بيوت رخيصة للايجار في هذه المناطق


زينب رمال

لا أنسى أيام حرب تموز ، ولكن “أخوتنا في الوطن” يذكروني أكثر بها في مواقفهم التي تتكررّ هذه المرة أيضاً.

فمنذ بدء الكلام عن احتمالية حرب، تجد اللبنانيين الذين يقطنون مناطق آمنة، يتباهون باستقبالهم أهل الجنوب خلال حرب تموز وكأن استقبالهم كان آنذاك دون مقابل!
إن أهل الجنوب في حرب تموز ٢٠٠٦، سكنوا في بيوت خارج مناطقهم مقابل مبالغ هائلة، وتضاعفت أسعار المواد الأساسية.
أما من لم تكن لديه القدرة للاستئجار ، فقد تآوى في صف مدرسة، أو موقف سيارات لمجمع تجاري.

لكن هذه المرة، المواقف أكثر غرابة وبعيدة كل البعد عن الوطنية. فبعد تطور الأحداث الأمنية في جنوب لبنان، ومن أجل البحث عن الأمان، لجأ سكان الشريط الحدودي إلى استئجار بيوت في مناطق أكثر أماناً من المنطقة الحدودية.
ومنذ بداية الأحداث، شهدنا تصريحات من سكان بعض المناطق ترفض بوضوح استقبال الجنوبيين وهؤلاء أحرار بآرائهم. أما البعض الآخر فقد رحّب بأخوته في الوطن، لكن ما المقابل؟
لن نعمم الاتهامات، لكن فلنقل الأغلبية هزمهم الطمع وشربوا من كأس الاستغلال ما يفيض لهم لسنين. وقد لا تصدقون المقابل المادي الذي يطلبونه مقابل أجار شقة أو بيت صغير، لا تسكنوه ولو “ببلاش” في أيام السّلم لكثرة مشاكله وقذارته، إلا أن أصحابه ” أخوتنا في الوطن” طلبوا مبلغاً مبالغاً جداً يصل لآلاف الدولارات مقابل ايجاره شهرياً في ظل هذه الظروف. كما أن الحياء عند البعض تخطى تأجير البيوت شهرياً ليصل إلى المطالبة بدفع ايجار ستة أشهر سلفاً قبل الانتقال، لعلّ الحرب لم تكن فكيف يضمنون استكمال قصة استغلالهم؟! إنها فعلاً بيوتاً رخيصة، ورخصها ليس بثمنها.

لقد أعلن بعض المسؤولين منذ أيام عن فتح أبواب مناطقهم للجنوبيين وأبناء المناطق الحذرة، ولكن هل يعلمون أن الاستغلال وصل حدّ الصدمة؟ هل يعلمون أن كل يوم ترتفع الأسعار مع ارتفاع وتيرة الأحداث في الجنوب؟ ومن المسؤول عن كبح هذه الظاهرة؟
لن نعمم، وسنعطي كل ذي حق حقه، فبعض من بقيت لديهم الإنسانية، يعرضون استقبال الناس في بيوتهم دون مقابل، لكنهم أقلية الأقلية.
قد يكون الكلام قاسياً بعض الشيء، وقد يكون محطّ امتعاض للفئة المقصودة، إلا أننا نكرر عدم التعميم الذي يبرئ الأخوة الحقيقيين القلائل من تهمة الاستغلال وعدم الإنسانية التي نوجهها للآخرين.

ونحن إذ نؤكد أن الأجار “الطبيعي” هو حق لكل مالك، لكن الأهم كبح الحرب التي يشنها هؤلاء المالكون قبل الحرب العسكرية، لكي نبقى فعلاً كلّنا للوطن.

شاهد أيضاً

عضو كتلة الوفاء للمقـ.ـاومة النائب حسن فضل اللـ.ـه:

  إن اغتيال العـ.ـدو للقائـ.ـد المجـ.ـاهد محمد نعمة ناصر “أبو نعمة”، لن يدفع المقـ.ـاومة إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *