محبَّتكم شفاء

د. علي رفعت مهدي

أردتُ أن أكتبَ عنهما …
وجدتني في محرابٍ من محاريب الحبّ …
في لحظةِ صلاةٍ مليئةٍ بكلِّ معاني الوفاء … بكلِّ حروفِ النقاء والصفاء والمحبّة والصدق والإخلاص والإيمان والتفاني …

مع الراحل الكبير الأستاذ محمود نون رئيس حركة الرِّيف الثّقافية .

 

لستُ أبالغُ في توصيف المحبة التي يحملها قلبي لأخٍ زميلٍ صنعنا معه ومع المخلصين أمثاله ونظرائه أسمى بناء إنساني تربوي منذ تسعينيات القرن الماضي ؛ فأخي الحاج الأستاذ علي شريف كادرٌ أساس من كوادر وشموع الإمام موسى الصّدر القائل : ” لسنا أطفالا ولا قبائل ؛ بل كوادر وشموع وروّاد ” …
هو الذي وهبَ الحياة أسمى الطاقات الخلاّقة من البنات اللواتي تخرّجنَ في شتّى الإختصاصات العلميّة الرفيعة …
وهو مصداقٌ ورمزٌ من الرساليين الذين كانوا _ وما زالوا _ يعملون بصمتٍ متوجّهين في عملهم لله يبتغون وجه الله ؛ مؤمنين بأنّ العمل عبادة إنسانيّة رسالية وأنَّ التعليم صلاة يتقرّبُ بها المعلّم إلى الله من خلال صناعة النفوس والعقول ؛ إلتزامًا بمقولة الإمام الصّدر :” العمل جزء من الإنسان، الإنسان يكتمل بالعمل، لأنّه ينمّي فيه النزعة والشعور والصفة، ذلك عندما يصبح العمل عبادة الإنسان…”.

الحاج علي شريف ود. محمد احمد المصري

وأمّا قرَّة عيني د. محمد أحمد المصري فهو الذي كان منذ أكثر من عشرين عامًا طالِبًا على مقاعد الدّراسةِ : ذكيًّا نجيبًا خلوقًا مهذّبًا رساليًّا وهو اليوم الطبيب اللامع والعقل الخلّاق والإنسان الإنسان؛ النّبع الدافق بالصدق والشفافية والمحبة والمودة ؛ لا تأخذه في الله لومة لائم ، لا يعرفُ أن يحقد أو أن يرقص على جراح النّاس ؛ لهذا تراه ولو على حسابِ نفسه من أسمى المصاديق النبيلة في خدمة الناس و ” خدمة الناس قمّة العبادة ” … فبوركت أيها الحبيب العابد د. محمد احمد المصري وأنتَ المنتمي إلى بيت العلم والثقافة والمعرفة والأدب والإيمان … البيت الذي تعهده الأبوان الراقيان علمًا وإيمانًا وكنت منه مع أخي د. علي ود. سارة [ المصري الأخت ود. سارة الطلياني شريكة الحياة ] منارةً من منارات الأدب والعلم …العلم الذي آمنتَ أنّه مستقبلنا الذي يجب أن يكون المنطلق والنهاية عملا بتعاليم السيد الأستاذ المرجع الراحل محمد حسين فضل الله القائل :”مستقبلنا هو العلم، فالذي ينطلق بالعلم ليؤسس نفسه، ويؤسس الآخرين، فإنه ينطلق في صنع المستقبل ….”.
هذا المستقبل نعمل من أجله واثقين بقدراتكم في كلّ المواقع التربويّة والطبيّة والخدماتيّة والإنسانيّة لتبقى الحياة رائدةً خلاقة واعدة كما عملتم منذ سنوات وسنوات تعاقبت وانتم لا تزالون قلبَ الحياة النابض بالثقة والأمل والعزيمة …
أيها الحبيبان العزيزان أخي الكبير الحاج علي شريف ود. محمد المصري .
كونا كما تحبّان وتعملان بوحي وصية السيد لنا جميعا :
” أيها الأحبة: ثقوا بأنفسكم، فأنتم في موقع عبادة، فعندما تخلصون لله، وتنفتحون على آلام المتألمين أعطوا المريض من قلوبكم أكثر مما تعطوه من خبرتكم ، لأن للقلب دوره الكبير في معنى الشفاء … ” .
الحبيبان العزيزان:
د. محمد احمد المصري وعائلته التي أحبّ
الحاج علي شريف العصاميّ الأبيّ
دامت محبتكم وصدق انسانيتكم وعظيم وفائكم ..

علي رفعت مهدي
١٨ أيلول ٢٠٢٣م.

شاهد أيضاً

بردونيات

عبدالله_البردوني عجز الكلامُ عن الكلام والنور أطفأه الظلام والأمن أصبح خائفاً والنوم يرفض أن ينام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *