*” إيران و انا … مسألة تتطلب إيضاحا !! ” ( ايلول ٢٠٢١ )

كتب العربي المصري الاستاذ : أحمد العسكري

*_ لعلنى لم اتصور انني سأجد نفسى مضطرا _ ذات يوم _ للكتابه فى هذا الموضوع ! … و ذلك يرجع لإعتقادى المطلق بأن مصادقة ايران هو الموقف الطبيعى الذى لا يحتاج شرحا ! و لا يستدعى تفسيرا ! … فى حين ان معاداتها عباره عن كسر مقصود لمنطق الاشياء ! …و اغفال متعمد لتأثير الجغرافيا ! …و تناسى خطير لوقائع التاريخ ! ..و لكنى تحت سيف التساؤلات قررت الكتابه ليس تبريرا لرأى اؤمن به _ اقتناعا _ دون الاصرار عليه_ عنادا _ !! و لكن بالاساس لكى تكون افكارى كلها واضحه بلا ظلال تعيق رؤية الملامح ! و من غير مواربه تخفى حقيقة النوايا ..!!*

*_ اننى دوما ما اردد عبارة اراها كاشفة بأكثر من اللازم لحقيقة موقفى و هى 《 ان انتمائى العاطفى كله لمصر الا ان ولائى العقلى كله لايران !.. و هى عبارة تحتاج توضيحاً فقيمة اى موقف لا تكمن فى علانه بل فى تأصيله! وهذا ما سوف اشرحه فيما هو قادم من نقاط :

*١)  من المؤكد ان تأييدى لايران لا يرجع لسبب ( عرقى) فأنا لست فارسيا يبحث عن بقايا ” المدائن ” ! او يحن إلى قصور ” كسرى”! .. كما انه من المستحيل ان يكون السبب “مذهبيا”… فأنا بكل وضوح لست شيعياً ارفع شعارات “الولايه” يوم الغدير ! … ثم.ألوح براية “الثارات” فى ذكرى كربلاء ! .. و ان كان هذا لا ينفي تقديري لحضارة فارس ! و شغفي بتاريخ الشيعه..! .*

*٢) اننى من المؤمنين بأن توصيف الصراع بيننا و بين اسرائيل عباره عن صدام حول الوجود وليس نزاع على الحدود ! … وبالتالى لا بد ان ينتهي بفناء طرف و بقاء آخر ! و اليقيني ان العالم العربي  اكبر من ان يتم ابتلاعه ! كما ان الشعب الفلسطينى اعمق من ان يكتمل اقتلاعه! .. و هذا معناه ان (.ازالة ) اسرائيل حتمية مهما بدا الهدف اليوم بعيداً و صعباً ! … فإسرائيل كما هو معروف تستند في بقاءها على قوة السلاح و ليس على شرعية القبول ! …و السلاح وحده لا يضمن مستقبلاً ! و لا يصون وطناً!… لانه قادر على فرض الامر الواقع فقط بغض النظر عن اتساقه مع حقائق التاريخ واحكام القانون! و ذلك الواقع متغير فمثلما لم يكن حاضراً بالامس! قد لا يكون موجودا غدا !! … و لقد قالها بوضوح المفكر اليهودى الشهير ( يورى افنيرى ) بكتابه Israel without zionism 《 لا بد ان تطل اسرائيل على الماضى لتعرف انه لا يوجد.كيان راهن على القوة وحدها الا انتهى و تبخر من فوق الخرائط!!*

*٣) ان الرئيس السادات قرر فى لحظة ما ان حرب اكتوبر تشرين ١٩٧٣ هى آخر الحروب مع اسرائيل!!… ثم سار وحده على طريق طويل و موحش نحو السلام المنفرد.. و هذا ما كانت تريده “تل افيف ” بالضبط منذ البداية و اقصد 《 عزل مصر عن الشام !》 و لقد تحقق ذلك _ جغرافيا _ عام ١٩٤٨ بنيران البنادق ! ثم اكتمل _ سياسياً _ عام ١٩٧٩ بأوهام السلام !!! .*

*٤) ان اللحظة التى خرجت فيها مصر من ميدان الصراع.. دخلت بها ايران الى حلبة المواجهة! ..لتوقد ضوءً كان قد انطفأ ! و تحيي املاً كان قد مات! … فأنا استطيع القول ان تأثير مشهد هبوط السادات (بمبادرته )على مطار بن غوريون! ..قد تلاشى بنزول الخمينى (بعمامته) على مطار مهر آباد!!! … فى المشهد الاول كانت مصر تدخل عصر ” الغيبة ” ! و بالثانى كانت ايران تبدأ زمن ” العوده ” ..!! .

*٥) لقد استندت شرعية الثورة الاسلامية على انها اطاحت بشاه ايران 《 شرطى الولايات المتحدة  الامريكية بالمنطقة 》 على حد تعبير الرئيس كارتر للامبراطورية ( فرح ) بقصر ( نيافاران ) ليلة رأس السنه عام ١٩٧٧ حينما كان يراقصها تحت انعكاس الشموع! و على أنغام الموسيقى! … فكثيرون من أبناء جيلى لا يعرفون كيف كانت طبيعة العلاقه بين ايران من جانب و امريكا واسرائيل من جانب آخر ! و دعونى انقل لكم محضر جلسة بالكرياه بين جنرال ( عزرا وايزمان ) و جنرال ( حسن توفانيان ) لكى اعطى اشارة على شكل تلك العلاقات …*

*” جنرال وايزمان : اننى اريد ابلاغ الشاه عدة امور :*

*_ اسرائيل ترى ايران حليفها الاستراتيجى بالمنطقه*
*_ اسرائيل ستمد ايران بصواريخ ( ارض _ ارض ) بعيدة المدى!*
*_ اسرائيل ليست لديها مانع فى ان تضع ايران محتوى (ذرى ) على رؤوس الصواريخ !*

*بل سوف اذكركم ايضا بما قاله ممثل الموساد لسنوات طويلة فى طهران جنرال ( يعقوف نمرودى ) 《 سوف يأتى يوماً اروى ما فعلته تل افيف من اجل الشاه ! …صدقونى وقتها لن تشعروا بالمفاجأه ! و لكن سوف تصيبكم الصدمة!!!*

*٦) حينما اسقط ” آية الله الخمينى” نظام ( الطاووس ) واسس نظام ( الفقيه ) كان لا بد ان تستند سياسته الخارجية على امرين ..الاول : عداء كامل للولايات المتحده ! …

و الثانى : رفض شامل لاسرائيل !*

*لانه بغير ذلك ستتماثل المواقف و يتشابه الرجال ! … و تصبح الثو عبارة عن تغيير لأشخاص! و ليست تبديلا لسياسات ! .. ولهذا لم يكن غريباً ان يكون شعار الخمينى بالاساس 《 ال.م.وت لأمريكا !* .

*٧) طوال الاربعين سنة الماضية كان الهدف الرئيسى للولايات المتحدة و اسرائيل بهذه المنطقة هو اسقاط النظام القائم بايران … فى البداية حركوا ( صدام حسين ) و فشلوا ! … ثم راهنوا على العقوبات و اخفقوا ! .. ثم فكروا فى ضربة مباشرة و تراجعوا ! … لتتحول ايران مع الوقت إلى عقده مثل عقدة Gordyos ! بالاساطير الاغريقية حيث ان محاولة فكها خطر ! و قرار تركها أخطر ..!!*

*٨) ان ايران لم تكتفى طوال تلك العقود بمراكمة قوتها و تطوير قدراتها ..و لكنها نظرت إلى ما وراء الحدود ! لتؤيد و تسلح كل من كان مستعداً لمواجهة اسرائيل ..من ح 💎 الى “ح” الله … و من الحو..ثيين حتى الج.ها.د ! ..لتصبح صداعاً بعقل واشنطن وتل افيف ..صداع لا علاج له ! و لا حل معه !! .*

*_ ببساطه ان موقفي من إيران يرجع إلى انها تمارس الدور المصرى بالستينات و لكن بصوره اكثر وعياً و فهماً! و بطريقة اقل تهورا و اندفاعا! … حيث الوقوف ضد السياسة الامريكة! و ردع الغطرسة الاسرائيلية! و محاولة ايجاد توازن قوى بمنطقة شديدة الحساسية!!!.. ولهذا اتعجب بعد كل ذلك من سؤال 《 لماذا انت مع ايران ؟! 》

..بكل وضوح لأن عقلى و ضميرى لا يسمحا لى ان اكون 《 على ايران !*

!!!!!

شاهد أيضاً

نهيان بن مبارك: تعزيز الإبداع لدى الشباب يضمن مستقبلاً مشرقاً

استقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، اليوم الأربعاء، في أبوظبي، وفد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *