تعدد الألوان وسحر الوحدة..

بقلم الروائية راوية المصري

في ملتقى الورق ، تتكون لوحة فنية من بستان الزهر . تختلط جميع الوانه بشجون القصيدة، وتتداخل أغصانه بتلك الأفكار العميقة التي تبث الروحانية والسكينة في أرجاء القلب .

كل بتلة تروي جزءًا وكل منهم لها طابعها الخاص وسحرها المنفرد. تتراقص الوانها التي تروي حكايا الحب الكامنة، تنثر عبيرها الفواح وتخترق أعماق الوجدان عاليًا في سماء الحلم والتأمل، تتعلق أرواح متراقصة بين الأسطر، نشعر بنبض قلوبهم الحميمة. وترابط يملأ كل زاوية.

ويبقى اللون الأبيض يتفوق على جميع الألوان .

هل تعلمون لماذا؟

لأنه يحتوي جميع الأزهار على اختلاف الوانهم ، واشكالهم ، وروائحهم .. كما تنعكس ألوان القوس القزح من أشعة الشمس ..
القوس قزح يتألف من ألوان ساحرة تتكون بفضل انكسار أشعة الشمس عبر قطرات الماء في الجو.

الورد الابيض ينطق بصمت، المُحب يرى فيه أبعادًا جميلة جدًا فائقة الروعة، يشعر بالاستسلام لنغمات الكلمات الصامتة ، وتملأ سراديب الوجدان بأعمق المفردات والمعاني.

الأيام تمضي والأحداث تتلاحم، وفي كل لحظة يسرق الزمان منا شيئًا، لكن هناك شيئًا لا يسرقه الزمان أبدًا، هو الصداقة الحقيقية. إنها تظل قوية كالجبال العاتية ورقيقة كالوردة الفاتنة.

فأنتم الذين يتدفق من قلوبكم وارواحكم تلك التدفقات الجميلة التي تمس كل الألوان في طياتها، كما تتفتح الورود البيضاء و تنشر عبقها العذب، وتعكس روعتها الرقيقة ومعانيها العميقة، التي تأخذنا إلى عالم يزدان بألوان الحب والتفاؤل والجمال.

وتسطر بحبرها الذهبي حروف تحملنا بكلماتها إلى سماء الوجدان والروح السماوية، ولتستمر أوراق الورد الأبيض في تراقصها الجميل على نسمات الصداقة العميقة.

احبكم جميعا…