ألولايات المتحدة الأميركية تَتَقَهقَر على الساحة الدولية وصورتها أصبحت سوداء قاتمة ممهورة بدماء الأطفال، وروسيا وإيران يتصدران الواجهة السياسية والعسكرية والإقتصادية في مواجهتها،

كَتَبَ إسماعيل النجار

 

المشهد الدولي يتَبَدَّل قطعاً وواشنطن تتراجع خطوات كثيرة وكبيرة إلى الوراء في ملفات حقوق الإنسان وصَون الحريات والعدالة التي تتَبَجَح بِهم، كما سَجَلَت تراجعاً سياسياً كبيراً في ملفات كثيرة بدأت بعضها بالحصار وبعضها الآخر بالدم وآخرها الذي لم ينتهي جرائم حرب غَزَّة والإبادة الجماعية والتطهير العِرقي الذي تمارسها آلة الحرب الصهيونية الأميركية الصنع بدعم ودفع وتحريض من واشنطن واضح وعلني وبمباركَة (عربية) رأس حربتها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كوهين العرَب،
في أوكرانيا مصنع الفايروسات الصهيوأميركية سَعَرَت واشنطن نيران الحرب ضد روسيا وانهزمت ولا زال بسببها الشعب الأوكراني يدفع الثمن، وفي سوريا تَتَلقى الضربات اليومية المؤلمة وستنهزم، وفي العراق إنهزمَت سابقاً واليوم تسجل هزيمة أخرى على يد ابطال المقاومة الإسلامية والفصائل الجهادية الذين أدموها في كل أماكن تموضعها، أما في اليمن حَدِّث ولا حَرَج لقد سُحِقَ الأميركيين بالأقدام إلى جانب حلفائهم من الأوروبيين والأعراب، هذا كُلَّهُ ولديهم منظمات دولية تدَعي حماية حقوق الإنسان وصَون الحريات ومجلس أمن يفصل بالنزاعات ومحكمة جرائم حرب دولية، لكن جميعها تتعطَل وتنشَل وتصبح عمياء وبكماء عندما يتعلق الأمر بالفظاعات التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين وسوريا،
هذا العالم المتشدق بما ذكرت لَم يتخذ موقفاً حازماً بهذا الشكل والقسوَة ضد داعش التي مزقت الأرض وقضت على الحَرث والنسل ووأدت الاطفال ونبشت القبور وهدمت دور العبادة،
واليوم داعش هذه هَبَّت لنصرة إسرائيل فأصدرت البيانات وهددت حركة حماس وذبحت مواطناً مصرياً بحجة مساعدة المقاومة الفلسطينية بتهريب السلاح!
بكل الأحوال أميركا رأس حربة أفعال الشيطان وعقله المُدَبِر لكل الخراب والحروب،
وغَزَّة كانت البركان الذي إنفجَرَ بوجهها وسيطيح فيها وبالأنظمة العربية اللصيقه بحدود فلسطين، اليوم يبحث الأميركي عن طوق نجاة ليلقي بهِ للكيان الغاصب لكي يخرج من بين الامواج التي تتلاطمه، فهوَ لم يجروء أن يُقدِم على مغامرة بريَة في غزة والمقاومون متربصون بهِ يتشوقون لحظات اللقاء وعندما جَبُنَ ولم يُقدم خرجوا إليه ضفادعاً بشرية ومظليين إلى قاعدة زيكيم فأذاقوه مُر الموت والطعان الذي لم ينسى طَعمَه منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣،
قطر الدولة الصغيرة الصديق الحنون لتل ابيب وبوابتها الخلفية نحو زورق النجاة من خلال المفاوضات والمساومات سارعَت بجلابيتها وقطرتها وعقالها لتتصل بإيران وحماس من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرىَ، وطرحَت الدوحَة مسودة اتفاق على الفريقين الإيراني الفلسطيني بإنتظار الجواب عليها في الساعات القليلة القادمة، علَّها تكون مدخلاً لإنهاء الحرب التي ذهبَ ضحيتها أكثر من سبعة الآف شهيد فلسطيني وأكثر من عشرين ألف جريح جُلَّهم بحال الخطر وظروفهم الصحية حرُجَة للغاية،
ارتعبت واشنطن من صواريخ اليمن ومُسيراته التي دَكَّت وبلا رحمة سفينته الحربية في البحر الأحمر وقصفت ميناء إيلات وتل أبيب رغم التصدي لها أميركياً وسعودياً وصهيونياً، أيضاً بايدن إرتعَبَ من تطور الوضع العسكري في العراق وسوريا ضد قواته، فرفَعَ الصوت وأرسل الرسائل للإيرانيين عارضاً عليهم وقف الحرب في غزة مقابل وقف القصف والعمليات العسكرية على مواقع قواته، فكان الرد الإيراني نحنُ لا نمون على مطلقي الصواريخ وليس لنا أي علاقة بهم،
الجميع يريد أن يتملَّص من ما أرتكبته إسرائيل من فظائع وجرائم، والناطق بإسم جيش الإحتلال يبرر قصف المستشفيات في غزة بحفر حماس أنفاق تحتها! وعندما يبدأ العدو الصهيوني بالتبرير فهذا معناه أن الضغوطات الدولية سِرَّاً عليه بلغت أقصاها وخصوصاً أن الرأي العام الدولي أصبح يصب لغير صالح دعايات الكيان،
تل أبيب ترفض وقف القصف والدمار وتريد حلاً تحت النار والعربان يتسابقون لتلبية ما تريد بينما لم يبقى للمقاومة شيء لتخسره، فبعد كل هذا الكَم من الدمار وأعداد الشهداء والجرحى يجب التعاطي مع المفاوضات بانتباه عالي ويقظة وحِرَفية، ويجب أن لا تُصدَّق وعود العدو،
نحن لا نريد ان نعلم حركة المقاومة حماس ما يجب أن تفعله ولكن يجب ان لا تقبل باقل من إعادة الإعمار وفك الحصار قبل التبادل وإلَّا ستستعيد تل ابيب أسراها بالثمن الذي تحدده هي وستفرض على غزة حصاراً مميتاً للغاية وتمنع إعادة الإعمار ويتم تشريد نصف السكان الغزاويين،

بيروت في….
28/10/2023

شاهد أيضاً

علامة خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية: “هدفنا الإضاءة على حجم الدمار البشع في الجنوب”

عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين جلسة، برئاسة النائب الدكتور فادي علامة وحضور الأعضاء وسفراء ورؤساء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *