خاطرة….

راوية المصري..

عندما نبحث في سماء الحياة، نجد هناك أولئك الذين يحلقون عاليًا ويسعون إلى تحقيق أهدافهم بإصرار وتصميم. هؤلاء هم الرؤساء والمفكرين والفنانين والرواد الذين يستمرون في الطيران باتجاه أحلامهم وتطلعاتهم. هم الذين يختارون أن يرفعوا رؤوسهم نحو السماء ويبنوا جسورهم بين النجاح والتحدي.

لكن هذه القصة ليست محكومة على الجميع. هناك الكثيرون الذين يبحثون عن أقصى انخراط في حياتهم، ينجذبون بشدة إلى تلك الأرواح الجامحة التي ترتفع عاليًا في سماء الإنجازات. يلتفتون بإعجاب ودهشة إلى هؤلاء الأشخاص الذين يجسدون النجاح والتميز.

ولكن هنا تأتي الصدمة، فبينما يحلق البعض بسهولة نحو آفاق جديدة، يجد الآخرون أنفسهم يصارعون في محاولة للبقاء في الهواء. هم أولئك الذين يبحثون عن وسيلة للتحليق عاليًا، ولكنهم يشعرون بوزن الجاذبية يجرهم إلى أسفل.

هنا يظهر الاختلاف في مهمة الإنسان بين الوصول إلى القمة والحفاظ على الاتزان.
الذين يحلقون عاليًا يعلمون أنه لا يمكنهم أن يلتفتوا باستمرار إلى الوراء. لديهم آفاق وأهداف تحتاج إلى تحقيقها، وهم يفهمون أن الانغماس في تفاصيل حياتهم قد يجعلهم يفقدون اتجاههم.

في المقابل، هناك من لا يستطيع التخلي عن الارتباط بالأمور اليومية الملموسة. إنهم يعيشون بمثابة الجسم الذي لا يمكن أن يترك الأرض. قد يكون هذا بسبب الالتزامات العائلية أو الظروف الشخصية، ولكنهم يعيشون بلا أدنى شك في العالم الواقعي.

لذا، نرى هنا تصادم بين الأرواح الطائرة والمتمسكة بالأرض، وكل منهما يحمل معانٍ وتحديات خاصة به. يجب أن نفهم أن هناك جمال في هذا التضارب، وأن كل فرد يجلب قيمة خاصة إلى العالم.
ومن كل ذلك نجد من يحلقون عاليًا ولكنهم ليسو كالنسور فهولاء يحلقون بذل ومهانه ولن يكونوا نسورا ابدا لانهم خلقوا غربانًا..

شاهد أيضاً

ترامب يرحب بـ”الإنتصار الكبير”!

رحّب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بـ”انتصار كبير” للديمقراطية، بعد قرار المحكمة العليا في الولايات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *