو الأمر الذي من شأنه أن يُبقي باب الاحتمالات مشرّعاً على مصراعيه في ظل إعلان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني عن مفاجآت ليس في إمكان أحد أن يتصورها.
ألدمار الذي حصل في غزة يشبه قنبلة هيروشيما وهذا ما أتخوف منه لو حصل في لبنان بعدما تمّ تهديدنا من قبل وزير الدفاع الاسرائيلي اليوم ..
فحزب الله يخوض حالياً حرب استنزافٍ مع الكيان الإسرائيلي ما يضطره إلى توزيع قوته النارية بين الجبهة الشمالية وقطاع غزة، بدلاً من أن تبقى محصورة بالأخيرة، والفرصة ما زالت مؤاتية للوصول إلى تسوية تبدأ من غزة.
من سيدعمنا لو حصلت الحرب؟
من سيبني لبنان من جديد إذا دُمّر كما هو متوقع؟
هل الدول العربية على استعداد لدفع المليارات للإصلاح مقابل الدمار المتوقع؟ بالطبع لا.
هل الدول الغربية والمجتمع الدولي ستقف إلى جانبنا بحال تمّ إدخالنا في هذه الحرب؟ بالطبع لا.
إذًا ما هو الحل؟
فالظروف التي يمر بها لبنان حالياً غير تلك التي كانت قائمة إبان اندلاع حرب تموز عام 2006..
ألحل الدبلوماسي هو أفضل الحلول إذا تمّ التوافق عليه قبل أن ندخل في حربٍ مرعبة ومدمرة نحن بغنى عنها.
والفرصة ما زالت مؤاتية لتغليب الحلول الدبلوماسية على الحلول العسكرية التي تضع المنطقة برمّتها على شفير الهاوية.
هل نحن مستعدون للحرب ام للحل الدبلوماسي ؟

شاهد أيضاً

أدونيس يحصد «جائزة جوان مارغريت للشعر» في إسبانيا

تقديراً لجهده التجديدي الذي أحدثه في الشعر العربي، حصد الشاعر السوري أدونيس (علي أحمد سعيد) …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *