رسالة ثانية الى أنطون سعادة ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠

بعد رسالتي الأُولى مع مطلع العام والتي كنت قد توجهت فيها إليك بجملة عناوين مطولة – وهي غير مقالي الأسبق الذي كان تحت عنوان أنطونيو وجولييت وعن كتاب مذكرات الأمينة الأُولى للحب الخصيب والعقيدة ٠٠٠
ابدأ رسالي هذة من خواتيم الرسالة السابقة وما قلته أنت وبما معناه : ” إن حياة أي أمّة يلزمها مادة وروح ( أي مدرحية ) لكي تحيا وتستمر “٠٠
لا بل وأنا مقتنع كذلك بأن الفلسفات والأديان والعلوم والأفكار تحتاج ايضاً الى روح وجسد لتستمر وتحيا ٠٠٠
وكذلك ٠٠ وقد تشيخ كلها كما والأمّة ٠٠ وقد تموت إذا فقدت إحدى مكونات مدرحيتها أي روحها أو جسدها ٠٠ تماماً كالإنسان ٠٠٠
ولأن عقيدتك وأمّتك كذلك هي مدرحية أيها المعلم سعادة لذلك من واجب الجميع الحفاظ على شعاع النهضة والإستنهاص فيهما ليستمرا بالحياة ٠٠٠
ونلاحظ اليوم بأن معظم المدارس العقائدية تنازع أو هي في غرف الإنعاش !!..
وكأن حزبك كذلك وقد هرم هو الآخر ليتنازع إرثه ورثتك بالتبني ؟!. ٠٠
ويتصارع في شرقنا معظم ذوي القربى وأخوة النضال وأحفاد قابيل وهابيل من الوريد الى الوريد ٠٠٠
[وهنا لا أستطيع القفز فوق جريمة اغتيال عميد الشهداء محمد سليم – ليس فقط لما يعنيه لي شخصياً – وهي بالطبع لم تكن الجريمة الأولى ولا الأخيرة ٠٠ لكنها كانت الأكثر ايلاماً لا بل ورصاصة إضافية على صدر سعادة ]٠٠٠
وهل أمّة الهلال تداعت وتضعضعت ويحتضر الجسد و الروح لكي يستضعفها ويستبيحها اليوم القاصي والداني وكل متغطرس ؟!.
وأُقرّ بأنني كنت قد انضممت الى تساؤل كريمتك الدكتورة صفية (وهي بالمناسبة أعتقد أنها غير منتسبة حزبياً كما و أنا ) :
هل فشل الحزب السوري القومي الإجتماعي؟!.
وهي اليوم تطرح مشروع التيار السوراقي الذي تراه ونراه معها – وخاصة بعد كل هذة التطورات والتداعيات منذ غيابك – قد يكون أكثر قابلية للحياة وللنهوض المتدرج ٠٠٠
لا بل وأنا ذهبت أبعد من ذلك عندما ختمت رسالتي السابقة اليك بطرح فكرة واقتراح مشروع الإتحاد الفيدرالي المؤقت للهلال الخصيب ٠٠ وهي قناعة ما زلت أُقاربها ومنذ سنوات وتُقرّبني اليها أكثر كل هذة المستجدات ٠٠٠
واليوم ٠٠ ونحن نرى كل هذا الإستفراد بغزّة الذبيحة والذي هو ربما نموذجاً قد يؤدي الى تصفية كل القضية الفلسطينية ٠٠ ومع ذلك ما زال باقي الداخل الفلسطيني متكتف ( بحجة انه مكتف) ويتقاعس كما وكل حلقات ودوائر الحضن الخارجي المحيط والمفترض أنه معني ٠٠ بدءاً من دائرة الهلال الخصيب ثم العربي والإسلامي وليس انتهاءً بالرأي العام العالمي !!.
والسبب ٠٠ وكما يقال أحياناً للدلالة :
ان أكثر أصحاب الخطاب والقرار الذين هم في المسؤولية السياسية يبكون على الهريسة وليس على مظلومية الحسين !!.
فمعظمهم يفتش على مشروعه ومكاسبه ومصلحته وتحت عناوين وغطرسة قد تكون بالنسبة له مقدسة ولغيره متأبلسة او العكس !!. ويضع عناوين ويتفرد بما يراه هو مناسباً و دون التنسيق بالمبدأ والرؤية مع الآخرين ٠٠ عدا ما نراه من استعلاء وإستعداء للشركاء وكل محاولات الإلغاء !!. ٠٠
أين الحد الأنى من الإتفاق على مشروع سياسي يجمع ويوحد الهدف لينعكس ذلك دعماً للقرار وشراكة بالمسؤولية والتداعيات ؟!.
ويتفرّد الكثير بمشاريع غامضة للتغيير ٠٠٠
تحت شعارات تدغدغ جماهير التحرير ٠٠٠
لذلك العدو يستفرد بهم ٠٠ والمتقاعس يجد التبرير ٠٠٠
وما هكذا يا سعد تورد الإبل !!.
فيصبح المشروع غير مطابق ٠٠ ومواقف الشركاء لا ثقة !!.
وهل هناك مشروعاً أقرب الى التحقيق والتوفيق والتنفيذ ويناسب مشرقيتنا وقضاياها المصيرية ويواجه كل مشاريع استفرادنا وخطط تقسيم المقسم (وخاصة داخل أقطارنا ) أفضل من فكرة ومشروع أمّة الهلال الخصيب ؟!.
وكذلك لا بد من إرضاء وتطمين جميع المذاهب والمشارب والخصوصيات المستنفرة والمتناحرة في هذة الأمّة ٠٠
فالإتحاد الفيديرالي للهلال الخصيب المؤقت والمقترح هو قد يحفظ لكل طائفة ومنطقة خصوصيتها الإدارية وأحوالها الشخصية والمالية والإقتصادية مع جيش وشرطة محلية وسلطة ذاتية بما فيها مناطق أو عواصم عِلمانية أو مشتركة ٠٠.وتحفظ بذلك حقوق وخصوصية الأقليات من أكراد ويهود وشركس وغيرهم ٠٠
ثم يتشارك الجميع في المجالس والجيش وإلإدارة والحكم العام للسلطة الفيديرالية الجامعة والعادلة ٠٠٠
وللحديث تتمة ٠٠٠
وقد يكون المنشور القادم هو الأخير هذة السنة كالعادة من كل عام ٠٠٠
بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠٠
لبنان 26 – 10 – 2023 ٠٠٠

شاهد أيضاً

ورشات تدريبية للاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين للعاملين في قطاعات البناء والصناعات الغذائية والزراعة

عقدت الدورة الثانية من برنامج التدريب الذي بدأها الإتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *