الرئاسة اللبنانية ملف كشف حقيقة التيار وعرى المعارضة


د. محمد هزيمة

كواليس – لا تزال حركة الموفد القطري ناشطة متنقلا بين اروقة المرجعيات اللبنانية بعيدا عن صخب الإعلام حاملا طرحا سياسيا مدفوعا بدعم الخماسية الدولية بما فيها فرنسا التي تراجعت خطوة نحو الخلف بمبادراتها تماشيا مع ظروف المرحلة بعد اقفال منافذ الحلول داخليا أمام مبعوثها بناء لرغبة أميركية تعتبر الظروف الحالية غير مؤاتية نسجته سفيرتها في بيروت بهدف تلاقت فيه المصالح لقطع الطريق على الممانعة ومرشحها سليمان فرنجية وفتح الباب امام قائد الجيش العماد جوزيف عون لوصوله إلى بعبدا، وكلفت قطر بإنجاز المهمة لاعتبارات عدة منها مصالح اقتصادية وعلاقات مع نافذين، وهي صاحبة سابقة انجزت تسوية الدوحة التي أرست ثوابت مرحلة من تاريخ السياسة اللبنانية الحالية، وفتحت الباب امام قطر لخوض غمار السياسية الدولية باجندة أميركية اعطتها هامشا على حساب السعودية.

أما مصر فهي تسعى حالياً لتكريسه في لبنان بدات أولى خطواتها عن بعد العمل لإفشال المبادرة الفرنسية داخليا والتوجه إلى إيران لطلب المساعدة من الجمهورية الإسلامية باستعمال نفوذها مع حزب الله والمساهمة في حل أزمة لبنان الداخلية وانتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية إلا أن سلبية الجواب الإيراني كانت محبطة لدبلوماسية الدوحة “بان الجمهورية الإسلامية تعتمد سياسة عدم التدخل في الشؤون الخارجية للبلدان خاصة الصديقة منها”، ولم تقف مهمة الدوحة عند هذه الحدود الخارجية بل اقتحمت الداخل اللبناني الى عقر التيار الوطني الحر بشخص رئيسه الحليف اللدود لحزب الله والخصم اللدود لوصول قائد الجيش الى بعبدا فاستغلت الدوحة تقاطع رئيس التيار مع المعارضة المسيحية على ترشيح وزير مالية حكومة الرئيس السنيورة جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية وانقلابه على ثوابت تياره والسير بطريق اسقط فيه شعارات التيار من “التغيير والإصلاح” وصولا إلى شعب لبنان العظيم واحرق معه أوراق الأبراء المستحيل في واقعة تشظي التيار كحركة وطنية غيبت دوره المقرر على الساحة اللبنانية ليكون فصيلة ملتحقا بفريق أعداء الامس وخصوم اليوم تجمعهم اللاثقة بشخصة وتياره ليكونوا معا فريق مواجهة المقاومة وخيار حزب الله وكسر هيبته وكانت النتيجة عجز عن تأمين حد ادني لمرشح المهمة ازعور الموعود أميركيا بموقع حاكيمة مصرف لبنان التي لا تزال عين باسيل عليها لتياره وأخفق بها وغيرها كليا بهذه المرحلة لشخصانية حكمت باسيل وكيدية يعيشها ضمن محازبيه وغوائية سياسية رفع فيها باسيل مطالب شعبوية تحاكي طموح المسحيين لاستعادة امتيازاتهم ورغباتهم بالماضي التي تضرب وحدة الكيان وتخالف الدستور بدء باللامركزية الموسعة اي التقسيم المقنع وصولا الى الصندوق السيادي للثروات النفطية وفيه اطباق على الدستور وكل ما فيه من مبدا فصل السلطات بمحاولة يريد منها باسيل رفع سعر تياره على الساحة المسيحية بعد أن فقد دوره الوطني وتبددت شعاراته ليكون جزء من فريق انعزال له مريديه المحدودين في نظام تمزيق العيش المشترك ومشاريع الفدرالية وتقسيم لبنان والتخلي عن القرار الوطني وهذا يمثل شريحة محدودة وليس أكثرية مقررة توجها باسيل بارتكاباته جريمة طلب شرط تعجزي ثمن المشاركة بالحوار الذي كان دعا إليه الرئيس نبيه بري هدف منه زعيم ميرنا شالوحي كسب مزيد من الوقت حتى يحين موعد خروج قائد الجيش من المعادلة الرئاسية ليمني نفسه انه على طريق تحقيق انتصار بتراجع المبادرة الفرنسية وان انتصاره يكتمل حين يبدأ البحث عن مرشح خارج الأسماء المتداولة باعتبار أن ازعور انجز مهمة قطع طريق بعبدا على الوزير فرنجية وتمسك الثنائي بترشيحه أخرج قائد الجيش من ميدان السباق وقد غاب عن بال الصهر المدلل ان القرار ليس في لبنان وانه أداة في مشروع أكبر من حجم تياره يتجاوز حدود موجة ركبها حديث نعمة السياسة وريث التيار على حساب فريق له مشروعه الوطني ومشروعيته ويمتلك أوراق سياسية وعسكرية تتجاوز حدود لبنان أمنيا وتضعته لاعبا على الساحة الإقليمية فاعلا ومقررا قويا بمقاومته وليس ضعيفا بطموحات المناصب او اللاهث خلف رفع العقوبات ولو كلف ذلك انقلاب فيه نوع من الخيانة العظمى مارسها جبران باسيل ويدفع ثمنها لبنان وأكبر الخاسرين الشارع المسيحي

شاهد أيضاً

خميس القطيطي: بصمات الدبلوماسية السورية من فارس الخوري الى بشار الجعفري

خميس القطيطي قدمت الدبلوماسية السورية بصمات مشرفة على الصعيد الدولي وقدمت أسماء لامعة دافعت عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *