اختتام فعاليات المعرض الأول للصناعات الغذائية والمونة البيتية في مقر مطرانية سيدة النجاة في مدينة زحلة

 

ابراهيم: “بلد بحجم لبنان شاغل العالم لكن كلهم يجتمعوا ضده، وزمن الإستعمار على انواعه يعود الى العالم وهناك استعمار مالي، وسياسي، وثقافي”

اختتمت فعاليات المعرض الأول للصناعات الغذائية والمونة البيتية، الذي اقيم في مقر مطرانية سيدة النجاة في مدينة زحلة، برعاية مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، وتنظيم ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب ، وبحضور رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، المطران ابراهيم ابراهيم، النائب السابق شانت جنجنيان، القاضي عماد الأتات، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، المهندس وسيم رياشي، رجل الأعمال هيكل العتل، وعدد كبير من رؤساء الأديار والكهنة والعارضين والمدعوين.

بداية الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني وقوفا”،ثم كلمة ترحيبية مارون البلعة ،ثم القى رئيس “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” الدكتور رامي اللقيس ،كلمة اعرب فيها عن سروره بنجاح المعرض بشكل كبير ، وتطرق الى اهمية الشراكة كمفهوم من اهداف التنمية المستدامة 2030،

ثم تحدث المطران ابراهيم فقال في كلمة القاها
:”نشكر تعاون الجميع ونعلن عن التحضير لإقامة معرض دائم للمنتوجات البيتية ومصنع دائم لها،
خصوصًا اننا نعيش زمن تحدٍ، تحدٍ لكل شيء يريد ان يهدّمنا وان يحجّمنا وان يمنعنا من الحياة الكريمة، ويمنعنا من التقدم ومن العيش الحرّ المنتج، العيش في البحبوحة التي هي علامة من علامات رضى الله على الإنسان ، ومن الصعب جداً ان نعرف ان بلداً بحجم لبنان شاغل العالم لكي يجتمعوا كلّهم ضده مع الأسف، لكن هذا هو الواقع، لأن زمن الإستعمار على انواعه يعود الى العالم: استعمار مالي، استعمار سياسي، استعمار ثقافي، استعمار لا يوصف سوى بأنه فاسد الى اقصى حد لأنه يبيع الإنسان بحجة حماية الإنسان، يبيع الناس بحجة كرامة الناس، ويبيع حرّيتهم بحجة الديمقراطيات في حين ان من يدّعون الديمقراطيات يمثّلون في العمل حقيقةً ديكتاتوريات لا تريد للشعوب الصغيرة ان تتنفس.”

واضاف ابراهيم:”هذا العمل الصغير الذي قمنا به هو دليل على اننا شعب قرر الا يركع، نريد ان نعيش وان نبتدع الحرية ونخلقها من جديد في نفوس الناس، ونعيد تكوين الكرامة التي لم تضِع منا لكن علينا ان نتعلم ان نعيد لها بهاءها وجمالها. لذلك لدينا اليوم مسؤولون على عدة مستويات، منهم من يعمل لخير البلد وموجودين معنا اليوم، عنيت به المدير العام المميز جداً لويس لحود المحبوب والنشيط ، ولدينا مبدع انطلق من الصفر وبنى مؤسسة خلال 25 سنة، لمست الإنسان وزرعت في قلبه الشفاء وما زالت تعمل لكي تعيد له الكفاءة الموجودة في داخله والعمل على انمائها والإعتماد عليها كقوة داخلية معطاة من الخالق لكل انسان، وهي شعلة لا تنطفئ جعلت من الرحابنة ان يقولوا بصوت فيروز ” بعلبك انا شمعة على دراجك”، ونحن كلنا في هذا الوطن شموع على دراج بعلبك، وادراج بعلبك هي ادراج زحلة، وعواميد بعلبك مزروعة في زحلة وفي قلوب الزحليين والبقاعيين، وممنوع على اي احد في هذا الوطن ان يفرقنا، ممنوع على اي قوة ان تبعدنا عن بعضنا البعض، سنبقى عائلة واحدة كما عشنا في اليومين الفائتين مع بعضنا البعض، وقد باركنا الرب بطقس جميل وبأشخاص لديهم كمية من الكرم ننحني امامها بكل تقدير واكرام، ورأينا ملقاهم الماسي، فاذا كانت البضاعة التي انتجتها ايديهم الكريمة من ذهب فبسمتهم كانت من الماس، ومحبتهم لم تكن خفية على احد، لذلك المائدة حافلة وكريمة، وفي صلاتنا في احد القيامة نقول مع القديس يوحنا الذهبي الفم ” هلموا فإن المائدة حافلة” وبحسب ايماننا المائدة هي قربانة صغيرة نرتقي من خلالها الى مستوى التأله، والإنسان هو اله صغير، وكما يقول الآباء في ايماننا المسيحي ان الله صار انساناً لكي يصير الإنسان الهاً، وانا اعتقد انه مهما استطعنا ان نخلق الهاً على حجم تطلعاتنا فهذا لن يغير شيئاً في جوهر الله الذي هو اب الجميع وخالق الجميع وهو فوق الجميع وللجميع، اله واحد ينظر الينا كأبناء وكعيال الله، كأحباء واصدقاء، وهو القائل ” اتيت لكي تكون لهم الحياة وان تكون لهم بوفرة.”

واردف ابراهيم:” اشكر الدكتور اللقيس الذي من خلال اللقاءات معه اكتشفت ان لديه عمل اجتماعي وفكر وعقل مستنير ولديه صوفيّة نستطيع ان نتعلم منها، وهذا امر احييه في شخص الدكتور اللقيس الذين لم يسمعوا كلمته في حفل افتتاح المعرض عليهم مراجعتها لأنها تشكل دستوراً، بكل معنى الكلمة، للعمل الإجتماعي المجبول بالإنسانية والنظرة الإيجابية التي ترفع الإنسان ولا تقلل من قيمته. ونحن نؤمن بكل العارضين في هذا المعرض، نؤمن بكل الأيادي المباركة التي عملت وتعبت وانتجت، لذلك انا ادعو من موقعي وبإمكانياتي المحدودة، وامكانياتي هي الناس التي احبها، الى قيام معرض دائم للصناعة الغذائية والمونة، وان يكون الى جانبه مصنع دائم للإنتاج، لكي لا تختلط الأمور على الوزارات ولا نضطر للحصول على الف رخصة، سيكون المعرض مجانياً والمصنع مجانياً ايضاً لكل الذين يختارون ان يعيشوا من تعبهم ومن عرق جبينهم، والا يكون هناك احد يفرض عليهم عقوبات مهما كانت حتى لو كانت دولاً كبرى، ممنوع ان يعاقبنا احد فالعقوبات ليست لنا، العقوبات هي للذين يتنازلون عن انسانيتهم وضميرهم ويحاولوا فرضها على غيرهم.”

وختم ابراهيم:” اشكركم جداً واطلب من الرب ان يبارككم وان يبارك كل المبادرات التي يمكن ان تساعد لبنان على النهوض من جديد، لأن مصير لبنان هو الحياة وليس الموت. “

ثم تحدث المهندس لويس لحود فالقى كلمة تناول فيها أهمية اقامة هذا المعرض الانتاجي ودور وزارة الزراعة في دعم المزارعين اللبنانيين في تسويق انتاجهم في لبنان والخارج

وفي الختام اقيم عشاء قروي

رسالة شكر

من جهة اخرى ،وجه المطران ابراهيم، رسالة شكر الى كل من ساهم في انجاح المعرض الأول للصناعات الغذائية والمونة البيتية الذي اقيم في مطرانية سيدة النجاة في مدينة زحلة ،وجاء في رسالته :”من صميم القلب اتوجه بجزيل الشكر لكل من ساهم من قريب او بعيد في انجاح المعرض الأول للصناعات الغذائية والمونة البيتية في مطرانية سيدة النجاة في مدينة زحلة ، فالشكر الأول والأخير هو للرب الإله يسوع المسيح الذي بارك الحدث منذ انطلاقته وحتى اختتامه بشفاعة والدته الفائقة القداسة مريم الدائمة البتولية، سيدة النجاة، والشكر موصول الى ابن الكنيسة وابن الأبرشية وابن زحلة مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود على رعايته المعرض، فهو الغيور على مصالح المزارعين والمنتجين وعل مصلحة زحلة واهلها. الشكر ايضاً لرئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس وفريق العمل، فقد اثبتوا حقاً انهم يؤمنون بالشراكة والمواطنية الحقة، وكما قلت سابقاً فالدكتور رامي يملك في شخصيته صوفية نستطيع جميعاً ان نتعلم منها.”

واضاف ابراهيم:”شكري الخالص الى كل المنتجين العارضين الذي آمنوا بالمشروع وعرضوا منتجاتهم بكل اندفاع، اما زوار المعرض فلهم التحيات والشكر لأنهم لم يأتوا فقط للتسوق والشراء بل لأنهم آمنوا بالفكرة وبتشجيع المنتج اللبناني.
الشكر الكبير لكل وسائل الإعلام من مرئية ومسموعة ومقرؤة التي رافقت وغطّت فاعليات المعرض، فقد قامت برسالتها في ايصال الخبر الصحيح للناس وعكست الصورة الحقيقية والهدف من اقامة المعرض واوصلتها الى اقاصي المسكونة ،الى كل فرق العمل في المطرانية ووزارة الزراعة خالص محبتي فقد كانوا الجنود المجهولين المساهمين في السهر على انجاح هذه الخطوة المباركة”.

وتابع ابراهيم:”كان الهدف الرئيسي من اقامة المعرض دعم المنتجين الصغار ومساعدتهم على تسويق انتاجهم والحمدلله وفقنا بذلك وشكّلنا جميعاً في اليومين الماضيين عائلة متكاتفة، متضامنة، لا تنتظر مبادرات من احد، تتكل على امكاناتها للصمود، واثبتنا للجميع اننا شعب يصنع من الضعف قوّة.
الى اللقاء في معرض قادم ومشاريع قادمة ببركة سيدة النجاة. “

شاهد أيضاً

نهيان بن مبارك: تعزيز الإبداع لدى الشباب يضمن مستقبلاً مشرقاً

استقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، اليوم الأربعاء، في أبوظبي، وفد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *