عاجل، رسالة سرية من نتنياهو إلى نصر الله

إلى من صمد في وجهنا أكثر 30 عاما، وفي أزمنة وأماكن عديدة خرج منتصرا، أريد أن أقول لك التالي، ليس لاعترف لك بقوتك ولكن لأخبرك عن قوتنا:

نحن الذين حرقنا قلب إبراهيم عندما طردنا إسماعيل من أجل أن نبعده عن أرض كنعان، كما نزعنا بصر وقلب يعقوب حين رمينا يوسف بالبئر لنسود سلالته وتبقى لنا أرض الميعاد، حتى يسوع ابن الله الذي قال أنا ملك اليهود، صلبناه وقتلناه كي تبقى أرض كنعان لنا…

من أنت لتقف بوجهنا،

حاربنا محمد ومع اتباعنا حكنا المؤامرات ضد علي حتى قتلناه، ووضعنا السم لابنه البكر الحسن، ونحرنا ولده الحسين، لأنكم ورثة إسماعيل خوفا أن تطالبوا يوما بأرض كنعان.

هل تعتقد بأننا سوف نسمح لك أن تستعيد فلسطين أرض كنعان،

أنت مخطئ يا نصر الله، انظر إلى الكنيسة التي رفضت أن تكمل الحرب عنا لنسترد أرض كنعان من بين أيديكم بسبب تعاليم مسيحهم وإنجيلهم (التسامح والغفران)، انظر أين أصبحت بعد أن كانت تحكم العالم كله وهي الآمر الناهي من دوننا، إنها اليوم في أطراف إيطاليا، حتى إيطاليا هذه حولناها إلى بلد الجنس والأفلام الإباحية لنسقط قدسية المكان، ليس هذا فحسب بل طردنا المسيحيين أنفسهم من مهد ولادة المسيح، بأرض كنعان، وحولناهم إلى مجرد حجاج نستثمر إيمانهم.

هل أنت أكبر من الكنيسة ولما الكنيسة هل أنت أكبر من الخلافة الإسلامية التي أقيمت وفق ديانتكم ووحدة إلهكم وكتابكم ونبيكم ولغتكم، لقد اقتلعناها من الوجود، ومسحناها من الذاكرة، وسلخناها من أعماق الروح، وقسمناكم مذاهب وطوائف وشيعا وشعوبا متخلفة ومختلفة على النصوص ثم متخاصمة على الدين، وجعلناكم تقتلون بعضكم بعضا بفضل سمومنا وسوف تبقون إلى أن نبيدكم، عقابا لكم، لأنكم يوما ما حكمتم أرض كنعان.

لا أخفيك سرا فنحن الصهيونية، (ملاحظة، حتى استطعنا أن نقنع بعضكم بان هناك فرق بين اليهودية والصهيونية)، نستغرب صمودك ونبحث عن سر قوتك وأسباب إصرارك على قتالنا واستعادة أرض كنعان، التي أقول لك إنها أرض الميعاد وهي لنا، لقد غيرنا العالم كله لأجلها، قلبنا الدنيا جعلنا عاليها سافلها، فتتنا أوروبا وأسقطنا إمبراطورياتها، حتى إنجلترا العظمى التي خدمتنا بإخلاص قلصنا مساحتها من مملكة لا تغيب عنها الشمس إلى مجرد جزيرة لا تشرق عليها شمس، وأمريكا اليوم سوف تكون مثلهم غدا، جميعهم مجرد أدوات نستهلكها فقط من أجل أرض كنعان.

هل تعلم لماذا أخبرك كل هذه الأمور يا نصر الله فقط لتدرك قوة باسنا وسعة حيلتنا والدهاء المكنون بمكرنا، وقدرتنا على فن الإقناع والخداع، حتى أن وصلت رسالتي هذه إلى العالم كله من سيصدق حرف منها، ها أنت تخاطب كل الشعوب العربية والإسلامية بآيات القرآن وأحاديث محمد وتخبرهم عنا، أننا سوف نقتلهم ونسبي نساءهم ونغتصب أراضيهم ومع أننا نفعل ذلك يوميا وأمام أعينهم فهم لا يصدقونك ويصدقوننا.

ماذا تريد أن أخبرك بعد، حسنا أن ما نفعله هو أمر بسيط جدا، هو أمر شبيه بقصة وجود إبليس، نحن خلقنا داعش التي تقتل ذبحا وتحرق الناس وهم أحياء، علما بأنه لا يوجد قانون أو دين ولا حتى فكر يسمح بمثل هكذا معتقدات بل لو قتل مواطن مواطن آخر فإنه يعدم، ومع ذلك تجد الألوف من العرب وغيرهم، يتبعون داعش فقط لأننا زرعنا فيهم الكره ضدكم والحقد عليكم.

أما الحكام العرب انظر إليهم كيف يعيشون وشعوبهم كيف تعيش وتحيا، الحكام في قمة الثراء والبذخ، والشعوب في أسفل الحياة يموتون بسبب البؤس والحرمان والفقر والجوع، ليس هذا فحسب بل ينكل بهم ويمارس عليهم كل أنواع الظلم والاضطهاد، ومع ذلك يعبدون حكامهم، لقد أعميناهم يا نصر الله، خدرناهم مسحنا عقولهم غلفنا قلوبهم، حولناهم إلى (غوييم ) بهائم مثل ما ذكر في توراتنا جعلناهم وحوشا لا تبصر ولا تسمع، بل تفعل ما تدربت عليه.

لن أطيل عليك يا نصر الله نحن استعدينا للمعركة، فالأمور تسير كما خططنا لها حرفيا، فاليوم كل العالم معنا ضدكم، وأنت ومن معك لستم سوى ثلة قليلة، وللحقيقة أن وجودكم وعددكم يذكرنا بقصة إمامكم الحسين وعدد من كان معه، انظر إلى نفسك ومن معك أنكم تمرون بنفس التجربة والظروف، عقوبات مالية تفرض عليكم، حصارا اقتصاديا لأضعافكم وإفقاركم، حرمان مناطقكم من أقل مقومات الحياة، فلا كهرباء ولا ماء وللتاريخ كما أذكر أن أمامكم الحسين قطعت عنه المياه، ولا بحبوحة في مساحة الحياة، حتى المؤمنون بك نحن نستهدفهم ونسقطهم الواحد تلو الآخر، أما من هم حولكم فانظر إليهم كيف يردون جميل عظيم تضحياتكم.

حسن نصر الله، عندما نفكر ماذا فعلنا بالعالم كله، وكيف هزمناه من مشرقه إلى مغربه وأخضعناه لسيطرتنا وجعلناه تابعا لنا يأتمر بأوامرنا، وكيف صمدت أنت ومن معك وحققت بعض الانتصارات، نشعر بان هناك شيء خفي يحيط بك، وأحيانا كثيرة نبحث في سيرتكم أنتم سلالة محمد، فنشعر بالقشعريرة تسري في أجسادنا من قصة مهديكم هذا.

حسن نصر الله اختم رسالتي لأقول لك حقيقة إنك أقوى من كل جيوش العالم فالذي هزم العالم كله وعجز عن هزيمتك، يعني بإنك أنت نصر الله،

فاستعد يا نصر الله للمعركة الكبرى وسوف يكتب التاريخ إنها أعظم ملحمة حصلت في تاريخ الوجود.

هذه الرسالة هي بقلم ناجي أمهز كتبت ونشرت عام 2017 تحمل بين سطورها سردا تاريخيا لأسباب احتلال فلسطين وما جرى بالعالم والمتغير الذي صنعته المقاومة الإسلامية وقائدها سماحة السيد حسن نصر الله حفظه وهو أمر علينا أن نفهم مقدار عظمته ومن خلاله نختار ونقرر أين سوف نكون.

شاهد أيضاً

نهيان بن مبارك: تعزيز الإبداع لدى الشباب يضمن مستقبلاً مشرقاً

استقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، اليوم الأربعاء، في أبوظبي، وفد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *