القى خطبة الجمعة، تحت عنوان “فلسطين النصر مع الصبر والفرج مع الكرب”،

 

اللحام: “القلب لينفطر بهول ما نسمع من أخبار عن المجازر وشلالات الدم التي تتوالى كل يوم على أهل قطاع غزة والضفة من نساء وأطفال ومسنين، ورأينا ماذا يحصل في جنوب لبنان الغالي من قتل واعتداءات”

…:”نجار إلى الله سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب عن أهل فلسطين وغزة والضفة ووطننا لبنان”

القى رئيس “الرابطة العالمية لقدامى وطلاب الأزهر الشريف” ،في لبنان، ألبروفسور الاستاذ الشيخ الدكتور طارق اللحام، خطبة الجمعة من منبر احد المساجد في القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية ،بحضور حشد من الشخصيات الاسلامية والدينية والثقافية والاجتماعية، وعدد من خريجي الازهر الشريف وحشد من المؤمنين

وجاء في تفاصيل خطبة الجمعة التي القاها الشيخ اللحام تحت عنوان
:”فلسطين النصر مع الصبر والفرج مع الكرب”، فقال:”الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا شبيه له ولا مثيل له مهما تصورت ببالك فالله بخلالف ذلك ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه وحبيبه وخليله أرسله الله بالهدى ودين الحق هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا فهدى الله به الأمة وكشف به الغمة وأخرج الناس من الظلمات إلى النور فجزاه الله خير ما جزى نبيًا عن أمته”.

واضاف اللحام:”اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم القائل في كتابه الكريم: {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} سورة الزمر. قال الحافظ ابن الجوزي في “زاد المسير” أي يُعطونَ عطاءً كثيرًا أوسع من أن يُحسب وأعظم من أن يُحاط به لا على قدر أعمالهم”.
وقال سبحانه: { واصبر وما صبرك إلا بالله} سورة النحل. والمراد أن الصابر لا يتمكن من الصبر إلا بعون الله، وقال تعالى: {إن الله مع الصابرين} سورة الأنفال، وقد تكرر في كتاب الله التنبيه على فضل الصبر وأهميته لشدة الحاجة إلى الصبر، وعظيم شأنه.”

وتابع اللحام:”عن عبد الله ين عبَّاسٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن” رواه الحاكم في المستدرك”.

وقال اللحام:”معشر الإخوة ،يعلم كل فرد منا بلا أدنى شك أن الدنيا دارُ بلاء ومصائبَ وأنّها لا تصفوا لأحدٍ، بل ولا تدوم لأحدٍ على حال واحد، وقد علّمنا حبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه أنّ النصر للعبد يكون بعون الله تعالى مع الصبر، والصبر هو حبس النفس وقهرها على مكروهٍ تتحمّله أو لذيذٍ تفارقه، وما أحوجنا اليوم إلى مغالبة أنفسنا لتستقيم على تقوى الله عز وجلَّ خاصة ونحن نشهد ما يصيب أمتنا من شتّى أنواع البلاء الشديد، وإزاء ذلك أيضا تحتاج إن نذكر بضرورة التعاضد والتعاون والتكاتف لنكون كالجسد الواحد عملًا بما أرشد إليه نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي قال: “كثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا استكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى” “

واضاف اللحام :”متفقٌ عليه. ونؤكد الدعوة إلى مواساة بعضنا البعض في هذه الأيام العصيبة، التي اشتد فيها الكرب على العباد والبلاد، فوليس كل منا أرحامه وأهله وأحبته، ليواس تاغني الفقير، وليواس كلٌ إخوانه بما يستطيع، فإن المحن كثيرة، والبلاء يزداد يومًا بعد يوم، ومع كل ما نزل وينزل فإن نفس المؤمن تتفائل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:”واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا، واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن”، فالصبر طريق النصر هو مفتاح الفرج، الفرج وهو الخروج من الغم والكرب، والمراد أن الكرب والشدة لا يدومان، ولا بد من الخلاص من المحنة، وهذا كتاب الله ينبهنا مرة بعد مرة:{فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا} سورة الشرح، والمؤمن يتوقع البلاء كل حينٍ ويتوقع الرخاء أيضًا كل حينٍ فيجعل من الحزن صبرًا ومن الفرح شكرًا فيكون على خير الحالين”.

واوضح اللحام :”عن صهيبٍ بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كلّه له خيرٌ وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” رواه مسلم.”

واضاف اللحام:”لإخوة الإيمان نقول في هذه الآونة وإزاء ما يجري وما نشهده من ظلمٍ بغيضٍ وإرهابٍ بشعٍ وتقتيلٍ وتدميرٍ وطمسٍ للحقائق على يد أعداء الأمة في فلسطين الصابرة، فلسطين التي لأجلها ذرفت العيون ولتربتها حنت القلوب، فلسطين الأرض المقدسة، ومسرى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلسطين الأرض المباركة بنص القرءان الكريم، قال الله عزّ وجل:{إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، فلسطين أرض الأنبياء والمرسلين.”

وتابع اللحام:”إخوة الإيمان، إن القلب لينفطر بهول ما نسمع من أخبار عن المجازر وشلالات الدم التي تتوالى كل يوم على أهل قطاع غزة والضفة من نساء وأطفال ومسنين، وها قد رأينا ماذا يحصل في جنوب لبناننا الغالي من قتل واعتداءات صباح مساء،وإننا نجار إلى الله سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب عن أهل فلسطين وغزة والضفة ووطننا لبنان، إنه على كل شيء قدير، هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.”

 

الخطبة الثانية

واضاف اللحام :”إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى إخوانه النبيين والمرسلين. ورضي الله عن أمهات المؤمنين وءال البيت الطاهرين وعن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن الأئمة المهتدين أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وعن الأولياء والصالحين أما بعد عباد الله فإنّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم فاتقوه ،أما بعد عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله وبالثبات على الإسلام، فمن أراد السلامة والنجّاة ومن أراد الفوز ومن أراد النصر فعليه بالإسلام وعليه بتقوى الله في السرّ والعلن.”

واضاف اللحام:”إخوة الإيمان يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}. إننا ندعوكم اليوم وفي كل صلاة من الصلوات الخمس اعتبارًا من اليوم، ومع هذه المصاب الجلل والبلية العظيمة والنازلة المستمرة بأهلنا في فلسطين في الضفة وغزة، وكذلك في وطننا لبنان إلى الدعاء في الركعة الأخيرة من كل صلاة جهرًا في الركعة الأخيرة، عقب الرفع من الركوع ولو كانت الصلاة سرية مع تأمين المأمومين، ونبدأ بذلك اليوم في جمعتنا هذه إن شاء الله، فإن دعوت فأمنوا رحمكم الله.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله العظيم يثبكم واشكروه يزدكم،واستغفروه يغفر لكم، واتقوه يجعل لكم من أمركم مخرجا، قوموا لصلاتكم رحمكم الله، وأقم الصلاة”

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *