أرجوك لا تتعلق بي هكذا

🌹موقع مجلة كواليس اعداد زهراء 🌹

أرجوك لا تتعلق بي هكذا ، أنا لستُ مجبرا أن أُساير طريقتك المرضية في الحب ، كَوْني إنسان متشاف يجعلني أرى أمراضك النفسية بكل وضوح و ابتعد..
اعرف انك سوف تقول عني سيء و قاس و عديم المشاعر ، كل هذا لأني أرفض حبك المختل، ارفض استنزافك و ابتزازك العاطفي لي …أرفض أن تُحملِّني مسؤولية سعادتك أو تعاستك ..ارفض دموعك التي تحاول استدراجي إلى عتبات الذنب و الحيرة…أرفض عتابك المستمر لي عن عدم اهتمامي الكافي ، عن عدم سؤالي عنك ، عن عدم احساسي بك …
مُتعِبٌ انت ، تمتص طاقتي ، و كأني دائما أمامك متهم و علي أن أبرئ نفسي …تقول أنك تحبني حد الجنون …آسف لأني لا أشعر بهذا الحب ، أنا أشعر فقط بالضيق ، بالإختناق ، بضرورة تبرير تصرفاتي ، و كلماتي …أشعر و كأني مجبور أن أسكب طاقتي في فراغاتك التي لا تنتهي…
مُرهقٌ أنت ، عندما تتلاعب بالكلمات ، تارة أنا أروع ما حصل معك ، و تارة ليتك ما صادفتني ، و تارة تستصغرني حتى أتناسب مع الحجم الذي ترى به نفسك ، و تارة تمدحني كأني مركز كونك
آسف ، هذه التصرفات لا تجذبني ..لا تحملني سبب تعاستك و ألمك و كسرة قلبك …ابْحَثْ في داخلك عن سر وجودك ، فلا أنا و لا غيري لديه القدرة أن يسعدك أو يُتعسك ، واجه مخاوفك و عقدك الداخلية التي تجعلك تعتقد أن قيمتك لا تكون دون حبي أو حب الآخرين لك . لا يمكنني أن أعطيك حبا عجزتَ أن تعطيه لنفسك ، و لا يمكنني أن أرى قيمتك و انت تختزل هذه القيمة في وجودي في حياتك .

طاقتك مُنفرة ، فيها احتياج و تسلط و سيطرة و حقد و تعلق و بكاء و عتاب …طاقتك لا تناسب طاقتي التي تمثل الحرية و الاستسلام و احترام ارادة الآخر و التفهم و الحب اللامشروط …انا وصلتُ مرحلة الاتصال بنفسي الحقيقية التي ترفض كل انواع التعلقات و لا يمكنها أن تقبل سوى حب خالٍ من السموم ..حب يحمل بداخله الشغف ، لا الخوف و السيطرة و تدمير الذات.
لستَ انسانا سيئا ، و لكن تراكماتك تمنعك أن تعطي الحب أو تستقبلهُ بطريقة صحية …

لستُ افضل منك في شيء ، لقد كنتُ يوما ايضا سجينا لتراكماتي …و ربما يوما ما انت أيضا سوف تسلك الطريق إلى ذاتك …
و لكن اليوم اودعك لأني لا أستطيع مساعدتك في رحلة التصالح مع النفس ، لأنها رحلة فردية لابد أن تخوضها وحدك …

قلمي ✍️ يكتب

شاهد أيضاً

إردوغان والأسد إن التقيا “قريباً”.. في بغداد أم أبو ظبي؟

  توفيق شومان تبدو المساعي العربية والإيرانية والروسية في سباق غير معهود لإنتاج تسوية سورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *