النهار: “يوم صاروخي” عبر الحدود: عند مشارف “الجبهة” ماكرون يحذر رئيسي من توسيع الحرب نحو لبنان

كتبت “النهار” تقول:

رسمت معالم اليوم “الميداني” الذي شهده الجنوب اللبناني امس الصورة الأقرب الى اعتبار ان لبنان بات على المسافة الأقرب من اندلاع المواجهة الكبيرة بين “#حزب الله” والجيش ال#إسرائيلي بما يعني فتح الجبهة الثانية بعد جبهة غزة منذ شن #حركة “حماس” عملية “#طوفان الأقصى” ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الحالي. ذلك ان يوم امس اتسم بتصعيد استثنائي للهجمات الصاروخية والعمليات التي نفذها “حزب الله” ضد المواقع الإسرائيلية على طول خطوط الانتشار الحدودي ردا على عمليات القصف التي قامت بها القوات الإسرائيلية لمناطق حدودية ولمقتل مدنيين ومقاتلين في صفوف الحزب. وإذ بدا واضحا ان قرار “الحزب ” بزيادة وتيرة الردود وتكثيفها اتسع ليطاول بعدا اعمق من نقاط المواجهة، فان ذلك وضع منطقة الجليل برمتها في عين الاشتعال اسوة بالجنوب، فيما كان لافتا مرة جديدة دخول حركة “حماس” الى جانب “حزب الله” في تنفيذ عمليات قصف صاروخي من الأراضي الجنوبية بما يضفي طابع التسخين الأكثر حدة وعنفا على الجبهة الجنوبية المرشحة للاشتعال الاوسع في أي لحظة. ومع ذلك يتضح ان “حزب الله” ينطلق على ما يبدو من حسابات ميدانية لا تزال تستبعد هذا الاشتعال الشامل حتى لو زادت وتيرة عمليات تبادل القصف اذ ان إسرائيل عاودت التأكيد انها لا ترغب في اشتعال جبهة الشمال (أي مع لبنان) وحضت “حزب الله” على تهدئة متقابلة بما يعني ان القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل لا تزال تحصر اولويتها بعملية غزة “وتؤخر” الى اقصى المستطاع اشتعال الجبهة اللبنانية. وسيتيح ذلك لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي زارت امس إسرائيل ان تحض المسؤولين اللبنانيين الذين ستقابلهم اليوم بعد وصولها الى بيروت على تجنب انزلاق لبنان الى الحرب.
وفي هذا السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر امس نظيره الايراني ابراهيم رئيسي من اي تصعيد اوتوسيع للحرب خصوصا في لبنان، وقال في اتصال هاتفي له بحسب الرئاسة الفرنسية انه نظرا لعلاقات ايران بـ”حزب الله” وحماس، فان عليها مسوؤلية في هذا الاطار. وطالب ماكرون رئيسي “بضرورة بذل كل جهود ايران لتجنب اشتعال اقليمي . اما بالنسبة للوضع الانساني في غزة فذكر ماكرون بالموقف الفرنسي انه ينبغي ان تتخذ كل الاجراءات لتجنيب المدنيين وان القانون الدولي الانساني ينبغي ان يتم احترامه وان فرنسا تتخذ الاجراءات بالمشاركة مع الامم المتحدة لدعم العمليات الانسانية في غزة . واعرب ماكرون عن قلقه البالغ ازاء وضع المواطنين الفرنسيين الاربعة المعتقلين في ايران وطالب تحريرهم الفوري.
الى ذلك اشارت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ماكرون “ذكر بضرورة ادانة عمليات حماس الإرهابية في اسرائيل التي لها الحق بالدفاع عن نفسها كما انها لها الحق بالتخلص من المجموعات الارهابية التي ضربت شعبها “. وذكر ان من بين الضحايا والرهائن هناك فرنسيين وفرنسيات وتحريرهم هي اولوية تامة لفرنسا.
التصعيد
واما ابرز الوقائع الميدانية فتمثلت في قصف عدد من الصواريخ المضادة للدروع من لبنان تجاه مستوطنة حانيتا قرب الحدود، وأُفيد عن وقوع إصابات، ما أدّى إلى رد إسرائيلي استهدف المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا وميس الجبل.
وأعلن “حزب الله” مهاجمة ثكنة حانيتا ‏الإسرائيلية بالصواريخ الموجّهة، “مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة ‏وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو” وذلك “في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا”. ‏ ثم أعلن الحزب استهداف مناطق جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، واستهداف الكاميرات والتجهيزات الفنية الإسرائيلية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالأسلحة المناسبة مما تسبب بتعطيلها، وفق الحزب.
من جهتها، أعلنت كتائب “القسام – لبنان” قصف مستعمرتي “شلومي” و “نهاريا” ومحيطهما شمال إسرائيل بـ20 صاروخاً رداً على جرائم غزة.
وفي وقت سابق، قصف الجيش الإسرائيلي بلدات مليتا، رميش، علما الشعب وغيرها من المناطق الحدودية.
وإذ افيد بأن الحكومة الإسرائيلية “تراجع خططها بشأن الجبهة الشمالية”، أكّد وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت أنّ بلاده “لا تريد تصعيدًا” على حدودها الشمالية مع لبنان حيث ترتفع حدة التوتر ومعها المخاوف من توسع نطاق الحرب. وقال غالانت، أثناء زيارته للقوات الإسرائيلية، في جنوب البلاد: “ليس لدينا مصلحة، في حرب، في الشمال”. وأضاف “إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسيدفع ثمنًا باهظًا جدًا وسنحترم خياره بضبط النفس ونبقي الأمور على ما هي عليه”.
كما ان قناة الحدث” نقلت مساء عن مصدر سياسي إسرائيلي “اننا مررنا رسالة عبر واشنطن أننا سندمر لبنان إذا استمر حزب الله بالتصعيد”.
صاروخ على #الناقورة!
في المقابل برز تطور لافت وخطير تتمثل في سقوط صاروخ على المقر العام لقيادة القوات الدولية في الناقورة الامر الذي دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاتصال بالقائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو مستفسراً عن ملابسات سقوط الصاروخ . وشدّد ميقاتي على التضامن الكامل مع “اليونيفيل” واطمأن إلى عدم وقوع ضحايا.
وبتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه #بري اجرى مستشاره الاعلامي علي حمدان اتصالا هاتفيا بقائد قوات اليونيفيل واطلع منه على حثيثيات سقوط احدى القذائف في موقع الناقورة معربا باسم الرئيس بري عن تقديره لدور اليونيفيل وجهودها والحرص على سلامة عناصرها.
وأوضح الناطق باسم اليونيفيل اندريا تينيتي انه” كان هناك سقوط قذائف على جانبي الخط الأزرق وأصيب مقرنا العام بصاروخ ونعمل على التحقق من مصدره ، لم يكن جنود حفظ السلام في الملاجئ في ذلك الوقت ولحسن الحظ لم يصب احد باذى”. وتابع: “نواصل العمل بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع. ولكن للأسف، على الرغم من جهودنا، لا يزال التصعيد العسكري مستمراً. إننا نحثّ جميع الأطراف المعنية على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون”.وختم : “اننا نذكّر جميع الأطراف المعنية بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.
جنبلاط… و#باسيل
اما في المواقف الداخلية فتمنى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بعد زيارته امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن “يبقى لبنان خارج دائرة الصراع اليوم الا اذا اصرت اسرائيل على الاعتداء”. وقال : “نلاحظ إعتداء وراء إعتداء كلّ يوم من قبل إسرائيل وما يحصل رهيب إلّا أنّ البعض ينسى المشروع الأساس الذي وافق عليه العرب وتقريبا كل العالم نظريا وهو حل الدولتين”
وبدوره حمل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في احتفال بذكرى عملية 13 تشرين بشدة على إسرائيل وقال : “لن ينفعك شيء يا اسرائيل، وستستفيقين على وهم الانتصار المزعوم لتجدي نفسك تحت ضربة اكبر. يمكنك تهجير شعب ولكن لن تتمكني من تصفية مقاومته، ولن تستطيعي النيل منا بعد الآن، لأن عليك بحماية نفسك. لن ينفعك الا التسليم بالحقوق وبقيام الدولتين .. ولا سلام دون شبعا والجولان ودون عودة اللاجئين الفلسطينيين ودون عودة النازحين السوريين ودون دولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة الحقوق، ودون قدس مفتوحة لكل الناس ولكل الأديان- بغير هذا، لا سلام لك ولا سلام عليك”. ولكنه اضاف “لبنان لا يمكنه الا ان يكون نصيرا لفلسطين، ولكن الا يحق له ان يكون نصيرا لنفسه؟ لقد جرب بعضنا اباحة أرضنا للغير واختبرنا جميعنا مآسيها، كما جرب بعضنا التعامل مع العدو ودفعنا جميعنا اثمانها، وجربنا المقاومة واستفدنا من منافعها. الا يحق لنا ان نرفض في وقت واحد العمالة وجعل وطننا ساحة بدل ان يكون دولة؟ لقد كلف توحيد بندقية المقاومة كثيرا لتكون فاعلة، فهل تهدر هذه المنافع لصالح توحيد ساحات لا نملك كلبنانيين قراراتها؟ لا بل عرفنا اين كان قرار بعضها تائها منذ بضع سنوات في حرب سوريا. وهل تهدر المنافع لكي يشرع بلدنا على مخاطر ندرك جميعا اثمانها؟”.أضاف: “مفهوم وطبيعي ان يعمل بعضنا لنصرة الفلسطينيين وان يفرح بعضنا الآخر لانتصارهم، ولكن غير مفهوم من جهة ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة لصالحنا وعلى مخاطر مضمونة كارثيتها، وغير مفهوم من جهة اخرى، ان يراهن بعضنا على دول وخيارات جربت وفشلت وجلبت لنا الهزيمة والمهانة”.

الجمهورية: صمود غزة يكشف الزيف المستور .. وهجمة دبلوماسية لتحييد لبنان
كتبت “الجمهورية” تقول:
تستمر الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية منصبّة على تحييد جبهة لبنان عن الحرب الدائرة في غزة وغلافها بين حركتي «حماس» و»الجهاد الاسلامي» وبين اسرائيل التي مُنيت بهزيمة عسكرية ومعنوية وسياسية كبرى في السابع من الجاري، تحاول تعويضها بالقصف التدميري لغزة التي يكشف صمودها يومياً الزيف المستور في مواقفها والمواقف الاقليمية والدولية التي لا تضمر الخير لمستقبل القضية الفلسطينية حتى على مستوى صيغة «حل الدولتين»، لولا بعض المواقف العربية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة. فيما تظهر المواجهات اليومية المتنقلة في جنوب لبنان بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي صمود قواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار 1701.
تلاحقت المناوشات والمواجهات على الجبهة الجنوبية امس بين المقاومة والاسرائيليين، من دون ان تخرج عن قواعد الاشتباك المعمول بها على رغم من الشدة التي تتسم بها، إذ هاجمت المقاومة مواقع اسرائيلية ردا على القصف الذي أوقع عدداً من المقاومين والمدنيين خلال الايام الاخيرة، وذلك في ظل تحذيرات دولية من توسّع الحرب في غزة الى حرب شاملة في المنطقة.
وفيما حذّر الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون، من انه «إذا لم يتوقف قتل أهالي غزة، فسيتعقّد الوضع وتتسع رقعة الحرب». أعلن قصر الإليزيه أن ماكرون «حذّر» نظيره الإيراني من «أي تصعيد أو توسيع للنزاع» بين إسرائيل وحماس «خاصة في لبنان».
حركة ديبلوماسية
وفي هذه الأجواء تشهد بيروت اليوم حركة ديبلوماسية ناشطة تستهلّها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الآتية بعد الظهر من القاهرة وتل أبيب على ان يصل غداً وزير الخارجية التركي حقان فيدان.
وستلتقي كولونا على التوالي ابتداء من الرابعة بعد ظهر اليوم، كلّاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وربما كان لها لقاء مع قائد الجيش العماد جوزف عون. وكشفت مصادر مطلعة عن ترتيبات سرية جرت لاحتمال عقد لقاءات سياسية وديبلوماسية عَدا عن لقاء محتمل مع قيادة :حزب الله»، لكنّ اي مصدر لم يشأ تأكيد هذا الامر او نفيه.
وكان قصرالإليزيه قد كشف خلال عطلة نهاية الأسبوع أن ماكرون مستعد للتوجه إلى المنطقة اذا اقتضت الحاجة للعب دور الوساطة بُغية خفض التصعيد قبل ان يكشف عن جولة كولونا فيها.
ونقلت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن كبار المسؤولين في بيروت ان فرنسا صممت منذ اللحظة الاولى لاندلاع حرب غزة على دعوة «حزب الله» إلى البقاء في منأى عن النزاع الدائر في إسرائيل» وهو ما ستترجمه كولونا اليوم.
وقد حضّت فرنسا السبت «حزب الله» على عدم الانخراط في النزاع بين اسرائيل وحركة «حماس»، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود بين لبنان واسرائيل. ودعت إلى حماية الصحافيين الذين يغطون هذا النزاع في ضوء مقتل الصحافي عصام العبدالله وإصابة 6 غَيره في بلدة عيتا الشعب يوم الجمعة الفائت. وقالت الرئاسة الفرنسية إن على «حزب الله» واللبنانيين «ممارسة ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الاولى». وشدّدت على «عدم إعطاء أي ذريعة تعيد لبنان مجددا إلى الحرب»، لافتة إلى أن «لبنان قد أضعفه بشدة غياب السلطات الفاعلة» منذ أشهر عدة.
في غضون ذلك نبّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس من الدوحة إلى أن «لا أحد» يمكنه «ضمان السيطرة على الوضع» إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني استقبل عبد اللهيان وبحث معه «تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية».
وقال عبد اللهيان في تصريحات نقلها بيان للخارجية الإيرانية «إذا تواصلت هجمات النظام الصهيوني على السكان العزّل في غزة، فلا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع واحتمال توسّع النزاع». وأوضح أن الأطراف التي تريد «منع الأزمة من التوسع، عليها أن تمنع الهجمات الهمجية للنظام الصهيوني». وأشار أيضاً إلى أن مسؤولي حركة «حماس» الكبار الذين التقاهم في بيروت والدوحة في الأيام الأخيرة قالوا إنّ «مسألة الرهائن المدنيين» تمثّل «أولوية في برنامجهم»، وأنه «إذا توافرت الشروط، فإنهم سيتخذون إجراءات ملائمة».
وشدد عبد اللهيان في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية على أنه «لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع»، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستتأثر أيضا في حالة توسّع النزاع في المنطقة. وقد التقى عبداللهيان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية المقيم في قطر.
موقف اميركي
وعلى صعيد الموقف الاميركي قال مستشار الامن القومي للبيت الابيض جايك ساليفان امس: «هناك خطر قائم من أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخّل إيران».
وشدّد على أن الولايات المتحدة «لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ ايران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل او في آخر».
موفد صينيّ
والى ذلك، وردا على معلومات تتحدث عن زيارة للمبعوث الخاص للحكومة الصينية الى الشرق الأوسط تشاي جون للمنطقة هذا الأسبوع، للدفع «إلى وقف لإطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل وتشجيع إجراء محادثات سلام»، قالت مصادر ديبلوماسية لبنانية ان لا علم لها بزيارة جون للبنان. لكن مصادر ديبلوماسية عربية قالت باحتمال أن يزور بعض عواصم المنطقة لمتابعة ما حققه الاتفاق الذي رعته الصين بين المملكة العربية السعودية وإيران وما يعوقه من صعوبات كانت متوقعة، لكنّ حرب غزة أعادت طرح كثير من القضايا التي رفعت من نسبتها امام استكمال تنفيذ بعض الخطوات المقررة.
وقالت قناة «سي. سي. تي. في» الصينية، في تقرير مصوّر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد، إن تشاي «سيزور الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للتنسيق مع مختلف الأطراف من أجل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وانعاش الوضع وتعزيز محادثات السلام».
الحراك الداخلي
وفي الحراك الداخلي زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط مساء امس رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمنى بعد اللقاء أن «يبقى لبنان خارج دائرة النزاع اليوم الا اذا أصرّت اسرائيل على الاعتداء». وقال: «نلاحظ إعتداء وراء إعتداء كلّ يوم من قبل إسرائيل وما يحصل رهيب، إلّا أنّ البعض ينسى الأساس وحلّ الدولتين».
وكان اللافت امس استقبال اللواء عباس ابراهيم السفيرة الاميركية دورثي شيا، حيث عرضا لتصاعد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية وكذلك الحرب الدائرة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
التسويات لن تفرض علينا رئيساً
وفي المواقف، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في كلمة لمناسبة ذكرى 13 تشرين في كنيسة مار الياس- انطلياس: «من يظن ان تسويات او اتفاقات او احداثا خارجية كأحداث غزة أخيرا، تفرض علينا رئيساً، لمصلحة هذا او ذاك، من هنا او من هناك، بحسب نتائجها، والخاسر والرابح فيها، فهو واهِم واهم. انّ هذا يزيدنا تمسكاً بحريتنا وسيادتنا واستقلالنا… وخياراتنا. لا تنسوا معادلة الداخل، لذلك تعالوا ننتخب رئيسا بالتفاهم الآن، من دون انتظار نتائج الحرب التي ستطول للأسف».
وتطرق باسيل الى الحرب بين الفلسطينيين والإسرائليين: فقال: «إذا سأل سائل ما علاقة لبنان بكل هذا لِنُقحمه ضد اسرائيل، نُحيلُه الى شهداء الاعلام وجرحاه في جنوبنا منذ يومين، ونذكّره بكل اعتداءات اسرائيل على وطننا التي ردعتها بسالة المقاومة». واضاف: «نذكّر السائل ايضا انه ما زال من يراهن عندنا على نجاح مشروع اسرائيل الأحادي التقسيمي في لبنان والمنطقة، نقول له: يا من تراهن على اجتياح اسرائيلي للبنان، ستنتظر طويلا لحظة لن تعود؛ مراهاناتك الفاشلة لم ثبتت فشلك فقط بل أذَت مجتمعنا ووطننا». وأكد أن «لا سلام من دون شبعا والجولان ومن دون عودة اللاجئين الفلسطينيين وعودة النازحين السوريين ودولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة الحقوق، ومن دون قدس مفتوحة لكل الناس ولكل الأديان- بغير هذا، لا سلام لك ولا سلام عليك».
جعجع
وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال العشاء السنوي الذي أقامته منسقية زحلة في حزب «القوات اللبنانية» أن «الأوضاع الراهنة صعبة جدا ومرشحة، وللأسف، إلى التطور أكثر وأكثر وتأخذ أبعادا أكثر مما كان متوقعا». وقال: «بعيدا من التوصيفات التي نسمعها عن أسباب ما نشهده اليوم ، نحن معرّضون في كل لحظة لتفجر الأوضاع في المنطقة، في حال لم يتم إيجاد حل لـ«القضية الفلسطينية «وهذه مسلمة ثابتة، وإذا انتهت المحنة الحالية على خير، إن شاء الله، فعلى المجموعة الدولية والأمم المتحدة المباشرة فورا في إيجاد حل للقضية الفلسطينية حتى لا تتأزم مجددا الأوضاع، إن لم يكن بعد شهر فبعد 6 أشهر أو سنة أو ثلاث أو خمس سنوات».
الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني أمر الجيش الإسرائيلي بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، فيما أعلن حزب الله عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود. وقال انه هاجم «ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو». وافاد الحزب في بيان آخر «أنه هاجم خمسة مواقع اسرائيلية حدودية هي جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد.
والى ذلك سجل قصف مدفعي اسرائيلي عنيف على خراج مزرعة حلتا وبلدة كفرشوبا، فيما كانت طائرات الاستطلاع تحلق على علو منخفض. وطاول القصف اطراف بلدة راشيا الفخار في قضاء حاصبيا، وأطراف شبعا وكفرشوبا ومرتفعات الهبارية.
كذلك، تبنّت حركة «حماس» امس عمليتي تسلل نفذتهما الجمعة والسبت انطلاقاً من جنوب لبنان.
وتوسّعَ نطاق القصف الأحد ليطال منطقة شتولا داخل إسرائيل، ما يعتبر «رفعاً لدرجة التصعيد»، وفق ما كتب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن على موقع «اكس». وقال «إن الطرفين حتى الآن يبدوان ملتزمين بقواعد اللعبة» في إشارة إلى «تفاهمات غير معلنة حول الخطوط الحمر التي يجب عدم تجاوزها تجنباً للتصعيد». ورغم ذلك، حذّر من تصعيد «دامٍ قد يحصل في أي لحظة». واشار الى انه على رغم من أن التصعيد لا يزال محدوداً، لكن «النظر في التفاصيل مهم جداً».
الموقف الاسرائيلي
في هذه الاثناء أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن اسرائيل «لا تريد تصعيدا» على الحدود الشمالية مع لبنان . وقال: «ليس لدينا مصلحة بحرب في الشمال ولا نريد تصعيد الوضع». وتوجه الى «حزب الله» قائلاً: «إن لَجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضاً، وهذه الحرب قاتلة وستغير واقع المنطقة للأبد».
واشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في مقابلة مع «إيه.بي.سي» الى اننا «نوصي حزب الله بأن يراقب عن كثب مع يحدث لحماس، ويجب ألا «يتجاوز الحدود».
وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي «اننا سنتحرك في كل مكان في الشرق الأوسط لتحقيق احتياجاتنا الأمنية»، مشيراً الى ان «دولة لبنان تتحمل المسؤولية عن إطلاق النار من أراضيها».
اليونيفيل»
في غضون ذلك أعلنت قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب أن مقرها العام في الناقورة أصيب أمس بصاروخ، وتعمل على التحقق من مصدره. وقالت في بيان «هذا اليوم (أمس) شهد تبادلاً مكثفاً لإطلاق النار في مناطق عدة على طول الخط الأزرق بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل»، مضيفة انه «كان هناك سقوط قذائف على جانبي الخط الأزرق، وأصيب مقرّنا العام في الناقورة بصاروخ، ونعمل على التحقق من مصدره»، من دون تسجيل خسائر.
واتصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال ارولدو لازارو، مُستفسراً عن ملابسات ما حصل، ومشدداً على «التضامن الكامل مع اليونيفيل»، واطمَأنّ الى عدم وقوع ضحايا.

الأخبار: تفاصيل «الصفقة الانسانية» برعاية قطر ومصر
أميركا «تهدأ» قليلاً… والقاهرة تشترط ادخال مساعدات ومنع خروج الفلسطينيين
كتبت “الأخبار” تقول:
تتقدّم إسرائيل يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة من إطلاق عدوانها البري على قطاع غزة. لكنّ المعوّقات لا تتعلق فقط بالحسابات التي يراد إقناعنا بها، مثل تدريب القادة على كيفية تجنب إصابة المدنيين كما أبلغ الأميركيون محاوريهم من العرب، بل تكمن أساساً في أن السقف المرتفع الذي وضعه العدو سياسياً، يحتاج إلى عملية برية كبيرة جداً. وعند هذا الحد، يتوقّف المستوى السياسي عن الكلام، ويُترك الأمر لإجابات المستوى العسكري، حيث يتضح أن القادة العسكريين لا يريدون أي مفاجأة في طريقهم، لذلك يفترضون أنه يجب ممارسة المزيد من القصف ليس لإخلاء السكان من شمال غزة فقط، بل لتوفير درجة عالية جداً من الدمار، فيما تشير مصادر معنية بالاتصالات إلى أن إسرائيل طلبت دعماً عسكرياً أميركياً خاصاً، ولا سيما مخزوناً كبيراً من القذائف المخصّصة لضرب الأنفاق.
إلى ذلك، تفيد المصادر بأن الحكومة الإسرائيلية التي لا تشهد توافقات تامة حول آليات العمل عسكرياً، تواجه تحدياً يتمثل في إصرار الولايات المتحدة على إفساح المجال أمام هدنة مؤقتة، يجري خلالها إتمام «صفقة إنسانية»، تهدف الولايات المتحدة من خلالها إلى تأمين خروج حاملي الجنسية الأميركية وجنسيات أخرى من سكان القطاع، وإطلاق الأسرى الأميركيين.
وعلمت «الأخبار» أن الجهد الأساسي الذي تبذله الولايات المتحدة مع مصر وقطر يتركّز على هذه النقطة. وقد عُرض على قطر مشروع اتفاق يقضي بإطلاق الأسرى المدنيين كافة، بمن فيهم الأميركيون وإفساح المجال أمام خروج «الأجانب» من القطاع، مقابل إدخال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة. وفي المعلومات أن القطريين الذين أبلغوا حماس بالمقترح الأميركي عادوا بأسئلة وأجوبة لم تعجب الأميركيين، مثل:
أولاً، تطلب «حماس» تسليمها قائمة بأسماء من تقول أميركا ودول أوروبية أخرى بأنهم في عداد الأسرى الموجودين في القطاع، والتثبت من كونهم مدنيين أو عسكريين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال خلال عملية «طوفان الأقصى». ومن يتبيّن أنهم من العسكريين فإن مصيرهم سيكون مرتبطاً بصفقة التبادل مع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو.
ثانياً، تنفي «حماس» وجود إحصاء شامل لكل الأسرى في القطاع، وقد يتبيّن بعد التدقيق أن من تطالب بهم أميركا قد لا يكونون ممن تم إدخالهم إلى القطاع، وربما كانوا من بين المفقودين الذين لا يزال جيش الاحتلال يبحث عنهم في مستوطنات غلاف غزة.
ثالثاً، تقول «حماس» إن الأسرى ليسوا موجودين جميعاً بيدها أو بيد طرف واحد، وإنهم موزّعون على عدد من الفصائل والمجموعات العسكرية، وإن من سلّمهم المواطنون إلى قيادة الحركة ليسوا كل من تم نقلهم إلى القطاع.
رابعاً، عملية إحصاء كل من هم في عداد الأسرى داخل القطاع تحتاج إلى آلية تتطلب وقتاً غير قصير، وبحثاً يشمل كل القوى والأمكنة، خصوصاً أن عدداً من الأسرى قُتلوا في الغارات التي شنّها العدو، وقد يكون بعضهم لا يزال تحت الأنقاض، خصوصاً من لم تُعرف الجهة التي تحتجزهم.
خامساً، تريد «حماس» هدنة مريحة لا تقتصر على ست ساعات كما يعرض الأميركيون والإسرائيليون، وأن يصار إلى وضع ترتيبات تضمن المساعدات الإنسانية المباشرة مقابل إطلاق المدنيين من الأسرى، وأن العملية الإنسانية يجب أن تكون مضمونة ومقبولة أيضاً، وأن يسمح لأطقم طبية من خارج القطاع بالدخول مع مساعدات كبيرة تحتاج إليها المستشفيات الفلسطينية من جهة، وسيارات إسعاف مجهّزة لنقل أكثر من أربعة آلاف جريح إلى خارج القطاع للعلاج، ممن تبدي دول عدة استعداداً لاستقبالهم، من بينهم مصر.
سادساً، السماح لقوافل المساعدات الموجودة على الجانب المصري من معبر رفح بالدخول إلى القطاع، والوصول بشكل آمن، وضمان عدم تعرضها للقصف، والسماح بتوزيعها على المحتاجين في كلّ مناطق القطاع، وكل ذلك يتطلب وقتاً لا يمكن حصره بساعات محدودة.
التحفّظ المصري
في هذا السياق، أبدى الجانب المصري استعداده للمساعدة، وقالت مصادر رسمية مصرية لمسؤولين في الفصائل الفلسطينية وفي قطر وتركيا إنها جاهزة لاستقبال كل المساعدات الطبية والإغاثية ونقلها إلى القطاع. وأبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي والقيادات العسكرية المصرية بأنه يجب اتخاذ الإجراءات التي تضمن حصر الخارجين من القطاع بلوائح تُقدم له من قبل الأميركيين وحماس، وأن يصار في الوقت نفسه لانتقال هؤلاء إلى نقل المساعدات، وأن أي محاولة لقيام العدو بفتح النار لترويع الناس ودفعهم إلى المغادرة نحو مصر ستوقف العملية، وأن القرار واضح برفض دخول «أي نازح أو مهجّر» من القطاع إلى مصر.
وعلمت «الأخبار» أن مسؤولين من مصر وتركيا وقطر أبلغوا جهات عدة في غزة وبيروت بأن الضغط لتحريك الملف الإنساني قائم بقوة، وأنه سيصار إلى فرض هذه الخطوات على الإسرائيليين. وقال هؤلاء إن المحادثات التي جرت مع الجانب الأميركي ركّزت على هذه الخطوة. وبحسب ما علمت «الأخبار»، فإن تعمّد هذه العواصم إبلاغ حزب الله بالأمر، سببه أن الولايات المتحدة طلبت منهم حثّ الحزب على «عدم التورط» في الحرب، وأن هذه الرسائل وردت بعدما تلقّت دوائر غربية معلومات بأن الحزب يربط تدخله ليس بتوسيع العملية العسكرية ضد القطاع فقط، بل بتعمّق الأزمة الإنسانية فيه.
«حماس» تطلب وقتا لإحصاء الاسرى والتثبت من عددهم وجنسياتهم والتمييز بين المدنيين والعسكريين… وساعات قليلة لا تكفي!
هل فشلت محاولة الحلف العربي مع إسرائيل؟
من جهة أخرى، قال دبلوماسي عربي لـ«الأخبار» إن جانباً رئيسياً من جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على مصر والسعودية وقطر والأردن، تركّز على البحث في إمكانية قيام حلف سياسي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه تركيا، يعمل على «استثمار العمليات التي تشنّها إسرائيل ضد عدونا المشترك حماس«. وقالت المصادر إن الولايات المتحدة التي حصلت على موافقة متوقّعة من جانب الإمارات العربية المتحدة والمغرب، فشلت في الحصول على موافقة مصر والسعودية، وإن الأردن نفسه كما الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضا المقترح، وإن كان لكل منهما حساباته الخاصة.
وبحسب مصدر في قوى محور المقاومة، فإن هدف المقاومة الإستراتيجي في منع تهجير غزة أو كسر المقاومة في القطاع، تقاطع للمرة الأولى مع مصالح «قُطرية» لدول وعواصم لا تؤيّد المقاومة. وأشار إلى أن الأردن كشف عبر حديث صريح لملكه ووزير خارجيته عن خشية كبيرة من أن التحالف المنشود يستهدف أساساً تغيير الوقائع الديموغرافية في المناطق الفلسطينية وليس التغيير السياسي، وأن فكرة النزوح تستهدف فرض حالة تهجير ستفجّر الأمور أكثر داخل الشارع الفلسطيني، وأن مصر لا يمكنها السير بالخطة، كما أن ملك الأردن، يرى في الأمر تمهيداً لتهجير جزء كبير من أبناء الضفة الغربية إلى شريط ملاصق للأردن، وتحميله مسؤولية إدارتهم، بما يجعل الأردن خلال عشر سنوات على أبعد تقدير «الوطن البديل». فيما قال عباس إن المشروع يطيح بما تبقّى من السلطة الفلسطينية، ويجعلها قوة قمع في الفترة المقبلة، خصوصاً أن المشروع الأميركي يقوم على تسليم القطاع لسلطة رام الله بعد الغزو البري، وأن على أجهزة السلطة الفلسطينية ضمان عدم بقاء مقاتلين لحماس وبقية الفصائل، وهو ما فسّره المصريون بأنه دعوة إلى حرب أهلية فلسطينية.
وبحسب إعلاميين رافقوا الوزير الأميركي، فإن خطته السياسية فشلت، وإنه شعر بوجود ضغط في الجانب الإنساني، لذلك وعد بخطوة في هذا الاتجاه، وأعلن لاحقاً عن تكليف السفير السابق ديفيد ساترفيلد بالمهمة. علماً أن الخطوة لا تعكس جدية أميركية، خصوصاً ان ساترفيلد من خارج الإدارة، وسيكون مجرد ساعي بريد لا أكثر، ولا سيما أن بلينكن صارح محدّثيه العرب بأن إدارته ليست في وارد منع إسرائيل من تنفيذ الهجوم البري على القطاع.
ايران بلسان المحور: الوقت ينفد
في غضون ذلك، توسعت دائرة الاتصالات والتنسسيق بين قوى وحكومات محور المقاومة. ويبدو ان التنسيق الميداني قائم على اكثر من جبهة، ويتجاوز ساحتي غزة ولبنان. وفيما تلتزم قوى المقاومة الصمت حيال ما يمكن ان تقوم به ردا على العدوان الاسرائيلي، تولت ايران ادارة الدفة الدبلوماسية. وعلمت «الاخبار» ان طهران تلقت رسائل من الولايات المتحدة عبر اطراف وسيطة من بينها قطر، تدعوها الى البقاء بعيدا عن المواجهة، وان تمارس الضغط على حزب الله لمنع تدخله في المواجهة. وقد رد الايرانيون برسائل مضادة اشارت الى ان تهديدات مقابلة. وبينما يحتار كثيرون في عدم تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن مجريات الامور، كان لافتاً ان وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان تحدث في عدة لقاءات، وتعمد القول إنه ناقش مع السيد نصرالله الوضع. وقال «اطلعت على وجهة نظره، وقال لي ان جميع السيناريوهات مطروحة على الطاولة، وفي اي لخطة يمكن ان يتوسع الصراع».
وحرص الوزير الايراني على القول ان طهران تجد نفسها ايضاً في موقع من يهدد القوى الداعمة لاسرائيل بأنها لا تقدر على القيام باي امر في حال تأخر وقف العدوان. وكرر في حديثين منفصلين بأنها «مسالة ساعات، فاما يقف العدوان والا يكون الاوان قد فات وقد يتوسع الصراع في المنطقة، ولن يكون بمقدور احد السيطرة على الوضع»، في اشارة الى الحديث عن الجبهة الشمالية من جهة وجبهات اخرى ايضا، وهو ما أبدى الجانب القطري اهتماماً به بعدما سمع الكلام مباشرة من الوزير الايراني وتولى نقله الى الجانب الاميركي.

نداء الوطن: إشتباكات الجنوب تهشّم “الخط الأزرق”… عبد اللهيان: “اليد على الزناد”
كتبت “نداء الوطن” تقول:
بدخول الاشتباكات على الحدود الجنوبية أمس يومها التاسع بالتزامن مع حرب غزة، احتلّ «الخط الأزرق»، الذي رسم هذه الحدود عام 2000، موقعه على لائحة الخسائر التي تتراكم يوماً بعد يوم بشرياً ومادياً. وجعلت إصابة المقر العام لقوات «اليونيفيل» في الناقورة بصاروخ، مهمة هذه القوات متعثرة في انتظار جلاء الموقف سلماً أو حرباً على الجبهة الجنوبية، علماً أنّ الجدل الذي رافق التمديد للقوات الدولية مطلع أيلول الماضي كان يدور على «حرية حركة اليونيفيل». فهل من شك اليوم في أنّ هذه الحركة أصبحت مغلولة اليديّن؟
لقد صرّح الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تننتي أنّ يوم أمس شهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار في مناطق عدة على طول «الخط الأزرق» بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل. وقال: «كان هناك سقوط قذائف على جانبي «الخط الأزرق»، وأصيب مقرّنا العام في الناقورة بصاروخ، ونعمل على التحقق من مصدره. لم يكن جنود حفظ السلام التابعون لـ»اليونيفيل» في الملاجئ في ذلك الوقت، ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى».
وفي مقابل هذه التطورات التي تنذر بعواقب لا تحمد عقباها على أمن لبنان، ولا سيما الجنوب، أطلّ وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان بمواقف بدءاً بلبنان وانتهاء بغزة تنذر بتصعيد الموقف على هاتين الجبهتين. ونقلت عنه «وكالة أنباء فارس» شبه الرسمية أمس قوله: «إذا لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية فأيدي جميع الأطراف في المنطقة على الزناد».
وفي تصريحاته لقناة «الجزيرة» القطرية قال عبد اللهيان «إنّ اتساع جبهات الحرب وارد». وشدد على أنّ إيران والمنطقة والفاعلين فيها «لن يبقوا متفرجين» على هذا الوضع.
وشملت جولة عبد اللهيان بغداد ودمشق وبيروت وصولاً إلى الدوحة حيث التقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية.
وفي طهران عنونت أمس صحيفة «كيهان» المحافظة بالآتي: «نصرالله: جميع السيناريوات جاهزة والمقاومة في وضع ممتاز». وكان الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أدلى بهذا الموقف في أثناء لقائه وزير الخارجية الإيراني في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة الماضي.
وفي موازاة التصعيد الإيراني، أعلن أمس قصر الاليزيه أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون «حذّر» نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي من «أي تصعيد أو توسيع للنزاع» بين إسرائيل و»حماس» «خاصة في لبنان».
وتصل اليوم الى بيروت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا آتية من القاهرة، وكانت استهلت جولتها في المنطقة بإسرائيل.
وعلى المقلب الميداني، أمر الجيش الإسرائيلي أمس بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، فيما أعلن «حزب الله» استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود.
وقال في بيان إنه هاجم «ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة». وأفاد «الحزب» في بيان آخر مساءً أنه هاجم خمسة مواقع اسرائيلية حدودية هي: جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد. أما المروحيات الاسرائيلية فشنت غارة على منطقة جبل بلاط الواقعة ما بين الضهيرة ومروحين.

اللواء: جبهة الجنوب تقلق الغرب.. والإليزيه يطلب تدخل إيران
غالانت يدعو حزب الله لإبتعاد متبادل عن الحرب.. والمقاومة تحتفظ بورقة المشاركة
كتبت “اللواء” تقول:
لم يطرأ على المشهد اللبناني ما يشير الى ان وتيرة «الستاتيكو» على المستويات كافة تميل الى الخروج عن الرتابة اليومية، باستثناء المتابعة المقلقة لتطورات الموقف العسكري في الجنوب، سواءٌ في ما يتعلق برد حزب الله على القصف الاسرائيلي لمواقع او تحركات خشية من قلب الوضع في مستعمرات الجليل الاعلى، والبلدات الاسرائيلية من مسكافعام، الى كريات شمونة والمنارة، اضافة الى جبل العلام، وبركة ريشا وموقع راميا والعباد.
واعتبرت مصادر سياسية ان جوجلة لنتائج الاتصالات التي أجراها كبار المسؤولين مع سفراء الدول الكبرى والاقليمية والعربية المؤثرة في المنطقة، لتطويق التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية، لم تبدد اجواء القلق التي تسيطر على لبنان، لان معظم هؤلاء نصح المسؤولين بضرورة الحديث مع حزب الله لمنع الانجرار لأية اعمال قتالية ولتهدئة الاوضاع ومنع تسلل عناصر فلسطينية او غيرها من مناطق سيطرته او اطلاق الصواريخ عبر الحدود اللبنانية، لتفادي ردود فعل وتصعيد من الجانب الاسرائيلي.
وكشفت المصادر انه ليس لدى أيّ من هؤلاء السفراء معطيات او مبادرات من دولهم تبعث على الطمأنينه، وتبدد المخاوف من امتداد شرارة الحرب الدائرة في غزة وحولها، الى الحدود اللبنانية الجنوبية،وأن اهتمامات هؤلاء تركز على دور فاعل للحكومة والسياسيين بضرورة اقناع حزب الله بالبقاء خارج الحرب الدائرة الان، حفاظا على مصلحة لبنان والحزب معا لان المخاطر المحدقة كبيرة جدا، ولا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها المأساوية.
واستبعدت المصادر ان تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كورونا في زيارتها الى لبنان اليوم اي مبادرة او مقترحات محددة لضمان ابقاء لبنان بعيدا عن حريق غزّة، لان زيارتها تأتي ضمن جولة تزور فيها عددا من دول المنطقة لمناقشة
التطورات في غزّة، وموضوع المواطنين الفرنسيين المحتجزين لدى حركة حماس، ولكنها ستعبر عن دعم فرنسا للبنان في هذه الظروف، ووقوفها الى جانبه، وتشدد على ضرورة التزام حزب الله بوقف التصعيد وعدم الانجرار لأية اعمال او ممارسات تؤدي إلى زيادة التوتر وتعريض لبنان واللبنانيين لمخاطر هم بغنى عنها.
وحسبما يكشف قياديو حزب الله فإن الحزب يدرس الوضع، ويراقبه، ويدقق مما يحصل من مواجهة وصمود لدى فصائل المقاومة من حماس الى الجهاد، وعندما يحين الوقت، يتصرف مراعياً مصلحة لبنان، وعدم السماح لاسرائيل بتحقيق تقدم او احراز مكاسب في الحرب الدائرة.
وتدل الوقائع على تدحرج الوضع العسكري على طول الحدود الجنوبية، من الناقورة الى شبعا وكفرشوبا في ضوء تبادل القصف بين حزب الله والمقاومة وجيش الاحتلال.
وجاء في بيان المقاومة الاسلامية بأنه في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا، هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية امس ثكنة حانيتا بالصواريخ الموجهة مما ادى الى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف العدو.
وتمكنت مدفعية المقاومة من تعطيل الكاميرات المراقبة والتجهيزات الفنية العائدة للعدو على طول الحدود الجنوبية.
وليلاً استهدفت مسيرة اسرائيلية معادية تلة العويضة غربي كفركلا، بالقرب من مركز للجيش اللبناني، ولم يفد عن وقوع اصابات.
واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت بأن اسرائيل ليس لها مصلحة في شن حرب على جبهتها الشمالية. وقال لـ «حزب الله»: «اذا لجمتم انفسكم فنحن سنفعل ذلك ايضاً، وهذه الحرب قاتلة، وستغيّر وجه المنطقة الى الأبد».
ولا تقتصر الهواجس من فتح جبهة الجنوب على اسرائيل والولايات المتحدة بل يتعداه الى اوروبا الغربية ككل.
وفي هذا الاطار، حذر الرئيس الفرنسي، قبيل ايفاد وزيرة خارجية بلاده الى المنطقة، ومنها لبنان ضمناً، الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، خلال اتصال هاتفي بينهما، من اي تصعيد او توسيع للنزاع بين اسرائيل وحماس، خصوصا في لبنان. وكان وزير الخارجية الايراني امير حسين عبد اللهيان قال من الدوحة: إن لم يقف العدوان على غزة فاتساع جهات الحرب غير مستبعد.
سياسياً، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التركيز على متابعة تطورات الجنوب وانعكاساتها يجب ألا يصرف النظر عن ملف النزوح انطلاقا من التدابير التي تم اتخاذها وتستدعي استكمالها وتوقفت عند تأكيد مجلس الوزراء الأخير على أن هذا الملف سيحضر بشكل دائم في كل جلسة حكومية.
ورأت هذه المصادر أن قسما من الاتصالات واللقاءات المحلية التي تحصل تصب في سياق استشراف المرحلة المقبلة في ظل هواجس اللبنانيين من توسيع دائرة المواجهات في الجنوب.
إلى ذلك افادت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر معلق في الفترة الراهنة ملاحظة قيام اتصالات بين الطرفين بعيدا عن ملف الرئاسة ولا يمكن اعتبارها تنسيقية.
وفي اطار المواقف، قال النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة: نتمنى ان يبقى لبنان خارج الصراع، الا اذا اصر العدو على الاعتداء».
وتطرق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى ما جري في غزة ولبنان، فطرح معادلة، لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا، وخاطب من يراهن على «اجتياح اسرائيل للبنان ستنتظر طويلا لحظة لن تعود».
مضيفاً، مراهناتك الفاشلة لم تثبت فشلك فضلا، بل آذت مجتمعاتنا ووطننا.
وفي محاولة للاستثمار الرئاسي في الحرب الدائرة، دعا باسيل الى ان «ننتخب رئيساً بالتفاهم الآن، من دون انتظار نتائج الحرب التي ستطول..». مذكرا مما اسماه «معادلة الداخل»… مشددا على ان من يظن ان تسويات او اتفقيات او احداث خارجية كأحداث غزة تفرض علينا رئيساً فهو واهم.
واعلن النواب السنّة الـ18 الذين شاركوا في لقاء «نصرة لغزة وفلسطين»، واستهل بقراءة الفاتحة عن أرواح الشهداء، على الحق الوطني للشعب الفلسطيني في ارضه وعاصمتها القدس، والتأكيد ان لا حياد تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.
والتّنديد بسياسة القتل الجماعيّ، والقصف العشوائيّ للأحياء السّكنيّة، التي تمارسها القوّات الصّهيونيّة المحتلة على أرض فلسطين، بدعمٍ غربي واضحٍ للعيان، وهذا أمرٌ مستنكرٌ ومرفوضٌ ومدانٌ منْ كلّ الشّعوب العربيّة والإسلاميّة، والشّعوب المحبّة للسّلام، هذا الدّعم اللامحدود، أدّى إلى تدمير بيوت الآمنين ومدارسهمْ، ومستشفياتهمْ، ومساجدهمْ، وكنائسهمْ، في عمليّة عقابٍ جماعيّ، وتدمير همجيٍ أعمى.
رابعاً: يؤكّد المجتمعون أنّ ما يقوم به العدوّ الإسرائيليّ الإرهابيّ في غزّة، هو جرائم حربٍ لا مثيل لها،

الديار: ضغوط دوليّة على «إسرائيل» لوقف المجازر ضدّ المدنيين في غزة
تسخين الجبهة اللبنانيّة الجنوبيّة… رسالة ناريّة لـ«تل أبيب»
وزير الحرب «الإسرائيلي» يُقرّ: لا مصلحة لنا بحرب مع لبنان
كتبت “الديار” تقول:
في الوقت الذي لا يزال العدو الاسرائيلي يتخبط في «طوفان الأقصى» غير قادر على تحديد سقف لرد اعتباره، مستخدماً آلة القتل والدمار لتحويل غزة ارضا محروقة، معتقدا انه بذلك يسهل مهمته البرية فيها، كثّف حزب الله عملياته جنوب لبنان في وجه «اسرائيل» للضغط عليها وثنيها عن اتخاذ قرار الغزو البري للقطاع، والذي قد يعني جر المنطقة ككل الى حرب واسعة يعرف كيف تبدأ لكنه لا شك لن يعرف كيف تنتهي.
كما ان هناك ضغوطا دوليّة على «إسرائيل» لوقف المجازر التي ترتكبها ضدّ المدنيين في غزة.
وبينما واصل العدو أداءه الهمجي بقصف المدنيين في غزة، افيد يوم امس عن ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين في الهجمات «الإسرائيلية» على قطاع غزة إلى 2670.
الاسرائيليون» يتخبطون
وما يؤكد تخبط العدو الاسرائيلي والتردد في خوض المعركة البرية، لعلمه بأن ثمنها سيكون باهظا جدا عليه، رغم امتلاكه ترسانة عسكرية ضخمة مدعومة بالترسانة الاميركية، احتج في الساعات الماضية بالامطار لتأجيل الحملة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن الهجوم البري «الإسرائيلي» على قطاع غزة تأجل لأسباب من بينها حالة الطقس، لافتة الى أن المخطط الأولي للهجوم على غزة كان في نهاية الأسبوع.
وأعلن متحدثان باسم جيش العدو الإسرائيلي أن الجيش ينتظر «القرار السياسي» بشأن تحديد توقيت الهجوم البري المتوقع على قطاع غزة.
وقالت مصادر مطلعة ان حراكا سياسيا – ديبلوماسيا كبيرا ينشط منذ ايام لثني «اسرائيل» عن غزو القطاع، ولوقف المجازر التي ترتكبها ضدّ المدنيين في غزة ، لافتة في تصريح لـ» الديار» الى ان وتيرته ارتفعت في الساعات الماضية مع تحذير الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي ، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، من انه إذا لم يتوقف قتل أهالي غزة فسيتعقد الوضع وتتسع رقعة الحرب، ومع اعلان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان انه «تم ابلاغ اسرائيل عبر داعميها أنه إذا لم تتوقف جرائمها في قطاع غزة فإن غدا سيكون متأخرا».
في وقت بدا فيه موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال استقباله وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن حاسما بقوله انه «يجب العمل على وقف العمليات العسكرية بغزة التي راح ضحيتها أبرياء»، لافتا الى ان «السعودية تسعى الى تكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد بغزة».
واضافت المصادر: «لكن ورغم كل الضغوط لا امكان للحسم بالموقف الاسرائيلي النهائي من الغزو البري، لاننا نتعاطى مع عدو متوحش مجنون، والاهم لا يزال يعيش تحت وقع صدمة 7 تشرين الاول التي لم يتخطها ولن يتخطاها رغم كمّ مجازره ووحشيته».
وافادت القناة 12 «الإســرائيلية» بان امـيركا وقطر تعملان على صفقة لإطلاق المحتجزين من الأطفال والنساء لدى حماس.
رسائل بالنار
لبنانيا، شهدت الحدود الجنوبية يوم امس، احدا صاخبا مع تكثيف حزب الله عملياته مستهدفا مواقع عسكرية «اسرائيلية»، كما دخول كتائب القسام – فرع لبنان مجددا على الخط باطلاق 20 صاروخا باتجاه الاراضي المحتلة، ما دفع العدو الى استهداف مناطق لبنانية عديدة، وسقوط اجزاء صاروخ في مقر الكتيبة الاندونيسية.
وبدا ان رسائل ضغط حزب الله قد فعلت فعلها، اذ اعلن وزير الحرب «الاسرائيلي» يوآف غالانت ان «إسرائيل ليس لديها مصلحة في شن حرب على جبهتها الشمالية مع لبنان»،
وتوجه غالانت الى حزب الله بالقول: «إن لجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضاً، وهذه الحرب قاتلة وستغير واقع المنطقة للأبد».
كما اعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ان طائراته استهدفت البنية التحتية العسكرية لحزب الله في لبنان، وهو اقدم على اغلاق طرق مؤدية لبلدات قرب الحدود مع لبنان، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة.
اما حزب الله فأصــدر عددا من البــيانات حدد فيها الاهداف التي اصابها (التفاصيل ص 2)، ولفت ما اعلنه عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق عن أن «العدوان الإســرائيلي على غزة هو تهديد للأمن القومي في لبنان، وأن أهداف العدوان ونتائجه على غزة، تتجاوز غزة لتصل إلى لبنان وسوريا وكل المنطقة»، مشددا على ان «اي عدوان إسرائيلي على لبنان في أي زمان ومكان، سيقابل بالرد القاسي والعاجل».
الحرب مستبعدة؟
واستبعدت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع ان تندلع حرب كبرى في وقت قريب، لافتة الى ان اطرافا داخلية ودولية طمأنت سائليها يوم امس عن امكان اشتعال الجبهة الجنوبية، لافتة الى ان المعطيات والظروف الراهنة تجعل المعركة مستبعدة. واضافت لـ «الديار»: «لكن الحسم بأي شيء في زمن الحرب لا يجوز، باعتبار ان حادثا واحدا غير محسوب قد ينقلنا من وضعية الى اخرى مختلفة تماما».
وقالت المصادر: «يبدو محسوما ان لا مصلحة للعدو بالتصعيد، وهو اعلنها صراحة اكثر من مرة، لكن محور المقاومة لا يمكن ان يبقى متفرجا في حال اجتياح غزة وتهجير اهلها والمضي بخطة القضاء على المقاومة، فهذه خطوط حمراء لن يُسمح بتجاوزها ايا كانت الاثمان».

الشرق الاوسط:«كتائب القسّام» فرع لبنان تتحرك جنوباً بغطاء من «حزب الله»
كتبت “الشرق الاوسط” تقول:
منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في السابع من الشهر الحالي، نفّذت «كتائب القسّام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، 3 عمليات من الأراضي اللبنانية، الأولى تمثلت بإطلاق مجموعة من الصواريخ على الجليل الغربي، والثانية أعلنت عنها مؤخراً وهي عملية تسلل لعدد من عناصرها عبر الحدود اللبنانية أدّت إلى مقتل 3 منهم.
أما العملية الثالثة، وقد حدثت يوم الأحد، فتمثلت بإطلاق مجموعة جديدة من الصواريخ على مستوطنتي «شلومي» و«نهاريا».
وكانت إسرائيل بادرت منذ اليوم الأول لشنّ هذه الكتائب عمليات من داخل لبنان لتحميل «حزب الله» المسؤولية، لذلك استهدفت مواقعه بعد تسلل مجموعة فلسطينية عبر الحدود اللبنانية، ما أدى إلى مقتل 3 من عناصره.
ويؤكد أكثر من مصدر فلسطيني أن «القسّام»، كما «سرايا القدس» وأي مجموعة أخرى، يتحرك بغطاء من «حزب الله» الممسك بالجبهة الجنوبية.
وظل الحديث عن وجود «القسّام» في لبنان في السنوات الماضية بإطار التكهنات، إذ لم تعلن عن ذلك بشكل رسمي يوماً.
وبدا أن «حماس» اتجهت أكثر فأكثر إلى تنظيم نفسها عسكرياً، بعدما كان وجودها في لبنان طوال السنوات الماضية محصوراً بالنشاط الإعلامي والسياسي والثقافي والاجتماعي والجماهيري، على حد تعبير مصدر فلسطيني مطلع، بعد الانفجار الذي وقع في ديسمبر (كانون الأول) 2021 في مخيم البرج الشمالي، حيث أفيد وقتها أنه كان ناتجاً عن حريق نشب في مستودع لوقود الديزل، امتد إلى أحد مستودعات الذخيرة التابعة لـ«حماس»، التي نفت الموضوع وتحدثت عن تماس كهربائي في مخزن مستلزمات وقاية من فيروس «كورونا».
وبحسب المعلومات، تتركز قوة ودور «حماس» بشكل أساسي في مخيمي البرج الشمالي والبص في منطقة صور، جنوب لبنان، كما في مخيم برج البراجنة في بيروت، ولديها وجود متنامٍ على الصعد كافة في مخيم عين الحلوة في الجنوب.
ويقول مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا معسكرات لـ(القسّام) معلناً عنها، ووجودها سري في معظم المخيمات، وخاصة في البرج الشمالي وعين الحلوة».
ويتحفظ مسؤولون في «حماس» عن الحديث عن وجود «كتائب القسّام» وعدد عناصرها وأهدافها في لبنان. ويقول مسؤول «العمل الجماهيري» في الحركة، رأفت مرة، لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا ومكاننا هو مع أبناء شعبنا الفلسطيني بمواجهة الإرهاب الإسرائيلي والتصدي للهمجية الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة. نحن اللاجئين جزء أساسي من الشعب الفلسطيني، وملتزمون بواجباتنا بالدفاع عن القدس والأقصى ودحر الاحتلال. لذلك نمارس من لبنان حقنا الطبيعي بمواجهة الإرهاب والاحتلال». وعما إذا كانت عمليات «حماس» ستتكثف انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، وإذا ما كان هناك هجوم واسع يشنّه محور المقاومة من جنوب لبنان، يلفت مرة إلى أن «مستقبل العمليات مرتبط بالوضع الميداني في غزة ونتائج الجهود التي تبذل لوقف العدوان»، ويضيف: «نحن منذ اليوم الأول لـ(طوفان الأقصى) وجّهنا رسالة للقوى الفلسطينية والعربية والإسلامية والوطنية لتشارك في هذه المعركة، ونترك لها أن تعبر عن موقفها تبعاً لإمكاناتها وقدراتها ووزنها الاستراتيجي».
ويشرح مدير مركز تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية، الباحث الفلسطيني هشام دبسي، أن «كتائب (القسام) موجودة حيث توجد حركة (حماس) وتنظيمها في كل المخيمات الفلسطينية، وإن كانت لا تمتلك قواعد خارج المخيمات على الأراضي اللبنانية، مثل (القيادة العامة) و(الصاعقة) و(فتح الانتفاضة)، لأن (حماس) بالأساس لم تنتهج سياسة بناء قواعد عسكرية في لبنان، والقيام بأعمال عسكرية ضد الإسرائيليين انطلاقاً من الأراضي اللبنانية». ويعدّ دبسي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما يحصل الآن تطور مرتبط بتطبيق استراتيجية وحدة الساحات لأن الحركة لا تستطيع من الناحية اللوجستية أن ترسل وحدة مقاتلة فدائية تخترق الحدود وتنفذ عملية داخل الأراضي المحتلة من دون أن يتم هذا عن طريق الحليف المحلي، أي (حزب الله) الذي أعلن عن غرفة عمليات مشتركة وعن استراتيجية وحدة الساحات»، مضيفاً: «حتى اللحظة، لا يمكن القول إن هناك مهاماً واسعة النطاق لمقاتلي (حماس) خارج إطار التنسيق مع (حزب الله). أما الحديث عن قدرة خاصة للحركة لفتح جبهة الجنوب اللبناني ضد إسرائيل فهذا غير متوفر على الإطلاق، لأنه مختلف عن عمليات الاقتحام المحدودة التي تحصل اليوم». ويرجح دبسي أن تكون العمليات التي تنطلق من الجنوب «محصورة بإطار تطبيق استراتيجية وحدة الساحات على قاعدة أن (حزب الله) هو الذي يؤمن المسار الكامل لتنفيذ هذه العمليات، لأن الفلسطينيين في لبنان منذ أن أصبحت منطقة الجنوب مغلقة بواسطة الجيش اللبناني و(حزب الله) لم يكن لهم دور مستقل، ولم يكونوا في لحظة من اللحظات يتصرفون بمعزل عن علاقتهم مع (حزب الله) أو سوريا أو الجيش. وبالتالي مهما كانت قوة وانتشار حركة (حماس) داخل المخيمات كبيرة، فهذا لا يمكن ترجمته بالقدرة على فتح جبهة عسكرية من الجنوب اللبناني بعيداً عن وحدة الساحات وقرار (حزب الله)».
أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير فيعدّ أن «التطورات الأخيرة في غزة هي التي دفعت (حماس) إلى تشكيل مجموعات عسكرية في لبنان موجودة في كل المخيمات»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنها «تتعاون وتنسق مع (حزب الله)، وقد قامت بعمليات محدودة كما حصل مع (سرايا القدس) لحركة (الجهاد الإسلامي)». ويضيف: «التطورات في غزة دفعت جميع القوى المقاومة إلى تقديم الدعم ميدانياً. حتى الآن العمليات محدودة، لكن إذا تطورت الأوضاع في غزة فقد تفتح جبهة الجنوب».

الأنبـاء:ميدان غزة يسخّن جبهة الجنوب… تحذيرات دولية والمعركة طويلة
كتبت “الأنباء”تقول:
“تستمر العملية البطولية في غزّة بيومها العاشر، وما من مؤشّر على أن الحرب ستنتهي في وقت قريب، فالقصف الإسرائيلي على قطاع غزّة مستمر وبوتيرة متصاعدة، في حين أن الرشقات الصاروخية التي تُطلقها الفصائل الفلسطينية لم تتوقّف، لا بل أن أن هذه الفصائل تكشف يومياً عن تقنيات صاروخية جديدة.
إلى ذلك، فإن الأنظار شاخصة إلى العملية البرّية المرتقبة التي يهدد الجيش الإسرائيلي بها، وفي حين كان من المفترض أن تنطلق هذه العملية ليل السبت الأحد، تأجّلت بسبب ضغوط أميركية لوجود خطر على رهائن “حماس” من جهة، واحتمال تسبّب هذه العملية بحرب مع “حزب الله” من جهة أخرى.
في الجنوب، تفاقم الوضع وارتفع منسوب التوتر مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية ورد “حزب الله” وكتائب “القسّام” بقصف عدد من المستوطنات والثكنات الإسرائيلية شمال فلسطين المحتلة*
مصير الجبهة الجنوبية بات مرتبطاً بشكل واضح بالعملية الإسرائيلية البرّية في غزّة ومدى قساوتها، وفي حين رجّح بعض المحللين قيام إسرائيل بعملية “متواضعة” تكون عبارة عن ضم مناطق بشكل تدريجي، لتفادي فتح جبهة الجنوب، حذّر البعض الآخر من عملية واسعة النطاق في غزّة.
لم تحسم إسرائيل موقفها بشأن الاجتياح بعد، وثمّة مخاوف جدية لدى الاحتلال تدفع لتأجيل هذه العملية*، والأخذ بعين الاعتبار السلبيات التي قد تستجد. وفي هذا الإطار، أظهرت واشنطن قلقاً واضحاً من تدخّل “حزب الله”، وهذا ما ظهر خلال تصريحات مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، وإرسال البنتاغون “إيزنهاور” بعد فورد إلى الشرق الأوسط، لردع حلفاء طهران من التدخّل.
إلى ذلك، قام الرئيس وليد جنبلاط بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بحث فيها التطورات الحاصلة في فلسطين، وذكّر خلالها بحل الدولتين رافضاً واقع الحرب المفروض على غزّة، وفي هذا الإطار، علّق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة وقال إن هذه اللقاءات دورية، والاجتماع أكثر من ضروري في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، اعتبر خواجة أن اليوم كان “الأكثر حماوة في أيام الجنوب نتيجة الأحداث التي حصلت وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق اللبنانيين، لكن الأمور ما زالت تحت السيطرة وضمن قواعد الاشتباك، وبقدر ما يتوتر الوضع في فلسطين تتوتر الجبهة الجنوبية والمنطقة بشكل عام”.
أما وعن الداخل الفلسطيني، توقع خواجة أن “يشن جيش العدو الإسرائيلي عملية برية على غزّة دون تحديد حجمها، وذلك لاستعادة ثقته بنفسه وثقة شعبه به من جهة، وإعادة نظرية الردع في غزّة، وتطوّر هذه العملية يعتمد على نتائجها في أولى مراحلها، فإذا كان التقدّم صعباً يتواضع الهجوم، وإذا كان التقدّم سهلاً بالنسبة له، يستمر”.
وشدّد خواجة على أن “اللبنانيين معنيون بما يحصل في فلسطين، ولذلك نتأثر بالمستجدات”، منتقداً المجتمع الدولي والسياسيات الإعلامية الغربية والنظر إلى الصراع الحاصل من منظار أعور.
إذاً، يبدو أن فلسطين المحتلة مقبلة على صراع طويل الأمد، ولكن مما لا شك فيه أن قطاع غزّة والفصائل الفلسطينية وصمود أصحاب الأرض يفرض معادلات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، مقابل آلة الحرب الإسرائيلية والدعم الغربي العسكري والسياسي والإعلام الضخم”.النهار: “يوم صاروخي” عبر الحدود: عند مشارف “الجبهة” ماكرون يحذر رئيسي من توسيع الحرب نحو لبنان
كتبت “النهار” تقول:
رسمت معالم اليوم “الميداني” الذي شهده الجنوب اللبناني امس الصورة الأقرب الى اعتبار ان لبنان بات على المسافة الأقرب من اندلاع المواجهة الكبيرة بين “#حزب الله” والجيش ال#إسرائيلي بما يعني فتح الجبهة الثانية بعد جبهة غزة منذ شن #حركة “حماس” عملية “#طوفان الأقصى” ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الحالي. ذلك ان يوم امس اتسم بتصعيد استثنائي للهجمات الصاروخية والعمليات التي نفذها “حزب الله” ضد المواقع الإسرائيلية على طول خطوط الانتشار الحدودي ردا على عمليات القصف التي قامت بها القوات الإسرائيلية لمناطق حدودية ولمقتل مدنيين ومقاتلين في صفوف الحزب. وإذ بدا واضحا ان قرار “الحزب ” بزيادة وتيرة الردود وتكثيفها اتسع ليطاول بعدا اعمق من نقاط المواجهة، فان ذلك وضع منطقة الجليل برمتها في عين الاشتعال اسوة بالجنوب، فيما كان لافتا مرة جديدة دخول حركة “حماس” الى جانب “حزب الله” في تنفيذ عمليات قصف صاروخي من الأراضي الجنوبية بما يضفي طابع التسخين الأكثر حدة وعنفا على الجبهة الجنوبية المرشحة للاشتعال الاوسع في أي لحظة. ومع ذلك يتضح ان “حزب الله” ينطلق على ما يبدو من حسابات ميدانية لا تزال تستبعد هذا الاشتعال الشامل حتى لو زادت وتيرة عمليات تبادل القصف اذ ان إسرائيل عاودت التأكيد انها لا ترغب في اشتعال جبهة الشمال (أي مع لبنان) وحضت “حزب الله” على تهدئة متقابلة بما يعني ان القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل لا تزال تحصر اولويتها بعملية غزة “وتؤخر” الى اقصى المستطاع اشتعال الجبهة اللبنانية. وسيتيح ذلك لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي زارت امس إسرائيل ان تحض المسؤولين اللبنانيين الذين ستقابلهم اليوم بعد وصولها الى بيروت على تجنب انزلاق لبنان الى الحرب.
وفي هذا السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حذر امس نظيره الايراني ابراهيم رئيسي من اي تصعيد اوتوسيع للحرب خصوصا في لبنان، وقال في اتصال هاتفي له بحسب الرئاسة الفرنسية انه نظرا لعلاقات ايران بـ”حزب الله” وحماس، فان عليها مسوؤلية في هذا الاطار. وطالب ماكرون رئيسي “بضرورة بذل كل جهود ايران لتجنب اشتعال اقليمي . اما بالنسبة للوضع الانساني في غزة فذكر ماكرون بالموقف الفرنسي انه ينبغي ان تتخذ كل الاجراءات لتجنيب المدنيين وان القانون الدولي الانساني ينبغي ان يتم احترامه وان فرنسا تتخذ الاجراءات بالمشاركة مع الامم المتحدة لدعم العمليات الانسانية في غزة . واعرب ماكرون عن قلقه البالغ ازاء وضع المواطنين الفرنسيين الاربعة المعتقلين في ايران وطالب تحريرهم الفوري.
الى ذلك اشارت الرئاسة الفرنسية ان الرئيس ماكرون “ذكر بضرورة ادانة عمليات حماس الإرهابية في اسرائيل التي لها الحق بالدفاع عن نفسها كما انها لها الحق بالتخلص من المجموعات الارهابية التي ضربت شعبها “. وذكر ان من بين الضحايا والرهائن هناك فرنسيين وفرنسيات وتحريرهم هي اولوية تامة لفرنسا.
التصعيد
واما ابرز الوقائع الميدانية فتمثلت في قصف عدد من الصواريخ المضادة للدروع من لبنان تجاه مستوطنة حانيتا قرب الحدود، وأُفيد عن وقوع إصابات، ما أدّى إلى رد إسرائيلي استهدف المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا وميس الجبل.
وأعلن “حزب الله” مهاجمة ثكنة حانيتا ‏الإسرائيلية بالصواريخ الموجّهة، “مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة ‏وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو” وذلك “في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا”. ‏ ثم أعلن الحزب استهداف مناطق جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد، بالأسلحة المباشرة والمناسبة، واستهداف الكاميرات والتجهيزات الفنية الإسرائيلية المثبتة على جدار مستوطنة المطلة عند الحدود اللبنانية الفلسطينية بالأسلحة المناسبة مما تسبب بتعطيلها، وفق الحزب.
من جهتها، أعلنت كتائب “القسام – لبنان” قصف مستعمرتي “شلومي” و “نهاريا” ومحيطهما شمال إسرائيل بـ20 صاروخاً رداً على جرائم غزة.
وفي وقت سابق، قصف الجيش الإسرائيلي بلدات مليتا، رميش، علما الشعب وغيرها من المناطق الحدودية.
وإذ افيد بأن الحكومة الإسرائيلية “تراجع خططها بشأن الجبهة الشمالية”، أكّد وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت أنّ بلاده “لا تريد تصعيدًا” على حدودها الشمالية مع لبنان حيث ترتفع حدة التوتر ومعها المخاوف من توسع نطاق الحرب. وقال غالانت، أثناء زيارته للقوات الإسرائيلية، في جنوب البلاد: “ليس لدينا مصلحة، في حرب، في الشمال”. وأضاف “إذا اختار حزب الله طريق الحرب فسيدفع ثمنًا باهظًا جدًا وسنحترم خياره بضبط النفس ونبقي الأمور على ما هي عليه”.
كما ان قناة الحدث” نقلت مساء عن مصدر سياسي إسرائيلي “اننا مررنا رسالة عبر واشنطن أننا سندمر لبنان إذا استمر حزب الله بالتصعيد”.
صاروخ على #الناقورة!
في المقابل برز تطور لافت وخطير تتمثل في سقوط صاروخ على المقر العام لقيادة القوات الدولية في الناقورة الامر الذي دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاتصال بالقائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو مستفسراً عن ملابسات سقوط الصاروخ . وشدّد ميقاتي على التضامن الكامل مع “اليونيفيل” واطمأن إلى عدم وقوع ضحايا.
وبتكليف من رئيس مجلس النواب نبيه #بري اجرى مستشاره الاعلامي علي حمدان اتصالا هاتفيا بقائد قوات اليونيفيل واطلع منه على حثيثيات سقوط احدى القذائف في موقع الناقورة معربا باسم الرئيس بري عن تقديره لدور اليونيفيل وجهودها والحرص على سلامة عناصرها.
وأوضح الناطق باسم اليونيفيل اندريا تينيتي انه” كان هناك سقوط قذائف على جانبي الخط الأزرق وأصيب مقرنا العام بصاروخ ونعمل على التحقق من مصدره ، لم يكن جنود حفظ السلام في الملاجئ في ذلك الوقت ولحسن الحظ لم يصب احد باذى”. وتابع: “نواصل العمل بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع. ولكن للأسف، على الرغم من جهودنا، لا يزال التصعيد العسكري مستمراً. إننا نحثّ جميع الأطراف المعنية على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون”.وختم : “اننا نذكّر جميع الأطراف المعنية بأن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.
جنبلاط… و#باسيل
اما في المواقف الداخلية فتمنى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بعد زيارته امس لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن “يبقى لبنان خارج دائرة الصراع اليوم الا اذا اصرت اسرائيل على الاعتداء”. وقال : “نلاحظ إعتداء وراء إعتداء كلّ يوم من قبل إسرائيل وما يحصل رهيب إلّا أنّ البعض ينسى المشروع الأساس الذي وافق عليه العرب وتقريبا كل العالم نظريا وهو حل الدولتين”
وبدوره حمل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في احتفال بذكرى عملية 13 تشرين بشدة على إسرائيل وقال : “لن ينفعك شيء يا اسرائيل، وستستفيقين على وهم الانتصار المزعوم لتجدي نفسك تحت ضربة اكبر. يمكنك تهجير شعب ولكن لن تتمكني من تصفية مقاومته، ولن تستطيعي النيل منا بعد الآن، لأن عليك بحماية نفسك. لن ينفعك الا التسليم بالحقوق وبقيام الدولتين .. ولا سلام دون شبعا والجولان ودون عودة اللاجئين الفلسطينيين ودون عودة النازحين السوريين ودون دولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة الحقوق، ودون قدس مفتوحة لكل الناس ولكل الأديان- بغير هذا، لا سلام لك ولا سلام عليك”. ولكنه اضاف “لبنان لا يمكنه الا ان يكون نصيرا لفلسطين، ولكن الا يحق له ان يكون نصيرا لنفسه؟ لقد جرب بعضنا اباحة أرضنا للغير واختبرنا جميعنا مآسيها، كما جرب بعضنا التعامل مع العدو ودفعنا جميعنا اثمانها، وجربنا المقاومة واستفدنا من منافعها. الا يحق لنا ان نرفض في وقت واحد العمالة وجعل وطننا ساحة بدل ان يكون دولة؟ لقد كلف توحيد بندقية المقاومة كثيرا لتكون فاعلة، فهل تهدر هذه المنافع لصالح توحيد ساحات لا نملك كلبنانيين قراراتها؟ لا بل عرفنا اين كان قرار بعضها تائها منذ بضع سنوات في حرب سوريا. وهل تهدر المنافع لكي يشرع بلدنا على مخاطر ندرك جميعا اثمانها؟”.أضاف: “مفهوم وطبيعي ان يعمل بعضنا لنصرة الفلسطينيين وان يفرح بعضنا الآخر لانتصارهم، ولكن غير مفهوم من جهة ان نفتح بلدنا على ساحات غير مضمونة لصالحنا وعلى مخاطر مضمونة كارثيتها، وغير مفهوم من جهة اخرى، ان يراهن بعضنا على دول وخيارات جربت وفشلت وجلبت لنا الهزيمة والمهانة”.

الجمهورية: صمود غزة يكشف الزيف المستور .. وهجمة دبلوماسية لتحييد لبنان
كتبت “الجمهورية” تقول:
تستمر الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية منصبّة على تحييد جبهة لبنان عن الحرب الدائرة في غزة وغلافها بين حركتي «حماس» و»الجهاد الاسلامي» وبين اسرائيل التي مُنيت بهزيمة عسكرية ومعنوية وسياسية كبرى في السابع من الجاري، تحاول تعويضها بالقصف التدميري لغزة التي يكشف صمودها يومياً الزيف المستور في مواقفها والمواقف الاقليمية والدولية التي لا تضمر الخير لمستقبل القضية الفلسطينية حتى على مستوى صيغة «حل الدولتين»، لولا بعض المواقف العربية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة. فيما تظهر المواجهات اليومية المتنقلة في جنوب لبنان بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي صمود قواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار 1701.
تلاحقت المناوشات والمواجهات على الجبهة الجنوبية امس بين المقاومة والاسرائيليين، من دون ان تخرج عن قواعد الاشتباك المعمول بها على رغم من الشدة التي تتسم بها، إذ هاجمت المقاومة مواقع اسرائيلية ردا على القصف الذي أوقع عدداً من المقاومين والمدنيين خلال الايام الاخيرة، وذلك في ظل تحذيرات دولية من توسّع الحرب في غزة الى حرب شاملة في المنطقة.
وفيما حذّر الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي، ايمانويل ماكرون، من انه «إذا لم يتوقف قتل أهالي غزة، فسيتعقّد الوضع وتتسع رقعة الحرب». أعلن قصر الإليزيه أن ماكرون «حذّر» نظيره الإيراني من «أي تصعيد أو توسيع للنزاع» بين إسرائيل وحماس «خاصة في لبنان».
حركة ديبلوماسية
وفي هذه الأجواء تشهد بيروت اليوم حركة ديبلوماسية ناشطة تستهلّها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الآتية بعد الظهر من القاهرة وتل أبيب على ان يصل غداً وزير الخارجية التركي حقان فيدان.
وستلتقي كولونا على التوالي ابتداء من الرابعة بعد ظهر اليوم، كلّاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وربما كان لها لقاء مع قائد الجيش العماد جوزف عون. وكشفت مصادر مطلعة عن ترتيبات سرية جرت لاحتمال عقد لقاءات سياسية وديبلوماسية عَدا عن لقاء محتمل مع قيادة :حزب الله»، لكنّ اي مصدر لم يشأ تأكيد هذا الامر او نفيه.
وكان قصرالإليزيه قد كشف خلال عطلة نهاية الأسبوع أن ماكرون مستعد للتوجه إلى المنطقة اذا اقتضت الحاجة للعب دور الوساطة بُغية خفض التصعيد قبل ان يكشف عن جولة كولونا فيها.
ونقلت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن كبار المسؤولين في بيروت ان فرنسا صممت منذ اللحظة الاولى لاندلاع حرب غزة على دعوة «حزب الله» إلى البقاء في منأى عن النزاع الدائر في إسرائيل» وهو ما ستترجمه كولونا اليوم.
وقد حضّت فرنسا السبت «حزب الله» على عدم الانخراط في النزاع بين اسرائيل وحركة «حماس»، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود بين لبنان واسرائيل. ودعت إلى حماية الصحافيين الذين يغطون هذا النزاع في ضوء مقتل الصحافي عصام العبدالله وإصابة 6 غَيره في بلدة عيتا الشعب يوم الجمعة الفائت. وقالت الرئاسة الفرنسية إن على «حزب الله» واللبنانيين «ممارسة ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الاولى». وشدّدت على «عدم إعطاء أي ذريعة تعيد لبنان مجددا إلى الحرب»، لافتة إلى أن «لبنان قد أضعفه بشدة غياب السلطات الفاعلة» منذ أشهر عدة.
في غضون ذلك نبّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس من الدوحة إلى أن «لا أحد» يمكنه «ضمان السيطرة على الوضع» إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني استقبل عبد اللهيان وبحث معه «تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية».
وقال عبد اللهيان في تصريحات نقلها بيان للخارجية الإيرانية «إذا تواصلت هجمات النظام الصهيوني على السكان العزّل في غزة، فلا أحد يمكنه ضمان السيطرة على الوضع واحتمال توسّع النزاع». وأوضح أن الأطراف التي تريد «منع الأزمة من التوسع، عليها أن تمنع الهجمات الهمجية للنظام الصهيوني». وأشار أيضاً إلى أن مسؤولي حركة «حماس» الكبار الذين التقاهم في بيروت والدوحة في الأيام الأخيرة قالوا إنّ «مسألة الرهائن المدنيين» تمثّل «أولوية في برنامجهم»، وأنه «إذا توافرت الشروط، فإنهم سيتخذون إجراءات ملائمة».
وشدد عبد اللهيان في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية على أنه «لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع»، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستتأثر أيضا في حالة توسّع النزاع في المنطقة. وقد التقى عبداللهيان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية المقيم في قطر.
موقف اميركي
وعلى صعيد الموقف الاميركي قال مستشار الامن القومي للبيت الابيض جايك ساليفان امس: «هناك خطر قائم من أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخّل إيران».
وشدّد على أن الولايات المتحدة «لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ ايران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل او في آخر».
موفد صينيّ
والى ذلك، وردا على معلومات تتحدث عن زيارة للمبعوث الخاص للحكومة الصينية الى الشرق الأوسط تشاي جون للمنطقة هذا الأسبوع، للدفع «إلى وقف لإطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل وتشجيع إجراء محادثات سلام»، قالت مصادر ديبلوماسية لبنانية ان لا علم لها بزيارة جون للبنان. لكن مصادر ديبلوماسية عربية قالت باحتمال أن يزور بعض عواصم المنطقة لمتابعة ما حققه الاتفاق الذي رعته الصين بين المملكة العربية السعودية وإيران وما يعوقه من صعوبات كانت متوقعة، لكنّ حرب غزة أعادت طرح كثير من القضايا التي رفعت من نسبتها امام استكمال تنفيذ بعض الخطوات المقررة.
وقالت قناة «سي. سي. تي. في» الصينية، في تقرير مصوّر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد، إن تشاي «سيزور الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للتنسيق مع مختلف الأطراف من أجل وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وانعاش الوضع وتعزيز محادثات السلام».
الحراك الداخلي
وفي الحراك الداخلي زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط مساء امس رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتمنى بعد اللقاء أن «يبقى لبنان خارج دائرة النزاع اليوم الا اذا أصرّت اسرائيل على الاعتداء». وقال: «نلاحظ إعتداء وراء إعتداء كلّ يوم من قبل إسرائيل وما يحصل رهيب، إلّا أنّ البعض ينسى الأساس وحلّ الدولتين».
وكان اللافت امس استقبال اللواء عباس ابراهيم السفيرة الاميركية دورثي شيا، حيث عرضا لتصاعد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الجنوبية وكذلك الحرب الدائرة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
التسويات لن تفرض علينا رئيساً
وفي المواقف، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في كلمة لمناسبة ذكرى 13 تشرين في كنيسة مار الياس- انطلياس: «من يظن ان تسويات او اتفاقات او احداثا خارجية كأحداث غزة أخيرا، تفرض علينا رئيساً، لمصلحة هذا او ذاك، من هنا او من هناك، بحسب نتائجها، والخاسر والرابح فيها، فهو واهِم واهم. انّ هذا يزيدنا تمسكاً بحريتنا وسيادتنا واستقلالنا… وخياراتنا. لا تنسوا معادلة الداخل، لذلك تعالوا ننتخب رئيسا بالتفاهم الآن، من دون انتظار نتائج الحرب التي ستطول للأسف».
وتطرق باسيل الى الحرب بين الفلسطينيين والإسرائليين: فقال: «إذا سأل سائل ما علاقة لبنان بكل هذا لِنُقحمه ضد اسرائيل، نُحيلُه الى شهداء الاعلام وجرحاه في جنوبنا منذ يومين، ونذكّره بكل اعتداءات اسرائيل على وطننا التي ردعتها بسالة المقاومة». واضاف: «نذكّر السائل ايضا انه ما زال من يراهن عندنا على نجاح مشروع اسرائيل الأحادي التقسيمي في لبنان والمنطقة، نقول له: يا من تراهن على اجتياح اسرائيلي للبنان، ستنتظر طويلا لحظة لن تعود؛ مراهاناتك الفاشلة لم ثبتت فشلك فقط بل أذَت مجتمعنا ووطننا». وأكد أن «لا سلام من دون شبعا والجولان ومن دون عودة اللاجئين الفلسطينيين وعودة النازحين السوريين ودولة فلسطينية حرة مستقلة كاملة الحقوق، ومن دون قدس مفتوحة لكل الناس ولكل الأديان- بغير هذا، لا سلام لك ولا سلام عليك».
جعجع
وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال العشاء السنوي الذي أقامته منسقية زحلة في حزب «القوات اللبنانية» أن «الأوضاع الراهنة صعبة جدا ومرشحة، وللأسف، إلى التطور أكثر وأكثر وتأخذ أبعادا أكثر مما كان متوقعا». وقال: «بعيدا من التوصيفات التي نسمعها عن أسباب ما نشهده اليوم ، نحن معرّضون في كل لحظة لتفجر الأوضاع في المنطقة، في حال لم يتم إيجاد حل لـ«القضية الفلسطينية «وهذه مسلمة ثابتة، وإذا انتهت المحنة الحالية على خير، إن شاء الله، فعلى المجموعة الدولية والأمم المتحدة المباشرة فورا في إيجاد حل للقضية الفلسطينية حتى لا تتأزم مجددا الأوضاع، إن لم يكن بعد شهر فبعد 6 أشهر أو سنة أو ثلاث أو خمس سنوات».
الوضع الميداني
وعلى الصعيد الميداني أمر الجيش الإسرائيلي بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، فيما أعلن حزب الله عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود. وقال انه هاجم «ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة مما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو». وافاد الحزب في بيان آخر «أنه هاجم خمسة مواقع اسرائيلية حدودية هي جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد.
والى ذلك سجل قصف مدفعي اسرائيلي عنيف على خراج مزرعة حلتا وبلدة كفرشوبا، فيما كانت طائرات الاستطلاع تحلق على علو منخفض. وطاول القصف اطراف بلدة راشيا الفخار في قضاء حاصبيا، وأطراف شبعا وكفرشوبا ومرتفعات الهبارية.
كذلك، تبنّت حركة «حماس» امس عمليتي تسلل نفذتهما الجمعة والسبت انطلاقاً من جنوب لبنان.
وتوسّعَ نطاق القصف الأحد ليطال منطقة شتولا داخل إسرائيل، ما يعتبر «رفعاً لدرجة التصعيد»، وفق ما كتب الباحث في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن على موقع «اكس». وقال «إن الطرفين حتى الآن يبدوان ملتزمين بقواعد اللعبة» في إشارة إلى «تفاهمات غير معلنة حول الخطوط الحمر التي يجب عدم تجاوزها تجنباً للتصعيد». ورغم ذلك، حذّر من تصعيد «دامٍ قد يحصل في أي لحظة». واشار الى انه على رغم من أن التصعيد لا يزال محدوداً، لكن «النظر في التفاصيل مهم جداً».
الموقف الاسرائيلي
في هذه الاثناء أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن اسرائيل «لا تريد تصعيدا» على الحدود الشمالية مع لبنان . وقال: «ليس لدينا مصلحة بحرب في الشمال ولا نريد تصعيد الوضع». وتوجه الى «حزب الله» قائلاً: «إن لَجمتم أنفسكم فنحن سنفعل ذلك أيضاً، وهذه الحرب قاتلة وستغير واقع المنطقة للأبد».
واشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في مقابلة مع «إيه.بي.سي» الى اننا «نوصي حزب الله بأن يراقب عن كثب مع يحدث لحماس، ويجب ألا «يتجاوز الحدود».
وأكد الناطق العسكري الإسرائيلي «اننا سنتحرك في كل مكان في الشرق الأوسط لتحقيق احتياجاتنا الأمنية»، مشيراً الى ان «دولة لبنان تتحمل المسؤولية عن إطلاق النار من أراضيها».
اليونيفيل»
في غضون ذلك أعلنت قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب أن مقرها العام في الناقورة أصيب أمس بصاروخ، وتعمل على التحقق من مصدره. وقالت في بيان «هذا اليوم (أمس) شهد تبادلاً مكثفاً لإطلاق النار في مناطق عدة على طول الخط الأزرق بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل»، مضيفة انه «كان هناك سقوط قذائف على جانبي الخط الأزرق، وأصيب مقرّنا العام في الناقورة بصاروخ، ونعمل على التحقق من مصدره»، من دون تسجيل خسائر.
واتصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالقائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال ارولدو لازارو، مُستفسراً عن ملابسات ما حصل، ومشدداً على «التضامن الكامل مع اليونيفيل»، واطمَأنّ الى عدم وقوع ضحايا.

الأخبار: تفاصيل «الصفقة الانسانية» برعاية قطر ومصر
أميركا «تهدأ» قليلاً… والقاهرة تشترط ادخال مساعدات ومنع خروج الفلسطينيين
كتبت “الأخبار” تقول:
تتقدّم إسرائيل يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة من إطلاق عدوانها البري على قطاع غزة. لكنّ المعوّقات لا تتعلق فقط بالحسابات التي يراد إقناعنا بها، مثل تدريب القادة على كيفية تجنب إصابة المدنيين كما أبلغ الأميركيون محاوريهم من العرب، بل تكمن أساساً في أن السقف المرتفع الذي وضعه العدو سياسياً، يحتاج إلى عملية برية كبيرة جداً. وعند هذا الحد، يتوقّف المستوى السياسي عن الكلام، ويُترك الأمر لإجابات المستوى العسكري، حيث يتضح أن القادة العسكريين لا يريدون أي مفاجأة في طريقهم، لذلك يفترضون أنه يجب ممارسة المزيد من القصف ليس لإخلاء السكان من شمال غزة فقط، بل لتوفير درجة عالية جداً من الدمار، فيما تشير مصادر معنية بالاتصالات إلى أن إسرائيل طلبت دعماً عسكرياً أميركياً خاصاً، ولا سيما مخزوناً كبيراً من القذائف المخصّصة لضرب الأنفاق.
إلى ذلك، تفيد المصادر بأن الحكومة الإسرائيلية التي لا تشهد توافقات تامة حول آليات العمل عسكرياً، تواجه تحدياً يتمثل في إصرار الولايات المتحدة على إفساح المجال أمام هدنة مؤقتة، يجري خلالها إتمام «صفقة إنسانية»، تهدف الولايات المتحدة من خلالها إلى تأمين خروج حاملي الجنسية الأميركية وجنسيات أخرى من سكان القطاع، وإطلاق الأسرى الأميركيين.
وعلمت «الأخبار» أن الجهد الأساسي الذي تبذله الولايات المتحدة مع مصر وقطر يتركّز على هذه النقطة. وقد عُرض على قطر مشروع اتفاق يقضي بإطلاق الأسرى المدنيين كافة، بمن فيهم الأميركيون وإفساح المجال أمام خروج «الأجانب» من القطاع، مقابل إدخال مساعدات طبية وغذائية إلى غزة. وفي المعلومات أن القطريين الذين أبلغوا حماس بالمقترح الأميركي عادوا بأسئلة وأجوبة لم تعجب الأميركيين، مثل:
أولاً، تطلب «حماس» تسليمها قائمة بأسماء من تقول أميركا ودول أوروبية أخرى بأنهم في عداد الأسرى الموجودين في القطاع، والتثبت من كونهم مدنيين أو عسكريين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال خلال عملية «طوفان الأقصى». ومن يتبيّن أنهم من العسكريين فإن مصيرهم سيكون مرتبطاً بصفقة التبادل مع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو.
ثانياً، تنفي «حماس» وجود إحصاء شامل لكل الأسرى في القطاع، وقد يتبيّن بعد التدقيق أن من تطالب بهم أميركا قد لا يكونون ممن تم إدخالهم إلى القطاع، وربما كانوا من بين المفقودين الذين لا يزال جيش الاحتلال يبحث عنهم في مستوطنات غلاف غزة.
ثالثاً، تقول «حماس» إن الأسرى ليسوا موجودين جميعاً بيدها أو بيد طرف واحد، وإنهم موزّعون على عدد من الفصائل والمجموعات العسكرية، وإن من سلّمهم المواطنون إلى قيادة الحركة ليسوا كل من تم نقلهم إلى القطاع.
رابعاً، عملية إحصاء كل من هم في عداد الأسرى داخل القطاع تحتاج إلى آلية تتطلب وقتاً غير قصير، وبحثاً يشمل كل القوى والأمكنة، خصوصاً أن عدداً من الأسرى قُتلوا في الغارات التي شنّها العدو، وقد يكون بعضهم لا يزال تحت الأنقاض، خصوصاً من لم تُعرف الجهة التي تحتجزهم.
خامساً، تريد «حماس» هدنة مريحة لا تقتصر على ست ساعات كما يعرض الأميركيون والإسرائيليون، وأن يصار إلى وضع ترتيبات تضمن المساعدات الإنسانية المباشرة مقابل إطلاق المدنيين من الأسرى، وأن العملية الإنسانية يجب أن تكون مضمونة ومقبولة أيضاً، وأن يسمح لأطقم طبية من خارج القطاع بالدخول مع مساعدات كبيرة تحتاج إليها المستشفيات الفلسطينية من جهة، وسيارات إسعاف مجهّزة لنقل أكثر من أربعة آلاف جريح إلى خارج القطاع للعلاج، ممن تبدي دول عدة استعداداً لاستقبالهم، من بينهم مصر.
سادساً، السماح لقوافل المساعدات الموجودة على الجانب المصري من معبر رفح بالدخول إلى القطاع، والوصول بشكل آمن، وضمان عدم تعرضها للقصف، والسماح بتوزيعها على المحتاجين في كلّ مناطق القطاع، وكل ذلك يتطلب وقتاً لا يمكن حصره بساعات محدودة.
التحفّظ المصري
في هذا السياق، أبدى الجانب المصري استعداده للمساعدة، وقالت مصادر رسمية مصرية لمسؤولين في الفصائل الفلسطينية وفي قطر وتركيا إنها جاهزة لاستقبال كل المساعدات الطبية والإغاثية ونقلها إلى القطاع. وأبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركي والقيادات العسكرية المصرية بأنه يجب اتخاذ الإجراءات التي تضمن حصر الخارجين من القطاع بلوائح تُقدم له من قبل الأميركيين وحماس، وأن يصار في الوقت نفسه لانتقال هؤلاء إلى نقل المساعدات، وأن أي محاولة لقيام العدو بفتح النار لترويع الناس ودفعهم إلى المغادرة نحو مصر ستوقف العملية، وأن القرار واضح برفض دخول «أي نازح أو مه

شاهد أيضاً

أكد :”الحرص على عدم رفع الاقساط، لكن بسسب الظروف الضاغطة والصعبة ومن اجل الحفاظ على الطاقات والكفايات الموجودة لدينا وعلى مستوى جودة التعليم، كانت هناك زيادات مع مراعاة كل الظروف”

فضل الله في تخريج طلاب ثانوية الكوثر: “لا تتوقفوا عن طلب العلم فالمقاومة قادرة على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *