تأثيرات ” طوفان الأقصى” في الوعي السني …والعلة ! 1من2

بقلم // جهاد أيوب

ما يزعج إمبراطورية الإرهاب أميركا والمستعمر الغربي أن “طوفان الأقصى” في غزة الفلسطينية صنع نهضة جديدة بالعمق الفكري في الشارع العربي الإسلامي وبالتحديد عند شباب أهل السنة، قد لا يظهر جلياً في الوقت الحاضر، ويتطلب المزيد من الوقت ليظهر كلياً لكنه اليوم يتبلور في فكر شباب الجماعة بسرعة فائقة ولأسباب كثيرة، منها داخلي ذاتي ومنها بصري وخارجي، ووصلت شرارة هذا التبلور إلى الشباب الغربي رغم ما صنعه الإعلام الدجال هناك!
يهمنا الآن ما وصل إلى شبابنا في منطقتنا خارج ما خططوا له خلال سنوات مع تآمر الحكام العرب والمسلمين وولي الأمر في لعبهم على عقل الطائفة السنية بعد إرضاء هذا العقل بكذبة “الربيع العربي”، والنتيجة تبعية خانقة لأميركا، وتقبل إسرائيل النازية كواقع، وإخراج فكرة فلسطين محتلة، وتخدير شعوب عربية بغالبية سنية عبر الهائها بالفن والأكل والسياحة والبحث عن عمل وكيفية تجميع الدولارات!
اللعب على عقل الجماعة السنية كان هدفاً اساسياً في مشروع تقوية ولاية أميركا النازية في فلسطين المحتلة، وجعلها من صميم المنطقة والمشاريع الغربية في الشرق الاوسط، وقد تعمقت هذه الفكرة لتغزوا عقول الشباب السني بعد انتصارات المقاومة اللبنانية في حرب تموز، هذه الحرب ونصرها زرعت النهضة الشبابية وزرعا بذور بأن مشروع زوال إسرائيل قد بدأ، لذلك كانت حركة البسيكيلوك النفسي لتغيير انشغالات الشباب واولوياتهم الحياتية والفكرية، وكيفية التعامل مع القضايا المصيرية، وطُلب من حكام العرب خاصة اصحاب ثقافة ” طال عمرك” ثورة بيضاء على الدين، والتقاليد والعادات، ورفض صورة الحياة المتبعة، والهرولة إلى المدنية الأميركية بكل تناقضاتها انطلاقاً من السعودية حيث ولد فيها الإسلام كجغرافيا ومكان وليس كفلسفة وعمق فكري ..وهذا ما حُقق حتى الآن!
أميركا أدركت من اليوم الأول لمعركة ” طوفان الأقصى” والتي أصبحت حرباً أن إسرائيل هُزمت، ومشروعها الوظائفي في المنطقة آخذ بالأفول وولى، وما أخافها أكثر سرعة تواصل شعوب العالم مع الحدث، ونزول المتظاهرين في الدول الغربية وبغالبيتهم من الشباب إلى الشارع ضد إسرائيل النازية وضد سياسة دولهم وكشف جريمة إعلامهم!
قد لا نعول ولا تعول أميركا على تظاهرات العرب والمسلمين في بلادهم خاصة المطبعين منهم، وغالبية هذه الدول نظامها ينتمي إلى الجماعة السنية، وهي من الأساس وبعد كذبة الربيع العربي التي صنعتها أميركا، طلبت من النظام العربي والإسلامي سيما ممن يدور في فلكها، طلبت منهم أن يسمحوا بالتظاهر، وباستخدام الصوت حتى يفرغوا شحنات التعبيرات الاستنكارية، وبالطبع دعوهم يصرخون وأنتم من ثم تتحكمون بما نرسم لكم في سياسة البلاد، المهم أنهم تظاهروا، وشتموا واحرقوا علم أميركا وإسرائيل، والعجيب السفير الإسرائيلي من على شرفته يبتسم لهم ويلوح بيده، ومن ثم يذهبون إلى بيوتم لمشاهدة نشرات أخبار دولتهم والمسلسلات التركية مع وجبة عشاء دسمة وافتعال فعل التكاثر ولا علاقة لنا ولبلدنا بما يحدث في الخارج!
في الغرب، هذه التظاهرات دلالاتها مختلفة كلياً عن تظاهرات العرب، واخطرها أن الشباب لم يعد يصدق كذبة إعلامه، وغير مقتنع بما يسوقه من فبركات الضحية إسرائيل، أصبح يختار منصاته، وأيضاً كشف إجرام الصهاينة وإرهابهم وتأمر حكومات بلاده معهم، وهذا سيستمر معه طويلاً، وسينعكس في صناديق الانتخابات وبكيفية اختيار من سيمثلهم!
في السابق صدق الشارع الغربي كذبة الكيان، وشاخ هذا الشارع على ما اعتقده، الصورة اليوم اختلفت فالشباب كشف حقيقة مغايرة، وقد تستمر معه هذه الحقيقة طويلاً، وهو اليوم تمكن من متابعة إعلام معاكس عن إعلامه، والتواصل الاجتماعي سهل له اكتشاف عورات ما لديه من دجل سياسة إعلان وإعلام بلاده، وبالطبع، وكما ذكرنا سينعكس اختياره في صناديق الانتخابات المقبلة، وسيقوم بمناقشة فعلية لفكرة إن كان الغربي ينتمي إلى الحضارة الإنسانية!
ورغم تجاوزنا الشهر على حركة ” طوفان الأقصى”والحرب الأميركية الغربية الصهيونية والاعرابية على غزة في فلسطين، ورغم قدرة عدونا الكبيرة بسيطرته الواضحة على الإعلام العالمي الا انه لم يكن بمقدوره إيجاد تظاهرة واحدة تؤيد إسرائيل، يعني شبابهم لا يثق بإعلامهم، وهذا يتطلب قراءة مسؤولة للشباب في القريب العاجل !
نعم نجحت أميركا في اللعب على عقل اصحاب فوبيا الاسلام، وجهزت لذلك منصات إعلامية ممولة عربياً ومنها خليجية بالتحديد، وقامت بتوظيف رجال دين غير ملمين بالدين، وسوقت في البرامج الفضائية متطرفين سنة، وذلك لمنع الوعي السني ولا ينعكس على صناعة القائد لأن السنة في العالم الإسلامي أمة، والباقي طوائف، ونجحت في اللعب، واشركت النظام في منع الوعي، وخلقت لهم عدوهم من طينتهم غير إسرائيل أي عدوهم هو الشيعي( كان على الفكر الإسلامي أن يتخطى الاشكاليات العقائدية لتصبح تنويرية، لكن غالبية علماء المسلمين اخفقوا بذلك، ويتحملون نار رماد هذه العلة التي تنبه إليها الإمام الخميني فطالب بإسبوع الوحدة)…إنها العلة!

شاهد أيضاً

لغز توابيت السيرابيوم

أحد الألغاز التي تثير فضول علماء الأرض بشكل كبير هو لغز توابيت السيرابيوم، حيث يحتوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *