قي ظل محرقة الاطفال والنساء في غزة: هل من أفق لإستنهاض الحالة القومية العربية…!

*نواف الزرو
[email protected]

نعتقد ان المؤسسة الصهيونية بكافة عناوينها الأمنية العسكرية والسياسية، وبكافة امتداداتها الداخلية والخارجية، وصولا إلى لوبياتها المتنفذة في الولايات المتحدة واوروبا، لن تتوقف في يوم من الأيام ابدا، عن مهماتها الاستراتيجية الرامية فلسطينيا الى تهميش وتفكيك وشطب القضية الفلسطينية عن كل الاجندات، والرامية عربيا الى تنظيف المنطقة العربية ممن يسمونها هم: عناصر القوة العربية المتنوعة -مثل الوحدة العربية والعلم والتعليم والتكنولوجيا والقوة العسكرية وغيرها، مضافا إليها عشرات العناصر الاخرى المتفرعة عنها، في كافة الحقول، وذلك في إطار صراع يعتبرونه وجوديا وجذريا-إما نحن وإما هم-، وهذا ما يعيدنا ربما على نحو عاجل، الى المربع الاول للصراع مع المشروع الصهيوني، بوصفه صراع وجود وبقاء، ما يستدعي ان تستيقظ الامة على نحو متجدد وحقيقي، للخروج من أحوالها وحروبها-داحس والغبراء- الراهنة، نحو آفاق جديدة، وأن تعمل على إعادة ترتيب أوراقها وقدراتها وأجنداتها السياسية والاستراتيجية تعيد الى قمتها فلسطين البوصلة، والصراع مع المشروع الصهيوني كأولوية عاجلة عاجلة…؟!
واليوم وفي ظل المحرقة الصهيونية المفتوحة للاطفال ونساء غزة وعلى ارضية الانتفاضات الشعبية العربية العارمة تضامنا مع فلسطين نؤكد:إن فلسطين فلسطينتحتاج اكثر من اي وفت مضى الى استنهاض عاجل للمشروع العربي النهضوي الحضاري الوحدوي التحرري الذي كان حمله ووطنه في الوعي القومي العربي الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وهذا لن يكون الا باستنفار كافة القوى العروبية الحية الحقيقية في العالم العربي، فقد اصبح واضحا تماما ان الحروب الامريكية الصهيونية على الامة العربية كانت وما تزال تستهدف كسر وتحطيم المشروع والفكر القومي العربي بصيغته الناصرية وتحويله الى مشاريع طائفية ومذهبية متحاربة لا تقوم لها قائمة في مواجهتهم.
ولذلك يبقى السؤال الكبير على كل الاجندات:
في ظل حالة الانهيار الشامل للمناعة والامن القومي العربي:
هل من أفق لإستنهاض الحالة القومية العربية باعتبارها المخرج الوحيد للأمة….؟!
بالتاكيد ليس لنا كأمة من مخرج من هذا الخراب إلا باستنهاض المشروع القومي العربي التحرري وتبقى الكرة هنا في ملعب كل العروبيين على امتداد المساحة العربية…!

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *