رلى مذبوح
الآن أعلم ،
لِمَ تتعانق حبات المطر وتستسلم لقبلات الارض وعبير التراب …
لمَ يختالُ النسيم على جبهتي ، ويراقص خصلات شعري ، ويتغلغل في طيات قميصي …
لمَ الغيمات ترتدي نقاب النور ، وتتأنق خجلاً على مسرح السماء….!!!
الآن أعلمُ ،
لمَ يطرق الفجر باب الصُّبحِ بنغمة العصافير ، وأغنية الأمل وثرثرة البسمات ….
لمَ يترك الليل نجماته على مفارق الأوقات ، كغانياتٍ تضفي سحر الخطيئة على ملل الساعات …!!
الآن أعلم ،
لمَ يبتسم لي ذاك الفتى الوسيم وهو يفتح باب المصعد ويلقي التحية …!
لمَ رقصتُ حافية القدمين على أنغام عودٍ يعزف ” ألف ليلة وليلة ” !!
لمَ يدغدغ الحلم عينيّ وتلامس أناملي حدود القصيدة …!!
الآن أعلم ،
لمَ أمضيت أربعين حولاً في هودج كلماتي وأمنياتي …!!
الآن أعلمُ ،
لم عُلِّقْتُ صورةً على جدرانِ حياةِ رجالٍ كُثُر …
وكُتِبْتُ قصيدةً على أوراقِ رجال كثر …
وفرِحتْ بملامسةِ اسمي نبرةُ رجالٍ كثر …
ج
الآن أعلمُ …
أنني وُجِدتُ ، ووُجدْتَ انتَ ، ووُجدَ الكون …. لأهواك
رلى مذبوح
٢٥ أيلول ٢٠٢٣م