#الضحية والقنديل..

قال لي و دون تمهيد: “أريد أن أطلب يدك للزواج، فأنا أحببتك منذ الصغر ،منذ أن رأيتك لأول وهلة، و أكون من أسعد الناس لو يجمعنا بيت واحد”.

كانت مفاجأة بالنسبة لي، وقد لاحظ ذلك فقال لي: “ربما يثير الأمر استغرابك، فأنا احببتك منذ كنت أراك ببيت عمك، لقد كنت بلسما لجروحي وأنا في حالة الضعف والوهن، كانت مجرد رؤيتك تخفف عني ألمي، لقد حاولت مراراً التقرب منك، وكانت نظرة الشفقة تمنعني من ذالك، كنت أحوم دائما حول منزلكم لأمتع روحي برؤيتك، ولم اجرؤ على مصارحتك بالأمر، لقد كانت مشاعري تجاهك كصلاة الغائب، اتهدج بذكرك، وأطهر روحي برؤيتك، وأكتم مشاعري وأبلغ معك بروحي أعلى السموات… انظر الى الفضاء لعلي ألمح وجهك واشتم عبر بخورك لتصفعني رياح قاسية وتتقاذفني امواج موحشة فيرتعش قلبي بمحراب الغياب فكنت في منتصف كل شي لا استطيع التقدم ولا استطيع الابتعاد ولا استطيع النسيان فاخمدت جمرة حبك في اعماقي لعل تشرق شمس افلاكي ويحين خروج شرنقتي المدفونة وتتحول لفراشة بيضاء ترفل فوق ازهار الياسمين لتنسحب جيوش الظلام وجحافله وينبلج الفجر…

كانت كلماته تلامس روحي، فقلت له: “يا “عامر” لقد تفاجأت بالأمر، و إني أحترم كثيرا مشاعرك تجاهي، و لا يمكنني أن أتجاهلها لأنني أعرف جيدا أن العواطف هي الصرح الشامخ في ذواتنا، و لا أخفيك أنني في الماضي كنت أتعاطف معك و أبادلك نفس الشعور بالألم لأنني تجرعت من نفس الكأس، كأس القسوة و العجرفة من قبل تلك المرأة الشمطاء قبحها الله، لكن لم تتحرك مشاعر الحب تجاهك، دعنا نبقى أصدقاء، و دع مسألة ارتباطنا للأيام، فأنا أحتاج للصداقة التي تجمعنا، و لهذه العفوية التي بيننا”.

عدت إلى البيت و أنا أفكر بكلمات “عامر” البريئة و العفوية و الصادقة، لقد استطاع أن يتقرب مني بسرعة، فكنا متناغمين، نضحك للأشياء نفسها و نحزن للأشياء نفسها، كان يقاسمني همومي و تفاصيل حياتي اليومية، ربما يكون هو الرجل المناسب لي، فهو لم يعيرني بما كنت عليه، و لم يسخر مني، و حدثت نفسي: “في نهاية المطاف “عامر” يريد … و أنا أريد … و قلبي يفعل ما يريد”.

شاهد أيضاً

محافظ إب اليمنية يدشن حملة للنظافة الشاملة في مديرية المشنة

حميد الطاهري دشن محافظ إب “وسط اليمن” اللواء عبدالواحد صلاح اليوم، حملة للنظافة الشاملة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *