ألم يحن الوقت بعد؟

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

عندما سقطت الدولة العثمانية، وعُقد مؤتمر سان ريمون الذي كرّس الاستعمار الغربي ولكن بوجهٍ لطيف سُمي آنذاك بالانتداب، كان لبنان من ضمن حصّة فرنسا، وكانت فرنسا عندما تولت إدارة لبنان في زمن جمهوريتها الثالثة، وهذه الجمهورية عكست بطبيعة الحال روحها على الدستور اللبناني.
في عام 1925 كان ميشال شيحا في لجنة قوامها 13 عضوًا مكلفة بإعداد القانون الأساسي للدستور اللبناني، وفي سنة 1926 شارك إلى جانب بترو طراد وعمر الداعوق في لجنة ثلاثية أوكلت إليها مهمّة وضع مسوَّدة للدستور تحت إشراف فرنسي يليها المسوَّدة النهائية فقد أدخل عليها تعديلات، بمبادرة من ميشال شيحا صاحب الفكر الكبير والرؤية الاستباقية والوطنية المجردة عن كل هوى، بوجوب وجود سلطة قوية وثابتة ممثلة بشخص رئيس الجمهورية، كما أورد في الدستور مادة لعدم جواز تجديد ولاية رئيس الجمهورية، عند انقضاء مدة ولايته. وهذا ما لم نتمكن من الحفاظ عليه في الطائف (1989)  ونحن نعاني اليوم من هذه البدعة التي تمخض عنها فكر قادة الطوائف في لبنان وهي ” إرساء نظام حكم بثلاثة رؤوس، خلافًا لكل منطق إداري ونظام بيولوجي”. وفي 23 أيار 1926 أعلن هنري دي جوفنيل عن إبرام الدستور اللبناني، وبمجيء العام 1930 دخل الدستور اللبناني حيز التنفيذ، وبقينا متمسّكين به مع تعديله في الطائف حسب رغبة زعماء المليشيات …
من المعروف أنّ رئيس الجمهورية يُنتخب بالإقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب وهذا ما لم يحصل لأكثر من مرة وتكرر الفراغ عند نهاية ولاية الرئيس وكله تحت غطاء الدستور .
وعندما يقبض رئيس الجمهورية على أزمة الحكم يحلف أمام البرلمان يمين الإخلاص للأمة والدستور(مادة 50).
ألم يحن الوقت ليحلف الرئيس الجديد يمينه أمام الشعب الذي هو خادم له..
ألم يحن الوقت ليكون للبنان استقلاله ودستوره الجديد بعيداً عن الطائفية؟ لبنان ذاك الوطن الذي يعاني اليوم من تفسّخٍ في نسيجه الاجتماعي بعد مروره بصداماتٍ سياسية أدت إلى حروبٍ أهلية وتجاذباتٍ في اللعبة السياسية، وبقيت تلك التشنجات حاضرة وبقوة حتى مكنّت السلطة السياسية القائمة  من البقاء في الحكم حتى يومنا هذا، وحوّلت لبنان إلى مزرعة خاصة بهم يتصرفون بها كيفما يشاؤون وتناسوا أنّ هذا الوطن هو مهد الحضارات والأديان!
ألم يحن الوقت للبنان ليستضيف العالم كمركز عالمي للحوار تسكنه المحبة والسلام بدلاً من الحروب والفقر والدمار؟
ألم يحن الوقت ليختار الشعب رئيسه؟
الم يحن الوقت التحرر من احتلال الميليشيات والزعامات الفاسدة للوطن؟
ألم يحن الوقت ليكون لدينا رئيس للبلاد منتخب من الشعب و‏هو على رأس السلطة التي تمثل الدولة أمام بقية العالم…”بالعربي المشبرح أن لا يكون رجل كرسي…”
ألدستور الجديد هو مطلب أساسي لمجتمع مدني يسعى إلى التغيير .
الم يحن الوقت ان نعيش في وطن؟

شاهد أيضاً

توقيع اتفاقية تعاون بين الشبكة العربيه للإبداع والابتكار والجامعة الأمريكية في الإمارات

وقعت الشبكة العربية للإبداع والابتكار والجامعة الأمريكية في الإمارات في مقر الأخيرة اتفاقية تعاون مشترك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *