…فهل الحياة تحبنا فعلاً؟!!

ناريمان علوش 

يُقرّ العلم أنّ العالم ليس مجردَ مكانٍ مادي ولكنّه حالة فكرية، والحبّ ليس مجردَ عاطفةٍ لكنّه مبدأ الأخلاق الذي يقف وراء رقصة الحياة”….
مقطع توقفت عنده في كتاب “الحياة تحبك” للويز هاي وروبرت هولدن، وقد سرحت في فكرتَي الكون والحب إلى أعمق من المقصود ربّما. فالتفكّر يجعل الكون بالنسبة إليّ أكثر شفافية حتى أنني أشعر أحيانا بهمس الذرّات وذبذباتها كلّما احتكّت بجسدي، وقد قرأت مرّة أنّنا في الحقيقة لا نلامس الأشياء مباشرة وإنّما تفصل بيننا وبينها الذرات والالكترونات حتى عند ملامسة أصابعنا لبعضها ستبدو ظاهريا أنها تلامست إلّا أنها في الحقيقة تتلامس عبر الذرات، وكذلك ايضا عند التحام جسدي عاشقين.
هل تعلم أن في هذه الذرات ما يسمى الذرات الشريرة وهي التي تسبب لنا الآلام حيث تكون على شكل أبر وليس كتلك الناعمة. وبالتأكيد فإنّ تعاملنا مع الطاقة هو الذي يحدد أيّ نوع من الذرات نجذب إلينا.
تماما كالمفهوم الذي يؤكّد أن “السلبية” و “الإيجابية” لا يكمنان بالأفكار إنّما بأسلوب تعاملنا معها.
يذكرني هذا القول بموقف او جملة قالها لي يومًا ابني حين كان في سن التاسعة وبينما كنت أقود سيارتي الهيونداي غيتز الصغيرة:
ماما انت بتتعاملي مع سيارتك كأنها فيراري”.
أضحكني جدا تعبيره حينها كما فاجأني اسلوب تفكيره الناضج كجميع اطفال الجيل الجديد لكنه جعلني أبتسم والتفت إلى أنني فعلا اشعر وكأن طريقة قيادتي للسيارة وأسلوب تعاملي معها والحب الذي أمنحها إياها يزيد من تألقّها ويجعلها أكثر صلابة ومتانة.
فهل الحياة تحبّنا فعلًا؟
أعود إلى ما قاله المقطع الذي في بداية نصّي، الحب ليس مجرد عاطفة، هو المبدأ والأخلاق، هو سلوكك مع الأشياء، هو الذرات التي تنتج عن احتكاك بالكون، هو الهالة التي تحيط بك فاعمل على إحاطة نفسك بذرات ناعمة.

فلنبدأ باستعادة براءة طفلنا الداخلي، فالحياة وتجاربها

غالبا ما تجعلنا نشعر بالذنب في الكثير من مراحلها ليبدأ الطفل بالهروب والتلاشي، ولنصفح ولنسامح ذواتنا والكون وكل ما يحيط بنا وذلك لأن مشاعر الصفح تلمّع دواخلنا وتجعلها أكثر صفاء ونقاء.

#للحياة_معنى_آخر
#الحياة_تحبك
#صباح_الخير❤️
#ناريمان_علوش

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *