الجيش اليمني بين المؤامرات و الصمود

✒️العميد/فؤاد يحيى الموشكي

دائماً ماتمر على الجيش اليمني مراحل خطيرة يسعى من خلالها الأعداء لإبقاء اليمن من دون جيش ومع تغير الأنظمة من ملكية إلى  جمهورية الإ أن طبيعة الإنسان والدولة اليمنية لاترضى الإ بجيش منظم يحمي البلاد من أي غزو خارجي وكلما حيكت المؤامرات لتدمير وتفكيك الجيش الا أنه سرعان مايعيد ترميم نفسه والنهوض من جديد واليكم نبذة مختصرة عن تاريخ الجيش اليمني والمؤامرات والمعوقات التي رافقته منذ بداية تأسبسه الى الوقت الراهن:

منذ أن أسس الإمام الهادي «يحيى بن الحسين بن القاسم» (245هـ-298هـ، 859م-911م) الدولة الزيدية الهاشمية عام 284هـ، 897م، وحتى 1919م، وهو عام تأسيس الجيش النظامي، فإن تلك الدولة التي تميزت بكثرة أشياعها في المناطق الشمالية والشمالية الغربية والمناطق الشرقية من المرتفعات الوسطى وكذلك كل الدول أو الدويلات التي عاصرتها، قد اعتمدت في حروبها التي خاضتها في مواجهة منافسيها، بشكل أساس على أنصارها من رجال القبائل الذين يسكنون المناطق الشمالية والشمالية الغربية والشرقية، وذلك النوع من المقاتلين يمكن تصنيفه في إطار ما عرف، تاريخيًا، بـ«الجيوش الوطنية التقليدية»، التي كان يقودها رؤساء العشائر، والتي ليس لها أية صفة نظامية، باعتبار أن كل رجل في القبيلة جندي من جنودها
، وكان تشكيلها يتم عند الحاجة إليها، أو بتعبير آخر، عند ظهور مشكلات تمس مصالح القبيلة أو الدولة، حيث يتم استنفار المقاتلين بواسطة رؤساء العشائر وشيوخ القبائل، الذين يصبحون عند ذاك، هم «مقدمو» الجيوش القبلية، وقادتها في المعارك الحربية.
تم إنشاء الجيش المظفر عام 1919م، في العام التالي لجلاء الأتراك من اليمن، وتم تشكيله من عدة تشكيلات وهي «الحرس الخاص للإمام (العكفة)» وجيش الضبطية وبقايا الجيش العثماني الذين فضلوا البقاء في اليمن والقبائل المحيطة بصنعاء وبعض المناطق القريبة منها، واختار الإمام يحيى حميد الدين القبليين في الجيش بعناية. تشكلت للجيش المظفر قيادة عليا أطلق عليها اسم (إمارة الجيش) تكونت من أمير ووكيل للجيش وهيئة أركان حرب أطلق عليها اسم «أركان حربية الجيش المظفر»، تتبع إمارة الجيش وتضم ثلاث عشرة شعبة:
عندما أنشئ الجيش المظفر كانت مخازن السلاح مليئة بأعداد كبيرة من البنادق مختلفة الأنواع (حوالي 400.000 بندقية) بالإضافة إلى بطاريات مدفعية خفيفة وثقيلة، من عيارات وأزان مختلفة، وفقا لاحتياجات البيئة المتنوعة في اليمن، وكذلك أنواع مختلفة من الرشاشات الإنجليزية والعثمانية والإيطالية. وفي عام 1922 عقدت الحكومة عدة اتفاقات وصفقات لتسليح الجيش مع دول وأفراد كانوا يمثلون دولهم ويأتون إلى اليمن تحت واجهات علمية أو تجارية. ومن تلك الدول إيطاليا وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى عدد من سماسرة السلاح تم الاتفاق معهم بصورة شخصية. وخطى النظام الإمامي بعد ذلك خطوات أخرى حذرة فيما يتعلق بتسليح الجيش وتحديثه بلغت ذروتها عام 1956 إلى جانب إخضاع القبائل المتمردة وحماية الإمام والأمراء والشخصيات العامة في الدولة، فإن الجيش يقوم بأعمال الضبط القضائي، والجبايات بالإضافة إلى الأعمال العسكرية المعروفة في الحدود.

إنشاء الجيش الدفاعي
=============

الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن
بعد أن تمكن الإمام يحيى من تحقيق أهم أهداف دولته وحقق قدرًا أكبر من السيطرة على المناطق القبلية وشكل من أبنائها جيشه النظامي الأول، وخاض بهم حملات عسكرية ضد بعضهم وضد كل محاولات التمرد التي واجهتها دولته في مناطق مختلفة من اليمن، تعرض للخطر الإقليمي الآخر (المعروف مسبقًا) من الحدود الشمالية والشمالية الغربية للدولة المتمثل في آل سعود الذين ضموا أجزاء من الأراضي اليمنية ممثلة في المخلاف السليماني (نجران وجيزان وعسير)، وكذلك اشتد خطر الأطماع البريطانية على المملكة من الجهة الجنوبية.
وعندما وصلت التوترات مع السعودية وقوات الاحتلال البريطاني إلى مستوى الاشتباكات العسكرية التي حدثت على الأطراف عام 1934 في الحرب السعودية اليمنية آنذاك، تبين للإمام بعد أن خسر الوطن أجزاء عزيزة منه، أن جيشه دون مستوى منازلة الجيوش النظامية المدربة تدريبا جيدًا والأفضل عدة وعتادًا.
وفي ضوء نتائج تلك الحرب، ونظرًا لتعثر محاولات إصلاح الجيش المظفر، وكذلك ظهور تذمرات في أوساط الضباط، والمستنيرين من دعاة الإصلاح إثر هزيمة الجيش في الحربين، فقد استقر رأي الإمام يحيى حميد الدين على إنشاء جيش جديد وهو «الجيش الدفاعي» عام 1936 يقوم على الخدمة الإلزامية لكل حاملي السلاح بغض النظر عن المستوى العمري. وإصدار تعليمات ملزمة بذلك.
اتخذ الجيش الدفاعي شكلًا آخر من أشكال التنظيم وهو التنظيم الرباعي لكل مستوياته الهرمية. وكانت الأربعة أفواج هي، تقريبًا، قوام كل دور من الأدوار الستة عشر كما تشير سجلات ذلك الجيش. وقد كان الشكل العام للتنظيم الهيكلي للجيش الدفاعي على النحو التالي:

أمير الجيش الدفاعي.

وكيل الجيش الدفاعي.

قادة الطوابير.

قادة السرايا.

قادة الفصائل.

قادة الجماعات.

الجنود.

تحديث الجيش

بالنظر إلى الضغوط الغربية بعدم تسليح الجيش اليمني إرضاء للسعودية اتجه الإمام محمد البدر بن حميد الدين إلى تحسين علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر وحكومة الثورة في مصر، التي أمدته ببعض الخبراء العسكريين والمدرسين. كما اتجه صوب المعسكر الاشتراكي السابق وعقد مع بعض دوله، وخاصة الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا والصين، اتفاقيات تضمنت: تزويد اليمن بالأسلحة وصيانتها وتدريب اليمنيين عليها، وشملت 42 طائرة حربية مختلفة و30 دبابة من طراز تي 34 و50 دبابة من عيار 100 ملم مدافع اقتحام و100 مدفع ميدان و70 ناقلة جنود مدرعة و70 سيارة نقل «زل وفورجوٍ».
وقد مثلت تلك الصفقة خطوة كبيرة متقدمة، بل قفزة نوعية في تاريخ الجيش اليمني بالمقارنة مع ما قبلها، فكان لها ما بعدها منذ ذلك التاريخ وحتى يوم 26 سبتمبر 1962. وقد ترتب على صفقات التسليح خطوات إصلاحية أخرى، أهمها:

إعادة فتح الكلية الحربية عام 1957.

إنشاء مدرسة الأسلحة في كل من صنعاء وتعز عام 1957.

إنشاء كلية الطيران عام 1958.

إنشاء مدرسة ضباط الصف عام 1958.

إنشاء مركز تدريب المدفعية عام 1958.

إنشاء كلية الشرطة في تعز عام 1959، وتخرجت الدفعة الأولى منها هناك.

إستقدام بعثة تدريبية– تعليمية سوفياتية

استقدام بعثة تدريبية– تعليمية مصرية.

استقدام بعثة تعليمية عسكرية سوفياتية.

تشكيل وحدات جديدة هي:

الجيش الوطني : وتشكلت له إمارة مستقلة أسوة بالجيشين المظفر والدفاعي، وكان أميره هو العقيد محمد حميد.

فوج البدر، وهو أول وحدة مدرعات في الجيش اليمني.

أنشأ ولي العهد (البدر) مكتبًا خاصًا يتبعه مباشرة ومهمته الإشراف والسيطرة المباشرة على إمارات الجيش، وكان ذلك المكتب هو بمثابة المقدمة لتشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة التي ظلت تدار بواسطة إمارات الجيوش (المظفر، الدفاعي، الوطني، فوج البدر).

حجم الجيش قبيل الثورة

مع بداية العقد السادس من القرن العشرين، وبعد تلك الإضافات الكمية والنوعية التي تمت في الجيش اليمني خلال المراحل المختلفة لنشوئه، فإن تعداد قوامه البشري قبيل ثورة 26 سبتمبر 1962م قد بلغ (40447) فردًا من مختلف الرتب، موزعين على وحدات على النحو التالي:

الجيش المظفر: (22090) فردًا من مختلف المستويات التراتبية.

الجيش الدفاعي: (15990) فردًا من مختلف المستويات التراتبية.

الجيش الوطني (1396) فردًا من مختلف المستويات التراتبية.

فوج البدر: (971) فردًا من مختلف المستويات التراتبية.

الدور السياسي للعسكريين

ثورة 26 سبتمبر اليمنية
===========

بلغ الدور السياسي العسكري ذروته في 26 سبتمبر 1962، وذلك عندما تمكن تنظيم الضباط الأحرار، وبمشاركة فاعلة من قوى اجتماعية متعددة، من الإطاحة بالنظام الملكي، وإعلان النظام «الجمهوري» الذي تضمن أهدافًا سياسية واجتماعية واقتصادية تكفل الانتقال بالمجتمع اليمني إلى مرحلة تاريخية جديدة، وتحقق تحولات ملموسة في جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية.
ولم تكن ثورة 26 سبتمبر، كحدث تاريخي غير عادي بالنسبة للمجتمع اليمني، إلا محصلة لصراع اجتماعي مرير خاضته كل القوى الاجتماعية المستنيرة التي آمنت بضرورة وحتمية التغيير، وضمت صفوفها مستويات مختلفة من طبقات وفئات وشرائح المجتمع اليمني. وعندما حان موعد الحدث الثوري، كان العسكريون يقفون في طليعة تلك القوى، ليس ذلك فحسب، بل لقد أصبحوا المحور الرئيس الذي يمسك بزمام التحرك نحو التغيير بحيث لم يكن للقوى الاجتماعية الأخرى إلا أن تلتف كأطراف، حول محور ذلك التغيير. فقد شهدت ساحة العمل السياسي (السري) في اليمن نشاطًا مناهضًا للنظام الإمامي منذ بداية العقد الثالث من القرن العشرين، وشمل ذلك النشاط قوى اجتماعية مختلفة، كان في طليعتها مثقفو المدن، بمن فيهم بعض العسكريين الذين ظلوا يمارسون نشاطهم في إطار الحركة السياسية– الاجتماعية التي حملت على عاتقها عبء الدعوة إلى الإصلاح، ثم العمل من أجل التغيير، وشاركوا في إنقلاب 1948 وانقلاب 1955 الفاشلتين.
ومع نهاية العام الأول من ستينات القرن العشرين، كان العسكريون قد نهجوا نهجًا آخر في نشاطهم المضاد للنظام الإمامي، حيث أنشأ البعض من صغار ومتوسطي الضباط تنظيمًا سياسيًا- عسكريًا خاصًا هو «تنظيم الضباط الأحرار» وأصبح دورهم أساسيًا، وحاجة القوى الوطنية إليهم ملحة فيما يتعلق بإنجاز الأهداف الرئيسة لقوى المعارضة.
كان تنظيم الضباط الأحرار، قد اقتصر في عضويته على صغار ومتوسطي الضباط، وكان التنظيم في ما يتعلق بمسألة الحكم، كما يقول بعض قادته (مقتنعًا تمام الاقتناع) بعدم تحمل المسؤولية السياسية الجسيمة في الحكم، تاركًا تلك المسؤوليات السياسية للآباء من العسكريين والمدنيين الذين سبق لهم أن خاضوا تجارب سياسية كثيرة، على أن تسير الأمور وفقًا لأهداف الثورة الستة التي أعدها التنظيم، وعلى أن يمثل التنظيم في مجلس قيادة الثورة شخصان من اللجنة القيادية هما الرئيس (النقيب) عبد اللطيف ضيف الله والملازم علي عبد المغني، وبقية عناصر التنظيم تتفرغ لبناء الجيش الوطني القادر على حراسة البلاد وحماية الثورة ومكاسبها. ويعلل الضباط السبتمبريون ذلك بقولهم: «إن الثورية التي تمنح أصحابها حق الاستبداد بالحكم دون فسح المجال للخبرات والكفاءات الوطنية لا تعتبر ثورية وإنما انتهازية»

في الشمال اليمني كان مسار التطور التاريخي للجيش مختلفًا إلى حد كبير عما حدث في الجنوب، فقد ورث الحكم الجمهوري الذي استولى على السلطة في ثورة 26 سبتمبر (1962) هياكل اسمية للدولة وأجهزتها، وكان الجيش إحدى تلك المسميات الهشة ، ثم عملت أحداث الحرب الأهلية بين الملكيين والجمهوريين (1962-1970) على إبطاء عملية بنائه بطريقة صحيحة، وظل محكومًا بقوى النفوذ القبلي والعسكري ومخترقا من أكثر من جهة حزبية، الأمر الذي جعله يفتقد وحدة القيادة ووحدة العقيدة القتالية، على العكس مما كان موجودًا في الجنوب.
وانعكست حالة عدم الاستقرار السياسي والتنازع على السلطة على الجيش، خاصة بعد اغتيال الرئيس السابق إبراهيم الحمدي (1974)، وتمرد قطاعات مهمة منه (قوات العمالقة) ضد الرئيس السابق أحمد الغشمي، وصولًا إلى الانقلاب الناصري العسكري في أكتوبر 1978 والذي رغم فشله فإنه زاد من حالة الانقسام والتدهور في الجيش، حتى وصل إلى أسوأ مراحله في حرب 1979 اليمنية مع الماركسيين في الجنوب، عندما انكشف ضعفه وسوء أوضاعه، وعجزه عن الدفاع عن أراضيه.
ومن المفارقات المثيرة أن حرب 1979 اليمنية كانت حدًا فاصلًا في تاريخ جيشي اليمن فيما يتعلق بمراحل القوة والضعف، فالجيش في الجنوب بدأ يعاني في ثمانينيات القرن الماضي من مرحلة تدهور في وحدته وجاهزيته القتالية بسبب تصاعد الصراعات الدامية داخل الحزب الاشتراكي الحاكم في اليمن الجنوبي.

فترة الحمدي
========

إبراهيم الحمدي ثالث رئيس للجمهورية العربية اليمنية
(يونيو 1974 – أكتوبر 1977)
بعد استقالة الأرياني صعد الرئيس إبراهيم الحمدي للحكم وبعد عام من ذلك في 1975، جرت إعادة تنظيم واسعة للقوات المسلحة، وتم عزل عدد من كبار القادة واستبدل بهم قادة وطنيون وكانت فترة حكمه هي الفترة الذهبية للجيش من حيث الوطنية والتنظيمية والمهنية وهذا ماأدى الى أغتياله بتخطيط أمريكي سعودي .

فترة الغشمي
========
لم يستمر الإ أشهر في حكمه ولم يحدد نظرته حيال الجيش الإ أنه كان معروف بإرتباطاته الكبيرة مع السعودية.

فترة صالح
========

فترة حكم علي عبدالله صالح هي الأسوء بال نسبة للجيش اليمني فقد بدأ بتشكيلة وتعيين قاداته لأقربائه أو لإبناء قبيلته أو للموالين له وساد في فترته إرتباط القرار السيادي والتسليحي للجيش للولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.

إعدة توحيد اليمن 22 مايو 1990
================
عند توحيد اليمن كان هناك جيشين .جيش جنوبي آيل للإنهيار بسقوط الإتحاد السوفيتي الذي كان يعتمد عليه الجيش الجنوبي تسليحا وتدريبا وإمدادا وجيش شمالي مسلوب القرار الوطني ولم تكن هناك خطة لتوحيد الجيشين فنشبت حرب 1994 وتغلب الجيش في الشمال على الجيش الجنوبي ثم بعد ذلك إنخرط ضباط وأفراد جيش الجنوب في الجيش الشمالي مع وجود مظلوميات عدة وأصبح الجيش يتحكم فيه علي عبدالله صالح وآسرته وقليلته.

ثورة الشباب اليمنية 2011 وهيكلة الجيش اليمني
================

مشاهد يومية للمظاهرات المطالبة برحيل النظام فيصنعاء، ومحافظات يمنية عديدة
لعب الجيش اليمني، في ظل حالة الانقسام والاستقطاب السياسي والاجتماعي الحاد خصوصًا بين بعض الأطراف، دور الضامن الوحيد للاستقرار، والحفاظ على وحدة البلد وحماية مصالحه العليا. وقد سعت قرارات الهيكلة لإصلاح مؤسسة الجيش في ثلاثة جوانب رئيسية، كان أهمها إنهاء حالة الانقسام في الجيش الناتج عن انشقاق جزء كبير منه وانضمامه إلى الثورة الشبابية، وذلك بتفكيك منظومة الحرس الجمهوري المحسوبة على النظام السابق (تقدر بـ 33 لواء مع القوات الخاصة)، والفرقة الأولى مدرع المحسوبة على الثورة (تقدر بـ 23 لواء)، وتوزيع ألويتهما ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للجيش. والجانب الثاني، إعادة البناء المؤسسي للجيش ومعالجة الاختلالات البنيوية والمؤسسية العميقة، الناتجة عن السياسات التي مارسها نظام علي عبد الله صالح في الجيش خلال 33 سنة.
أما الجانب الثالث الذي هدفت إليه الهيكلة، فهو إصلاح علاقة الجيش بمنظومة الحكم والسياسة، من خلال استبعاد وإضعاف مراكز النفوذ السياسية فيه، وتحويله إلى مؤسسة احترافية محايدة تخدم مصالح الدولة العليا فقط، متجردة من الولاءات الفرعية، ولا تنحاز لمصلحة أي طرف سياسي أو اجتماعي. ورغم أن قرارات الهيكلة حققت خطوة مهمة في هذا الجانب، إلا أن الواقع يشير أنها وحدها لا تكفي، وهناك حاجة ماسة لإجراءات إضافية، تحتاج إلى وقت، وقبل ذلك إرادة سياسية حقيقية ونوايا صادقة؛ فقد أظهرت الثورة وجود خلل في التركيبة البنيوية للجيش، وضاءلت التعدد الاجتماعي فيه كون قبيلة الرئيس صالح كانت الرافد البشري الأول له لسنوات طويلة. وضعف الوعي القيمي لمنتسبيه، وظهور الحاجة لإصلاح العقيدة القتالية، وإعادة بناء منظومة القيم واتجاهات الولاء لدى منتسبيه، بما يؤدي إلى تعزيز وظيفة الجيش كمؤسسة للدمج الاجتماعي، وإعلاء الهوية الوطنية لتكون فوق الهويات الفرعية المناطقية والحزبية والمذهبية داخل الجيش. ويحتاج ذلك إلى ترسيخ الشعور بالعدالة والمساواة لدى منتسبيه، والالتزام الصارم بالمعايير المؤسسية في منح الترقيات والتعيين في المناصب، وتفعيل أنظمة المحاسبة والمساءلة ونظام التقاضي داخل المؤسسة العسكرية لمنع الانحرافات والبت العادل في التظلمات.

فترة هادي
======

الرئيس عبدربه هادي بدأ بهيكلة الجيش حسب ماخرج به مؤتمر الحوار الوطني لكنه عوضا عن هيكلة الجيش بأيدي وطنية وتأسيس جيش وطني قوي بعيد عن العصبيات والإنتماءات لكنه جعل أمريكا والدول الأخرى تدخل في عملية هيكلته وكشف أسرار عسكرية لهذه الدول

ثورة21 سبتمبر 2014
==========
بعد أن لاحظ الثوار اليمنيين بقيادة أنصار الله والأحرار من جميع الأحزاب وضباط الجيش الوطنيين أن هادي وحكومته يسعون عبر هيكلة الجيش هو السماح للأمريكان بالإطلاع على المعلومات السرية للجيش عبر حجة هيكلة الجيش وتنظيمة لكن كان الهدف الأساسي من هيكلة الجيش هو تفكيك الجيش وتدمير أسلحته والحصول على المعلومات السرية له فقامت ثورة 21 سبتمبر محاولة إحباط تلك المحاولات لكن عند نجاح الثورة أسرعت السعودية ومايسمى دول التحالف ومن ورائها أمريكا والدول الإستعمارية بإنشاء تحالف عسكري وقاموا بقصف جميع معسكرات الجيش وأسلحته بحسب المعلومات التي أستولوا عليها أثناء حجة هيكلة الجيش ومن بعض القيادات العسكرية العميلة ..
لكن أحرار الجيش وأنصار الله وأحرار الشعب أخلوا ماأستطاعوا من أسلحة الجيش وبدأوا بالتصدي والمقاومة والحفاظ على ماتبقى من الجيش وأسلحته وبالفعل وبعد تسع سنوات من القصف والحصار هاهو الجيش اليمني يستعيد عافيته وبخبرات أكثر عملياتية وقتالية وتسليحية وسيشكل الجيش اليمني مستقبلا رقما صعبا أمام بقية الجيوش…

شاهد أيضاً

“ هواوي” وهجومها العكسي على العقوبات الأميركية

نعمت الحمد كانت شركة “هواوي” متفوقة على العالم في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس، ما مهّد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *